سعد بن أبي وقاص
(23ق.هـ ـ 55هـ/599 ـ 675م)
أبو إسحاق، سعد بن مالك بن أهيب ابن عبد مناف بن زُهرة بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، الأمير القرشي الزُهري المكي، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وفاتح العراق والمدائن، وأحد الستة أهل الشورى الذين أناط بهم الخليفة عمر بن الخطاب أمر اختيار أحدهم خليفة من بينهم.
أسلم سعد وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللهr وعن علي بن أبي طالب قال: «ما سمعت النبيrيجمع أبويه لأحد غير سعد». وكان رسول اللهr قد نثر كنانته لسعد يوم غزوة أحد سنة 3هـ، وقال له: «إرم فداك أبي وأمي».
ولسعد في الصحيحين خمسة عشر حديثاً، وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث ومسلم بثمانية عشر حديثاً. وحدّث عنه ابن عمر، وعائشة أم المؤمنين، وابن عباس، وبنوه، عامر وعمر ومحمد ومصعب وإبراهيم وابنته عائشة، كما حدّث عنه سعيد بن المسيب، والأحنف بن قيس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعروة بن الزبير، وكثير غيرهم.
استعمل الخليفة أبو بكر سعداً على صدقات هوازن بنجد فأقره الخليفة عمر بن الخطاب، ثم ولاّه قيادة الجيش الذي أرسله إلى العراق حينما كتب المثنى إلى عمر بن الخطاب يبلغه اجتماع أهل فارس على كسرى يزدجرد الذي أخذ يجمع القوى، ويحشد الجند، ويوزع الفرق في كل أنحاء الأرض التي حررها العرب، ويعمل على إثارة السكان وتأليبهم على المسلمين.
سير عمر سعداً،وأعطاه عهداً وشرح له خطة القتال وأسلوب العمل وغير ذلك من الأمور، ولما وصل سعد إلى العراق، بلغه موت المثنى متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم وقعة الجسر، فجمع إليه جيش المثنى، وعبّأ الجيش تعبئة جديدة فجعل على كل عشرة عريفاً ورتب المقدمة والساقة والطلائع والمجنبات، وبعد أن أنهى استعداداته سار حتى وصل القادسية]ر [ وفيها حدثت المعركة الفاصلة سنة 15هـ، والتي انتصر فيها العرب على الفرس انتصاراً ساحقاً، واستعادوا سيطرتهم على منطقة السواد (العراق) وأشعرهم الانتصار بالقوة، كما نقلت إليهم ما كان في عسكر الفرس من سلاح وكراع ومال.
بعد أن أقام سعد بن أبي وقاص شهرين في القادسية بعد النصر، أمره عمر بن الخطاب بالتوجه إلى المدائن عاصمة الساسانيين الشتوية في العراق، بعد أن يترك وراءه الأطفال والأموال والنساء وأن يترك لهم حرساً من الجند على أن يُشرك هؤلاء الجند الحراس في الغنائم التي يحصلون عليها من فتح المدائن وغيرها.
تقدّم سعد بن أبي وقاص نحو المدائن ففتحها سنة 16هـ، بعد أن خاض المسلمون في الطريق إليها عدداً من المعارك التي كان هدف الفرس منها إنقاذ المدائن من أيدي الجيوش الإسلامية، وقد أعقب ذلك انسحاب الجيوش الفارسية بقيادة خُرّزاد بن هرمز إلى جلولاء وانسحاب الملك يزدجرد إلى حلوان وكانت مركزاً حصيناً على حافة المرتفعات الفارسية، وأخذوا بتنظيم حركة مقاومة مضادة ترمي إلى إجلاء العرب عن المنطقة التي افتتحت، فكتب عمر إلى سعد أن يقيم في المدائن ويرسل جيشاً إلى جلولاء، ولّى سعد على الجيش هاشم ابن عتبة بن أبي وقاص، فكانت وقعـة جلولاء عـلى الضفة اليمنى من نهر ديالى أواخر عام 16هـ، وهُزم الفرس وأصاب المسلمون بها من الفيء أفضل مما أصابوا بالقادسية، وكان انتصار العرب في جلولاء، إيذاناً بانهيار الخطوط الأولى للمقاومة الفارسية وسيطرة المسلمين على المنطقة.
وفي سنة 17هـ، أمر الخليفة عمر بن الخطاب سعداً بأن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيرواناً، وقد استقر رأيهم في بادئ الأمر على المدائن، ولكن العرب كرهوا الإقامة فيها فقد استوخموها واستوبؤها، ثم إن قرب المدائن من الحدود الفارسية وبعدها عن مركز الخلافة قد يهدد أمن المسلمين وسلامتهم، لذلك ترك العرب المدائن وتحولوا إلى الكوفة[ر]، فاختطها سعد، وأقطع الناس المنازل وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها.
بقي سعد والياً على الكوفة حتى سنة 20هـ، حينما عزله عمر بن الخطاب لسعي أهل الكوفة بسعد إلى عمر، فلما توفى الخليفة عمر سنة 23هـ، ولّى الخليفة عثمان سعداً الكوفة ثم عزله سنة 26هـ، لخلاف حدث بين سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود الذي كان على بيت المال.
اعتزل سعد بن أبي وقاص بعد مقتل عثمان، الفتنة، فلم يشارك في معركة الجمل ولا صفين ولا التحكيم، وكان يقول: «لا والله حتى أُعطى سيفاً له عينان ولسان ويقول هذا مؤمن وهذا كافر».
توفي سعد بالعقيق على بعد عشرة أميال من المدينة وحُمِل إليها.
نجدة خماش
(23ق.هـ ـ 55هـ/599 ـ 675م)
أبو إسحاق، سعد بن مالك بن أهيب ابن عبد مناف بن زُهرة بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، الأمير القرشي الزُهري المكي، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام، وفاتح العراق والمدائن، وأحد الستة أهل الشورى الذين أناط بهم الخليفة عمر بن الخطاب أمر اختيار أحدهم خليفة من بينهم.
أسلم سعد وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللهr وعن علي بن أبي طالب قال: «ما سمعت النبيrيجمع أبويه لأحد غير سعد». وكان رسول اللهr قد نثر كنانته لسعد يوم غزوة أحد سنة 3هـ، وقال له: «إرم فداك أبي وأمي».
ولسعد في الصحيحين خمسة عشر حديثاً، وانفرد له البخاري بخمسة أحاديث ومسلم بثمانية عشر حديثاً. وحدّث عنه ابن عمر، وعائشة أم المؤمنين، وابن عباس، وبنوه، عامر وعمر ومحمد ومصعب وإبراهيم وابنته عائشة، كما حدّث عنه سعيد بن المسيب، والأحنف بن قيس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وعروة بن الزبير، وكثير غيرهم.
استعمل الخليفة أبو بكر سعداً على صدقات هوازن بنجد فأقره الخليفة عمر بن الخطاب، ثم ولاّه قيادة الجيش الذي أرسله إلى العراق حينما كتب المثنى إلى عمر بن الخطاب يبلغه اجتماع أهل فارس على كسرى يزدجرد الذي أخذ يجمع القوى، ويحشد الجند، ويوزع الفرق في كل أنحاء الأرض التي حررها العرب، ويعمل على إثارة السكان وتأليبهم على المسلمين.
سير عمر سعداً،وأعطاه عهداً وشرح له خطة القتال وأسلوب العمل وغير ذلك من الأمور، ولما وصل سعد إلى العراق، بلغه موت المثنى متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم وقعة الجسر، فجمع إليه جيش المثنى، وعبّأ الجيش تعبئة جديدة فجعل على كل عشرة عريفاً ورتب المقدمة والساقة والطلائع والمجنبات، وبعد أن أنهى استعداداته سار حتى وصل القادسية]ر [ وفيها حدثت المعركة الفاصلة سنة 15هـ، والتي انتصر فيها العرب على الفرس انتصاراً ساحقاً، واستعادوا سيطرتهم على منطقة السواد (العراق) وأشعرهم الانتصار بالقوة، كما نقلت إليهم ما كان في عسكر الفرس من سلاح وكراع ومال.
بعد أن أقام سعد بن أبي وقاص شهرين في القادسية بعد النصر، أمره عمر بن الخطاب بالتوجه إلى المدائن عاصمة الساسانيين الشتوية في العراق، بعد أن يترك وراءه الأطفال والأموال والنساء وأن يترك لهم حرساً من الجند على أن يُشرك هؤلاء الجند الحراس في الغنائم التي يحصلون عليها من فتح المدائن وغيرها.
تقدّم سعد بن أبي وقاص نحو المدائن ففتحها سنة 16هـ، بعد أن خاض المسلمون في الطريق إليها عدداً من المعارك التي كان هدف الفرس منها إنقاذ المدائن من أيدي الجيوش الإسلامية، وقد أعقب ذلك انسحاب الجيوش الفارسية بقيادة خُرّزاد بن هرمز إلى جلولاء وانسحاب الملك يزدجرد إلى حلوان وكانت مركزاً حصيناً على حافة المرتفعات الفارسية، وأخذوا بتنظيم حركة مقاومة مضادة ترمي إلى إجلاء العرب عن المنطقة التي افتتحت، فكتب عمر إلى سعد أن يقيم في المدائن ويرسل جيشاً إلى جلولاء، ولّى سعد على الجيش هاشم ابن عتبة بن أبي وقاص، فكانت وقعـة جلولاء عـلى الضفة اليمنى من نهر ديالى أواخر عام 16هـ، وهُزم الفرس وأصاب المسلمون بها من الفيء أفضل مما أصابوا بالقادسية، وكان انتصار العرب في جلولاء، إيذاناً بانهيار الخطوط الأولى للمقاومة الفارسية وسيطرة المسلمين على المنطقة.
وفي سنة 17هـ، أمر الخليفة عمر بن الخطاب سعداً بأن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيرواناً، وقد استقر رأيهم في بادئ الأمر على المدائن، ولكن العرب كرهوا الإقامة فيها فقد استوخموها واستوبؤها، ثم إن قرب المدائن من الحدود الفارسية وبعدها عن مركز الخلافة قد يهدد أمن المسلمين وسلامتهم، لذلك ترك العرب المدائن وتحولوا إلى الكوفة[ر]، فاختطها سعد، وأقطع الناس المنازل وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها.
بقي سعد والياً على الكوفة حتى سنة 20هـ، حينما عزله عمر بن الخطاب لسعي أهل الكوفة بسعد إلى عمر، فلما توفى الخليفة عمر سنة 23هـ، ولّى الخليفة عثمان سعداً الكوفة ثم عزله سنة 26هـ، لخلاف حدث بين سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود الذي كان على بيت المال.
اعتزل سعد بن أبي وقاص بعد مقتل عثمان، الفتنة، فلم يشارك في معركة الجمل ولا صفين ولا التحكيم، وكان يقول: «لا والله حتى أُعطى سيفاً له عينان ولسان ويقول هذا مؤمن وهذا كافر».
توفي سعد بالعقيق على بعد عشرة أميال من المدينة وحُمِل إليها.
نجدة خماش