كاروزو (انريك) Caruso (Enrico-) - Caruso (Enrico-)
كاروزو (إنريكو ـ)
(1873 ـ 1921)
إنريكو كاروزو Enrico Caruso مغني أوبرا إيطالي (من الطبقة الصوتية تنور tenore) ولد وتوفي في مدينة نابولي، من أسرة فقيرة جداً. دخل معترك الحياة في العاشرة من عمره، وراح يعمل في ورشة ميكانيك ليساعد أسرته. أنهى دراسـته الابتدائية وهو يعمل نهاراً ويدرس مساءً.
بدأ كاروزو الغناء في الأعياد والمناسبات بصوت تلقائي وعفوي يتأرجح بين التنور والباريتون baritone، وكان يلاقي صعوبات في الطبقات العليا الحادة في الغناء، تلقى في إثرها دروسه الموسيقية. وقد بدأ كاروزو مسيرته الطويلة في الغناء الأوبرالي عام 1895 بغناء مقاطع مـن الأوبرا، كانت بداية ناجحة نقلته إلى مسرح الأوبرا الشهير «بلّيني» Bellini في نابولي. وفي العام نفسه دعي إلى مصر وغنى على مسرح حديقة الأزبكية في القاهرة، وعلى مسرح المعارض في الإسكندرية.
في عام 1897 دُعي إلى ميلانو ليقدم على مسرحها الغنائي (لاسكالا La Scala) وللمرة الأولى ليشارك في أوبرا «فيدورا» Fedora للمـؤلف أومبرتو جوردانو U.Giordano ثـم أوبـرا أرليزيانا L’Arlésienne لجورج بيزيه G.Bizet، حقق بهما نجاحاً كبيراً فتح له أبواب الشهرة، وراح يغزو العالـم متنقلاً بين القـارة الأوربية وأمريكا الجنوبية، يغني في دور أوبراها أجمل الأوبرات وأصعبها.
في عام 1920 قدم على مسرح «لاسكالا» أوبرا بوتشيني[ر] Puccini الشهيرة «الغجرية» La Bohème بقيادة قائد الأوركسترا الشهير أرتورو توسكانيني[ر] A.Toscanini. كما غنى أيضاً في ذكرى جوزيبه فيردي[ر] G.Verdi في أوبراه «ريغوليتو» Rigoletto وحصد فيهما نجاحاً كبيراً. ومع ذلك، فقد خذلتْه مدينته نابولي عندما غنى على مسـرحهـا سان كارلو S.Carlo أوبرا «إكسير الحب» L’Elisir d’amore فأصيب بخيبة أمل جعلته يقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة.
سجل في عام 1902 في ميلانو للمرة الأولى عشر أسطوانات دفعة واحدة، وفي العام التالي دُعي إلى روما ليُقَلَّد وسام شرف فخري. بعد هذا التكريم، بدأ مسيرته الأسطورية على المسارح الأوربية والأمريكية وحط رحاله في مسرح الميتروبوليتان Metropolitan Opera House في نيويورك، وحصد نجاحاً منقطع النظير لأدائه الغنائي الرائع في أوبرا «ريغوليتو». وقد لقب الناقد آلدو دي جويا A.di.Gioia كاروزو بعد هذا النجاح بالصوت المعجزة والأسطورة، أما موسوعة لاروس Larousse فصنفته أفضل مغني أوبرا تنور في العالم.
إن التباينات اللونية الدافئة في صوته وما يصاحبها من ليونة وتحكم في النبرات على مدى المساحة الصوتية الواسعة جعلت منه مغنياً قادراً على تنويع أدوراه وتوسيعها من مختلف الشخصيات الدرامية حتى وصل مجموع رصيده الفني إلى أكثر من خمسين عملاً أوبرالياً. على الرغم من هذا النجاح استمر كاروزو بالبحث والدراسة والتدريبات الفنية الشاقة من دون أن يصيبه الغرور. واستطاع أن يوسع معرفته العلمية والموسيقية بالتركيز في تدريباته على توسيع مساحات صوته نحو الحاد منها للحصول على قدرة صوتية عالية تؤهله لأداء الأدوار الأكثر مأساوية وغنائها في الأوبرا الإيطالية؛ مما سبب له مضاعفات والتهابات في الحنجرة أثرت في تلك المرونة في صوته وأفقدته بعضاً من مزاياه في غناء الأصوات الوسطى، لكنها دعمت على نحوٍ رئيس الارتقاء والاتساع في المساحة الصوتية.
في 18 نيسان من عام 1906 نجا كاروزو وزملاؤه بأعجوبة من زلزال سان فرانسيسكو بعد أن غنى في الليلة السابقة أوبرا «كارمن» لبيزيه. وواصل نشاطه الفني في نيويورك وكندا لينتقل بعدها إلى لندن وبودابست وفيينا وألمانيا. وفي ربيع عام 1909، اضطر إلى العودة إلى ميلانو ليخضع لعملية جراحية في حنجرته، عاد بعدها إلى نيويورك ليضيف نجاحاً آخر بتقديمه أول عرض لأوبرا «فتاة الغرب» Fanciulla del West للمؤلف جاكومو بوتشيني بقيادة توسكانيني.
وفي عام 1915 عاد كاروزو إلى ميلانو ليقدم أوبرا «المهرجون» Pagliacci تأليف روجيرو ليونكافالّو R.Leoncavallo وقيادة توسكانيني، وكان هذا عرضه الفني الأخير، عاد بعدها إلى القارة الأمريكية متنقلاً بين شمالها وجنوبها، ولينجز في عام 1918 فيلمين سينمائيين.
في عام 1920 تعرض كاروزو في بروكلين Brooklyn لنزيف حاد في رئتيه، وكانت هذه المرة الأخيرة التي يصعد فيها خشبة المسرح، عاد بعدها من فوره إلى إيطاليا للمعالجة. في صباح الثاني من آب وافته المنية على شرفة فندقه وهو ينظر إلى مدينته نابولي نظرة الوداع الأخيرة.
إيليا قجميني
كاروزو (إنريكو ـ)
(1873 ـ 1921)
إنريكو كاروزو Enrico Caruso مغني أوبرا إيطالي (من الطبقة الصوتية تنور tenore) ولد وتوفي في مدينة نابولي، من أسرة فقيرة جداً. دخل معترك الحياة في العاشرة من عمره، وراح يعمل في ورشة ميكانيك ليساعد أسرته. أنهى دراسـته الابتدائية وهو يعمل نهاراً ويدرس مساءً.
بدأ كاروزو الغناء في الأعياد والمناسبات بصوت تلقائي وعفوي يتأرجح بين التنور والباريتون baritone، وكان يلاقي صعوبات في الطبقات العليا الحادة في الغناء، تلقى في إثرها دروسه الموسيقية. وقد بدأ كاروزو مسيرته الطويلة في الغناء الأوبرالي عام 1895 بغناء مقاطع مـن الأوبرا، كانت بداية ناجحة نقلته إلى مسرح الأوبرا الشهير «بلّيني» Bellini في نابولي. وفي العام نفسه دعي إلى مصر وغنى على مسرح حديقة الأزبكية في القاهرة، وعلى مسرح المعارض في الإسكندرية.
في عام 1897 دُعي إلى ميلانو ليقدم على مسرحها الغنائي (لاسكالا La Scala) وللمرة الأولى ليشارك في أوبرا «فيدورا» Fedora للمـؤلف أومبرتو جوردانو U.Giordano ثـم أوبـرا أرليزيانا L’Arlésienne لجورج بيزيه G.Bizet، حقق بهما نجاحاً كبيراً فتح له أبواب الشهرة، وراح يغزو العالـم متنقلاً بين القـارة الأوربية وأمريكا الجنوبية، يغني في دور أوبراها أجمل الأوبرات وأصعبها.
في عام 1920 قدم على مسرح «لاسكالا» أوبرا بوتشيني[ر] Puccini الشهيرة «الغجرية» La Bohème بقيادة قائد الأوركسترا الشهير أرتورو توسكانيني[ر] A.Toscanini. كما غنى أيضاً في ذكرى جوزيبه فيردي[ر] G.Verdi في أوبراه «ريغوليتو» Rigoletto وحصد فيهما نجاحاً كبيراً. ومع ذلك، فقد خذلتْه مدينته نابولي عندما غنى على مسـرحهـا سان كارلو S.Carlo أوبرا «إكسير الحب» L’Elisir d’amore فأصيب بخيبة أمل جعلته يقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة.
سجل في عام 1902 في ميلانو للمرة الأولى عشر أسطوانات دفعة واحدة، وفي العام التالي دُعي إلى روما ليُقَلَّد وسام شرف فخري. بعد هذا التكريم، بدأ مسيرته الأسطورية على المسارح الأوربية والأمريكية وحط رحاله في مسرح الميتروبوليتان Metropolitan Opera House في نيويورك، وحصد نجاحاً منقطع النظير لأدائه الغنائي الرائع في أوبرا «ريغوليتو». وقد لقب الناقد آلدو دي جويا A.di.Gioia كاروزو بعد هذا النجاح بالصوت المعجزة والأسطورة، أما موسوعة لاروس Larousse فصنفته أفضل مغني أوبرا تنور في العالم.
إن التباينات اللونية الدافئة في صوته وما يصاحبها من ليونة وتحكم في النبرات على مدى المساحة الصوتية الواسعة جعلت منه مغنياً قادراً على تنويع أدوراه وتوسيعها من مختلف الشخصيات الدرامية حتى وصل مجموع رصيده الفني إلى أكثر من خمسين عملاً أوبرالياً. على الرغم من هذا النجاح استمر كاروزو بالبحث والدراسة والتدريبات الفنية الشاقة من دون أن يصيبه الغرور. واستطاع أن يوسع معرفته العلمية والموسيقية بالتركيز في تدريباته على توسيع مساحات صوته نحو الحاد منها للحصول على قدرة صوتية عالية تؤهله لأداء الأدوار الأكثر مأساوية وغنائها في الأوبرا الإيطالية؛ مما سبب له مضاعفات والتهابات في الحنجرة أثرت في تلك المرونة في صوته وأفقدته بعضاً من مزاياه في غناء الأصوات الوسطى، لكنها دعمت على نحوٍ رئيس الارتقاء والاتساع في المساحة الصوتية.
في 18 نيسان من عام 1906 نجا كاروزو وزملاؤه بأعجوبة من زلزال سان فرانسيسكو بعد أن غنى في الليلة السابقة أوبرا «كارمن» لبيزيه. وواصل نشاطه الفني في نيويورك وكندا لينتقل بعدها إلى لندن وبودابست وفيينا وألمانيا. وفي ربيع عام 1909، اضطر إلى العودة إلى ميلانو ليخضع لعملية جراحية في حنجرته، عاد بعدها إلى نيويورك ليضيف نجاحاً آخر بتقديمه أول عرض لأوبرا «فتاة الغرب» Fanciulla del West للمؤلف جاكومو بوتشيني بقيادة توسكانيني.
وفي عام 1915 عاد كاروزو إلى ميلانو ليقدم أوبرا «المهرجون» Pagliacci تأليف روجيرو ليونكافالّو R.Leoncavallo وقيادة توسكانيني، وكان هذا عرضه الفني الأخير، عاد بعدها إلى القارة الأمريكية متنقلاً بين شمالها وجنوبها، ولينجز في عام 1918 فيلمين سينمائيين.
في عام 1920 تعرض كاروزو في بروكلين Brooklyn لنزيف حاد في رئتيه، وكانت هذه المرة الأخيرة التي يصعد فيها خشبة المسرح، عاد بعدها من فوره إلى إيطاليا للمعالجة. في صباح الثاني من آب وافته المنية على شرفة فندقه وهو ينظر إلى مدينته نابولي نظرة الوداع الأخيرة.
إيليا قجميني