تقطير ماء الورد تقليد تورّثه النساء لبناتهن في تونس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تقطير ماء الورد تقليد تورّثه النساء لبناتهن في تونس

    تقطير ماء الورد تقليد تورّثه النساء لبناتهن في تونس


    التونسية داودة بن سالم تعلمت كيفية صنع ماء الورد من أمها وجدتها وبدورها نقلت خبرتها إلى بناتها من أجل الحفاظ على هذا التقليد الفريد.
    الاثنين 2023/05/22
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    تقليد بالوراثة

    نابل (تونس) - في كل عام، تنتظر التونسية داودة بن سالم بفارغ الصبر فصل الربيع حتى تتفتح أزهارها. وهو الموسم الذي تبدأ فيه إنتاج ماء الورد أو ماء الزهر مستخدمة تقنيات تقطير تقليدية متوارثة. وخلال أشهر مارس وأبريل ومايو، تبدأ التونسية البالغة من العمر 63 عاما أيامها بقطف الورود وأزهار البرتقال والياسمين وغيرها ثم إشعال النار في الحطب.

    وتقول داودة "طريقة التقطير على الحطب هي طريقة تقليدية ورثتها عن أجدادي، حافظت عليها لأن هذا النوع من التقطير به طعم ورائحة خاصة". وأخذت تشرح عملية التقطير التقليدية التي تستخدم فيها قِدرا مصنوعا من النحاس. وقالت “نضع في القدر النحاسي الورود ثم نضع عليها الماء، نقوم بوضع الغطاء عليها ونقفلها، عندما تغلي يرتفع البخار إلي الغطاء ثم ينتقل في الأنبوب إلى أن يصل إلى القارورة التي تجمع ماء الورد”.


    ◙ طريقة التقطير التقليدية تنتج عطورا عالية الجودة على الرغم من أنها تستغرق المزيد من الوقت والجهد


    وبعدما يبرد ماء الورد، تبدأ في تعبئته في زجاجات في حديقتها. وتعلمت داودة كيفية صنع ماء الورد من أمها وجدتها. وهي طريقة توارثتها الأجيال في عائلتها. وبدورها نقلت خبرتها إلى بناتها من أجل الحفاظ على هذا التقليد الفريد. وتقول إن طريقة التقطير التقليدية تنتج عطورا عالية الجودة على الرغم من أنها تستغرق المزيد من الوقت والجهد.

    ووافقتها في الرأي ابنتها سهيلة بن علي، قائلة "أمي بدأت هذا العمل كشغف وقامت بنقل هذا الشغف إلينا وعلمته لنا بكل تفاصيله، أردنا التبديل قليلا في عملية التقطير لنواكب العصر ونصبح أسرع ونستعمل الطريقة الجديدة التي تستعمل الغاز لكن لم نجد نفس النكهة ولا نفس الطعم ولا نفس الجودة التي تأتي من التقطير بهذه الطريقة الأندلسية على الحطب، فأكملنا باستعمال طريقتها والآن نعلمها لأولادنا للمحافظة عليها”.

    وعن حبها لهذا العمل قالت داودة “هذا العمل هو شغف، فأنا شغوفة كثيرا به، أحب الشيء الأصيل وتعلّمته عندما كبرت وتزوجت وواصلت التقطير بهذه الطريقة لأنه أنفع لي وأقل تكلفة من الغاز وأشياء أخرى”.

    وتشارك داودة في عدة معارض مخصصة للصناعات التقليدية في مختلف المناطق مثل العاصمة تونس ونابل وزغوان ويزداد الطلب على منتجاتها محليا. وقالت “نقطّر كل أنواع هذه الزهور لاستعمالها يوميا لأن بها الكثير من الفوائد والمنافع للإنسان وهناك إقبال كبير عليها”. ويعد ماء الورد عنصرا أساسيا في حياة التونسيين ويستخدمونه على نطاق واسع في الطهو وصناعة مستحضرات التجميل، كما يعدونه وسيلة بديلة لتخفيف بعض الآلام.


    ◙ حرفة الأجداد بتركيز تام
يعمل...
X