اعصار
Cyclone - Cyclone
الإعصار
الإعصار(السيكلون) cyclone شكل من أشكال العواصف الدوامية، منطقة ضغط جوي منخفض، تتناقص قيمة الضغط فيها من الأطراف باتجاه المركز لذا يعرف أيضاً بالمنخفض الجوي. وكلما ازداد فارق الضغط مابين مركز الإعصار وأطرافه، اشتد عمقه وتعاظمت فعاليته. ويتجه الهواء والرياح نحو مركز الإعصار في حركة دوامية شبه دائرية عابرة خطوط الضغط المتساوي بشكل زاوي (20- 30درجة) معاكسة في وجهتها وجهة حركة عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، والعكس في نصف الكرة الجنوبي (شكل1). ويتميز الإعصار عموماً بنشاط يتمثل بحركات الصعود الهوائية التي تقترن فيه، مع ما يصاحب ذلك من اضطراب في الجو.
الشكل (1) |
إذا كان مصطلح إعصار يستخدم للدلالة على المرحلة التي يبلغ فيها المنخفض الجوي أقصى درجات شدته، مع ما يرافقه من سرعات عالية للرياح، واضطراب كبير في الحالة الجوية، إلا أنه نتيجة اقتران الإعصار بالضغط المنخفض، فإن كلاً منهما يستخدم للدلالة على الآخر. غير أن بعض الباحثين يفضلون استخدام مصطلح إعصار مرادفاً للهوريكان Hurricane والأعاصير المدارية وشبه المدارية الأخرى إذ تبلغ سرعة الرياح الدرجة 12 بحسب مقياس بوفورت Beaufort [ر. الريح] بسرعة 32.7م/ثا فأكثر. في حين تنظر معظم المؤلفات المناخية إلى الإعصار بصفته مرادفاً للمنخفض الجوي الذي يمكن أن تتطور فعاليته ليبلغ مرحلة العاصفة وما يليها (14م/ثا وما فوق بحسب مقياس بوفورت). ويميز بعض الباحثين المنخفضات المتنقلة، التي يشار إليها بالأعاصير، من المنخفضات الجوية المستقرة نسبياً والشاسعة الامتداد (المنخفضات الحرارية كمنخفض الهند الموسمي، والمنخفضات القطبية، ومنخفضات الهواء القطبي، والمنخفضات الحاجزية).
وإذا عدّت أي منطقة ضغط جوي منخفض محدودة المساحة مصاحبة باضطراب في الجو، هي منطقة إعصارية، فإن الأعاصير في العالم يمكن أن تصنف في ثلاث مجموعات رئيسة:
ـ الأعاصير الكبيرة الحجم، وتعرف بالأعاصير الموجية، أو المنخفضات الجبهية، وتتمركز في العروض الوسطى.
ـ الأعاصير المتوسطة الحجم، وتعرف بالأعاصير المدارية، وتتمركز في العروض المنخفضة.
ـ الأعاصير الصغيرة الحجم، وهي المعروفة باسم التورنادو Tornado (الدوارات) وتكثر في العروض شبه المدارية.
ولتجنب الخلط مابين أعاصير العروض الوسطى (الأعاصير الجبهية) والأعاصير المدارية، لما بينهما من اختلافات، ليس في الشدة، وإنما في طريقة النشأة والتطور، يلجأ بعضهم إلى استخدام مصطلح منخفض جبهي (أو موجي) للإشارة إلى أعاصير العروض الوسطى تمييزاً لها من الأعاصير المدارية.
وتختلف الأعاصير فيما بينها من حيث نشأتها، وآلية تكوينها وتطويرها. فالأعاصير المدارية وأعاصير التورنادو لم تتضح بعد تفاصيل معالم نشأتها وطرق تشكلها، غير أنه بات معروفاً أنها تتشكل في مناطق التسخين الشديد ـ خارج العروض الاستوائية التي تضعف فيها قوة كوريولس (قوة انحراف الأجسام المتحركة يميناً في النصف الشمالي ويساراً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية) كثيراً لتتلاشى عند خط الاستواء ـ حيث تتولد حالة عدم استقرار شديد للهواء الذي يرتفع من جراء ذلك بشدة نحو الأعلى في حركة هوائية دوامية حول مركز المنطقة التي انخفض الضغط فيها كثيراً قياساً بما حولها. وإذا كانت الأعاصير المدارية تتشكل فوق البحار المدارية فقط، فإن التورنادو تتشكل في العروض المدارية والوسطى فوق اليابسة، كما تتشكل فوق البحار، وكلاهما (الإعصار المداري، والتورنادو) يتألفان من كتلة هوائية متجانسة عموماً، حارة دوماً. أما الأعاصير الجبهية، فتتشكل من جراء حدوث تصادم بين كتلتين هوائيتين مختلفتي الحرارة والرطوبة، كما يحدث عموماً بين خطي عرض 30-60 درجة شمال خط الاستواء وجنوبه.
الشكل (2) |
الشكل (3) |