ريبيرا (خوسيه يوستاسي)
Rivera (Jose Eustasio-) - Rivera (Jose Eustasio-)
ريبيرا (خوسيه يوستاسيو ـ)
(1889 ـ 1928)
خوسيه يوستاسيو ريبيرا José Eustasio Rivera شاعر وروائي كولومبي، سليل عائلة من البرجوازية الصغيرة، ولد في مدينة نيبا Neiva وتوفي في نيويورك. بعد دراسة الحقوق في العاصمة بوغوتا Bogota عمل ريبيرا معلمًا ثم مارس المحاماة مدة قصيرة، ليصير من بعد موظفًا حكوميًا، ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي ومثل بلده في كوبا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي.
أسس ريبيرا مكانته الأدبية في إطار أدب القارة الأمريكية اللاتينية الناطقة بالإسبانية بنشره الديوان الشعري «الأرض الموعودة» (1921) Tierra de promesión الذي ضم مجموعة من السونيتات [ر: السونيته] التي تصور جمال الطبيعة البكر التي لم تمسها يد البشر المؤذية بعد في بعض الغابات الاستوائية الكولومبية، وقد امتازت لغته الشعرية بجدتها وواقعيتها وخروجها على التقاليد الموروثة.
كلفته الحكومة الكولومبية عام 1921 بمهمة دراسة الأوضاع الحدودية مع فنزويلا في الغابات العذراء بهدف إنهاء نزاع على رسم الخط الحدودي بين الدولتين، فارتحل عبر منطقة الأمازون على طول نهر أورينوكو Orinocko، وعاش هناك مدة من الزمن مع بعض القبائل المحلية متعرفًا طبيعة الغابات التي تتطلب صراعًا دائبًا من أجل البقاء، مكتشفًا فساد وفضائح موظفي الحكومة وسوء استخدامهم لمناصبهم في مناطق جمع المطاط (الكوتشوك). في أثناء تلك المدة أصيب ريبيرا بمرض نقص الفيتامينات beriberi فنقل إلى إحدى مستشفيات العاصمة، وفي فترة النقاهة عام 1922 كتب روايته «الدوامة» La vorágine التي اعتمد فيها على تجاربه الشخصية وملاحظاته العيانية إلى جانب الكثير مما سمعه حول مناطق جمع المطاط وظروف حياة جامعيه في الغابات الاستوائية، وتحول كل ذلك بشكل فني إلى تقرير متخيل مرفوع إلى الجهات المسؤولة كإطار وحامل لرواية مغامرات مشوقة شكلت في بنيتها الفنية ولغتها جسرًا بين رومنسية القرن التاسع عشر وبين الرواية البرجوازية المعاصرة. ويجري الصراع فيها على مستويين متداخلين: مستوى صراع البشر فيما بينهم ومستوى صراعهم مع الطبيعة القاسية. وعلى هذا المستوى كانت الرواية ردًا واقعيًا مقنعًا على معاصره خورخه إيساكس Jorge Isaacs سليل مالكي الأراضي، في روايته «ماريا» (1867) María حيث بجّل الغابات بصفتها الأم الرؤوم للإنسان، في رومنسية مفرطة، متجاهلاً شظف عيش العبيد وجامعي المطاط وصراعهم المرير ضد الحكومة والشركات الخاصة. وفي رواية «الدوامة» فتح ريبيرا الطريق في أدب أمريكا اللاتينية لمعالجة قضايا المضطهدين المجردين من حقوقهم الإنسانية والقانونية. وقد ترجمت الرواية إلى ما يزيد على ثلاثين لغة، فانتشرت سمعة مؤلفها عالميًا. ويرى كثير من نقاد أدب أمريكا اللاتينية أنها أفضل ما كُتب على صعيد أدب الغابات، ولاسيما وأنها نجحت محليًا وعالميًا على الصعيدين، بوصفها رواية مغامرات شيقة من جهة، واحتجاجًا اجتماعيًا صارخًا من جهة أخرى.
نبيل الحفار
Rivera (Jose Eustasio-) - Rivera (Jose Eustasio-)
ريبيرا (خوسيه يوستاسيو ـ)
(1889 ـ 1928)
خوسيه يوستاسيو ريبيرا José Eustasio Rivera شاعر وروائي كولومبي، سليل عائلة من البرجوازية الصغيرة، ولد في مدينة نيبا Neiva وتوفي في نيويورك. بعد دراسة الحقوق في العاصمة بوغوتا Bogota عمل ريبيرا معلمًا ثم مارس المحاماة مدة قصيرة، ليصير من بعد موظفًا حكوميًا، ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي ومثل بلده في كوبا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي.
أسس ريبيرا مكانته الأدبية في إطار أدب القارة الأمريكية اللاتينية الناطقة بالإسبانية بنشره الديوان الشعري «الأرض الموعودة» (1921) Tierra de promesión الذي ضم مجموعة من السونيتات [ر: السونيته] التي تصور جمال الطبيعة البكر التي لم تمسها يد البشر المؤذية بعد في بعض الغابات الاستوائية الكولومبية، وقد امتازت لغته الشعرية بجدتها وواقعيتها وخروجها على التقاليد الموروثة.
كلفته الحكومة الكولومبية عام 1921 بمهمة دراسة الأوضاع الحدودية مع فنزويلا في الغابات العذراء بهدف إنهاء نزاع على رسم الخط الحدودي بين الدولتين، فارتحل عبر منطقة الأمازون على طول نهر أورينوكو Orinocko، وعاش هناك مدة من الزمن مع بعض القبائل المحلية متعرفًا طبيعة الغابات التي تتطلب صراعًا دائبًا من أجل البقاء، مكتشفًا فساد وفضائح موظفي الحكومة وسوء استخدامهم لمناصبهم في مناطق جمع المطاط (الكوتشوك). في أثناء تلك المدة أصيب ريبيرا بمرض نقص الفيتامينات beriberi فنقل إلى إحدى مستشفيات العاصمة، وفي فترة النقاهة عام 1922 كتب روايته «الدوامة» La vorágine التي اعتمد فيها على تجاربه الشخصية وملاحظاته العيانية إلى جانب الكثير مما سمعه حول مناطق جمع المطاط وظروف حياة جامعيه في الغابات الاستوائية، وتحول كل ذلك بشكل فني إلى تقرير متخيل مرفوع إلى الجهات المسؤولة كإطار وحامل لرواية مغامرات مشوقة شكلت في بنيتها الفنية ولغتها جسرًا بين رومنسية القرن التاسع عشر وبين الرواية البرجوازية المعاصرة. ويجري الصراع فيها على مستويين متداخلين: مستوى صراع البشر فيما بينهم ومستوى صراعهم مع الطبيعة القاسية. وعلى هذا المستوى كانت الرواية ردًا واقعيًا مقنعًا على معاصره خورخه إيساكس Jorge Isaacs سليل مالكي الأراضي، في روايته «ماريا» (1867) María حيث بجّل الغابات بصفتها الأم الرؤوم للإنسان، في رومنسية مفرطة، متجاهلاً شظف عيش العبيد وجامعي المطاط وصراعهم المرير ضد الحكومة والشركات الخاصة. وفي رواية «الدوامة» فتح ريبيرا الطريق في أدب أمريكا اللاتينية لمعالجة قضايا المضطهدين المجردين من حقوقهم الإنسانية والقانونية. وقد ترجمت الرواية إلى ما يزيد على ثلاثين لغة، فانتشرت سمعة مؤلفها عالميًا. ويرى كثير من نقاد أدب أمريكا اللاتينية أنها أفضل ما كُتب على صعيد أدب الغابات، ولاسيما وأنها نجحت محليًا وعالميًا على الصعيدين، بوصفها رواية مغامرات شيقة من جهة، واحتجاجًا اجتماعيًا صارخًا من جهة أخرى.
نبيل الحفار