كامبانيلا (توماس) Campanella (Tommaso-) - Campanella (Tommaso-)
كامبانيلا (توماسو ـ)
(1568ـ 1639)
توماسو كامبانيلا Tommaso Campanella فيلسوف شيوعي طوباوي إيطالي، ولد في ستيلو Stilo في مملكة نابولي (إيطاليا) وتوفي في باريس. انضم إلى السلك الكهنوتي الدومينيكاني في سن الخامسة عشرة، واعتنق آراء الفيلسوف الطبيعي تيليزيو B.Telesio، وعارض النزعة المدرسية، وخاصة لاهوت القديس توما الأكويني[ر] Th. Aquinas المعتَمد في رهبنة الدومينيكان. ولم يعجبه أرسطو فهاجمه بحجة استحالة التوفيق بين فلسفته والمسيحية.
انخرط كامبانيلا في السياسة، وتمرد على الاحتلال الإسباني، وحرض الفلاحين في كالابريا calabria على الثورة، وتنبأ بالثورة الإشتراكية، وطالب بإلغاء الملكية، فألقى الإسبان القبض عليه عام 1599، وسجنوه في نابولي مدة 27 سنة، وعدوه شخصاً شديد الخطورة. كان يقرأ ويكتب في السجن، ويهرّب أصدقاؤه مايكتب وينشرونه خارج نابولي. وعندما أفرج عنه أعادوا القبض عليه بأمر محكمة التفتيش، بتهمة الكفر والهرطقة، لكنه استطاع الإفلات، بعد أن تدخل البابا وساعده على الفرار إلى فرنسا، فعاش في دير الدومينيكان بقية عمره، وقد أكرمه الملك لويس الثالث عشر. من أهم مؤلفاته: «دولة المسيح» Monarchia Messiae« و«مدينة الشمس» Civitas Solis ء(1623) و«الدفاع عن غاليليو» (1622). و«الميتافيزيقا» Metafisica ء(1638) و«اللاهوت» Theologia ء(1613ـ1614).
تناولت فلسفة كامبانيلا مسائل المعرفة ومبادئ الوجود، فكان أول فيلسوف يقول بالوعي الذاتي كأساس للمعرفة واليقين. وميّز بين المعرفة الباطنة Notitia Innatta والمعرفة المكتسبة Notitia Illata ووصف المعرفة الباطنة بأنها حس باطني يظهر على الوجود بصفة مباشرة لاتحتمل الشك، أو هي أسمى وأكثر يقيناً من المعرفة المكتسبة الآتية من مصدري الحدس والتجريد. وتقوم عملية المعرفة على الإحساس واستيعاب موضوع المعرفة باتصال العارف بموضوعه ـ الوجود. وموضوع الميتافيزيقا[ر] metaphysics هو الوجود، سواء داخل أم خارج العقل. وينكر كامبانيلا تمايز الماهية[ر] essence عن الوجود في الكائنات. وتتألف الأشياء كله ـ حسب رأيه ـ مادية كانت أم روحية من القدرة والحكمة والمحبة، بدرجات متفاوتة، وتسمى المبادئ الكلية أو الشروط الأولية للوجود. وهي توجد في الكائنات وفي الله على نحو متفاوت، لأن الله جوهر صاف لامتناهٍ.
والغرض من هذه المبادئ حفظ الوجود، وأعلى مظهر لحفظه أن يشارك الموجود مشاركة أبدية في وجود الله، بأن ينزع إلى الرجوع إلى الله، وهكذا يصل الإنسان إلى الدين والأخلاق والسياسة.
وينسج كامبانيلا نظريته وأفكاره الشيوعية في مؤلفه الشهير (مدينة الشمس) على منوال طوباوية utopia توماس مور[ر] وجمهورية أفلاطون[ر]، وهو يحلم بأن تؤلف الإنسانية جميعها امبراطورية واحدة (المجتمع الشيوعي الأمثل) يديرها مجلس الملوك برئاسة البابا، وتنتظم فيها المجتمعات وفقاً للعلم الطبيعي، ليتقاسم الناس خيراتها، ويحكمها الفلاسفة وتزول منها سلطة الأشراف ورجال الدين، وتسقط الملكية الخاصة، وتنتهي الأسرة وتقوم الحياة الجماعية، ويتساوى الجميع في المجتمع في الحقوق والواجبات تحت شعار: «من كل مواطن منهم حسب طاقته وقدرته ولكل منهم حسب حاجته وفضله»، وينتفي فيه الظلم والفقر وتسود العدالة والمساواة والمحبة في المجتمع كله وبين أبنائه جميعاً، وقد أدت هذه الأفكار دوراً مهماً في تطور الأفكار الاجتماعية التقدمية والتقدم الاجتماعي.
منيرة محمد
كامبانيلا (توماسو ـ)
(1568ـ 1639)
توماسو كامبانيلا Tommaso Campanella فيلسوف شيوعي طوباوي إيطالي، ولد في ستيلو Stilo في مملكة نابولي (إيطاليا) وتوفي في باريس. انضم إلى السلك الكهنوتي الدومينيكاني في سن الخامسة عشرة، واعتنق آراء الفيلسوف الطبيعي تيليزيو B.Telesio، وعارض النزعة المدرسية، وخاصة لاهوت القديس توما الأكويني[ر] Th. Aquinas المعتَمد في رهبنة الدومينيكان. ولم يعجبه أرسطو فهاجمه بحجة استحالة التوفيق بين فلسفته والمسيحية.
انخرط كامبانيلا في السياسة، وتمرد على الاحتلال الإسباني، وحرض الفلاحين في كالابريا calabria على الثورة، وتنبأ بالثورة الإشتراكية، وطالب بإلغاء الملكية، فألقى الإسبان القبض عليه عام 1599، وسجنوه في نابولي مدة 27 سنة، وعدوه شخصاً شديد الخطورة. كان يقرأ ويكتب في السجن، ويهرّب أصدقاؤه مايكتب وينشرونه خارج نابولي. وعندما أفرج عنه أعادوا القبض عليه بأمر محكمة التفتيش، بتهمة الكفر والهرطقة، لكنه استطاع الإفلات، بعد أن تدخل البابا وساعده على الفرار إلى فرنسا، فعاش في دير الدومينيكان بقية عمره، وقد أكرمه الملك لويس الثالث عشر. من أهم مؤلفاته: «دولة المسيح» Monarchia Messiae« و«مدينة الشمس» Civitas Solis ء(1623) و«الدفاع عن غاليليو» (1622). و«الميتافيزيقا» Metafisica ء(1638) و«اللاهوت» Theologia ء(1613ـ1614).
تناولت فلسفة كامبانيلا مسائل المعرفة ومبادئ الوجود، فكان أول فيلسوف يقول بالوعي الذاتي كأساس للمعرفة واليقين. وميّز بين المعرفة الباطنة Notitia Innatta والمعرفة المكتسبة Notitia Illata ووصف المعرفة الباطنة بأنها حس باطني يظهر على الوجود بصفة مباشرة لاتحتمل الشك، أو هي أسمى وأكثر يقيناً من المعرفة المكتسبة الآتية من مصدري الحدس والتجريد. وتقوم عملية المعرفة على الإحساس واستيعاب موضوع المعرفة باتصال العارف بموضوعه ـ الوجود. وموضوع الميتافيزيقا[ر] metaphysics هو الوجود، سواء داخل أم خارج العقل. وينكر كامبانيلا تمايز الماهية[ر] essence عن الوجود في الكائنات. وتتألف الأشياء كله ـ حسب رأيه ـ مادية كانت أم روحية من القدرة والحكمة والمحبة، بدرجات متفاوتة، وتسمى المبادئ الكلية أو الشروط الأولية للوجود. وهي توجد في الكائنات وفي الله على نحو متفاوت، لأن الله جوهر صاف لامتناهٍ.
والغرض من هذه المبادئ حفظ الوجود، وأعلى مظهر لحفظه أن يشارك الموجود مشاركة أبدية في وجود الله، بأن ينزع إلى الرجوع إلى الله، وهكذا يصل الإنسان إلى الدين والأخلاق والسياسة.
وينسج كامبانيلا نظريته وأفكاره الشيوعية في مؤلفه الشهير (مدينة الشمس) على منوال طوباوية utopia توماس مور[ر] وجمهورية أفلاطون[ر]، وهو يحلم بأن تؤلف الإنسانية جميعها امبراطورية واحدة (المجتمع الشيوعي الأمثل) يديرها مجلس الملوك برئاسة البابا، وتنتظم فيها المجتمعات وفقاً للعلم الطبيعي، ليتقاسم الناس خيراتها، ويحكمها الفلاسفة وتزول منها سلطة الأشراف ورجال الدين، وتسقط الملكية الخاصة، وتنتهي الأسرة وتقوم الحياة الجماعية، ويتساوى الجميع في المجتمع في الحقوق والواجبات تحت شعار: «من كل مواطن منهم حسب طاقته وقدرته ولكل منهم حسب حاجته وفضله»، وينتفي فيه الظلم والفقر وتسود العدالة والمساواة والمحبة في المجتمع كله وبين أبنائه جميعاً، وقد أدت هذه الأفكار دوراً مهماً في تطور الأفكار الاجتماعية التقدمية والتقدم الاجتماعي.
منيرة محمد