الزواحف والثديات فئتين مهمتين في «شعبة الحبليات – Phylum Chordata»، وقد كانت الزواحف أول الحبليات الأرضية الفعلية. خلافًا لأسلافها، تكيفت أجسادها وأغلفة بيوضها بشكل جيد لتحمُّل الجفاف، ولم يعد من الضروري بقاءها بالقرب من المياه لتضمن تزاوجًا ناجحًا.
ميزة خاصة أخرى تميّز الزواحف هي أن إحدى فئاتها الفرعية المسماة «مدموجة الأقواس – Synapsids» والتي تضم زواحف شبيهه بالثدييات، تعتبر السلف الحقيقي لثدييات العصر الحالي.
بالطبع أثناء تطورها المتباين من الزواحف طوّرت الثديات عدد من الميزات والخصائص التي لم تمتلكها الزواحف وتبين لاحقًا أنها جعلتها الصف الأكثر تطورًا بين الحيوانات، وسنستعرض فيما يلي بعض هذه الاختلافات بين الزواحف والثدييات.
ما هو الاختلاف بين الثدييات والزواحف؟
الشكل الخارجي لكل من الثدييات والزواحف
تتموضع أجسام كل من الزواحف والثدييات بشكل أفقي باستثناء بعض الرئيسيات؛ تنشأ الأطراف واللواحق بشكل جانبي عند الزواحف في حين أنها تتكون أسفل الجسم عند الثدييات.
الجلد عند الزواحف مغطىً بالحراشف بينما يكون عند الثدييات مغطىً بالفرو أو الشعر والغدد الدهنية.
الاختلافات التشريحية
1.علم العظام
الجمجمة عند الزواحف صغيرة بالنسبة لحجم الجسم، عند مقارنتها مع الجمجمة عند الثدييات. الجمجمة الصغيرة تحتوي بداخلها، طبعاً، دماغًا صغيرًا، ونسبة حجم الدماغ إلى حجم الجسم تعتمد بشكل كبير لتقدير معدل الذكاء في الحيوانات، لذلك فإن حجم جمجمة الثدييات يبين مدى ذكاءها.
يتكون الفك عند الزواحف من العظم المربعي وعظام مفصلية بينما عند الثدييات يتكون الفك من عظم واحد يدعى «عظم المضرس – Dentary Bone».
يطلق على النتوءات المدورة الموجودة على الجانب الخلفي للجمجمة اسم «اللقمة القذالية (القفوية) – Occipital Condyle»، وتوجد لقمتين قذاليتين عند الثدييات في حين تمتلك الزواحف واحدة فقط.
تتألف الأذن الوسطى عند الزواحف من عظم وحيد يدعى «العُميد – Columella»، ولكنها مؤلفة عند الثدييات من ثلاث عظيمات هي: المطرقة والسندان والركابي (Malleus Incus stapes)، ومن بين هذه العظيمات فالركابي هو المشابه للعُميد عن الصنف السابق.
تفتقر الزواحف لوجود عظم حنك ثانوي كامل التطور، والذي يعتبر ميزة أساسية تميّز الثدييات، حيث يمكن هذا العظم الثدييات من التنفس أثناء بلع الطعام حيث تفتقر الزواحف لهذه الميزة وتعتبر التماسيح استثناءًا.
•تنشأ الأضلاع من جميع الفقرات عند الزواحف ولكن رغم ذلك يوجد عدد من الاختلافات فيما بينها فقد تشكل دروعًا قرنية وبطنية واقية (خارجية) كما في السلاحف أو قد تكون موجودة فقط على الجذع كما هو الشأن عند الثعابين.
عند الثدييات يقتصر وجود الأضلاع على الفقرات الصدرية ولا تأخذ شكلًا خارجيًا مطلقًا كما أن الأضلاع الذيلية غائبة تمامًا.
2.الأسنان
•يتم تبدل وتجديد الأسنان بشكل مستمر عند الزواحف (متعددات الإثغار – Polyphyodont) بينما يتم إنتاجها مرتين فقط خلال فترة الحياة عند الثدييات (ثنائيات التسنين – Diphyodont).
3.الجهاز الدوراني (القلب والأوعية والدم)
•خلافا لقلب الثدييات المؤلف من أربع حجرات، فإن الزواحف تمتلك قلبًا مؤلفًا من ثلاث حجراتٍ مع وجود استثناءٍ وحيدٍ هو التماسيح، التي تمتلك أذينتين وبطينين ولكن الحاجز الفاصل بين البطينين غير كامل.
4.الجهاز التنفسي:
كل من الثدييات والزواحف تتنفس عبر الرئتين ولكن يوجد بعض الأنواع المائية للزواحف التي قد تستخدم الجلد أو المجمع للقيام بالتبادل الغازي.
الحجاب الحاجز يؤمن مساحة إضافية للرئتين لكي تتمدد خلال عملية التنفس وهو غير موجود عند الزواحف باستثناء التماسيح.
5.الاستقلاب أو الأيض
الزواحف كائنات متغيرة الحرارة وتعتمد على الحرارة الخارجية لأن قدرتها على التحكم بحرارة جسمها محدودة، مما يجعل بيئتها تقتصر على الأماكن ثابتة الحرارة، بينما الثدييات كائنات متجانسة الحرارة وداخلية التنظيم مع استثناء وحيد هو فأر الخلد العاري وهذا يمنح الثدييات ميزة اكتشاف بيئات جديدة.
وبسبب طبيعة استقلابها فإن الأنزيمات عند الزواحف تكون فعالة ضمن نطاق واسع من درجات الحرارة. مقارنةً بالثدييات فإن الزواحف تمتلك معدل استقلابٍ منخفضٍ جدًا.
6.الجهاز العصبي
•تمتلك الثدييات دماغًا أكبر وأكثر تعقيدًا مقارنة بالزواحف، وهذا يدل على مستوىً أعلى من القدرات المعرفية بالنسبة للصنف الأول.
7.التكاثر
الثدييات كائنات ولودة أي أنها تعطي أفرادًا بالولادة بينما الزواحف حيوانات بيوضة أي تضع البيض مع وجود استثناءٍ وحيد لنوع من الزواحف يدعى «Zootoca vivipara» والذي يعطي أفرادا بالولادة.
الأفراد الفتية عند الزواحف قادرة على إيجاد غذائها وتغذية نفسها لوحدها بعد خروجها من البيضة أي لا وجود للرعاية الأبوية، بينما يعتمد صغار الثدييات على الأبوين للحصول على الغذاء.
إرضاع الصغار من الغدد الثديية أهم ميزة تميز الثدييات.
الاقتطاع الذاتي والتجديد أمر شائع بين السحالي.
التوالد البكري: أو التوالد العذري وهو عملية تكاثر دون إخصاب البويضة، وتفيد التقارير بوجود هذه الظاهرة على نطاق واسع بين فصائل الزواحف، بينما لم تلاحظ قط عند الثدييات.