جامع مكي
Ibn Jami' Makki - Ibn Jami' Makki
ابن جامع مكي
(... ـ 192هـ/... ـ 808م)
أبو القاسم، إسماعيل بن جامع السهمي القرشي، ويعرف بابن أبي وداعة، من المغنين الملحنين المجيدين في عصر بني العباس، أمه امرأة من بني سهم.
ولد ابن جامع في مكة وكان أول حياته من أحفظ الناس للقرآن ثم صار إلى الغناء، وقد أورد الأصفهاني عنه حكايات غريبة. كان ابن جامع يعتم بعمامة سوداء على قلنسوة طويلة، ويلبس لباس الفقهاء في زي أهل الحجاز، ولما ضاق به العيش انتقل بعياله إلى المدينة واحترف الغناء وذاعت شهرته، فرحل إلى بغداد واتصل بالخليفة هارون الرشيد، فصار من ندماء بني العباس ومغنيهم، فحظي بمكانة رفيعة لدى هارون الرشيد. وكان إبراهيم بن المهدي[ر] يفضل ابن جامع ولا يقدم عليه أحداً. ومن الأخبار التي تدل على تفوقه في الغناء، أنه كان في حضرة الرشيد، حين صاح بالمغنين من فيكم يعرف:
وكعبةُ نجرانَ حَتْمٌ عليــــكِ حتى تُناخي بأبوابها
فبدرهم إبراهيم الموصلي فقال: أنا أغنيه وغناه فجاء بشيء عجيب، فغضب ابن جامع وقال لزَلْزَل (ضارب العود): «دع العود، أنا من وَجْرة (موضع بين مكة والبصرة وهو مربى للوحش) ولا أحتاج إلى بيطار»، أي لا يحتاج إلى من يعينه بآلات العزف، ثم غنى الصوت، فصاح إليه مسرور خادم الرشيد: أحسنت يا أبا القاسم ثلاث مرات.
كان ابن جامع ندَّاً متميِّزاً ومنافساً قوياً للموصلي، ويزيد عليه براعته في الضرب على العود، يملك صوتا جميلاً شجياً، يزيد شجوه إذا حزن. قال برصوما الزامر، ذاكراً إبراهيم الموصلي وابن جامع: «الموصلي بستان تجد فيه الحلو والحامض وطريَّاً لم ينضج، فتأكل منه من ذا وذا، وابن جامع زق عسل، إن فتحت فمه خرج عسل حلو، وإن خرقت جنبه خرج عسل حلو، وإن فتحت يده خرج عسل حلو، كله جيد».
منى الحسن
Ibn Jami' Makki - Ibn Jami' Makki
ابن جامع مكي
(... ـ 192هـ/... ـ 808م)
أبو القاسم، إسماعيل بن جامع السهمي القرشي، ويعرف بابن أبي وداعة، من المغنين الملحنين المجيدين في عصر بني العباس، أمه امرأة من بني سهم.
ولد ابن جامع في مكة وكان أول حياته من أحفظ الناس للقرآن ثم صار إلى الغناء، وقد أورد الأصفهاني عنه حكايات غريبة. كان ابن جامع يعتم بعمامة سوداء على قلنسوة طويلة، ويلبس لباس الفقهاء في زي أهل الحجاز، ولما ضاق به العيش انتقل بعياله إلى المدينة واحترف الغناء وذاعت شهرته، فرحل إلى بغداد واتصل بالخليفة هارون الرشيد، فصار من ندماء بني العباس ومغنيهم، فحظي بمكانة رفيعة لدى هارون الرشيد. وكان إبراهيم بن المهدي[ر] يفضل ابن جامع ولا يقدم عليه أحداً. ومن الأخبار التي تدل على تفوقه في الغناء، أنه كان في حضرة الرشيد، حين صاح بالمغنين من فيكم يعرف:
وكعبةُ نجرانَ حَتْمٌ عليــــكِ حتى تُناخي بأبوابها
فبدرهم إبراهيم الموصلي فقال: أنا أغنيه وغناه فجاء بشيء عجيب، فغضب ابن جامع وقال لزَلْزَل (ضارب العود): «دع العود، أنا من وَجْرة (موضع بين مكة والبصرة وهو مربى للوحش) ولا أحتاج إلى بيطار»، أي لا يحتاج إلى من يعينه بآلات العزف، ثم غنى الصوت، فصاح إليه مسرور خادم الرشيد: أحسنت يا أبا القاسم ثلاث مرات.
كان ابن جامع ندَّاً متميِّزاً ومنافساً قوياً للموصلي، ويزيد عليه براعته في الضرب على العود، يملك صوتا جميلاً شجياً، يزيد شجوه إذا حزن. قال برصوما الزامر، ذاكراً إبراهيم الموصلي وابن جامع: «الموصلي بستان تجد فيه الحلو والحامض وطريَّاً لم ينضج، فتأكل منه من ذا وذا، وابن جامع زق عسل، إن فتحت فمه خرج عسل حلو، وإن خرقت جنبه خرج عسل حلو، وإن فتحت يده خرج عسل حلو، كله جيد».
منى الحسن