أسرة جنبلاط، Jumblatt Family أسرة لبنانية لعبت دوراً بارزاً بمسرح السياسة اللبنانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسرة جنبلاط، Jumblatt Family أسرة لبنانية لعبت دوراً بارزاً بمسرح السياسة اللبنانية

    جنبلاط (اسره)

    Jumblatt Family - Famille Joumblatt

    جنبلاط (أسرة ـ)

    أسرة جنبلاط، أسرة لبنانية إقطاعية ظلت تؤدي دوراً بارزاً على مسرح السياسة اللبنانية منذ أوائل القرن الثامن عشر حتى اليوم. وهي على مذهب الموحدين الدروز، ويلقب أفرادها بالمشايخ. ولقب الشيخ، حسب الترتيب الإقطاعي في لبنان، يأتي من حيث المرتبة في الدرجة الثالثة، بعد لقب الأمير ولقب المقدم. قدمت هذه الأسرة من حلب في النصف الأول من القرن السابع عشر وكان لها هنالك نفوذ واسع، ولاسيما أن نسبها يعود إلى الأكراد الأيوبيين. أما اسم الأسرة فيعود إلى جانبولاد بن قاسم الكردي القصيري، نسبة إلى قلعة القصير التي تبعد عن حلب غرباً بنحو أربع مراحل، حسب ما ورد في صبح الأعشى. وكان جانبولاد أو جنبلاط كما عرف فيما بعد أمير أكراد حلب وزعيم تجمع طائفة الموحدين الدروز في شمالي سورية. وقد ناصر الجنبلاطيون بقيادة قاسم جنبلاط السلطان العثماني سليم الأول في معركة مرج دابق عام 1516م، كما أن جنبلاط رافق السلطان سليمان الثاني في حروبه في كل من بلغراد ورودس وملدافية، وكانت له اليد الطولى في احتلال فاماغوستا بقبرص. وقد تولى سنجق المعرة مكافأة له، كما جعل أكراد حلب بيده، وتولى حسين جنبلاط ولاية حلب من عام 1601 م إلى عام 1605م حين قتله العثمانيون. مما جعل ابن أخيه علي بن أحمد يثور على العثمانيين ويستولي على ولاية حلب حتى عام 1611م. ولكن تغلب العثمانيين عليهم واضطهادهم من قبل الولاة الذين تعاقبوا بعدهم على حلب، اضطرهم للنزوح إلى لبنان، فأقاموا بحمى المعنيين الذين أنزلوهم في مزرعة الشوف بجبل لبنان، ومنحوهم لقب المشايخ، ومالبثوا أن نقلوا مركز زعامتهم إلى قرية المختارة. وأصبحوا من أكثر الأسر الإقطاعية ثروة وجاهاً، وقد امتد إقطاعهم إلى بعقلين وإقليم الخروب وإقليم التفاح وجبل الريحان وجزين والبقاع الغربي. وبعد توقف الصراع القيسي اليمني وانكسار اليمنيين في معركة عين دارة عام 1711م ظهر صراع جديد اتخذ اسم الصراع اليزبكي الجنبلاطي، وصعد نجمها على مسرح السياسة اللبنانية، وخاصة في عهد الأمراء الشهابيين. ومازال لها دور بارز في سير الأحداث بلبنان وتحتفظ بوجاهتها وألقابها وبجزء هام من ممتلكاتها حتى اليوم.
    اشتهر في لبنان من رجال هذه الأسرة كثيرون منهم:
    علي جنبلاط
    (1111ـ1192هـ/1700ـ1778م)
    كان من أبرز الإقطاعيين في لبنان في القرن الثامن عشر. ابتدأ الصراع اليزبكي الجنبلاطي في أيامه، وأحرز مكانة رفيعة في عهد الأمير منصور الشهابي ليس بوصفه زعيماً سياسياً فحسب بل بتوليه منصب مشيخة عقل طائفة الدروز. ولقب بشيخ المشايخ. اشتهر بإقامة علاقات ودية وتحالف مع عدد من الحكام والولاة وقناصل الدول الأجنبية وعرف بتسامحه مع الإرساليات الأجنبية وبحسن معاملته للطوائف المختلفة.
    بشير جنبلاط
    (1191ـ1241هـ/1777ـ1825م)
    ابن قاسم بن علي برز أيام الإمارة الشهابية أقوى زعماء تلك الحقبة، وكان سنداً قوياً للأمير بشير الثاني الشهابي الذي كان لا يتخذ قراراً دون الرجوع إليه، وكان يعد نداً له من حيث غناه وقوته العسكرية.
    وقد اشتهر إلى جانب مركزه السياسي بأعماله العمرانية وأهمها: بناء جامع المختارة، وجر المياه من الباروك إلى المختارة في قناة أكثرها منقور في الصخر، كما بنى جسوراً عدة وأصلح طرقاً فصار الأمير بشير الثاني يخشى من قوته، وأخذ يبتزه ويرهقه بمطالبه. وعندما أحس بالخطر عزم على الرحيل إلى حوران، فوضع الأمير بشير اليد على أملاكه وغرم محازبيه واستعدى عليه كلاً من بطريق الموارنة، ومحمد علي باشا والي مصر، ووالي عكا الذين أمدوه بالسلاح والرجال، ففر إلى حوران، لكن والي دمشق قبض عليه وسلمه إلى والي عكا الذي ألح عليه الأمير الشهابي بوساطة والي مصر لإعدامه فأعدم في عكا.
    كمال جنبلاط
    (1336ـ1398هـ/1917ـ1977م)
    قتل والده فؤاد جنبلاط عام 1921م فرعته والدته نظيرة جنبلاط. بويع زعيماً للجنبلاطيين بعد وفاة قريبه حكمت جنبلاط عام 1943م، فانتخب في 5 حزيران من العام ذاته نائباً في المجلس النيابي اللبناني عن منطقة الشوف، وصار من أعلام الحركة السياسية في لبنان.
    شارك في تأسيس كتلة الإصلاح وحزب الشعب وهما تجمعان نيابيان. ثم أسس الحزب التقدمي الاشتراكي مع عدد من رجالات الفكر والسياسة عام 1949م، ثم انتخب نائباً عدة مرات، كما تسلم عدة مناصب وزارية. تسلم رئاسة المجلس السياسي المركزي للقيام بمهمة القيادة السياسية للأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان، وانتخب رئيساً لمؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية والإفريقية، ورئيساً للجبهة المساندة لنضال الشعب الفلسطيني. كانت له صلات قوية مع الكثير من رؤساء الدول والحكومات والملوك في الدول العربية والأجنبية. ترك وراءه تراثاً فكرياً وأدبياً. تأثر بأفكار توما الإكويني وتيار دي شاردان وبالفلسفة الروحية للأوبانيشاد الهندية.
    ترجم الكتب التالية: «مونداكا أوبانيشاد»، و«الصديق الخالد لكريشنا موروتي»، و«في وهج التوحيد»، وهو مقتطفات لبعض حكماء الهند.
    أما مؤلفاته فهي: «فرح»، و«نشيد النور» (شعر)، و«حقيقة الثورة اللبنانية»، و«أضواء على حقيقة القضية القومية الاجتماعية السورية»، و«في ما يتعدى الحرف»، و«ثورة في عالم الإنسان» إضافة إلى مقدمات كتبها لبعض الكتب.
    اغتيل كمال جنبلاط في 16 آذار في كمين مسلح وهو في طريقه إلى بيروت.
    واشتهر من النساء في هذه الأسرة:
    نايفة جنبلاط
    (1810ـ1900)
    تعلمت القراءة والكتابة، وقامت بدور بارز في درء الخطر عن كثير من الناس في حوادث 1860م في حاصبيا. واشتهرت سياسية وفارسة، راعى جانبها الحكام والزعماء من جميع الطوائف.
    بدرمان جنبلاط
    أرملة سعيد بشير جنبلاط. عملت مع المطران بطرس البستاني في حل أزمة قائمقامية الشوف وعاليه واستطاعت أن تجعلها تناوبا بين مصطفى أرسلان وابنها نسيب جنبلاط.
    نظيرة جنبلاط
    أرملة فؤاد جنبلاط ووالدة كمال جنبلاط قامت بدور سياسي مهم بعد مقتل زوجها عام 1912م. اعتمدت في تلبية طلبات أصحاب المصالح والوظائف على صهرها حكمت جنبلاط، وعلى مسؤولي السلطة المحلية والسلطة المنتدبة. كان يحسب حساباً لرأيها، ويظهر الجميع الاحترام والتقدير لها. حافظت على مكانة البيت الجنبلاطي وبقي مركز الأسرة في المختارة مكاناً لاجتماع محازبيه، ومحوراً من محاور السياسة اللبنانية، وملتقى لرجال السياسة، ومقصداً للزوار الأجانب. وقد استطاعت نظيرة أن تدرأ عن الشوف وجبل لبنان الفتن الطائفية التي كانت تخطط لها سلطات الانتداب الفرنسي مراراً.
    إسماعيل ملحم
يعمل...
X