دائرية الزمن
بقلم د. آمال صالح
مهووسة أنا بالوقت... حتى بدا لي كأنه عدو... يجادلني ويريد أن ينتصر علي...
كنت وكأنني في سباق معه... أحاول أحيانا التحاور معه... ربما مع نفسي حين نما وعيي بمعضلة الزمن الهارب مني...
حتى تفهموا قصتي لابد أن أسرد عليكم ولو بعضا منها اليوم
وأقول لكم بدون أن احكم على نفسي أو على غيري، بدون أن أظلم الأهل.
هم فعلوا كل ما في وسعهم للحفاظ علينا ولحمايتنا.
ولكن غفلوا عن شيء مهم... أننا خرجنا للحياة بدون سلاح...
أننا خرجنا لهذا العالم المتلون... المتعدد الأبعاد والعمق والجوانب وكل ما يمكن ان يحمله من تناقضات وأسرار...
خرجت الطفلة التي بالغوا بحمايتها وهي تحمل مكان القلب وردة...
النظرة صافية... لا ترى الشوائب
الفكر غرير يحمل أسرار الود العميق بعمق الحياة
واليد هي جعلت لتمتد للغير بالمساعدة... بالحب
أنا لا أحدثكم عن عالم مثالي...
أنا احدثكم عن عالم حقيقي...
حينما لا تعرف غير كلمات الصدق... لا مكان للكذب...لا مكان
لأشياء مخدوشة... غير كاملة... كل شيء لابد أن يخرج من أعماقك... وأن تفني فيه ذاتك... كل شيء لا بد أن يعكسك أنت بكاملك... بكل الحنان... بكل الحب ... بكل الخير الذي جبلت عليه... وأهلك نموه وطوروه وأعطوه بريقا حقيقيا.
ثم تعيش طفولتك ومراهقتك في هذ الحد المحدود من المساحة الزمكانية والإنسانية... وتصل سن التاسعة عشرة
ويزوجونك...!!!
كيف ستصافح العالم الخارجي... بيد الحب والقلب الوردة...!!!
أكيد أن أي خدش يعترضك هو صدمة... وكل شيء سيكون على هذا القياس... كل شيء سلبي يتضخم أمام إنسان أعزل.
وأنا المرأة... بقيت في الأحلام الوردية... أحاول مغالبة الأشواك...
وأحاول أن أمسك بعقارب الساعات وأروضها...
إحساس فظيع ان يلفظك الوقت
إحساس فظيع أن تتوه أمام عناوين لا تفتح...
لا تقبلك... لأنك لا تملك المشفر...لا تعرف كيف تدلج إلى داخل المكان وتتوافق مع الساعات...
كيف التصالح... ؟!!! كيف يمكن التحكم في مساحتك الحقيقية في هذا العالم... وانت تدرك تماما بفطرتك حقك في هذه المساحة... كيف للوقت أن يمهلك حتى تلملم التناقض الصارخ بينك وبين الخارج...
لا بد أن تبدأ رحلتك إلى ذاتك... لا خيار... هكذا قالت لي
"سولانج" Solange
شغلها مدربة إجتماعية تصاحب الناس في جسر الحياة
هكذا فسرت لي حرفيا شغلها...
شهادتي الجامعية لم تعطني الرقم السري للفهم...
سولانج فهمت تساءلي الذي كان بحجم العالم... !!!
يتبع...