لعدة عقود اعتُقد أن السبب في عدم قدرة القردة والغوريلا على تعلُّم ألفاظ جديدة يعود للبنى التشريحية الصوتية المحدودة لديهم: الحنجرة، اللسان والشفاه.
فحص فريق دولي من العلماء بقيادة تيكومسي فيتش Tecumseh Fitch – عالم أحياء تطورية في جامعة فيينا وآصف غزنفر Asif Ghazanfar عالم أعصاب في جامعة برنستون- ، جهاز القردة الصوتي بالأشعة السينية x-ray، ووجدوا أنها أكثر مرونة مما كانوا يعتقدون.
تشير الدراسة هذه إلى أن الأسباب التي تحد من آلية التكلّم عند الرئيسيات الغير بشرية موجودة في الدماغ، وليس في البنى التشريحية الصوتية.
استخدم العلماء فيديو الأشعة السينية للرؤية داخل فم وحلق قردة المكّاك (قرد آسيوي) بعد أن حرضوها على النطق، أكل الطعام، أو إظهار تعابير وجهية.
ثم قاموا باستخدام هذه الأشعة السينية لبناء نموذج حاسوبي للجهاز الصوتي للقردة، مما سمح لهم بالإجابة على السؤال “ما هو لحن كلام القردة، لو كان دماغ البشر هو المسيطر؟” أظهر ذلك أن القردة يصدرون أصوات مختلفة عديدة، تكفي لتشكيل آلاف الكلمات الواضحة.
وضع العلماء النموذج على برنامج حاسوبي يعمل على إنتاج أصوات وفقًا للبنية التشريحية.
حددوا جملة “?Will you marry me” على اعتبار أنها تشمل مجال صوتي واسع، وشغّلوها لتصدر من نموذج جهاز القرد الصوتي، فخرج صوت خشن وخافت مقارنًة بصوت الإنسان ولكن الكلمات مفهومة وواضحة، اسمعها:
الأصوات هنا
يقول البروفيسور فيتش: “لو امتلك القردة دماغ كدماغ البشر لاستطاعوا الكلام”.
هذا يوحي بأن النموذج الأساسي من اللغة المحكية قد تطّور بمحاذاة التطوّر البشري، بدون الحاجة لأي تغير في البنى التشريحية لجهاز التصويت.