قردة تايلاند تتخرج من مدرسة لتعليم جمع ثمار جوز الهند
المدرسة تدرب القردة على العمل والأغلال في أعناقها على هز الأفرع التي تحمل ثمار جوز الهند إلى أن تسقط على الأرض.
الاثنين 2023/05/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مهمة شاقة تثير الجدل
كوه ساموي (تايلاند) - ظل نونج يسير في دوائر لمدة ساعة كاملة مربوطا من الطوق المعدني المحكم الذي يحيط بعنقه بسلسلة قصيرة طولها ثلاثة أمتار، ومثبتة في عمود من البامبو. ويمسك نونج وهو قرد آسيوي من فصيلة الماكاك، بالسلسلة بيده بينما تبدو على وجهه المتجهم معالم توضح مدى كراهيته لهذا القيد. ويبلغ نونج من العمر أربعة أعوام ويعيش مع مزارع جوز الهند ليك وأسرته منذ عامين ونصف العام.
وتتمثل المهمة الموكلة لهذا القرد في جمع ثمار جوز الهند من أشجار النخيل العالية في الصباح الباكر عندما تكون درجة الحرارة لا تزال محتملة في جزيرة الأحلام بتايلاند كوه ساموي، ولكي يتمكن القرد من إكمال مهمته الصباحية، يتم ربطه لفترة من الوقت بسلسلة أطول قليلا من سلسلته الأصلية.
ويوضح المزارع ليك أن "أشجار النخيل عالية للغاية بالنسبة إلى الناس، وتسلقها يعرضهم لخطر جسيم، وهذا هو السبب في أننا نستخدم القرود بشكل متوارث أبا عن جد في تايلاند لأداء هذا العمل".
◙ لا بد من عامل القوة في تدريب القرد على كيفية جمع الثمار
وحصل ليك على القرد نونج، مثله في ذلك مثل كثيرين غيره، من مدرسة القردة بمدينة سورات تاني الكائنة بجنوبي تايلاند، وتدرب المدرسة القرود على العمل طوال حياتها والأغلال في أعناقها على هز الأفرع التي تحمل ثمار جوز الهند إلى أن تسقط على الأرض.
ويقول ليك بزهو "أنا قمت بتدريب قردي بنفسي"، ولكنه لم يفصح عن الطريقة التي دربه بها، ومن الملاحظ أن القرد نونج يصدر صوتا عاليا كالفحيح، كلما اقترب صاحبه منه كاشفا عن أسنانه الحادة، وهنا يصيح المزارع بقرده بلهجة آمرة إلى أن يلتزم الهدوء، ويصبح من الواضح أنه استخدم القوة في تدريب القرد على كيفية جمع الثمار.
ويكشف ليك أنه يحتاج "أحيانا إلى ضرب القرد حتى يتعلم أن يصبح غير عدواني". وتعد تايلاند واحدة من أكبر الدول المنتجة للَبن جوز الهند في العالم، غير أن استخدام القرود في تلبية الطلب على هذا المنتج صار محاطا بالجدل.
فالتقارير التي نشرتها مؤخرا منظمة "الناس من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوانات" واختصارها "بيتا"، وهي منظمة معنية بحقوق الحيوان، وضعت مسمارا في نعش طريقة استغلال القرود في تايلاند، وأدت إلى دفع المتاجر الكبرى في مختلف أنحاء العالم إلى التوقف عن عرض ألبان جوز الهند القادمة من تايلاند.
ومنذ بضعة أسابيع أعلنت شركة "هالو فريش" الألمانية للإمداد أنها توقفت عن إرسال لبن جوز الهند التايلاندي إلى المنازل في إطار خدمات التوصيل التي تقدمها. وبرغم تزايد الاهتمام بهذه القضية خلال الأشهر الأخيرة فإنها ليست جديدة.
ففي عام 2020 أعلنت الحكومة التايلاندية عن خطط لإدخال نظام كودي يسمح للمستهلكين بالتعرف على طرق إنتاج جوز الهند للتأكد من أن القرود غير مشاركة فيها. ومع ذلك أوضحت منظمة "بيتا" لحقوق الحيوان أن عملية اقتفاء أثر مشاركة القرود في إنتاج جوز الهند مستحيلة تقريبا، نظرا إلى اتساع دائرة المزارعين والوسطاء في هذه العملية.
◙ الحكومة التايلاندية أعلنت في عام 2020 عن خطط لإدخال نظام كودي يسمح للمستهلكين بالتعرف على طرق إنتاج جوز الهند
ويشرح جاسون بيكر نائب رئيس الحملة الدولية التابعة لفرع منظمة "بيتا" في آسيا، أنه توجد بدائل سهلة لجمع ثمار جوز الهند تستخدم في إندونيسيا والفلبين، مثل زراعة أنواع قصيرة من النخيل، أو مواصلة زراعة أشجار نخيل جديدة يمكن قطف ثمارها بسهولة قبل أن تنمو عاليا.
وذكر الموقع الإلكتروني لمنظمة "بيتا" أن المزارعين في البرازيل وكولومبيا يجمعون الثمار باستخدام "وسائل إنسانية" مثل المصاعد الهيدروليكية المثبتة فوق جرارات، وأحيانا عن طريق متسلقي النخيل عن طواعية، أو الحبال أو أنظمة المنصات التي يتم الوقوف عليها، أو أنواع من السلالم العالية، أو عن طريق زراعة نخيل جوز الهند المتقزم.
ويقول بيكر إن ما يفعلونه بالقرود هو نوع من "القسوة النفسية"، حيث يتم فصل معظم القردة الصغيرة عن أمهاتها عند الولادة، ثم يتم وضع السلاسل في رقابها لمدى الحياة. ويضيف "يتم حرمانها من كل شيء طبيعي بالنسبة إليها، ولا يمكنها السير سوى في دوائر في جميع الأوقات".
ويتابع بيكر أن أسوأ جزء في هذا العمل، هو حرمان القرود من أي حافز ذهني، على الرغم من حقيقة أن القردة "مخلوقات على درجة عالية من النشاط الاجتماعي والذكاء، وتشبهنا في هذه الصفات كثيرا". والأكثر إثارة للقلق من ذلك أن الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، صنف فصيلة القردة المستخدمة في جمع جوز الهند في تايلاند على أنها "معرضة لخطر الانقراض".
المدرسة تدرب القردة على العمل والأغلال في أعناقها على هز الأفرع التي تحمل ثمار جوز الهند إلى أن تسقط على الأرض.
الاثنين 2023/05/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مهمة شاقة تثير الجدل
كوه ساموي (تايلاند) - ظل نونج يسير في دوائر لمدة ساعة كاملة مربوطا من الطوق المعدني المحكم الذي يحيط بعنقه بسلسلة قصيرة طولها ثلاثة أمتار، ومثبتة في عمود من البامبو. ويمسك نونج وهو قرد آسيوي من فصيلة الماكاك، بالسلسلة بيده بينما تبدو على وجهه المتجهم معالم توضح مدى كراهيته لهذا القيد. ويبلغ نونج من العمر أربعة أعوام ويعيش مع مزارع جوز الهند ليك وأسرته منذ عامين ونصف العام.
وتتمثل المهمة الموكلة لهذا القرد في جمع ثمار جوز الهند من أشجار النخيل العالية في الصباح الباكر عندما تكون درجة الحرارة لا تزال محتملة في جزيرة الأحلام بتايلاند كوه ساموي، ولكي يتمكن القرد من إكمال مهمته الصباحية، يتم ربطه لفترة من الوقت بسلسلة أطول قليلا من سلسلته الأصلية.
ويوضح المزارع ليك أن "أشجار النخيل عالية للغاية بالنسبة إلى الناس، وتسلقها يعرضهم لخطر جسيم، وهذا هو السبب في أننا نستخدم القرود بشكل متوارث أبا عن جد في تايلاند لأداء هذا العمل".
◙ لا بد من عامل القوة في تدريب القرد على كيفية جمع الثمار
وحصل ليك على القرد نونج، مثله في ذلك مثل كثيرين غيره، من مدرسة القردة بمدينة سورات تاني الكائنة بجنوبي تايلاند، وتدرب المدرسة القرود على العمل طوال حياتها والأغلال في أعناقها على هز الأفرع التي تحمل ثمار جوز الهند إلى أن تسقط على الأرض.
ويقول ليك بزهو "أنا قمت بتدريب قردي بنفسي"، ولكنه لم يفصح عن الطريقة التي دربه بها، ومن الملاحظ أن القرد نونج يصدر صوتا عاليا كالفحيح، كلما اقترب صاحبه منه كاشفا عن أسنانه الحادة، وهنا يصيح المزارع بقرده بلهجة آمرة إلى أن يلتزم الهدوء، ويصبح من الواضح أنه استخدم القوة في تدريب القرد على كيفية جمع الثمار.
ويكشف ليك أنه يحتاج "أحيانا إلى ضرب القرد حتى يتعلم أن يصبح غير عدواني". وتعد تايلاند واحدة من أكبر الدول المنتجة للَبن جوز الهند في العالم، غير أن استخدام القرود في تلبية الطلب على هذا المنتج صار محاطا بالجدل.
فالتقارير التي نشرتها مؤخرا منظمة "الناس من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوانات" واختصارها "بيتا"، وهي منظمة معنية بحقوق الحيوان، وضعت مسمارا في نعش طريقة استغلال القرود في تايلاند، وأدت إلى دفع المتاجر الكبرى في مختلف أنحاء العالم إلى التوقف عن عرض ألبان جوز الهند القادمة من تايلاند.
ومنذ بضعة أسابيع أعلنت شركة "هالو فريش" الألمانية للإمداد أنها توقفت عن إرسال لبن جوز الهند التايلاندي إلى المنازل في إطار خدمات التوصيل التي تقدمها. وبرغم تزايد الاهتمام بهذه القضية خلال الأشهر الأخيرة فإنها ليست جديدة.
ففي عام 2020 أعلنت الحكومة التايلاندية عن خطط لإدخال نظام كودي يسمح للمستهلكين بالتعرف على طرق إنتاج جوز الهند للتأكد من أن القرود غير مشاركة فيها. ومع ذلك أوضحت منظمة "بيتا" لحقوق الحيوان أن عملية اقتفاء أثر مشاركة القرود في إنتاج جوز الهند مستحيلة تقريبا، نظرا إلى اتساع دائرة المزارعين والوسطاء في هذه العملية.
◙ الحكومة التايلاندية أعلنت في عام 2020 عن خطط لإدخال نظام كودي يسمح للمستهلكين بالتعرف على طرق إنتاج جوز الهند
ويشرح جاسون بيكر نائب رئيس الحملة الدولية التابعة لفرع منظمة "بيتا" في آسيا، أنه توجد بدائل سهلة لجمع ثمار جوز الهند تستخدم في إندونيسيا والفلبين، مثل زراعة أنواع قصيرة من النخيل، أو مواصلة زراعة أشجار نخيل جديدة يمكن قطف ثمارها بسهولة قبل أن تنمو عاليا.
وذكر الموقع الإلكتروني لمنظمة "بيتا" أن المزارعين في البرازيل وكولومبيا يجمعون الثمار باستخدام "وسائل إنسانية" مثل المصاعد الهيدروليكية المثبتة فوق جرارات، وأحيانا عن طريق متسلقي النخيل عن طواعية، أو الحبال أو أنظمة المنصات التي يتم الوقوف عليها، أو أنواع من السلالم العالية، أو عن طريق زراعة نخيل جوز الهند المتقزم.
ويقول بيكر إن ما يفعلونه بالقرود هو نوع من "القسوة النفسية"، حيث يتم فصل معظم القردة الصغيرة عن أمهاتها عند الولادة، ثم يتم وضع السلاسل في رقابها لمدى الحياة. ويضيف "يتم حرمانها من كل شيء طبيعي بالنسبة إليها، ولا يمكنها السير سوى في دوائر في جميع الأوقات".
ويتابع بيكر أن أسوأ جزء في هذا العمل، هو حرمان القرود من أي حافز ذهني، على الرغم من حقيقة أن القردة "مخلوقات على درجة عالية من النشاط الاجتماعي والذكاء، وتشبهنا في هذه الصفات كثيرا". والأكثر إثارة للقلق من ذلك أن الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، صنف فصيلة القردة المستخدمة في جمع جوز الهند في تايلاند على أنها "معرضة لخطر الانقراض".