كاسيني (جيوفاني دومينيك) Cassini (Giovanni Domenico-) - Cassini (Giovanni Domenico-)
كاسيني (جوفاني دومينيكو ـ)
(1625 ـ 1712)
الشكل (1) كوكب زحل مع نظامه
الحلقي ومقسم كاسيني
وُلد جوفاني دومينيكو كاسيني Giovanni Domenico Cassini في بلدة بارينالدو Parinaldo القريبة من مدينة نيتسا Nizza (إيطاليا) وتُوفِّي في باريس عن عمر ناهز الثامنة والثمانين. وارتبط اسمه بكوكب زحل Saturn؛ الكوكب الأكبر بعد المشتري فـي المجمـوعـة الشمسية، والذي استحوذ جلّ اهتمامه (الشكل1).
اكتشف جوفاني كاسيني العديد من الظواهر الفلكية، ودرسها بعمق، مثل:
ـ أقمار زحل: وقد اكتشف منها أربعة أقمار، أهمّها القمر تيتان: الجسم الأكثر غرابة في المجموعة الشمسية؛ الذي تفوق كتلته كتلة المريخ، وتظهر على سطحه بُنى خطّيّة وأخرى دائريّة أو خطوط منحنية في مستوٍ واحد، تشير إلى نشاط جيولوجي، يصعب تفسيره حتى اليوم، وربما يخبئ ألغاز نشوء كوكب الأرض قبل 4مليارات عام.
ـ مقسم كاسيني (C1C2) Cassini divisions: وهي الفجوة الداكنة الفاصلة بين حلقات زحل الخارجية؛ والتي تحوي من الغبار والأوساخ أكثر من ذرات الماء المتجمدة، بالمقارنة مع المحتوى النظيف للحلقات.
ـ ظاهرة ضوء البروج zodiacal light: وكان أول من رصدها بانتظام، ظاهرةً ضوئيّةً ضعيفة على طرفي الشمس. وهي تنشأ من تناثر الضوء الشمسي على هباب الغبار والإلكترونات الحرة في السحابة الكثيفة للمادة بين الكوكبية interplanetary.
الشكل (2) عروة برنولي
ـ ظاهرة الانحراف أو اختلاف المنظر parallax: شارك جوفاني في تحديد زاوية انحراف الشمس، وهي عموماً الزاوية المحصورة بين خطّين يصلان بين موقعين مختلفين للراصد عن الجسم الفلكي؛ حيث يشكّل الخط الواصل بين الموقعين القاعدة التي ترصد تلك النقطة. تتضاءل زاوية الانحراف كلما ابتعدت النقطة عن القاعدة؛ مما يسمح بتحديد بعدها عبر قياس الانحراف الذي أصبح يعني في علـم الفلك بُعْدَ الجـسم عـن مـوقـع الـراصد.
ـ اكتشاف دوران المشتري حول نفسه، ورصد حركته بانتظام.
ـ دراسة بعض المنحنيات التي عرفت باسمه «منحنيات كاسيني» Cassini curves (الشكل 2).
وهي تمثِّل جميع النقاط P في المستوي، التي يكون جداء بعديها r1 و r2 عن نقطتين ثابتتين F1 و F2 (هما المحرقان) ثابتاً، أي: (r1.r2= c2). تتباعد هاتان النقطتان F1; F2 عن بعضهما بمقدار xx2e، وتحكم منحنيات كاسيني المعادلة الآتية:
الشكل (2) منحنيات كاسيني
(x2+y2)2 - 2e2 (x2+y2) = c4- e4
التي يتمّ الحصول منها على عروة برنولي Lemniscate of Bernoulli حالةً خاصة (عندما يكون c2 = e2).
وهـي عبارة عـن منحنٍ مستوٍ جبري من الدرجة الرابعة (الشكل 3)، وقد كان يعقوب برنولي Jakob Bernoulli أول من حلّل هذه العروة في عام 1694، وارتبطت باسمه.
تقديراً لجهود كاسيني وهايغنز في استكشاف كوكب زحل وقمره الأكبر تيتان؛ انطلقت مركبة فضائية عام 1997 في مهمة استكشاف فلكية عرفت باسم بعثة كاسيني هايغنز العالمية، واتخذت مداراً لها حول كوكب زحل في 30 تموز 2004، بعد أن قطعت ـ في سبع سنوات ـ مسافة طولها 3.5مليار كيلو متر، واخترقت حزامي الكوكب F وG؛ لتنتهي في العام 2005 بسقوطها على القمر تيتان، وقد أرسلت إلى الأرض بعض النتائج الأولية وبعض الصور المُذْهِلة؛ مما سيسهم في إعادة كتابة مراجع علم الفلك الحديث، وحيث تبيّن أن أحزمة زحل والمقاسم الفاصلة بينها ليست سوى بقايا قمرٍ تبعثرت أشلاؤه؛ نشأت قبل بضع مئات من ملايين السنين، وربما تختزن مفاتيح معرفية عديدة للنظام السماوي والعمليات العامة الجارية فيه، ومنها نشوء النظام الشمسي.
فارس شقير
كاسيني (جوفاني دومينيكو ـ)
(1625 ـ 1712)
الشكل (1) كوكب زحل مع نظامه
الحلقي ومقسم كاسيني
وُلد جوفاني دومينيكو كاسيني Giovanni Domenico Cassini في بلدة بارينالدو Parinaldo القريبة من مدينة نيتسا Nizza (إيطاليا) وتُوفِّي في باريس عن عمر ناهز الثامنة والثمانين. وارتبط اسمه بكوكب زحل Saturn؛ الكوكب الأكبر بعد المشتري فـي المجمـوعـة الشمسية، والذي استحوذ جلّ اهتمامه (الشكل1).
اكتشف جوفاني كاسيني العديد من الظواهر الفلكية، ودرسها بعمق، مثل:
ـ أقمار زحل: وقد اكتشف منها أربعة أقمار، أهمّها القمر تيتان: الجسم الأكثر غرابة في المجموعة الشمسية؛ الذي تفوق كتلته كتلة المريخ، وتظهر على سطحه بُنى خطّيّة وأخرى دائريّة أو خطوط منحنية في مستوٍ واحد، تشير إلى نشاط جيولوجي، يصعب تفسيره حتى اليوم، وربما يخبئ ألغاز نشوء كوكب الأرض قبل 4مليارات عام.
ـ مقسم كاسيني (C1C2) Cassini divisions: وهي الفجوة الداكنة الفاصلة بين حلقات زحل الخارجية؛ والتي تحوي من الغبار والأوساخ أكثر من ذرات الماء المتجمدة، بالمقارنة مع المحتوى النظيف للحلقات.
ـ ظاهرة ضوء البروج zodiacal light: وكان أول من رصدها بانتظام، ظاهرةً ضوئيّةً ضعيفة على طرفي الشمس. وهي تنشأ من تناثر الضوء الشمسي على هباب الغبار والإلكترونات الحرة في السحابة الكثيفة للمادة بين الكوكبية interplanetary.
الشكل (2) عروة برنولي
ـ ظاهرة الانحراف أو اختلاف المنظر parallax: شارك جوفاني في تحديد زاوية انحراف الشمس، وهي عموماً الزاوية المحصورة بين خطّين يصلان بين موقعين مختلفين للراصد عن الجسم الفلكي؛ حيث يشكّل الخط الواصل بين الموقعين القاعدة التي ترصد تلك النقطة. تتضاءل زاوية الانحراف كلما ابتعدت النقطة عن القاعدة؛ مما يسمح بتحديد بعدها عبر قياس الانحراف الذي أصبح يعني في علـم الفلك بُعْدَ الجـسم عـن مـوقـع الـراصد.
ـ اكتشاف دوران المشتري حول نفسه، ورصد حركته بانتظام.
ـ دراسة بعض المنحنيات التي عرفت باسمه «منحنيات كاسيني» Cassini curves (الشكل 2).
وهي تمثِّل جميع النقاط P في المستوي، التي يكون جداء بعديها r1 و r2 عن نقطتين ثابتتين F1 و F2 (هما المحرقان) ثابتاً، أي: (r1.r2= c2). تتباعد هاتان النقطتان F1; F2 عن بعضهما بمقدار xx2e، وتحكم منحنيات كاسيني المعادلة الآتية:
الشكل (2) منحنيات كاسيني
(x2+y2)2 - 2e2 (x2+y2) = c4- e4
التي يتمّ الحصول منها على عروة برنولي Lemniscate of Bernoulli حالةً خاصة (عندما يكون c2 = e2).
وهـي عبارة عـن منحنٍ مستوٍ جبري من الدرجة الرابعة (الشكل 3)، وقد كان يعقوب برنولي Jakob Bernoulli أول من حلّل هذه العروة في عام 1694، وارتبطت باسمه.
تقديراً لجهود كاسيني وهايغنز في استكشاف كوكب زحل وقمره الأكبر تيتان؛ انطلقت مركبة فضائية عام 1997 في مهمة استكشاف فلكية عرفت باسم بعثة كاسيني هايغنز العالمية، واتخذت مداراً لها حول كوكب زحل في 30 تموز 2004، بعد أن قطعت ـ في سبع سنوات ـ مسافة طولها 3.5مليار كيلو متر، واخترقت حزامي الكوكب F وG؛ لتنتهي في العام 2005 بسقوطها على القمر تيتان، وقد أرسلت إلى الأرض بعض النتائج الأولية وبعض الصور المُذْهِلة؛ مما سيسهم في إعادة كتابة مراجع علم الفلك الحديث، وحيث تبيّن أن أحزمة زحل والمقاسم الفاصلة بينها ليست سوى بقايا قمرٍ تبعثرت أشلاؤه؛ نشأت قبل بضع مئات من ملايين السنين، وربما تختزن مفاتيح معرفية عديدة للنظام السماوي والعمليات العامة الجارية فيه، ومنها نشوء النظام الشمسي.
فارس شقير