عنصر الإيريديوم هو أكثر عناصر الجدول الدوري مقاومةً للتآكل، وصاحب أعلى كثافة بين جميع العناصر، وبسبب مقاومته للتآكل يستخدم الإيريديوم لوضع المعايير في الأوزان والمقاييس. يصعب تصنيع وتشكيل الإيريديوم حتى لو سُخِن لدرجات حرارة عالية لأنه كثيف وهش جدًا.
الخصائص
الإيريديوم عضو من عائلة البلاتين لونه أبيض مائل للصفار، ذو كثافة 22.65 غرام/سنتيمتر مكعب وهي أعلى من كثافة العناصر الأخرى: كثافة الرصاص 11.34 غرام/سنتيمتر مكعب وكثافة الحديد 7.874 غرام/سنتيمتر مكعب.
لا يتأثر الإيريديوم بالأحماض والأسس وأغلب المواد الكيميائية القوية الأخرى، وفقًا لموقع “Chemistry Explained”؛ وتجعل منه هذه الخاصية مفيدًا في صنع الأشياء المعرضة لتلك المواد الكيميائية.
اقرأ أيضًا:
الحقائق
خصائص أخرى للإيريديوم بحسب معهد “los alamos lab” الوطني:
- العدد الذري (عدد البروتونات في نواتها): 77
- الرمز الذري (على الجدول الدوري للعناصر): Ir
- الوزن الذري (متوسط كتلة الذرة): 192.217
- درجة الانصهار: 4,435 فهرنهايت (2,446 درجة مئوية)
- درجة الغليان: 8,002.4 فهرنهايت (4,428 درجة مئوية)
- النظائر المستقرة: اثنان وهما الإيريديوم -191 (37.3٪) والإيريديوم -193 (62.7٪)
ربما اكتشف العديد من الكيميائيين الإيريديوم في نفس الوقت تقريبًا، عام 1803 حسب مقالة في صحيفة “Platinum Metals Review”. وقيل أن الكيميائي الإنكليزي (سميثسون تينانت – Smithson Tennant) والكيميائيَين الفرنسيَين (هـ. ف. كوليت دسكوتيلس – H.V. Collet-Descotils) و(أ. ف. فوركروي – A.F. Fourcroy) و(ن. ل. فوكوِلين – N.L. Vauquelin) جميعهم اكتشفوا الإيريديوم في الرواسب الحمضية غير المنحلة لخامات البلاتين، ولكن الاكتشاف ينسب عادةً لتينانت.
اكتشف تينانت الإيريديوم من خلال حل البلاتين الخام في الماء الملكي المخفف -حمض الهدروكلورونتريك وهو خليط بين حمضي النتريك والكلور- ومن ثم معالجة الرواسب السوداء المتبقية بالتناوب مع القلويات والأحماض، وفقًا للجمعية الملكية للكيمياء.
وبعد هذه المعالجة فصل تينانت الرواسب إلى عنصرين جديدين، وأعلن عن نتاجه في المعهد الملكي في لندن وسمى أحد العنصرين بالإيريديوم والآخر الأوزميوم. وسُمي الإيريديوم بهذا الاسم نسبةً للكلمة اللاتينية “iris” وتعني قوس قزح، مع أن الفلز ليس ملونًا بألوان قوس قزح ولكن سمي بهذا الاسم بسبب مكوناته متعددة الألوان.
وبسبب مقاومة الإيريديوم العالية للتآكل فقد صُنع قضيب المتر القياسي من 90% بلاتين و10% من الإيريديوم. وحل هذا القضيب محل تعريف المتر عام 1960، كما أُعيد تعريف المتر بالخط الطيفي الأحمر البرتقالي للكريبتون. ومع ذلك لا يزال النموذج الدولي للكيلوغرام والذي يحدد الكيلوغرام والمصنوع من مزيج من البلاتين وسبيكة البلاتين-إيريديوم يستخدم بشكٍل واسع حول العالم.
اقرأ أيضًا:
مصادر الإيريديوم
يستخرج الإيريديوم تجاريًا لتعدين النحاس والنيكل على شكل منتج ثانوي، أما خام الإيريديوم فيوجد في البرازيل والولايات المتحدة وميانمار وجنوب أفريقيا وروسيا واستراليا، والإيريديوم النقي نادر جدًا في القشرة الأرضية؛ لذلك يوجد بحوالي جزئين بالمليار فقط من القشرة الأرضية، وفقًا لموقع “Chemistry Explained“.
وقالت (أماندا سيمسون – Amanda Simson) الأستاذة المساعدة في الهندسة الكيميائية في (جامعة نيو هافين – University of New Haven): «يُعد الإيريديوم أحد أكثف العناصر الأرضية الطبيعية، فهو كثيف جدًا ويوجد معظمه في نواة الأرض وليس في قشرتها».
ولكن يوجد بعض الإيريديوم في القشرة الأرضية، إذ وجد العالم (ليوس الفاريز – Luis Alvarez) وابنه (واتر الفاريز – Water Alvarez) كميات كبيرة من العنصر في جزء معين من القشرة الأرضية، والنوع منتشر في جميع أنحاء سطح الأرض، وقالت سيمسون: «يُعتقد أن نيزكًا تسبب بهذا، وارتبط الأمر بانقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة».
استخدام الإيريديوم
رغم هشاشة الإيريديوم، يمكننا استخدامه إذا سُخن لدرجة حرارة عالية جدًا تُقدر بحوالي 2200-2700 فهرنهايت (1200-1500 درجة مئوية)، وفقًا لموسوعة بريتانيكا، ويستخدم الإيريديوم بشكل رئيسي في تقوية البلاتين عن طريق صنع سبائك البلاتين.
ويستخدم أيضًا لصنع الأجزاء التي تتطلب درجات حرارة عالية، وفي الممسات الكهربائية، ويستخدم أيضًا في بعض العدسات البصرية لتخفيف الضوء الساطع.
يستخدم مركب مزيج بين الأوزميوم والإيريديوم والمعروف باسم أوزميريديوم في رؤوس أقلام الحبر السائلة وحوامل البوصلات، بالإضافة إلى ذلك يستخدم مزيج الإيريديوم والبلاتين لصناعة المجوهرات المتينة جدًا.