اكتشاف انواع كائنات جديدة في القطب الجنوبي

اكتشف فريق من العلماء اليابانيين نوعا جديدا من الدّيدان كثيرة الأشعار، وهي أحد أنواع الّديدان العلقيّة البحريّة، وذلك على عمق 9 أمتار تحت سطح الماء بالقرب من محطة “سيووا” اليابانيّة في القطب الجنوبيّ، ممّا يمثّل فرصة جيّدة لدراسة الطّريقة التي تتكيّف فيها الحيوانات ضمن بيئات قاسية.

تُجرى حاليًّا في القارّة القطبيّة الجنوبيّة جهود دوليّة لبناء نظام مراقبة طويل الأمد لدراسة الأحياء البريّة والبحريّة من وجهة نظر بيئيّة.



وتحقيقًا لهذه الغاية، فمن الضروري تجميع المعلومات عن الحيوانات الموجودة على مستوى القارة، لكن اليابان لا زالت متراجعة في مجال جمع وتحليل البيانات في محطة سيووا، لاسيما فيما يتعلق بالحياة البحرية الساحلية.

ولمعالجة هذه المشكلة قام فريق من الباحثين عام 2015 ومن ضمنهم “كيشي كاكوي” وهو محاضر في جامعة هوكايدو، “ميجوما تسوجيموتو” الباحث ما بعد الدكتوراه في المعهد الوطني للأبحاث القطبية في اليابان في البدء بدراسة العينات البحرية المخزنة في المعهد، بالإضافة إلى العينات التي تم جمعها مؤخراً، وكجزء من هذه العملية، قام الباحثون بإجراء تحليلات مجهرية لفحص اثنتين من الديدان العلقية التي قام غواصون بجمعها من على عمق 8-9 أمتار يوم السادس عشر من شهر كانون الثاني يناير 1981 في منطقة نيشينورا قرب محطة سيووا.

الدودة التي وجدت على عمق 9 أمتار تبين أنها نوع جديد من الديدان كثيرة الأشعار التي تتميز بمعطف هلامي سميك وواضح.

أطلق الفريق على هذا النوع الجديد “Flabegraviera fujiae” تيمنا بالسفينة كاسحة الجليد “فوجي” التي تم استخدامها في هذه الحملة عام 1981.

وتبين أن العينات التي تم الحصول عليها من على عمق 8 أمتار كانت من نوع “Flabegraviera mundata” في أحد أكثر المياة ضحالةً بالنسبة لهذا النوع.



“تعد هذه الدراسة بمثابة خطوة كبيرة إلى الأمام لفهم الحياة البحرية في المنطقة الساحلية بالقرب من محطة سيووا” يقول الدكتور كيشي كاكوي.

ويضيف بقوله “يعد جنس Flabegraviera والتي تنتمي إليه هذه الأنواع الثلاثة فريداً من نوعه ضمن منطقة القطب الجنوبي، ويعتبر مثالاً جيداً لدراسة طريقة تكيف الديدان كثيرة الأشعار في البيئات القاسية”.

الآن وبعد أن بدى واضحاً أن الديدان كثيرة الأشعار تقطن في أعماق يمكن الوصول إليها من قبل الغواصين، فإن الباحثين يأملون بإجراء تجارب مستخدمين بذلك عينات حيّة من أجل فهم أعمق للحياة البحرية في المنطقة، الأمر الذي يساعد في إنشاء بنية تحتية للمعلومات وجهاً لوجه مع التنوع البيولوجي للمنطقة.

أحياء تنتمي إلى شعبة الحلقيات يترواح طول معظمها بين 5 و10 سم وتنتشر بأغلبها على امتداد الشواطئ البحرية.