كاليدونيا جديده New Caledonia - Nouvelle-Calédonie
كاليدونيا الجديدة
تقع جزر كاليدونيا الجديدة Nouvelle-Calédonie في بحر كورال، وتتشكل أراضيها من مجموعة من الجزر الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ إلى الشرق من أستراليا بمسافة تصل إلى 1780كم، تلامس حدودها الشمالية خط العرض 20 جنوب خط الاستواء، وإلى الجنوب الشرقي منها يمتد بحر فيجي، وتنحصر أراضيها بين خطي الطول 163 ْ و168 ْ شرق غرينتش. تنتمي جزر كاليدونيا الجديدة إلى مجموعة الجزر القارية التي انفصلت عن اليابس المجاور بفضل حركات الهبوط الأرضي أو حركات التصدع التكتونية؛ وتناثرت في أطراف المحيط الذي لم تستطع مياهه غمرها كلياً فأصبحت جزراً قارية النشأة.
تبلغ مساحتها الإجمالية مع الجزر الصغيرة التابعة لها 22225كم2، أما من دون هذه الجزر الصغيرة فإن مساحتها لاتزيد على 19100كم2، ولقرب هذه الجزر من دائرة العرض 20جنوب خط الاستواء فإن مناخها يأخذ صفة المناخ المداري الجزري.
الجغرافية البشرية
بلغ عدد سكان هذه الجزر إلى 233ألف نسمة عام 2004، وبذلك تكون الكثافة الحسابية فيها نحو 11نسمة/كم2، أما إذا استثنيت الجزر الصغيرة التي تكاد تخلو من السكان، فإن الكثافة السكانية ترتفع إلى 12نسمة/كم2. وحسب تقديرات صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة فإن عدد سكان كاليدونيا الجديدة سيصل إلى 382 ألف نسمة في عام 2050م.
تختلف أصول السكان في جزر كاليدونيا الجديدة، إذ ترجع أصول غالبية السكان إلى ميلانيزيا المجاورة، ومنذ بداية القرن السادس عشر بدأت العناصر الأوربية تتوافد إلى هذه الجزر، وقد عملت هذه الجماعات على تغيير أوجه النشاط الاقتصادي بهذه الجزر، مما أدى إلى تناقص أعداد السكان الأصليين فيها تدريجياً، وخاصة في القرن السابع عشر. ومنذ أواخر القرن الثامن عشر أخذت عناصر أندونيسية تصل إلى كاليدونيا الجديدة لتدخل إلى هذه الجزر أشكالاً وتراكيب جنسية جديدة، وفي الوقت الحالي تبلغ نسبة السكان الأوربيين 34% من إجمالي السكان، وغالبيتهم من أصول فرنسية، أما نسبة الميلانيزيين فهي 55%، وتبلغ نسبة الأندونيسيين وغيرهم من الأجناس الأخرى 11% من إجمالي السكان.
بلغ معدل النمو السكاني في كاليدونيا الجديدة 2.2% سنوياً في الفترة الممتدة مابين عامي 2000ـ2005، أما معدل الخصوبة الإجمالي فبلغ نحو 2.5% للنساء اللواتي تراوح أعمارهن ما بين 15ـ49سنة في حين كان معدل المواليد للنساء اللواتي تراوح أعمارهن مابين 15ـ19 سنة 13 في الألف في هذه الفئة العمرية، أما معدل الوفيات فإنه يصل إلى 7 في الألف عموماً، في حين يرتفع هذا المعدل بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، إذ تحدث 9 حالات وفاة لكل ألفٍ من الذكور و10حالات وفاة عند الإناث، وهكذا فإن العمر المتوقع عند الولادة أو ما يدعى بمتوسطات الأعمار يصل حتى 75سنة، على الرغم من وجود فارق بين الإناث والذكور.
يعيش مانسبته 61.2% من مجموع السكان في مراكز عمرانية مدنية، وتعد مدينة نوميا Nouméa أكبر مدينة في كاليدونيا الجديدة وهي العاصمة الإدارية لهذه الجزر، وقد وصل عدد سكانها إلى مايزيد على 75ألف نسمة عام 2004، وهذه المدينة مرفأ مهم في كاليدونيا وهناك من يرى أنه أهم مرفأ في جزر المحيط الهادئ، إذ يشتهر بأنه من الموانئ النشطة وبعرض أرصفته التي قلما يوجد مثلها في مدن جزر المحيط الهادئ كلها باستثناء أستراليا.إضافة إلى العاصمة نوميا هناك مدينة «مونت دوري» Mont-Dore التي تلي العاصمة من حيث أهميتها الاقتصادية وعدد السكان أيضاً.
تعد اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في كاليدونيا الجديدة، أما الديانات السائدة فيها فهما المسيحية والإسلام، فهناك ما نسبته 76% من السكان يدينون بالمسيحية،وهؤلاء يتوزعون إلى 59% من أتباع المذهب الكاثوليكي، و41% من أتباع المذهب البروتستنتي. أما البقية فمعظمهم من أتباع الديانة الإسلامية، إضافة إلى قلة من أتباع المذاهب الطبيعية.
الجغرافية الاقتصادية
سواحل كاليدونيا الجديدة
تمثل الزراعة والصيد البحري من الأسماك والمرجان والإسفنج - النشاطين الرئيسين لسكان هذه المجموعة من الجزر، إذ تعد أشجار نخيل جوز الهند عصب الحياة فيها وفي بقية الجزر المتناثرة في المحيط الهادئ، فالمادة السائلة داخل حبات جوز الهند الكبيرة هي المشروب الوحيد للسكان في هذه الجزر التي يندر وجود الماء العذب فيها، ويستخدم زيت جوز الهند في الطهي، أما قشرته الخارجية فتستخدم كأدوات للطبخ، وتستغل ألياف نخيل جوز الهند في صنع الحبال والحقائب وشباك الصيد والقبعات وحتى الملابس. وإضافة إلى جوز الهند هناك أنواع متعددة من الزراعات الأخرى التي يعتمد عليها السكان في حياتهم الاقتصادية، كما أن كثير من المحاصيل الزراعية تستخدم غذاء للسكان مثل: الكومارا واليام والتارو، إضافة إلى زراعة الأرز الذي يزرع بكثرة في هذه الجزر، عدا عن ذلك ثمة محاصيل أخرى مثل البطاطا والكسافا اللذين يعدان من الأغذية الرئيسة في جزر كاليدونيا الجديدة، كذلك تنتشر زراعة الموز والفاكهة المدارية، وخاصة الأناناس والمانغو. أما السكان الأوربيون فقد اقتصر نشاطهم الزراعي في هذه الجزر على زراعة كل من قصب السكر والمطاط والقطن والذرة والتبغ، كما تربى فيها الأبقار والماعز والخنازير، وتسعى كاليدونيا الجديدة إلى اجتذاب السيّاح الأجانب.
تحتوي أراضي كاليدونيا الجديدة على كميات محدودة من الخامات المعدنية التي يستغل بعضها استغلالاً اقتصادياً، ولاسيما الفوسفات والنيكل وخام الكروم، أما بقية الصناعات الأخرى فهي محدودة، حيث يوجد فيها بعض أنواع الصناعات الغذائية والنسيجية والخشبية، ولعل من أهم الصناعات في هذه الجزر صناعة السكر والزيوت النباتية وصناعة تعليب الأسماك. وتعد عاصمتها نوميا سوقاً كبيرة للتبادلات التجارية في المحيط الهادئ، كما أنها ملتقى للسفن الكبيرة على أرصفة مينائها الواسعة.
لمحة تاريخية
تعد كاليدونيا الجديدة والجزر التابعة لها من المواقع المهمة في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ، وهي من الجزر الكبيرة في مساحتها، إذ تبلغ مساحة الجزيرة الرئيسة فيها (كاليدونيا الجديدة) وحدها 19ألف كم2، إضافة إلى الجزر الأخرى المتمثلة بجزر لويالتي Loyalty وهوون Huon وشِْستَرفيلد Chesterfield وبينس Pins.
ومع بداية الكشوف الجغرافية لجزر القارة الأوقيانوسية مع مطلع القرن السادس عشر أخذت أنظار الدول الأوربية تتجه إلى هذه الجزر المتناثرة في أرجاء المحيط الهادئ، وبدأت أفواج من الأوربيين تهاجر إلى جزر المحيط الهادئ وتستقر فيها، وفي عام 1853 وضعت فرنسا يدها على جزر كاليدونيا الجديدة، ولعله من أهم أسباب احتلال فرنسا لها هو موقعها الذي يشكل حلقة وصل بين أمريكا الشمالية من جهة وأستراليا من جهة ثانية، إضافة إلى ذلك غنى أراضيها بالثروات المعدنية، فكاليدونيا الجديدة هي إحدى أكبر منتجي النيكل في العالم، كما أنها تمتلك إضافة إلى ذلك ثروات معدنية أخرى مثل الكروم والحديد والكوبالت والفضة والذهب والرصاص والنحاس، وعدا عن الثروات المعدنية فإنها تمتلك أيضاً ثروة زراعية تتمثل في زراعة البن ونخيل جوز الهند والموز والأناناس، وبحكم انتمائها للمناخ المداري الذي يناسب مجموعة من المحاصيل الزراعية المهمة للصناعات الأوربية مثل القطن وقصب السكر والمطاط والذرة والتبغ، كل هذه الأمور وغيرها جعلت من هذه الجزر محط أنظار الفرنسيين.
اهتمت فرنسا بجزر كاليدونيا الجديدة في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، فأنشأت في العاصمة نوميا مطاراً تهبط فيه الطائرات للتزود بالوقود والمواد الغذائية، كما أنشأت مرفأً يعد واحداً من أهم المرافئ البحرية في جزر المحيط الهادئ. وإضافة إلى ذلك كله تعد جزر كاليدونيا الجديدة محطات استراتيجية للكابلات البحرية الممتدة في المحيط الهادئ، وهي في الوقت ذاته محطات تموين على طرق الملاحة البحرية منها والجوية. هذا فضلاً عن أهميتها مصدراً للطيور النادرة التي لا تشاهد إلا في فرنسا.
وكاليدونيا الجديدة في الوقت الحالي هي أحد أقاليم فرنسا فيما وراء البحار، يتولى السلطة مفوض عام وبرلمان محلي مكون من أربعة وخمسين عضواً منتخباً لمدة ست سنوات، وُتمثَل هذه الجزر بعضوين في الجمعية الوطنية وبعضوٍ في مجلس الشيوخ الفرنسي.
محمد صافيتا
كاليدونيا الجديدة
تقع جزر كاليدونيا الجديدة Nouvelle-Calédonie في بحر كورال، وتتشكل أراضيها من مجموعة من الجزر الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ إلى الشرق من أستراليا بمسافة تصل إلى 1780كم، تلامس حدودها الشمالية خط العرض 20 جنوب خط الاستواء، وإلى الجنوب الشرقي منها يمتد بحر فيجي، وتنحصر أراضيها بين خطي الطول 163 ْ و168 ْ شرق غرينتش. تنتمي جزر كاليدونيا الجديدة إلى مجموعة الجزر القارية التي انفصلت عن اليابس المجاور بفضل حركات الهبوط الأرضي أو حركات التصدع التكتونية؛ وتناثرت في أطراف المحيط الذي لم تستطع مياهه غمرها كلياً فأصبحت جزراً قارية النشأة.
تبلغ مساحتها الإجمالية مع الجزر الصغيرة التابعة لها 22225كم2، أما من دون هذه الجزر الصغيرة فإن مساحتها لاتزيد على 19100كم2، ولقرب هذه الجزر من دائرة العرض 20جنوب خط الاستواء فإن مناخها يأخذ صفة المناخ المداري الجزري.
الجغرافية البشرية
بلغ عدد سكان هذه الجزر إلى 233ألف نسمة عام 2004، وبذلك تكون الكثافة الحسابية فيها نحو 11نسمة/كم2، أما إذا استثنيت الجزر الصغيرة التي تكاد تخلو من السكان، فإن الكثافة السكانية ترتفع إلى 12نسمة/كم2. وحسب تقديرات صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة فإن عدد سكان كاليدونيا الجديدة سيصل إلى 382 ألف نسمة في عام 2050م.
تختلف أصول السكان في جزر كاليدونيا الجديدة، إذ ترجع أصول غالبية السكان إلى ميلانيزيا المجاورة، ومنذ بداية القرن السادس عشر بدأت العناصر الأوربية تتوافد إلى هذه الجزر، وقد عملت هذه الجماعات على تغيير أوجه النشاط الاقتصادي بهذه الجزر، مما أدى إلى تناقص أعداد السكان الأصليين فيها تدريجياً، وخاصة في القرن السابع عشر. ومنذ أواخر القرن الثامن عشر أخذت عناصر أندونيسية تصل إلى كاليدونيا الجديدة لتدخل إلى هذه الجزر أشكالاً وتراكيب جنسية جديدة، وفي الوقت الحالي تبلغ نسبة السكان الأوربيين 34% من إجمالي السكان، وغالبيتهم من أصول فرنسية، أما نسبة الميلانيزيين فهي 55%، وتبلغ نسبة الأندونيسيين وغيرهم من الأجناس الأخرى 11% من إجمالي السكان.
بلغ معدل النمو السكاني في كاليدونيا الجديدة 2.2% سنوياً في الفترة الممتدة مابين عامي 2000ـ2005، أما معدل الخصوبة الإجمالي فبلغ نحو 2.5% للنساء اللواتي تراوح أعمارهن ما بين 15ـ49سنة في حين كان معدل المواليد للنساء اللواتي تراوح أعمارهن مابين 15ـ19 سنة 13 في الألف في هذه الفئة العمرية، أما معدل الوفيات فإنه يصل إلى 7 في الألف عموماً، في حين يرتفع هذا المعدل بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، إذ تحدث 9 حالات وفاة لكل ألفٍ من الذكور و10حالات وفاة عند الإناث، وهكذا فإن العمر المتوقع عند الولادة أو ما يدعى بمتوسطات الأعمار يصل حتى 75سنة، على الرغم من وجود فارق بين الإناث والذكور.
يعيش مانسبته 61.2% من مجموع السكان في مراكز عمرانية مدنية، وتعد مدينة نوميا Nouméa أكبر مدينة في كاليدونيا الجديدة وهي العاصمة الإدارية لهذه الجزر، وقد وصل عدد سكانها إلى مايزيد على 75ألف نسمة عام 2004، وهذه المدينة مرفأ مهم في كاليدونيا وهناك من يرى أنه أهم مرفأ في جزر المحيط الهادئ، إذ يشتهر بأنه من الموانئ النشطة وبعرض أرصفته التي قلما يوجد مثلها في مدن جزر المحيط الهادئ كلها باستثناء أستراليا.إضافة إلى العاصمة نوميا هناك مدينة «مونت دوري» Mont-Dore التي تلي العاصمة من حيث أهميتها الاقتصادية وعدد السكان أيضاً.
تعد اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في كاليدونيا الجديدة، أما الديانات السائدة فيها فهما المسيحية والإسلام، فهناك ما نسبته 76% من السكان يدينون بالمسيحية،وهؤلاء يتوزعون إلى 59% من أتباع المذهب الكاثوليكي، و41% من أتباع المذهب البروتستنتي. أما البقية فمعظمهم من أتباع الديانة الإسلامية، إضافة إلى قلة من أتباع المذاهب الطبيعية.
الجغرافية الاقتصادية
سواحل كاليدونيا الجديدة
تمثل الزراعة والصيد البحري من الأسماك والمرجان والإسفنج - النشاطين الرئيسين لسكان هذه المجموعة من الجزر، إذ تعد أشجار نخيل جوز الهند عصب الحياة فيها وفي بقية الجزر المتناثرة في المحيط الهادئ، فالمادة السائلة داخل حبات جوز الهند الكبيرة هي المشروب الوحيد للسكان في هذه الجزر التي يندر وجود الماء العذب فيها، ويستخدم زيت جوز الهند في الطهي، أما قشرته الخارجية فتستخدم كأدوات للطبخ، وتستغل ألياف نخيل جوز الهند في صنع الحبال والحقائب وشباك الصيد والقبعات وحتى الملابس. وإضافة إلى جوز الهند هناك أنواع متعددة من الزراعات الأخرى التي يعتمد عليها السكان في حياتهم الاقتصادية، كما أن كثير من المحاصيل الزراعية تستخدم غذاء للسكان مثل: الكومارا واليام والتارو، إضافة إلى زراعة الأرز الذي يزرع بكثرة في هذه الجزر، عدا عن ذلك ثمة محاصيل أخرى مثل البطاطا والكسافا اللذين يعدان من الأغذية الرئيسة في جزر كاليدونيا الجديدة، كذلك تنتشر زراعة الموز والفاكهة المدارية، وخاصة الأناناس والمانغو. أما السكان الأوربيون فقد اقتصر نشاطهم الزراعي في هذه الجزر على زراعة كل من قصب السكر والمطاط والقطن والذرة والتبغ، كما تربى فيها الأبقار والماعز والخنازير، وتسعى كاليدونيا الجديدة إلى اجتذاب السيّاح الأجانب.
تحتوي أراضي كاليدونيا الجديدة على كميات محدودة من الخامات المعدنية التي يستغل بعضها استغلالاً اقتصادياً، ولاسيما الفوسفات والنيكل وخام الكروم، أما بقية الصناعات الأخرى فهي محدودة، حيث يوجد فيها بعض أنواع الصناعات الغذائية والنسيجية والخشبية، ولعل من أهم الصناعات في هذه الجزر صناعة السكر والزيوت النباتية وصناعة تعليب الأسماك. وتعد عاصمتها نوميا سوقاً كبيرة للتبادلات التجارية في المحيط الهادئ، كما أنها ملتقى للسفن الكبيرة على أرصفة مينائها الواسعة.
لمحة تاريخية
تعد كاليدونيا الجديدة والجزر التابعة لها من المواقع المهمة في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ، وهي من الجزر الكبيرة في مساحتها، إذ تبلغ مساحة الجزيرة الرئيسة فيها (كاليدونيا الجديدة) وحدها 19ألف كم2، إضافة إلى الجزر الأخرى المتمثلة بجزر لويالتي Loyalty وهوون Huon وشِْستَرفيلد Chesterfield وبينس Pins.
ومع بداية الكشوف الجغرافية لجزر القارة الأوقيانوسية مع مطلع القرن السادس عشر أخذت أنظار الدول الأوربية تتجه إلى هذه الجزر المتناثرة في أرجاء المحيط الهادئ، وبدأت أفواج من الأوربيين تهاجر إلى جزر المحيط الهادئ وتستقر فيها، وفي عام 1853 وضعت فرنسا يدها على جزر كاليدونيا الجديدة، ولعله من أهم أسباب احتلال فرنسا لها هو موقعها الذي يشكل حلقة وصل بين أمريكا الشمالية من جهة وأستراليا من جهة ثانية، إضافة إلى ذلك غنى أراضيها بالثروات المعدنية، فكاليدونيا الجديدة هي إحدى أكبر منتجي النيكل في العالم، كما أنها تمتلك إضافة إلى ذلك ثروات معدنية أخرى مثل الكروم والحديد والكوبالت والفضة والذهب والرصاص والنحاس، وعدا عن الثروات المعدنية فإنها تمتلك أيضاً ثروة زراعية تتمثل في زراعة البن ونخيل جوز الهند والموز والأناناس، وبحكم انتمائها للمناخ المداري الذي يناسب مجموعة من المحاصيل الزراعية المهمة للصناعات الأوربية مثل القطن وقصب السكر والمطاط والذرة والتبغ، كل هذه الأمور وغيرها جعلت من هذه الجزر محط أنظار الفرنسيين.
اهتمت فرنسا بجزر كاليدونيا الجديدة في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، فأنشأت في العاصمة نوميا مطاراً تهبط فيه الطائرات للتزود بالوقود والمواد الغذائية، كما أنشأت مرفأً يعد واحداً من أهم المرافئ البحرية في جزر المحيط الهادئ. وإضافة إلى ذلك كله تعد جزر كاليدونيا الجديدة محطات استراتيجية للكابلات البحرية الممتدة في المحيط الهادئ، وهي في الوقت ذاته محطات تموين على طرق الملاحة البحرية منها والجوية. هذا فضلاً عن أهميتها مصدراً للطيور النادرة التي لا تشاهد إلا في فرنسا.
وكاليدونيا الجديدة في الوقت الحالي هي أحد أقاليم فرنسا فيما وراء البحار، يتولى السلطة مفوض عام وبرلمان محلي مكون من أربعة وخمسين عضواً منتخباً لمدة ست سنوات، وُتمثَل هذه الجزر بعضوين في الجمعية الوطنية وبعضوٍ في مجلس الشيوخ الفرنسي.
محمد صافيتا