كاشنيتس (ماري لويزه) Kaschnitz (Marie Luise-) - Kaschnitz (Marie Luise-)
كاشنيتس (ماري لويزه ـ)
(1901 ـ 1974)
ولدت الكاتبة ماري لويزه كاشنيتس Marie Luise Kaschnitz في مدينة كارلسروه Karlsruhe، وتُوفِّيت في روما. أمضت سني طفولتها في بوتسدام Potsdam وبرلين، وعملت بعد إتمام تعليمها في المدرسة الثانوية بائعة كتب في ڤايمار، ثم في مونيخ، وأخيراً في روما حيث تعرفت الرجل الذي أصبح زوجها فيما بعد، وهو عالم الآثار غويدو فون كاشنيتس Guido von Kaschnitz، ورافقته بعد الزواج في أسفاره الدراسية المختلفة إلى اليونان وبلدان الشرق وشمالي إفريقيا وتركيا. فكان لاحتكاكها بحضارة العصور الكلاسيكية القديمة وتفاعلها معها أثر أساسي في إبداعاتها الأدبية «أساطير يونانية» Griechische Mythen ء(1941)، و«محيط روما» Die Umgebung von Romء(1960)، ومؤلفات أخرى. وعلى صعيد أدب السيرة الذاتية Autobiographie نشرت كاشنيتس أول رواية لها «حب يبدأ» Liebe beginntء(1933)، وفي رواية «إيليسا» Elissa ء(1937) عالجت مصير فتاة في مرحلة المراهقة.
كتبت كاشنيتس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مجموعة المقالات التي نشرت بعنوان «بشر وأشياء» Menschen and Dinge. ء(1949) حظيت هذه المقالات الاثنتا عشرة بفعل راهنيتها وإلحاحها باهتمام كبير. وفي عام 1947 ظهر ديوانا شعر «قصائد» Gedichte و«رقصة الموت وقصائد» Totentanz und Gedichte، فأحدثا بدورهما صدى أوسع. تعرض الشاعرة هنا بأسلوب ترميزي وبوضوح تام انطباعات عميقة عن الحرب، وتميط فيها اللثام بجرأة عن أهوال الحرب في وقت أراد الناس أن ينسوا، كما تبث الأمل أيضاً. على أن قوة التعبير ـ التي ميزتها من غيرها ـ تجلت بوضوح في لغتها النثرية؛ فمقالاتها وقصصها القصيرة تشير بإلحاح إلى مصائر إنسانية مبهمة، كما في المجموعة القصصية المكونة من إحدى وعشرين قصة «ظلال طويلة» Lange Schattenء(1960).
بعد موت زوجها استقرت كاشنيتس عام 1960 في مدينة فرنكفورت Frankfurt، حيث كانت تلقي في جامعتها محاضرات عن فن الشعر. وقد تجلى ألم فراق زوجها في شعرها ونثرها، كما في ديوان «صمتكَ ـ صوتي» Dein Schweigen - meine Stimme ء(1962) الذي لايزال الإقبال على قراءته كبيراً حتى هذا اليوم. وهنا يمتد الألم الشخصي ليشمل آلام البشرية جمعاء. لكن الحاضر لم يغب أبداً عن كتاباتها، بل ألقيت عليه الأضواء من وراء الكواليس في كتب اليوميات، مثلاً في «أيام، أيام، سنين» Tage, Tage, Jahreء(1968). ويمتزج انتقاد الأوضاع عبر استهداف واضح بذكريات شخصية. في مجموعة القصائد المتأخرة (1962ـ1972) «ليست تعويذة سحرية» Kein Zauberspruch تستخدم اللغة المكثفة للتعبير عن توجيه اتهام صارخ ضد تعريض الإنسانية للخطر عن طريق التطوير التقني وذوبان الفرد في الجماهير. وثمة عناصر دينية مسيحية متوغلة في نسيج هذه الأشعار تظهر بحث الشاعرة وأملها؛ الأمر الذي يجد تعبيراً له أيضاً في تمثيلياتها الإذاعية مثل «موظف الجمارك ماتيوس» Der Zöllner Matthaeusء(1956).
أبدعت كاشنيتس بلغة مقتضبة وسلسة أعمالاً نثرية وشعرية على جانب كبير من الأهمية. وقد نالت على أعمالها جائزة غيورغ بوشنر Georg Büchner وجائزة إمِّرمن Immermann Preis وجائزة هيبل Hebbel. وكانت عضواً في اتحاد الكتاب العالمي PEN في لندن وفي أكاديمية العلوم والأدب في مدينة ماينتس Mainz والأكاديمية البافارية للفنون الجميلة والأكاديمية الألمانية للغة والأدب، ومنحت عام 1968 درجة الدكتوراه الفخرية من كلية الفلسفة في جامعة فرنكفورت.
أحمد حيدر، نبيل الحفار
كاشنيتس (ماري لويزه ـ)
(1901 ـ 1974)
ولدت الكاتبة ماري لويزه كاشنيتس Marie Luise Kaschnitz في مدينة كارلسروه Karlsruhe، وتُوفِّيت في روما. أمضت سني طفولتها في بوتسدام Potsdam وبرلين، وعملت بعد إتمام تعليمها في المدرسة الثانوية بائعة كتب في ڤايمار، ثم في مونيخ، وأخيراً في روما حيث تعرفت الرجل الذي أصبح زوجها فيما بعد، وهو عالم الآثار غويدو فون كاشنيتس Guido von Kaschnitz، ورافقته بعد الزواج في أسفاره الدراسية المختلفة إلى اليونان وبلدان الشرق وشمالي إفريقيا وتركيا. فكان لاحتكاكها بحضارة العصور الكلاسيكية القديمة وتفاعلها معها أثر أساسي في إبداعاتها الأدبية «أساطير يونانية» Griechische Mythen ء(1941)، و«محيط روما» Die Umgebung von Romء(1960)، ومؤلفات أخرى. وعلى صعيد أدب السيرة الذاتية Autobiographie نشرت كاشنيتس أول رواية لها «حب يبدأ» Liebe beginntء(1933)، وفي رواية «إيليسا» Elissa ء(1937) عالجت مصير فتاة في مرحلة المراهقة.
كتبت كاشنيتس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مجموعة المقالات التي نشرت بعنوان «بشر وأشياء» Menschen and Dinge. ء(1949) حظيت هذه المقالات الاثنتا عشرة بفعل راهنيتها وإلحاحها باهتمام كبير. وفي عام 1947 ظهر ديوانا شعر «قصائد» Gedichte و«رقصة الموت وقصائد» Totentanz und Gedichte، فأحدثا بدورهما صدى أوسع. تعرض الشاعرة هنا بأسلوب ترميزي وبوضوح تام انطباعات عميقة عن الحرب، وتميط فيها اللثام بجرأة عن أهوال الحرب في وقت أراد الناس أن ينسوا، كما تبث الأمل أيضاً. على أن قوة التعبير ـ التي ميزتها من غيرها ـ تجلت بوضوح في لغتها النثرية؛ فمقالاتها وقصصها القصيرة تشير بإلحاح إلى مصائر إنسانية مبهمة، كما في المجموعة القصصية المكونة من إحدى وعشرين قصة «ظلال طويلة» Lange Schattenء(1960).
بعد موت زوجها استقرت كاشنيتس عام 1960 في مدينة فرنكفورت Frankfurt، حيث كانت تلقي في جامعتها محاضرات عن فن الشعر. وقد تجلى ألم فراق زوجها في شعرها ونثرها، كما في ديوان «صمتكَ ـ صوتي» Dein Schweigen - meine Stimme ء(1962) الذي لايزال الإقبال على قراءته كبيراً حتى هذا اليوم. وهنا يمتد الألم الشخصي ليشمل آلام البشرية جمعاء. لكن الحاضر لم يغب أبداً عن كتاباتها، بل ألقيت عليه الأضواء من وراء الكواليس في كتب اليوميات، مثلاً في «أيام، أيام، سنين» Tage, Tage, Jahreء(1968). ويمتزج انتقاد الأوضاع عبر استهداف واضح بذكريات شخصية. في مجموعة القصائد المتأخرة (1962ـ1972) «ليست تعويذة سحرية» Kein Zauberspruch تستخدم اللغة المكثفة للتعبير عن توجيه اتهام صارخ ضد تعريض الإنسانية للخطر عن طريق التطوير التقني وذوبان الفرد في الجماهير. وثمة عناصر دينية مسيحية متوغلة في نسيج هذه الأشعار تظهر بحث الشاعرة وأملها؛ الأمر الذي يجد تعبيراً له أيضاً في تمثيلياتها الإذاعية مثل «موظف الجمارك ماتيوس» Der Zöllner Matthaeusء(1956).
أبدعت كاشنيتس بلغة مقتضبة وسلسة أعمالاً نثرية وشعرية على جانب كبير من الأهمية. وقد نالت على أعمالها جائزة غيورغ بوشنر Georg Büchner وجائزة إمِّرمن Immermann Preis وجائزة هيبل Hebbel. وكانت عضواً في اتحاد الكتاب العالمي PEN في لندن وفي أكاديمية العلوم والأدب في مدينة ماينتس Mainz والأكاديمية البافارية للفنون الجميلة والأكاديمية الألمانية للغة والأدب، ومنحت عام 1968 درجة الدكتوراه الفخرية من كلية الفلسفة في جامعة فرنكفورت.
أحمد حيدر، نبيل الحفار