كامبوديا إحدى دول جنوب شرقي آسيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كامبوديا إحدى دول جنوب شرقي آسيا

    كامبوديا Cambodia - Cambodge
    كامبوديا



    كامبوديا Cambodia، كانت تعرف باسم كمبوتشيا Kampuchea، ولم تعرف باسم كامبوديا حتى عام 1989. وهي إحدى دول جنوب شرقي آسيا. تطل غرباً على خليج تايلند بساحل طوله 354كم، ويحدها من الشمال والشمال الغربي تايلند، ويحدها من الشمال الشرقي لاوس، ومن الشرق والجنوب فييتنام. وتمتد كامبوديا بين خطي عرض 18 َ 10 ْ ـ20 َ 14 ْ شمال خط الاستواء وبين خطي طول 102 ْ ـ 30 َ 107 ْ شرقي غرينتش. وأقصى امتداد شمالي جنوبي لها نحو 541 كم، وشرقي غربي نحو 563كم. وتبلغ مساحتها نحو 183820كم2. عاصمتها مدينة «بنوم بنه» Phnome Penh.

    الجغرافية الطبيعية


    تشغل كامبوديا حوضاً ضحلاً كبيراً، ينخفض معظمه دون 105م فوق مستوى سطح البحر، يتمركز حول بحيرة تونْل ساب Tonle Sap أخفض أجزائه، وبذا يشكل هذا الحوض سهلاً منخفضاً ينحدر بلطف نحو الجنوب، ويحيط به من الجهات كافة حافات جبلية وتلال باستثناء الجزء الجنوبي الشرقي الذي ينفتح باتجاه دلتا نهر الميكونغ. فإلى الجنوب والغرب من الحوض تقوم جبال إليفانت Elephant بارتفاع لايتجاوز 500م وجبال كاردامون Cardamon التي تشمخ فيها إحدى قممها إلى ارتفاع 1813م، كما تبرز في الشمال على طول الحدود مع تايلند جبال دانريك Dangrek التي تشكل الحافة الجنوبية لهضبة خورات Khorat في تايلند، تبلغ أقصاها عند زاوية التقاء حدود كامبوديا مع تايلند ولاوس (706م). وإلى الشرق من الحوض الكامبودي الكبير، تنتشر منطقة من التلال المدورة تفصل بين كامبوديا وفيتنام. وهناك فتحة تضريسية مهمة تفصل بين جبال كاردامون وجبال دانجريك، تشكل ممراً يصل بين السهل الكامبودي والسهل التايلندي الجنوبي، من خلال طريق بري رئيسي وخط حديدي.

    وموقع كامبوديا الفلكي يجعل مناخها ينتمي إلى المناخ المداري، بينما موقعها الجغرافي في الجنوب الآسيوي الشرقي يضع مناخها ضمن المناخ الموسمي، وبهذا يصنف مناخها على أنه مناخ مداري موسمي. ويتصف حوضها الواسع المنخفض بارتفاع حرارته الدائم على مدار السنة، حيث يراوح المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في بنوم بنه بين27 ْم في أبرد الشهور، ونحو 30 ْم في أحر الشهور. والأمطار عموماً دائمة على مدار السنة، حيث لا يمر شهر إلا وتهطل فيه الأمطار مع تركيز صيفي لها، حيث يهطل في الفترة (حزيران/يونيو ـ تشرين أول/أكتوبر) نحو 70% من مجموع الأمطار السنوية. وأقل الشهور مطراً هي أشهر الشتاء (كانون الأول/ديسمبر والثاني/يناير وشباط/فبراير) بنسبة نحو 5%. وبينما تقل كمية الأمطار السنوية عن 2000مم في الجزء الأوسط المنخفض من كامبوديا، حيث معدل الأمطار السنوية في بنوم بنه نحو 1480مم فإنها تتجاوز 4000مم في الأجزاء الساحلية الغربية المواجهة للرياح الموسمية الصيفية الجنوبية الغربية.

    وتتمثل الشبكة المائية السطحية في مجموعة من الأنهار الكبرى وروافدها، ومن أهمها: نهر الميكونغ Mekonge القادم من لاوس بعد عبوره أراضي تايلند، ويمر في أطراف العاصمة الكامبودية ليجري بعدها نحو 75كم قبل أن يدخل فييتنام في وجهته إلى بحر الصين ليصب فيه. ويرفد الميكونغ في الجزء الشمالي من كامبوديا روافد عدة يسارية منها: نهر خونغ Khung ونهر سان San وسريبوك Srepok التي تلتقي معاً بالميكونغ قبل انتهائها عند بلدة ستونغ ترينغ Stoeng Treng. وهناك نهر تونل ساب، وهو نهر كامبودي ينبع من المرتفعات الحدودية الشمالية، متدفقة مياهه جنوباً غرباً مسافة نحو 300كم، قبل أن ينعطف مجراه نحو الجنوب ومن ثم الجنوب الشرقي مسافة نحو 60كم ليصب في بحيرة تونل ساب الضحلة. ويعرف هذا النهر من منبعه وحتى دخوله البحيرة باسم نهر سترينغ Streng. ويخرج نهر تونل ساب بهذا الاسم من الطرف الجنوبي للبحيرة في وجهة جنوبية إلى أن يلتقي بنهر الميكونغ عند مدينة بنوم بنه. وتتوسط كامبوديا بحيرة طولانية ضخمة هي بحيرة تونل ساب الضحلة التي هي أهم مظهر طبيعي في البلاد. وفي موسم الجفاف النسبي الشتوي فإن نهر تونل ساب يستمر في جريانه باتجاه الميكونغ، وليتقلص عندها سطح البحيرة إلى نحو 2590كم2. أما في موسم الأمطار الصيفية الموسمية الغزيرة وفيضانات نهر الميكونغ وارتفاع مستواه ليصبح أعلى من مستوى بحيرة تونل ساب، فإن المياه في نهر تونل ساب تتحرك باتجاه معاكس نحو البحيرة لتزداد مساحتها إلى 10350كم2 تقريباً.

    وتغطي الغابات الموسمية الكثيفة مساحة كبيرة من أراضي كامبوديا (نحو30%) خاصة المناطق المرتفعة في ثلثها الجنوبي الغربي. وفي المناطق الأكثر جفافاً فإن السافانا المدارية والشجيرات التي تعرف محلياً باسم ترانه Tranh هي السائدة. أما السهول الداخلية فقد اقتلعت مساحات كبيرة من أشجارها لتحل بدلاً منها الزراعات المتنوعة.

    الجغرافية الاقتصادية


    سلسلة جبال إليفانت




    نهر الميكونغ في الأراضي الكمبودية قرب كراتي Kratie

    يعتمد الاقتصاد الكامبودي بالدرجة الأولى على الزراعة لتوافر الأرض الزراعية الخصبة والمياه، وفقر البلاد بمقومات الصناعة من مواد أولية وخبرة محلية. وحتى السبعينات من القرن العشرين كان الإنتاج الزراعي للبلاد يكفي لإطعام الكامبوديين وللتصدير خارجاً، غير أن الحروب الداخلية في السبعينات والثمانينات أثرت في الإنتاج الزراعي الذي تدهور بصورة حادة، ولكن البلاد أخذت بأساليب التطور الزراعي منذ منتصف التسعينات مما أعاد الإنتاج الزراعي إلى سابق عهده حيث أصبح التصدير أحد أركان الاقتصاد الكامبودي.

    ويعمل بالزراعة والصيد نحو 85% من القوى العاملة الكامبودية، وتشكل الأراضي المزروعة ما نسبته نحو 20% من مساحة البلاد. وقرابة 80% من المساحة الزراعية مخصصة لزراعة الأرز الذي ينتج منه سنوياً نحو أربعة ملايين طن. ويشكل المحصول الغذائي الرئيسي، إضافة إلى الذرة الشامية maize. والمحصول الزراعي الثاني في الأهمية هو المطاط الذي تنتشر مزارعه في المناطق المرتفعة في الأجزاء الشرقية من البلاد، وهو المحصول النقدي الرئيسي الذي يصدر معظمه إلى دول العالم المختلفة، وبينما كان إنتاجه في الستينات من القرن العشرين نحو 45000طن سنوياً انخفض إلى النصف في السبعينات، ليعاود ارتفاعه إلى نحو 50ألف طن عام 2004. وتشكل منطقة «كامبوت» أهم منطقة لزراعة وإنتاج الفلفل ذي النوعية المتميزة، كما تنتشر زراعته في السهل الساحلي بالقرب من جبال إليفانت، ومن المحاصيل الزراعية الأخرى يذكر: فول الصويا والقطن والتبغ. وتربى الأبقار في أجزائها الشرقية.

    وكامبوديا فقيرة بالثروة المعدنية وموارد الطاقة الأحفورية، وتعتمد صناعاتها على المواد الأولية المتوافرة، والتي تتمثّل بصناعة الإسمنت والملابس القطنية والمنسوجات والورق ورقائق الخشب ومعالجة الأرز، وتعليب الأسماك التي تصاد من بحيرة تونل ساب ومن مياه خليج تايلند.

    وفيها ميناء وحيد كبير خاص بالتصدير والاستيراد هو ميناء كومبونغ سوم Kompong Som كما تحتوي مطارين أحدهما في بنوم بنه، والآخر في مدينة سيم ريب Siem Reap. ويمتد من العاصمة بنوم بنه شبكة من الخطوط الحديدية.

    الجغرافية البشرية


    أحد المعابد القديمة في كمبوديا

    قدر عدد سكان كامبوديا بنحو 8853342 نسمة في عام 2004م بعد أن كان عددهم نحو 7147000نسمة في عام 1993، وتبلغ الكثافة الوسطية للسكان نحو 48نسمة/كم2. ويتوزع السكان بنسبة 85% في الريف، ونحو 15% في المدن. ويتركز معظم السكان في السهول الوسطى والساحلية التي تتجاوز الكثافة فيها 80 نسمة/كم2.

    ويتكون غالبية السكان من الخمير Khmers الذين يشكلون إحدى أقدم المجموعات البشرية في جنوب شرقي آسيا. ويعمل معظم الخمير مزارعين أو عمالاً أو جنوداً، ويعيش في كامبوديا نحو 300000 من الصينيين. ويدين غالبية الكامبوديين بالديانة البوذية. ويعيش معظمهم في قرى يراوح عدد سكانها بين 200ـ1000نسمة يعملون في حقول الأرز القريبة من قراهم. ويمثّل الأرز والسمك الغذاء الرئيسي لمعظم الكامبوديين، واللغة الرسمية في البلاد هي لغة الخمير.

    ومن المدن المهمة: بنوم بنه عاصمة البلاد، ويعيش فيها نحو نصف مليون نسمة، ومدينة كمبونغ سوم الساحلية، ومدينة كمبونغ شام Kompong Cham وكمبونغ سوم الداخليتين.

    لمحة تاريخية

    كامبوديا دولة مأهولة منذ القديم. كانت في القرن الثاني الميلادي مركزاً لمملكة فونان Funan التي انهارت في نهاية القرن الثامن الميلادي. وفيما بين القرنين التاسع والخامس عشر الميلاديين سيطر الخمير على مملكة قوية في كامبوديا، وكانت عاصمتها مدينة أنجكور Angkor، وأشادوا فيها حضارة متميزة، وبلغت امبراطورية الخمير قمتها في القرن الثاني عشر الميلادي، التي ضمت لاوس وتايلند وفييتنام. وفي عام 1863م أصبحت كامبوديا محمية فرنسية. وفي أعوام (1941ـ1945) احتلت القوات اليابانية كامبوديا. واستقلت كامبوديا عن فرنسا عام 1953، وأصبح نوردم سيهانوك أميراً على البلاد حتى عام 1970م، حيث ألغيت الملكية. وفي عام 1975م سيطر الشيوعيون من الخمير الحمر على كامبوديا. وفي عام 1979م سيطر الفييتناميون والكامبوديون الشيوعيون على معظم كامبوديا وأسقطوا حكومة الخمير الحمر، ليتولى بعدها في أوائل التسعينات الكامبوديون إدارة حكم بلادهم.



    علي موسى
يعمل...
X