كابول Kabul - Kaboul
كابول
كابول Kabul حاضرة أفغانستان وقد ذكرت في الأدبيات الفارسية باسم داري Dari. بنيت المدينة على الضفة اليمنى لنهر كابول، ومع الأيام امتدت المدينة إلى الضفة اليسرى.
تقع المدينة قرب جيب حدودي باكستاني في شرقي البلاد، وهي مدينة جبلية تعلو عن سطح البحر نحو 1820م، وذلك في أحضان عقدة جبال هندوكوش Hindu kush، وتحف المدينة من كل الجهات مرتفعات جبال أسماي Asmai وشيرداوازا Sherdawaza وقد وهبت الجبال هذه المدينة واقعاً مناخياً وبيئياً مميزاً وثروة اقتصادية جيدة، إذ أسهم نهر كابول والمجاري الأخرى في تكوين واحة خصبة هي واحة كابول، التي يوجد في أرجائها عشرات المراكز البشرية كدار الأمان والقنوت.
ومما زاد في أهمية المدينة منذ غابر العصور وقوعها على مسار طريق الحرير الذي يربط عالم الحضارة الشرقي البعيد مع حضارات الشرق الأوسط الإسلامي والغرب المسيحي. والمدينة منفذ إلى شمالي الهند و باكستان وينطلق منها طريق إلى شمالي إيران وأقطار آسيا الوسطى. ولكن هذا الموقع جلب المصاعب والمشكلات للمدينة إذ تعرضت لزحوف عسكرية عديدة.
نبذة تاريخية
تاريخ المدينة مرآة لتاريخ أفغانستان المضطرب وذلك بدءاً من عصور ما قبل التاريخ. وقد أشير إلى المدينة من مسكوكات تعود زمنياً إلى 300ـ500سنة ق.م فالإسكندر المقدوني مرَّ بها وخلَّف مملكة باكتريا Bactrian الحضارة الهيلّينية Hellenic، وبعد ذلك بقليل ظهرت المؤثرات الفكرية والحضارية الهندية وأضحت المدينة مركز إشعاع فكري للبوذية، وكذلك منافستها السياسية قندهار، وترسخت الديانة البوذية طويلاً إلى أن وصل إليها الإسلام زمن معاوية بن أبي سفيان، إلا أن توطيد الإسلام في كابول وأفغانستان قد تأخر إلى زمن الحاكم المسلم المغولي محمود الغزنوي الذي جعل منها مركزاً للتعاليم الإسلامية وحضارة الإسلام.
وقد نافست كابول العديد من المدن سياسياً وحضارياً، كمدينة هرات Herat وغازني Ghazni وقندهار Kandahar. وفي مطلع القرن السادس عشر وصلت جحافل جنكيز خانGenghis Khan إلى المدينة فدمرتها، وتلتها زحوف القبائل التركية القادمة من آسيا الوسطى. وعاشت المدينة فترات تاريخية مضطربة صعبة، وشهدت في زمن حكم الخان بابير Baber الاستقرار والازدهار، وخلّف هذا الحاكم العديد من الصروح والأوابد التاريخية الجميلة التي لاتزال ماثلة منذ 1738م إلى اليوم، وأضحت المدينة العاصمة الدائمة للبلاد منذ 1773م على يد الحكام الداريين Darnian الذين تخلوا عن مدينة قندهار، وبعدها بقليل بلغت الجيوش البريطانية المدينة 1830ـ1841م، وألحقت بها أضراراً جسيمة، ولكنها اضطرت إلى الانسحاب ثم عادت إليها ثانية 1879م. حكمها الأمير عبد الرحمن خان وأرسى الطابع الحضاري للمدينة التي عاشت فترة هدوء استمرت حتى قدوم السوڤييت 1978 واستيلاء الشيوعيين الأفغان على الحكم، منهين حكم سلالة ظاهر شاه.
لم يستقر الأمر للشيوعيين إذ بدأت ضدهم حرب أهلية مدمرة،جاءت في النهاية بحكم طالبان الذي عانى كثيراً من المصاعب الدينية والمشكلات العرقية، مما مهد للوصول الحالي للقوات الأمريكية ومن بعدها الأوربية إلى المدينة والبلاد عامة.
الواقع الطبيعي
مدينة كابول
يتسم مناخ كابول بالعذوبة، على الرغم من ارتفاعها، وذلك لموقعها في أحضان الجبال العالية التي حمتها من الرياح الشمالية والشرقية القارصة الباردة القادمة من أعماق آسيا الصحراوية و سيبريا، لذلك فالشتاء معتدل البرودة (0 ـ 8 ْم)، بينما في الجوار غير البعيد (-10إلى-20 ْم) درجة، والصيف لطيف (23 ـ 25 ْم) وقليلاً ما تبلغ درجة الحرارة 30 ْم، والهطل جيد 300ـ350 ملم سنوياً، كما أن واحة كابول غنية بمواردها المائية المتمثلة في نهر كابول 500م3/ثا وسطياً و1500ـ2000 م3/ثا في الفيضانات الربيعية الصيفية, والمجاري المائية الصغيرة الأخرى، الأمر الذي جعل من المدينة منطقة زراعية مرموقة في البلاد.
الواقع السكاني
تضاعف عدد سكان كابول مرات عديدة منذ مطلع القرن العشرين، إذ قدّر عدد السكان آنذاك 150.000نسمة، وبلغ 800.000نسمة في عام 1980، وفي نهاية الثمانينات قدّر العدد بنحو 1.3مليون، وبعدها انخفض العدد بسبب الحرب الأهلية إلى مليون نسمة عام 2003 وبلغ حالياً 1.1مليون نسمة.
يعكس التركيب العرقي للمدينة الواقع العرقي في البلاد عامة، إذ يشغل الأفغان (الباشتو) Bashto 60% من السكان يليهم الطاجيك 24% ثم الأوزبيك 15%، إضافة إلى نسب صغيرة من أعراق أخرى تركية وفارسية وإيرانية، ولكل أرومة عرقية أحياؤها الخاصة بها بأعرافها وتقاليدها ومفاهيمها الدينية، ومع أن الإسلام السنّة هم الأساس 85%، إلا أن للفرق الشيعية نصيبها كذلك، فالطاجيك الاثني عشر مذهباً هم الأكثرية ويليهم الهازار والقزل باش.
الخدمات الاجتماعية والطبية متخلفة كثيراً لذا صار معدل الوفيات كبيراً 25ـ30 في الألف، مع أن معدل المواليد مرتفع 40ـ45 في الألف، ووفيات الأطفال كبيرة 150ـ200 في الألف، مع أن عدد أفراد العائلة كبير 5ـ 6أشخاص، ويشكل ما دون20سنة60% من السكان، ونسبة اليد المنتجة 30ـ35%، والأمية مرتفعة.
التطور العمراني والاقتصاد
تطورت المدينة جيداً حتى مطلع السبعينات، ثم تغير الواقع مع بداية الحروب الأهلية ولم يتغير إلى اليوم عملياً.
تقسم المدينة إلى أحياء قديمة ببيوتها المتواضعة وأزقتها الضيقة، وأخرى حديثة أوروبية الطابع تشمل إدارات الدولة ومؤسساتها التعليمية والاقتصادية. يوجد في المدينة جامعة كابول (1946) وأكاديمية العلوم، وأكاديمية العلوم اللغوية والمعاهد المختلفة والمسارح ودار أوبرا، وفي المدينة مصانع وورشات متواضعة عامة، وغذائية، كيميائية، نسيجية، جلدية، أدوات منزلية، وورشات لتصنيع وإعداد المخدرات بأشكالها المتنوعة.
شاهر جمال آغا
كابول
كابول Kabul حاضرة أفغانستان وقد ذكرت في الأدبيات الفارسية باسم داري Dari. بنيت المدينة على الضفة اليمنى لنهر كابول، ومع الأيام امتدت المدينة إلى الضفة اليسرى.
تقع المدينة قرب جيب حدودي باكستاني في شرقي البلاد، وهي مدينة جبلية تعلو عن سطح البحر نحو 1820م، وذلك في أحضان عقدة جبال هندوكوش Hindu kush، وتحف المدينة من كل الجهات مرتفعات جبال أسماي Asmai وشيرداوازا Sherdawaza وقد وهبت الجبال هذه المدينة واقعاً مناخياً وبيئياً مميزاً وثروة اقتصادية جيدة، إذ أسهم نهر كابول والمجاري الأخرى في تكوين واحة خصبة هي واحة كابول، التي يوجد في أرجائها عشرات المراكز البشرية كدار الأمان والقنوت.
ومما زاد في أهمية المدينة منذ غابر العصور وقوعها على مسار طريق الحرير الذي يربط عالم الحضارة الشرقي البعيد مع حضارات الشرق الأوسط الإسلامي والغرب المسيحي. والمدينة منفذ إلى شمالي الهند و باكستان وينطلق منها طريق إلى شمالي إيران وأقطار آسيا الوسطى. ولكن هذا الموقع جلب المصاعب والمشكلات للمدينة إذ تعرضت لزحوف عسكرية عديدة.
نبذة تاريخية
تاريخ المدينة مرآة لتاريخ أفغانستان المضطرب وذلك بدءاً من عصور ما قبل التاريخ. وقد أشير إلى المدينة من مسكوكات تعود زمنياً إلى 300ـ500سنة ق.م فالإسكندر المقدوني مرَّ بها وخلَّف مملكة باكتريا Bactrian الحضارة الهيلّينية Hellenic، وبعد ذلك بقليل ظهرت المؤثرات الفكرية والحضارية الهندية وأضحت المدينة مركز إشعاع فكري للبوذية، وكذلك منافستها السياسية قندهار، وترسخت الديانة البوذية طويلاً إلى أن وصل إليها الإسلام زمن معاوية بن أبي سفيان، إلا أن توطيد الإسلام في كابول وأفغانستان قد تأخر إلى زمن الحاكم المسلم المغولي محمود الغزنوي الذي جعل منها مركزاً للتعاليم الإسلامية وحضارة الإسلام.
وقد نافست كابول العديد من المدن سياسياً وحضارياً، كمدينة هرات Herat وغازني Ghazni وقندهار Kandahar. وفي مطلع القرن السادس عشر وصلت جحافل جنكيز خانGenghis Khan إلى المدينة فدمرتها، وتلتها زحوف القبائل التركية القادمة من آسيا الوسطى. وعاشت المدينة فترات تاريخية مضطربة صعبة، وشهدت في زمن حكم الخان بابير Baber الاستقرار والازدهار، وخلّف هذا الحاكم العديد من الصروح والأوابد التاريخية الجميلة التي لاتزال ماثلة منذ 1738م إلى اليوم، وأضحت المدينة العاصمة الدائمة للبلاد منذ 1773م على يد الحكام الداريين Darnian الذين تخلوا عن مدينة قندهار، وبعدها بقليل بلغت الجيوش البريطانية المدينة 1830ـ1841م، وألحقت بها أضراراً جسيمة، ولكنها اضطرت إلى الانسحاب ثم عادت إليها ثانية 1879م. حكمها الأمير عبد الرحمن خان وأرسى الطابع الحضاري للمدينة التي عاشت فترة هدوء استمرت حتى قدوم السوڤييت 1978 واستيلاء الشيوعيين الأفغان على الحكم، منهين حكم سلالة ظاهر شاه.
لم يستقر الأمر للشيوعيين إذ بدأت ضدهم حرب أهلية مدمرة،جاءت في النهاية بحكم طالبان الذي عانى كثيراً من المصاعب الدينية والمشكلات العرقية، مما مهد للوصول الحالي للقوات الأمريكية ومن بعدها الأوربية إلى المدينة والبلاد عامة.
الواقع الطبيعي
مدينة كابول
يتسم مناخ كابول بالعذوبة، على الرغم من ارتفاعها، وذلك لموقعها في أحضان الجبال العالية التي حمتها من الرياح الشمالية والشرقية القارصة الباردة القادمة من أعماق آسيا الصحراوية و سيبريا، لذلك فالشتاء معتدل البرودة (0 ـ 8 ْم)، بينما في الجوار غير البعيد (-10إلى-20 ْم) درجة، والصيف لطيف (23 ـ 25 ْم) وقليلاً ما تبلغ درجة الحرارة 30 ْم، والهطل جيد 300ـ350 ملم سنوياً، كما أن واحة كابول غنية بمواردها المائية المتمثلة في نهر كابول 500م3/ثا وسطياً و1500ـ2000 م3/ثا في الفيضانات الربيعية الصيفية, والمجاري المائية الصغيرة الأخرى، الأمر الذي جعل من المدينة منطقة زراعية مرموقة في البلاد.
الواقع السكاني
تضاعف عدد سكان كابول مرات عديدة منذ مطلع القرن العشرين، إذ قدّر عدد السكان آنذاك 150.000نسمة، وبلغ 800.000نسمة في عام 1980، وفي نهاية الثمانينات قدّر العدد بنحو 1.3مليون، وبعدها انخفض العدد بسبب الحرب الأهلية إلى مليون نسمة عام 2003 وبلغ حالياً 1.1مليون نسمة.
يعكس التركيب العرقي للمدينة الواقع العرقي في البلاد عامة، إذ يشغل الأفغان (الباشتو) Bashto 60% من السكان يليهم الطاجيك 24% ثم الأوزبيك 15%، إضافة إلى نسب صغيرة من أعراق أخرى تركية وفارسية وإيرانية، ولكل أرومة عرقية أحياؤها الخاصة بها بأعرافها وتقاليدها ومفاهيمها الدينية، ومع أن الإسلام السنّة هم الأساس 85%، إلا أن للفرق الشيعية نصيبها كذلك، فالطاجيك الاثني عشر مذهباً هم الأكثرية ويليهم الهازار والقزل باش.
الخدمات الاجتماعية والطبية متخلفة كثيراً لذا صار معدل الوفيات كبيراً 25ـ30 في الألف، مع أن معدل المواليد مرتفع 40ـ45 في الألف، ووفيات الأطفال كبيرة 150ـ200 في الألف، مع أن عدد أفراد العائلة كبير 5ـ 6أشخاص، ويشكل ما دون20سنة60% من السكان، ونسبة اليد المنتجة 30ـ35%، والأمية مرتفعة.
التطور العمراني والاقتصاد
تطورت المدينة جيداً حتى مطلع السبعينات، ثم تغير الواقع مع بداية الحروب الأهلية ولم يتغير إلى اليوم عملياً.
تقسم المدينة إلى أحياء قديمة ببيوتها المتواضعة وأزقتها الضيقة، وأخرى حديثة أوروبية الطابع تشمل إدارات الدولة ومؤسساتها التعليمية والاقتصادية. يوجد في المدينة جامعة كابول (1946) وأكاديمية العلوم، وأكاديمية العلوم اللغوية والمعاهد المختلفة والمسارح ودار أوبرا، وفي المدينة مصانع وورشات متواضعة عامة، وغذائية، كيميائية، نسيجية، جلدية، أدوات منزلية، وورشات لتصنيع وإعداد المخدرات بأشكالها المتنوعة.
شاهر جمال آغا