اسكيمو
Eskimos - Esquimaux
الأسكيمو
الأسكيمو Eskimos جماعات بشرية متجانسة إلى حد ما في صفاتها السلالية، وفي نمط معيشتها الذي يعتمد على جمع الطعام، وصيد الحيوانات المائية والبرية التي تعيش في المناطق القطبية الشمالية الباردة.
الموطن
يتوزع الأسكيمو في منطقة جغرافية إلى الشمال من خط العرض 50 درجة شمال خط الاستواء. ويشغلون كل المنطقة الممتدة من ساحل ألاسكة Alaska الجنوبي، حول المنطقة القطبية الأمريكية، وجزر غرينلند وبافن، ولابرادور، كما تعيش جماعات منهم على الشاطئ السيبيري الآسيوي المطل على مضيق برنغ [ر]. وتتصف منطقة انتشارهم الجغرافي التي يزيد طولها من الغرب إلى الشرق على 8000 كم بمناخ قطبي، وبغطاء نباتي فقير، باستثناء بعض نباتات التوندرا. تطلق جماعات الأسكيمو على نفسها اسم إينويت Inuit ومعناه الناس. أما كلمة أسكيمو فهي محرفة عن التسمية ـ أَسْكِيَ ـ مَنْتِكْ ـ التي أطلقها عليهم سكان أعالي اللابرادور من الهنود الألغونكيين وتعني (أكلة اللحوم النيئة).
ويعد الأسكيمو من مواطني الدول التي يعيشون فيها: (الولايات المتحدة، وكندا، وإيسلندة، والدنمارك، وروسية الاتحادية).
الصفات السلالية
للأسكيمو صفات سلالية مغولية تكيفت مع الشروط المناخية الباردة، فالقامة قصيرة وتراوح مابين 152 و155سم، والجسم ضخم وممتلئ، والجذع طويل وضخم، والأكتاف عريضة، والرجلان قصيرتان، والقدمان صغيرتان، والوجه واسع وعريض، أما الوجنات فمسطحة وبارزة، وشكل الرأس بين الطويل والمتوسط، والبشرة داكنة قليلة المسامات مبطنة بطبقة شحمية، والعيون منحرفة ذات شكل لوزي، وذات جفون غير متثنية ومبطنة بطبقة شحمية، وفتحة العين ضيقة، والشعر أسود سبط وخشن، ولا ينمو الشعر على الوجه إلا متأخراً ونادراً، ولا ينمو على الجسم ما عدا منطقة العانة والإبطين، والأنف ضيق ومرتفع من الأمام، وتنتشر في دماء الأسكيمو الزمرة الدموية B أكثر من غيرها، وهذا ما يؤكد أصولهم الآسيوية.
ويبدو أثر المناخ البارد واضحاً للعيان في الصفات السلالية عند الأسكيمو من التشوكشي Tchukchi، فقد تكيفت مع عوامل المناخ القطبي لتتحمل الصقيع البارد هناك؛ ويظهر ذلك في العينين والأنف وسطح الجسم الصغير مساحة قياساً لحجم الجسم، ويختلف أفراد الأسكيمو بحسب النسبة الرأسية، والنسبة الأنفية:
فالأسكيمو في منطقة ألاسكة ذوو رؤوس نسبتها بين 80% للعريض و75 ـ 80% للوسط، والأنف عندهم ضيق ونسبته مابين 55 و70%.
أما جماعات أسكيمو غرينلند، فهم ذوو رؤوس طويلة تقل نسبتها عن 75% والأنف عندهم ضيق، ولا تزيد نسبته على 70%.
وأما أسكيمو آسيا القطبية وسيبيرية فهم ذوو رؤوس منخفضة إلى حدٍ ما، تجعلهم قريبين من الجماعات السلالية السيبيرية أمثال جماعات التونغوس Tongos وجماعات التشوكشي.
ويختلف الباحثون حول قدم نشوء صفة كل من الرأس العريض والرأس المتوسط والرأس الطويل، ولكل منهم حجة في ذلك.
يرى د. جنس D.Jennes أن أفراد النموذج السلالي القطبي الشرقي الذي ينتشر في جزيرة غرينلند من ذوي الرؤوس المتطاولة، التي تقل نسبتها عن 75% وهو الأقدم في الظهور.
وأما النموذج السلالي القطبي الغربي المنتشر في ألاسكة فأفراده من ذوي الرؤوس العريضة، التي تزيد نسبتها على 80%، وأصحاب الرؤوس الوسط التي تراوح نسبتها بين 75% و80% وهم الأحدث في الظهور.
ويرى هردليك A.Herdlick أن النموذج السلالي القطبي الغربي في ألاسكة، وصاحب الرأس الذي يراوح مابين الوسط والعريض هو الأقدم في الظهور. وأن النموذج الشرقي في غرينلند ـ صاحب الرأس المتطاول ـ هو الأحدث، وقد تكونت صفاته السلالية مؤخراً في الشروط المناخية القطبية الباردة.
أما العالم الروسي ف. ب. ألكسييف V.P.Alekseev فيرى أن النموذج السلالي القطبي صاحب الرؤوس الطويلة هو الأقدم في النشوء موازنة مع النموذج القطبي الآخر صاحب الرأس المتوسط، وأن جماعات الأسكيمو جميعها ذات أصول آسيوية.
ويرى م.ف. ليفن M.V.Levun أن النموذج السلالي القطبي هو الأقدم، وأنه كان هناك استخلاف أي تعاقب بين أصحاب الرؤوس الطويلة، وأصحاب الرؤوس المتوسطة.
أصل جماعات الأسكيمو
وأما وليم هاولز William Howells فيرى أن الأسكيمو لم يفدوا إلى أمريكة منذ عهدٍ سحيقٍ جداً، ويمكن تتبع تاريخ ثقافتهم في صورتها العامة التي تخضع بعض مظاهرها لشيء من التغيرات في الألفي السنة الماضية، أي إلى أوائل العهد الميلادي، مع دخول مؤثرات صينية فيها منها الحاجة إلى الحديد، الذي كان يأتي من الصين.
المظاهر الحضارية
المعتقدات الدينية: تؤمن جماعات الأسكيمو بعبادة الأرواح، وأنها ماثلة في كل شيء، وأن كل الأحداث خيرها وشرها تتم بفعل الأرواح، وأن الأمراض سببها دخول أرواح شريرة إلى جسم المريض.
ويعالج المرضى كاهن ساحر يسمونه الشامان shaman بطرد الأرواح المؤذية من جسم المريض بطرق شتى ذات طابع خرافي مع التعاويذ. ويتمتع الشامان بقدرة خارقة بحسب اعتقادهم، ويؤكد الأسكيمو ديمومة الوجود وأن الروح تعود إلى الحياة من جديد بعد موت صاحبها، وتسود عند الأسكيمو عادة التبني، بسبب إيمانهم بظاهرة التقمص، ولاسيما بين صفوف الأشخاص غير المنجبين.
ويدفن الأسكيمو أمواتهم تحت كومة من الحجارة بعد لف جثمانهم بجلود الفقمة، وأحياناً يتركون الجثمان في العراء ويضعون أدوات المتوفى وأسلحته إلى جانبه، ومن عاداتهم ترك الكهول في الكوخ الجليدي وحدهم ليموتوا جوعاً.
وينظر الأسكيمو إلى القمر