عثيمين (محمد عبد الله )
Ibn Uthaymin (Mohammad ibn Abdullah-) - Ibn Uthaymin (Mohammad ibn Abdullah-)
ابن عثيمين (محمد بن عبدالله ـ)
(1270ـ 1363هـ/1854ـ 1944م)
محمد بن عبد الله بن عثيمين النجدي، أحد الشعراء الكبار في المملكة العربية السعودية في العصر الحديث.
ولد في بلدة السليمية من الخرج جنوبي مدينة الرياض، وقيل سنة 1260هـ/1844م، ونشأ بها يتيماً عند أخواله، وبها تعلم مبادئ القراءة والكتابة في كُتّاب القرية، ثم تلقى العلم في بلدته على يد الشيخ عبد الله بن محمد الخرجي قاضي تلك البلدة في حينه، ثم قصد بلدة العمار من الأفلاج فتفقه فيها وتأدب، ثم تنقل بين البحرين وعُمَان وقطر، واستقر بقطر، وكان من المقربين من أميرها الشيخ قاسم آل ثاني، وحمل رايته في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ. وحين استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء، قصده ابن عثيمين ومدحه بقصيدة طويلة لقي منه بسببها تكريماً عظيماً وقد جاء فيها قوله:
ومشهدٍ لك في الإسلام سوف ترى
يوفي به لك يوم الحشر ميزان
نَحَرْت هَْديكَ فيه المشركين ضحى
فافخرْ ففخر سِوَاك المعزُ والضان
أرضيتَ آباءك الغُر الكرام بما
جدّدت من مجدهم من بعد ما بانوا
فجئت بالسيف والقرآن معترفاً
تمضي بسيفك ما أمضاه قرآنُ
ثم استقر ابن عثيمين في الحوطة موطن آبائه، يفد على الملك عبد العزيز كل عام، ويعود بعطاياه إلى فترة متأخرة من حياته. كان متوسط القامة، أسمر اللون، واسع العينين مربع الوجه، خفيف اللحية، شجاعاً، فصيحاً، وكان يقلّد أهل قطر وعُمان في لباسه حتى آخر حياته لإقامته الطويلة عندهم. يعد شاعراً فحلاً لا يجاريه شاعر آخر بنجدٍ في أيامه، واتسم شعره بالجزالة وقوة الأسلوب والإغراب، ولهذا فكثير من الألفاظ الواردة في شعره تحتاج إلى إيضاح وشرح وتبسيط، ومرد ذلك إلى أنه قرأ كثيراً من دواوين الشعراء المتقدمين فحاكاهم فيما نظم وتأثر بأساليبهم، وكان على معرفة واسعة بأيام العرب وأخبارهم، والواقف على شعره يجد آثار سعة اطلاعه ظاهرة للعيان. وشعره سجل حافل لحوادث عصره، ولاسيما غزوات الملك عبد العزيز آل سعود. وكان يحرص على ختم قصائده بالصلاة على النبيr، وقد اقتصر شعره المتوافر بين أيدي الدارسين اليوم على المديح والرثاء والغزل، وقيل: إنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته مخافة أن يعيبه عليه المتزمتون.
ومن قصيدة غزلية عنوانها، «وداع التصابي» وهي طويلة، قوله:
وقفتُ على دار لميّة غيّرت
معالمها هوجُ الرِّياح النواسفُ
فأسلبت العينان دمعاً كأنه
جمان وهى من سلكه مترادف
أسالها عن فرط مابي وإنني
بعجمة أحجار الدّيار لعَارف
وقيل: إنه عاش في السنوات العشرين الأخيرة في بؤس وضنك لانقطاع صلة آل سعود عنه. ولم يجمع شعره في حياته بديوان ولم يخلّف منه مع أوراقه وكتبه سوى قصائد يسيرة، فقام سعد بن عبد العزيز بن رويشد في الرياض بجمع قصائده وتبويبها وترتيبها في ديوان سماه «العقد الثمين في شعر ابن عثيمين» ونشرته دار المعارف بمصر سنة 1375هـ/1955م.
محمود الأرناؤوط
Ibn Uthaymin (Mohammad ibn Abdullah-) - Ibn Uthaymin (Mohammad ibn Abdullah-)
ابن عثيمين (محمد بن عبدالله ـ)
(1270ـ 1363هـ/1854ـ 1944م)
محمد بن عبد الله بن عثيمين النجدي، أحد الشعراء الكبار في المملكة العربية السعودية في العصر الحديث.
ولد في بلدة السليمية من الخرج جنوبي مدينة الرياض، وقيل سنة 1260هـ/1844م، ونشأ بها يتيماً عند أخواله، وبها تعلم مبادئ القراءة والكتابة في كُتّاب القرية، ثم تلقى العلم في بلدته على يد الشيخ عبد الله بن محمد الخرجي قاضي تلك البلدة في حينه، ثم قصد بلدة العمار من الأفلاج فتفقه فيها وتأدب، ثم تنقل بين البحرين وعُمَان وقطر، واستقر بقطر، وكان من المقربين من أميرها الشيخ قاسم آل ثاني، وحمل رايته في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ. وحين استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء، قصده ابن عثيمين ومدحه بقصيدة طويلة لقي منه بسببها تكريماً عظيماً وقد جاء فيها قوله:
ومشهدٍ لك في الإسلام سوف ترى
يوفي به لك يوم الحشر ميزان
نَحَرْت هَْديكَ فيه المشركين ضحى
فافخرْ ففخر سِوَاك المعزُ والضان
أرضيتَ آباءك الغُر الكرام بما
جدّدت من مجدهم من بعد ما بانوا
فجئت بالسيف والقرآن معترفاً
تمضي بسيفك ما أمضاه قرآنُ
ثم استقر ابن عثيمين في الحوطة موطن آبائه، يفد على الملك عبد العزيز كل عام، ويعود بعطاياه إلى فترة متأخرة من حياته. كان متوسط القامة، أسمر اللون، واسع العينين مربع الوجه، خفيف اللحية، شجاعاً، فصيحاً، وكان يقلّد أهل قطر وعُمان في لباسه حتى آخر حياته لإقامته الطويلة عندهم. يعد شاعراً فحلاً لا يجاريه شاعر آخر بنجدٍ في أيامه، واتسم شعره بالجزالة وقوة الأسلوب والإغراب، ولهذا فكثير من الألفاظ الواردة في شعره تحتاج إلى إيضاح وشرح وتبسيط، ومرد ذلك إلى أنه قرأ كثيراً من دواوين الشعراء المتقدمين فحاكاهم فيما نظم وتأثر بأساليبهم، وكان على معرفة واسعة بأيام العرب وأخبارهم، والواقف على شعره يجد آثار سعة اطلاعه ظاهرة للعيان. وشعره سجل حافل لحوادث عصره، ولاسيما غزوات الملك عبد العزيز آل سعود. وكان يحرص على ختم قصائده بالصلاة على النبيr، وقد اقتصر شعره المتوافر بين أيدي الدارسين اليوم على المديح والرثاء والغزل، وقيل: إنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته مخافة أن يعيبه عليه المتزمتون.
ومن قصيدة غزلية عنوانها، «وداع التصابي» وهي طويلة، قوله:
وقفتُ على دار لميّة غيّرت
معالمها هوجُ الرِّياح النواسفُ
فأسلبت العينان دمعاً كأنه
جمان وهى من سلكه مترادف
أسالها عن فرط مابي وإنني
بعجمة أحجار الدّيار لعَارف
وقيل: إنه عاش في السنوات العشرين الأخيرة في بؤس وضنك لانقطاع صلة آل سعود عنه. ولم يجمع شعره في حياته بديوان ولم يخلّف منه مع أوراقه وكتبه سوى قصائد يسيرة، فقام سعد بن عبد العزيز بن رويشد في الرياض بجمع قصائده وتبويبها وترتيبها في ديوان سماه «العقد الثمين في شعر ابن عثيمين» ونشرته دار المعارف بمصر سنة 1375هـ/1955م.
محمود الأرناؤوط