فيلم live by night لا يضيف أي شيء لمسيرة بن أفليك الإخراجية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم live by night لا يضيف أي شيء لمسيرة بن أفليك الإخراجية

    فيلم LIVE BY NIGHT لا يضيف أي شيء لمسيرة بن أفليك الإخراجية


    ـ محمد جابر

    لم يتم التعامل يوماً مع بن أفليك كممثل كبير، ولكن حين بدأ مسيرته الإخراجية قبل 10 سنوات طرح نفسه كمشروع لمخرج كبير جداً، يصنع أفلام إثارة مشدودة الوتر بشكل لا يضاهيه فيه إلا القليلون، أثبت ذلك في فيلمه الأول Gone Baby Gone (2007) ثم The Town (2010) قبل أن يصل للقمة في فيلمه الثالث Argo الذي نال جائزة أوسكار أفضل فيلم عام 2012 ودشّن اسم أفليك كمخرج مهم.

    لذلك انتظر الجميع فيلمه الجديد Live By Night، لمعرفة ماذا يمكن أن يقدمه بعد 5 سنوات من نجاح Argo التاريخي، خصوصاً مع أجواء الفيلم المختلفة التي تدور في العشرينيات، وعالم العصابات المميز الذي هجرته السينما الأميركية منذ وقت ويبدو دائماً بيئة خصبة لتقديم الجديد.



    يدور الفيلم حول شخصية “جوي كوغلين” (يؤديها بن أفليك بنفسه)، الابن الأصغر لقائد شرطة بوسطن، والجندي العائد من الحرب العالمية الأولى، والذي يقرر أن يعطي ظهره لكل التاريخ الشخصي والعائلي المشرف وينغمس ببطء في عالم الجريمة والفساد في بوسطن منتصف العشرينيات. يبدأ من عمليات سرقة صغيرة بمساعدة أصدقائه، ويتعرف على أحد رجال العصابات ويبدأ في العمل معه، فينغمس أكثر في الجانب المظلم إلى أن يصبح أحد أكبر أسماء تجارة الكحول الممنوعة في هذا العصر.



    هناك عنصران يختلف فيهما هذا الفيلم عن أفلام بن أفليك الثلاثة السابقة؛ العنصر الأول هو أنه ليس فيلم “حبكة” بل فيلم “شخصية”، تميز “أفليك” كمخرج ارتبط بشكل أساسي بأنه يقدم “قصة” قوية ويجيد سردها بإيقاع لا يَفلت منه ولو للحظة. إذا تذكرنا تتابع “هروب الأميركيين من مطار إيران” (الذي امتد على الشاشة لنصف ساعة تقريباً في فيلم Argo) فهو يختصر قيمته الإخراجية، هذا القلق والتوتر والشعور بالضغط ورغبتك في معرفة ما سيحدث. في فيلم Live By Night يختلف الأمر تماماً، يكون العنصر الأساسي الذي يحرك الفيلم هو شخصية “جوي كوغلين”، والتغيرات النفسية والدرامية التي يمر بها. يسائل أفليك من خلاله “كيف يمكن أن تعيش وسط مجتمع بهذا الفساد؟” ويحاول الحفاظ على خيط رفيع بين أنه “يتعامل مع الفساد ولكنه ليس فاسداً”. فهو شخص يشعر بالذنب والتأنيب وعدم الانتماء للعالم، وهو جانب من الدراسة السلوكية لا يبدو أفليك فيه متميزاً بأي قدر. فالشخصية عانت من ارتباك واضح طوال الأحداث، لا يتعاطف المشاهد معها وفي نفس الوقت لا يكرهها.



    أما العنصر الثاني فهو أنها المرة الأولى التي يكتب فيها أفليك السيناريو منفرداً، هو بالتأكيد كاتب جيد (حصل أفليك على الأوسكار عام 1997 مناصفة مع مات ديمون عن سيناريو فيلم Good Will Haunting) ولكن كل أعماله السابقة كانت برفقة آخرين. في هذه المرة يقتبس رواية صعبة للروائي دينيس ليهان دون شراكة مع أحد، وهو أمر سبب تفككاً واضحاً سواء في بناء الشخصية ودوافعها وتحولاتها، أو حتى في مسار الحبكة والشخصيات الأخرى المساعدة، ورغم محاولات أدائية جيدة من إيلا فانينج وكريس كوبر مثلاً (في خط رئيسي بأحداث الفيلم) إلا أننا لا نتعاطى مع ذلك بشكل جيد لأن الصراع مع رجل الدين والضغط عليه يبدو ناشزاً من الأصل عن حكاية وعالم العصابات الذي نتحرك فيه وبدأنا منه.

    لتلك الأسباب كانت عودة بن أفليك المنتظرة من وراء الكاميرا محبطة وضعيفة، حتى إن تميزت بصرياً في خلق أجواء العشرينيات ومشاهد حركة متقنة، ولكن مع سيناريو شخصية بهذا التفكك فإن الفيلم لا يضيف أي شيء لمسيرة مخرجه.
يعمل...
X