السير على الخط Walk the Line
حكاية " خواكين فينيكس " بطل هذا الفيلم ( السير على الخط ) الصادر عام 2005 ، تشبه حكاية " ليوناردو دي كابريو " بطل فيلم ( تايتانِك ) الصادر عام 1997 ، و قد توقع الجميع أن جائزة أوسكار في دورتها السبعين ستكون من نصيب " دي كابريو " الممثل المذهل في دوره ، ولكن الذي حصل إنه لم يحصل على الترشيح حتى ، فقدم نحو 200 مُعجَب احتجاجهم على أكاديمية الأوسكار لهذا الإغفال الصادم ، فيما ترشحت للجائزة رفيقته في الفيلم الممثلة الإنجليزية " كيت وينسلت " . و كان على " دي كابريو " أن ينتظر 19 عاماً حتى يفوز بالأوسكار كأفضل ممثل عام 2016 عن دوره في فيلم ( العائد ) الذي هو فيلم رائع ولكنه أقل شأناً من فيلم ( تايتانك ) الذي كان منجزاً باهراً في تاريخ السينما .
الحكاية ذاتها حصلت مع " خواكين فينيكس " الذي كان الجميع يرى أنه يستحق الأوسكار عن دوره في فيلم ( السير على الخط ) . لقد ترشح لها ، نعم ، ولكنها ذهبت اى غيره ، فيما ترشحت رفيقته في الفيلم " ريس ويذرسبون " .. ففازت بها ، فكان على " فينيكس " أن ينتظر 15 عاماً كي ينال الأوسكار عن دوره المتميز في فيلم تافه روّج له النقاد المأجورون ، هو فيلم ( جوكر ) الذي كان " خواكين فينيكس " هو عموده الفقري الذي رفع الفيلم ، فيما كان كل محتوى الفيلم عبارة عن لحم مترهل ( هذا رأيي ) .
في فيلم ( السير على الخط ) كان " فينيكس " هو العمود الفقري ، فقد كان حاضراً في كل مشاهد الفيلم الذي كتب السيناريو له " جيل دينيس " ( 1941 ــ 2015 ) و " جيمس مانگولد " ، و الذي يسلط الضوء على السيرة الذاتية للمغني الأمريكي المجدد " جوني كاش " ( 1932 ــ 2003 ) الذي كان ذا تأثير كبير في وجدان المستمع الأمريكي ــ و بالتالي غير الأمريكي ــ من خلال أغانيه الخارجة على المألوف من حيث الكلمات و اللحن و الأداء . و عنوان الفيلم مأخوذ أصلاً من إحدى أشهر أغانيه ( I Walk the Line ) .
يبدأ الفيلم من من سجن ( ريبريسا ) في ولاية ( كاليفورنيا ) ، عام 1968 ، حيث اعتاد المغني أن يقدم حفلات غناء مجانية للسجناء ، لكن دراما الفيلم تبدأ من اللقطة التي يداعب فيها " كاش " لسان منشار كهربائي ، لتعود به الذكرى الى مرحلة الصِبا في ( أركنساس ) التي تقع جنوب شرق الولايات المتحدة ، وتحديداً في العام 1944 ، و هو العام الذي أصاب فيه المنشار الكهربائي شقيقه " جاك " فقتله ، فظلت هذه الواقعة الموجعة تلازم " جوني كاش " طوال حياته ، و قد برع الصبي " ريدج كانايب " في تمثيله شخصية " جوني كاش " الصبي و كان هذا الفيلم هو محطة الإنطلاقة الأولى لـ " ريدج كانايب " الذي بات الآن معروفاً ، خصوصاً من خلال المسلسلات التلفزيونية .
و الممثل " خواكين فينيكس " ــ بطل الفيلم ــ هو نفسه مازال يعاني من واقعة مماثلة ، حين فقد شقيقه الممثل " ريڤير فوينكس " بسبب جرعة زائدة من الأفيون ، فمات بين يديه ــ على الرصيف ــ دون أن يستطيع فعل شيء لإنقاذه ، و كان " ريڤير فوينكس " يقف على حافة مستقبل فني باهر حين أثبت ، في عدة أدوار ، إنه ممثل بارع ، فترشح للأوسكار و هو في سن الثامنة عشرة ، لكنه مات و هو في الثالثة و العشرين ... يوم 23 أكتوبر / تشرين الأول 1993 . و لم تغب ذكرى " ريڤير " عن الممثل " خواكين " فهو يتذكره دائماً ، بمناسبة أو دون مناسبة ، حتى أنه أطلق إسم " ريڤير " على مولوده الأول من صديقته الممثلة " روني مارا " .
عندما توفي " جاك " ــ كما في الفيلم ــ كان الصبي " جوني كاش " عند النهر يصيد السمك ، و كان إسمه الذي أُطلق عليه عند الولادة هو ( جي . آر ) ، و لم يتلق حباً من أبيه " راي " ( لعب دوره " روبرت باتريك " ) الذي كان يثور عليه و يعنفه من دون سبب معروف ، حتى أنه يُسمعه كلاماً قاسياً و موجعاً عندما مات شقيقه " جاك " بأن ( الشيطان أخذ الإبن الخطأ ) .
الى هنا تنتهي مرحلة الصبا في الفيلم ، ليظهر " جوني كاش " و هو على سريره ، يتأمل متذكراً شقيقه ، ولكن هذه المرة يكون قد كبر ، و يكون متهيأً للسفر الى آلمانيا للإلتحاق بالقاعدة العسكرية الأمريكية هناك . كان ذلك في العام 1952 . و هناك يشتري گيتاراً ليبدأ هوايته في الغناء ، و من هناك يبدأ بأرسال الرسائل الى حبيبته " ڤيڤيان ليبرتو " التي ستصبح زوجته ( لعبت دورها " جينيڤر گودوين " ) . لكن حياته الزوجية ستصبح مضطربة بعد لقائه بالمغنية " جون كارتر " ( لعبت دورها " ريس ويذرسبون " التي فازت بجائزة الأوسكار عن دورها هذا ) . و خلال هذه الفترة يصبح مدمناً على المخدرات .
انبثقت فكرة إنتاج هذا الفيلم منذ عام 1993 ، و كان المغني " جوني كاش " حياً قبل وفاته بعشر سنوات ( 2003 ) ، و شهد المداولات التي جرت حول الإنتاج ، من حيث السيناريو و المخرج و الممثلين ، خصوصاً من سيلعب دور " جوني كاش " و " جون كارتر " ، حتى استقر الأمر في النهاية على كتابة السيناريو من قبل " جيل دينيس " و " جيمس مانگولد " الذي تولى إخراج الفيلم ، و الذي وقع اختياره على " خواكين فينيكس " للعب دور " جوني كاش " و على " ريس ويذرسبون " للعب دور " جون كارتر " .
و على أثر ذلك التقى " فينيكس " بـ " كاش " و غنى أمامه جميع أغانيه التي سيغنيها في الفيلم ، فوافق عليه " كاش " ، فنال " فينيكس " ــ لاحقاً ــ جائزة ( أيمي ) كأفضل مغنٍ في دور درامي . ولكن الفيلم صدر عام 2005 دون أن يشاهده " جوني كاش " الذي كان قد توفي قبل سنتين من ذلك التاريخ . و هي ذات الحكاية التي كانت قد حصلت مع المغني الأمريكي " راي تشارلز " الذي صدر عنه فيلم بعنوان ( راي ) عام 2004 و قد أُسندت بطولته الى المغني و الممثل " جيمي فوكس " الذي قابل " راي " و غنى أغانيه أمامه فوافق أن يمثل " فوكس " شخصيته في الفيلم ، ولكن " راي " توفي و لم يشاهد الفيلم .. و لم يعلم أن " جيمي فوكس " قد خطف الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره الرئيس في الفيلم .
هادي ياسين
حكاية " خواكين فينيكس " بطل هذا الفيلم ( السير على الخط ) الصادر عام 2005 ، تشبه حكاية " ليوناردو دي كابريو " بطل فيلم ( تايتانِك ) الصادر عام 1997 ، و قد توقع الجميع أن جائزة أوسكار في دورتها السبعين ستكون من نصيب " دي كابريو " الممثل المذهل في دوره ، ولكن الذي حصل إنه لم يحصل على الترشيح حتى ، فقدم نحو 200 مُعجَب احتجاجهم على أكاديمية الأوسكار لهذا الإغفال الصادم ، فيما ترشحت للجائزة رفيقته في الفيلم الممثلة الإنجليزية " كيت وينسلت " . و كان على " دي كابريو " أن ينتظر 19 عاماً حتى يفوز بالأوسكار كأفضل ممثل عام 2016 عن دوره في فيلم ( العائد ) الذي هو فيلم رائع ولكنه أقل شأناً من فيلم ( تايتانك ) الذي كان منجزاً باهراً في تاريخ السينما .
الحكاية ذاتها حصلت مع " خواكين فينيكس " الذي كان الجميع يرى أنه يستحق الأوسكار عن دوره في فيلم ( السير على الخط ) . لقد ترشح لها ، نعم ، ولكنها ذهبت اى غيره ، فيما ترشحت رفيقته في الفيلم " ريس ويذرسبون " .. ففازت بها ، فكان على " فينيكس " أن ينتظر 15 عاماً كي ينال الأوسكار عن دوره المتميز في فيلم تافه روّج له النقاد المأجورون ، هو فيلم ( جوكر ) الذي كان " خواكين فينيكس " هو عموده الفقري الذي رفع الفيلم ، فيما كان كل محتوى الفيلم عبارة عن لحم مترهل ( هذا رأيي ) .
في فيلم ( السير على الخط ) كان " فينيكس " هو العمود الفقري ، فقد كان حاضراً في كل مشاهد الفيلم الذي كتب السيناريو له " جيل دينيس " ( 1941 ــ 2015 ) و " جيمس مانگولد " ، و الذي يسلط الضوء على السيرة الذاتية للمغني الأمريكي المجدد " جوني كاش " ( 1932 ــ 2003 ) الذي كان ذا تأثير كبير في وجدان المستمع الأمريكي ــ و بالتالي غير الأمريكي ــ من خلال أغانيه الخارجة على المألوف من حيث الكلمات و اللحن و الأداء . و عنوان الفيلم مأخوذ أصلاً من إحدى أشهر أغانيه ( I Walk the Line ) .
يبدأ الفيلم من من سجن ( ريبريسا ) في ولاية ( كاليفورنيا ) ، عام 1968 ، حيث اعتاد المغني أن يقدم حفلات غناء مجانية للسجناء ، لكن دراما الفيلم تبدأ من اللقطة التي يداعب فيها " كاش " لسان منشار كهربائي ، لتعود به الذكرى الى مرحلة الصِبا في ( أركنساس ) التي تقع جنوب شرق الولايات المتحدة ، وتحديداً في العام 1944 ، و هو العام الذي أصاب فيه المنشار الكهربائي شقيقه " جاك " فقتله ، فظلت هذه الواقعة الموجعة تلازم " جوني كاش " طوال حياته ، و قد برع الصبي " ريدج كانايب " في تمثيله شخصية " جوني كاش " الصبي و كان هذا الفيلم هو محطة الإنطلاقة الأولى لـ " ريدج كانايب " الذي بات الآن معروفاً ، خصوصاً من خلال المسلسلات التلفزيونية .
و الممثل " خواكين فينيكس " ــ بطل الفيلم ــ هو نفسه مازال يعاني من واقعة مماثلة ، حين فقد شقيقه الممثل " ريڤير فوينكس " بسبب جرعة زائدة من الأفيون ، فمات بين يديه ــ على الرصيف ــ دون أن يستطيع فعل شيء لإنقاذه ، و كان " ريڤير فوينكس " يقف على حافة مستقبل فني باهر حين أثبت ، في عدة أدوار ، إنه ممثل بارع ، فترشح للأوسكار و هو في سن الثامنة عشرة ، لكنه مات و هو في الثالثة و العشرين ... يوم 23 أكتوبر / تشرين الأول 1993 . و لم تغب ذكرى " ريڤير " عن الممثل " خواكين " فهو يتذكره دائماً ، بمناسبة أو دون مناسبة ، حتى أنه أطلق إسم " ريڤير " على مولوده الأول من صديقته الممثلة " روني مارا " .
عندما توفي " جاك " ــ كما في الفيلم ــ كان الصبي " جوني كاش " عند النهر يصيد السمك ، و كان إسمه الذي أُطلق عليه عند الولادة هو ( جي . آر ) ، و لم يتلق حباً من أبيه " راي " ( لعب دوره " روبرت باتريك " ) الذي كان يثور عليه و يعنفه من دون سبب معروف ، حتى أنه يُسمعه كلاماً قاسياً و موجعاً عندما مات شقيقه " جاك " بأن ( الشيطان أخذ الإبن الخطأ ) .
الى هنا تنتهي مرحلة الصبا في الفيلم ، ليظهر " جوني كاش " و هو على سريره ، يتأمل متذكراً شقيقه ، ولكن هذه المرة يكون قد كبر ، و يكون متهيأً للسفر الى آلمانيا للإلتحاق بالقاعدة العسكرية الأمريكية هناك . كان ذلك في العام 1952 . و هناك يشتري گيتاراً ليبدأ هوايته في الغناء ، و من هناك يبدأ بأرسال الرسائل الى حبيبته " ڤيڤيان ليبرتو " التي ستصبح زوجته ( لعبت دورها " جينيڤر گودوين " ) . لكن حياته الزوجية ستصبح مضطربة بعد لقائه بالمغنية " جون كارتر " ( لعبت دورها " ريس ويذرسبون " التي فازت بجائزة الأوسكار عن دورها هذا ) . و خلال هذه الفترة يصبح مدمناً على المخدرات .
انبثقت فكرة إنتاج هذا الفيلم منذ عام 1993 ، و كان المغني " جوني كاش " حياً قبل وفاته بعشر سنوات ( 2003 ) ، و شهد المداولات التي جرت حول الإنتاج ، من حيث السيناريو و المخرج و الممثلين ، خصوصاً من سيلعب دور " جوني كاش " و " جون كارتر " ، حتى استقر الأمر في النهاية على كتابة السيناريو من قبل " جيل دينيس " و " جيمس مانگولد " الذي تولى إخراج الفيلم ، و الذي وقع اختياره على " خواكين فينيكس " للعب دور " جوني كاش " و على " ريس ويذرسبون " للعب دور " جون كارتر " .
و على أثر ذلك التقى " فينيكس " بـ " كاش " و غنى أمامه جميع أغانيه التي سيغنيها في الفيلم ، فوافق عليه " كاش " ، فنال " فينيكس " ــ لاحقاً ــ جائزة ( أيمي ) كأفضل مغنٍ في دور درامي . ولكن الفيلم صدر عام 2005 دون أن يشاهده " جوني كاش " الذي كان قد توفي قبل سنتين من ذلك التاريخ . و هي ذات الحكاية التي كانت قد حصلت مع المغني الأمريكي " راي تشارلز " الذي صدر عنه فيلم بعنوان ( راي ) عام 2004 و قد أُسندت بطولته الى المغني و الممثل " جيمي فوكس " الذي قابل " راي " و غنى أغانيه أمامه فوافق أن يمثل " فوكس " شخصيته في الفيلم ، ولكن " راي " توفي و لم يشاهد الفيلم .. و لم يعلم أن " جيمي فوكس " قد خطف الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره الرئيس في الفيلم .
هادي ياسين