الفيروسات دقيقة ومعدية ومؤذية، ولكن هل هي كائنات حية؟
ليس بالضبط، بالرغم من أن ذلك يعتمد على تعريفك لمصطلح الكائن الحي كما قال طبيبان في الأمراض المعدية لموقع (Live Science).
الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات تحتوي على جهاز خلوي والذي يمكّنها من التكاثر، على العكس من ذلك فإن الفيروسات عبارة عن نماذج حرة من الأحماض النووية التي لا تستطيع التكاثر من تلقاء نفسها.
يقول اوتو يانج (Otto Yang) أستاذ الطب والأحياء الدقيقة وعلم المناعة وعلم الوراثة الجزيئية في كلية ديفيد جيفين للطب بجامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس: «تحتاج الفيروسات أن تغزو كائن حي لتتكاثر. الفيروسات عبارة عن أحماض نووية معلبة. تقوم بعمل نسخ أخرى منها عن طريق اختطاف الخلايا».
هل هي حية؟
ناقش فلاسفة وعلماء لا حصر لهم كيفية تعريف معني الحياة. طبقًا لسبع خصائص للحياة؛ فإن كل الكائنات الحية يجب أن تتميز بالآتي:
يجب أن تستجيب للمحفزات، وتنمو بمرور الوقت، وتنتج نسلًا، وتحافظ على درجة حرارة ثابتة للجسم، وتستهلك الطاقة، وتتكون من خلية واحدة أو أكثر، وتتكيف مع بيئتها.
على الرغم من ذلك فإن بعض صور الحياة لا تستوفي كل هذه الخصائص مثل البغال (وهي نتاج تزاوج الحمار والحصان) فإنها لا تستطيع التكاثر لأنها عقيمة.
الأكثر من ذلك، الأحجار يمكن أن تنمو وإن كان ذلك بطريقة سلبية عن طريق المواد التي تتراكم عليها بمرور الوقت.
ولكن مشكلة هذا التصنيف تذهب بعيدًا عندما يتم استخدام تعريف أبسط للحياة.
يقول اميش ادالجا (Amesh Adalja) طبيب الأمراض المعدية والعالم المنتسب لمركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في بالتيمور: «خذ قطة ونبات وحجر واتركهم في حجرة لأيام. ستجد أن القطة والنبات قد تغيرا أما الحجر فكما هو».
يقول ادالجا: «مثل الحجر، فإن الفيروسات ستكون بخير إن تركتها لأجل غير مسمى في حجرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الكائنات الحية لديها أفعال ذاتية المنشأ بمعنى أنها تستطيع البحث عن قوتها وتتصرف للحفاظ على حياتها.
أو بكلمات أخرى فإنها تتخذ إجراءات لاستمرار حياتها مثل النباتات التي تنشر جذورها لتجد الماء، أو الحيوان الذي يبحث عن الطعام».
ويضيف: «الأشياء غير الحية مثل الفيروس ليس لديها أفعالًا ذاتية المنشأ».
يقول ادالجا: «لا أعتقد أن الفيروسات أهل لأن تكون كائنات حية.
إنها خاملة ما لم تتصل بخلية حية. هنالك بعض الخصائص للفيروسات تجعلها على شفا كونها كائنات حية.
تمتلك الفيروسات مادة وراثية سواء (DNA) أو (RNA)، وهذا ليس الشيء نفسه في الحجر.
ولكنها أيضًا لا تتشابه حتى مع البكتريا من حيث كونها تنتج أفعال ذاتية النشأة».
يتفق يانج مع ذلك، فيقول: «بدون الخلية لا يستطيع الفيروس التكاثر. وبالتالي فمن وجهة النظر هذه فإنها غير حية، إذا كنت تعتبر أن الحياة هي كون الشيء يستطيع التكاثر من تلقاء نفسه بشكل مستقل.
ومع ذلك فإذا خففت تعريفك الحياة لكون الشيء يستطيع أن ينتج نسخًا من نفسه بمساعدة خارجية؛ فيمكنك عندها أن تعتبر الفيروسات كائنات حية».
يُعتَقَد أن بعض أشكال الحياة الأولى على الأرض كانت عبارة عن جزيئات من الحمض النووي الريبي RNA))،
لأنه وكما يقول يانج: «جزيئات الحمض النووي الريبي (RNA) تستطيع أن تصنع نسخًا من نفسها تحت الظروف الصحيحة، ويمكن أن تكون الفيروسات قد تطورت من هذا السلف، ولكنها فقدت قدرتها على التكاثر الذاتي».