كادار (يانوس) Kadar (Janos-) - Kadar (Janos-)
كادار (يانوس ـ)
(1912 ـ 1989)
يانوس كادار J.Kádár سياسي ورجل دولة هنغاري (مجري)، نشأ وترعرع في بيئة متوسطة، انضم إلى الحزب الشيوعي الهنغاري سنة 1932م، وأسهم مع بعض رفاقه باسترداد بعض المناطق التي كانت قد اقتطعت من هنغاريا (المجر) إبان الحرب العالمية الأولى، وحينما قام الألمان بغزوها ثانية في الحرب العالمية الثانية انضم كادار إلى صفوف المقاومة التي تمكنت بمساعدة القوات السوڤيتية من طرد الألمان خارج هنغاريا سنة 1945م.
ظهرت شخصية كادار على المسرح السياسي، بعد أن أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهنغاري، ثم عضوا في المكتب السياسي، وفي الانتخابات النيابية التي جرت عام 1947م فاز الشيوعيون بأكثرية المقاعد وعيِّن كادار وزيراً للداخلية، بيد أنه لم يستمر طويلاً بسبب اتهامه مع آخرين بالانحراف عن الخط الموالي للاتحاد السوڤييتي وأدخل السجن بعد أن خضعت البلاد إلى «ديكتاتورية» ستالينية بزعامة ماتياس راكوزي Mátyás Rákosi. وفي سنة 1954 أطلق سراحه، وعاد يمارس نشاطه الحزبي من جديد موجهاً انتقاداته للأساليب القمعية التي تمارسها السلطة، وداعياً إلى وضع حد لحملات الاضطهاد والتطهير بين صفوف الجماهير. وعندما أقيل راكوزي من منصبه، وحل محله ايمرِه ناغي Imre Nagy الذي سمح بشيء من الحريات؛ أصبح كادار سكرتيراً أول للحزب الشيوعي الهنغاري، بيد أن الحكومة السوڤييتية آنذاك خشيت من خروج هنغاريا عن دائرة سيطرتها، فدعمت ماتياس راكوزي، وأيدت عودته إلى رئاسة الحكومة، لكنه آثر الاستقالة؛ الأمر الذي أثار حفيظة خصومهم السياسيين، وتعرضت بودابست إلى أحداث عنف دامية ذهب ضحيتها العشرات احتجاجا على التدخل السوڤييتي، وتمكّن الثائرون في النهاية من فرض كلمتهم من خلال إيصال كادار إلى رئاسة الحزب الشيوعي ـ ذي التوجه القومي ـ وإعادة إيمري ناغي إلى رئاسة الحكومة، غير أن القوات السوڤييتية دخلت إلى هنغاريا، وقبضت على ناغي في أعقاب طلب تقدم به إلى الأمم المتحدة لإنقاذ الوضع في هنغاريا. وتحاشياً للانتقادات الدولية التي تعرض لها الاتحاد السوڤييتي؛ تغاضت الحكومة السوڤييتية عن تولي كادار تشكيل الحكومة سنة 1956، وصرفت النظر عن برنامجه الإصلاحي خشية أن يعود الهنغاريون إلى الثورة والتمرد من جديد.
نهج كادار خطّاً إصلاحياً ليبرالياً على الرغم من توقيعه على اتفاقيات عدة مع الحكومة السوڤييتية، نصّ بعضها على بقاء القوات السوڤييتية في هنغاريا، لكن تحقق في عهده كثير من المنجزات الوطنية على مختلف الصعد، وكانت عملية التغيير السياسي نحو الأفضل تتم بهدوء، ونعمت البلاد بشيء من الاستقرار السياسي طوال وجوده في هرم السلطة. أما على صعيد العلاقات الدولية؛ فقد شهدت علاقات هنغاريا بالدول الغربية كثيراً من التحسن، خاصة في أعقاب قيامه بزيارات رسمية إلى فيينا وبون وباريس والفاتيكان؛ في الوقت الذي فتحت فيه بودابست أبوابها للعديد من الشخصيات الدبلوماسية الغربية، مثل سايرُس فانسCyrus Vance وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبيار مورواP.Mauroy رئيس وزراء فرنسا.
حافظ كادار على موقعه في قيادة الحزب الشيوعي الهنغاري أكثر من ثلاثين عاماً، في حين طال التغيير في عهده جميع أعضاء فريقه الذين رافقوه منذ بداية رحلته السياسية حتى وفاته.
مصطفى الخطيب
كادار (يانوس ـ)
(1912 ـ 1989)
يانوس كادار J.Kádár سياسي ورجل دولة هنغاري (مجري)، نشأ وترعرع في بيئة متوسطة، انضم إلى الحزب الشيوعي الهنغاري سنة 1932م، وأسهم مع بعض رفاقه باسترداد بعض المناطق التي كانت قد اقتطعت من هنغاريا (المجر) إبان الحرب العالمية الأولى، وحينما قام الألمان بغزوها ثانية في الحرب العالمية الثانية انضم كادار إلى صفوف المقاومة التي تمكنت بمساعدة القوات السوڤيتية من طرد الألمان خارج هنغاريا سنة 1945م.
ظهرت شخصية كادار على المسرح السياسي، بعد أن أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهنغاري، ثم عضوا في المكتب السياسي، وفي الانتخابات النيابية التي جرت عام 1947م فاز الشيوعيون بأكثرية المقاعد وعيِّن كادار وزيراً للداخلية، بيد أنه لم يستمر طويلاً بسبب اتهامه مع آخرين بالانحراف عن الخط الموالي للاتحاد السوڤييتي وأدخل السجن بعد أن خضعت البلاد إلى «ديكتاتورية» ستالينية بزعامة ماتياس راكوزي Mátyás Rákosi. وفي سنة 1954 أطلق سراحه، وعاد يمارس نشاطه الحزبي من جديد موجهاً انتقاداته للأساليب القمعية التي تمارسها السلطة، وداعياً إلى وضع حد لحملات الاضطهاد والتطهير بين صفوف الجماهير. وعندما أقيل راكوزي من منصبه، وحل محله ايمرِه ناغي Imre Nagy الذي سمح بشيء من الحريات؛ أصبح كادار سكرتيراً أول للحزب الشيوعي الهنغاري، بيد أن الحكومة السوڤييتية آنذاك خشيت من خروج هنغاريا عن دائرة سيطرتها، فدعمت ماتياس راكوزي، وأيدت عودته إلى رئاسة الحكومة، لكنه آثر الاستقالة؛ الأمر الذي أثار حفيظة خصومهم السياسيين، وتعرضت بودابست إلى أحداث عنف دامية ذهب ضحيتها العشرات احتجاجا على التدخل السوڤييتي، وتمكّن الثائرون في النهاية من فرض كلمتهم من خلال إيصال كادار إلى رئاسة الحزب الشيوعي ـ ذي التوجه القومي ـ وإعادة إيمري ناغي إلى رئاسة الحكومة، غير أن القوات السوڤييتية دخلت إلى هنغاريا، وقبضت على ناغي في أعقاب طلب تقدم به إلى الأمم المتحدة لإنقاذ الوضع في هنغاريا. وتحاشياً للانتقادات الدولية التي تعرض لها الاتحاد السوڤييتي؛ تغاضت الحكومة السوڤييتية عن تولي كادار تشكيل الحكومة سنة 1956، وصرفت النظر عن برنامجه الإصلاحي خشية أن يعود الهنغاريون إلى الثورة والتمرد من جديد.
نهج كادار خطّاً إصلاحياً ليبرالياً على الرغم من توقيعه على اتفاقيات عدة مع الحكومة السوڤييتية، نصّ بعضها على بقاء القوات السوڤييتية في هنغاريا، لكن تحقق في عهده كثير من المنجزات الوطنية على مختلف الصعد، وكانت عملية التغيير السياسي نحو الأفضل تتم بهدوء، ونعمت البلاد بشيء من الاستقرار السياسي طوال وجوده في هرم السلطة. أما على صعيد العلاقات الدولية؛ فقد شهدت علاقات هنغاريا بالدول الغربية كثيراً من التحسن، خاصة في أعقاب قيامه بزيارات رسمية إلى فيينا وبون وباريس والفاتيكان؛ في الوقت الذي فتحت فيه بودابست أبوابها للعديد من الشخصيات الدبلوماسية الغربية، مثل سايرُس فانسCyrus Vance وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبيار مورواP.Mauroy رئيس وزراء فرنسا.
حافظ كادار على موقعه في قيادة الحزب الشيوعي الهنغاري أكثر من ثلاثين عاماً، في حين طال التغيير في عهده جميع أعضاء فريقه الذين رافقوه منذ بداية رحلته السياسية حتى وفاته.
مصطفى الخطيب