الباب الثالث : عملية الإظهار
الصورة الكامنة Latent Image
لا يظهر أي تغير مرئي في الفلم بعد تعريضه للضوء عما كان عليه قبيل التعريض، ولكن الواقع أن هناك صورة كامنة قد تكونت نتيجة لتأثير الضوء في الطبقة الحساسة ، ولا تظهر هذه الصورة إلا إذا عوملت الطبقة الحساسة بطريقة كيميائية خاصة تعرف باسم «عملية الإظهار Developing» تتحول بعدها الصورة الكامنة Latent Image إلى صورة سلبية Negative Image ويطلق على عملية الإظهار في اللغة الدارجة إسم «عملية التحميض» وهي في الواقع عملية إختزال لأملاح الفضة التي تأثرت بالضوء، فتحولها إلى فضة معدنية سوداء مرسبة فى الجيلاتين .
هذا ولا يتم خلال مدة الإظهار إختزال جميع أملاح الفضة المرسبة في جيلاتين الطبقة الحساسة . إذ لا يختزل سوى جزء منها فقط ، قد لا تزيد نسبته عن ٢٥ ٪ من كمية أملاح الفضة ، فيكون الباقي قابلا لأن يختزل إذا ما تعرض للفوء ، فتلف عندئذ الصورة السالبة ، ومن ثم يستلزم الأمر التخلص من هذه الأملاح الزائدة ، وذلك عن طريق عملية كيميائية أخرى تعرف باسم «عملية التثبيت Fixing » ، وهى فى الواقع عملية «إزالة» أو « إذابة» لأملاح الفضة التي لم تختزل بعد للتخلص منها نهائيا ، فلا يبقى في الطبقة الحساسة سوى الفضة المعدنية السوداء التي يعزى لها اللون الأسود الذى نشاهده فى الصورة السلبية . ومن الواجب أن يغسل الفلم عقب كل من عمليتي الاظهار والتثبيت ( شكل ٢٥). ورغم أنه لم يوضع بعد رأى قاطع عن كيفية حدوث الصورة الكامنة وعن التغيير الذي يطرأ على الطبقة الحساسة بعد تعريضها للضوء، إلا أن هناك نظرية حديثة وضعت لمحاولة تفسير ذلك ، وتفترض هذه النظرية أنه حين تتعرض حبيبة ملح الفضة للضوء تتكون فيها مراكز للحساسية تعرف باسم Sensitivity specks . ولكي نستوعب أساس إفتراض وجود مراكز الحساسية ، نذكر ما نشاهده حين يزيد التمريض كثيراً جداً عن القدر اللازم لتكوين الصورة الكامنة، إذ يتغير عندئذ لون الطبقة الحساسة وتبدو الصورة مرئية لا كامنة ، ويرجع ذلك إلى تحلل . الفضة إلى شقيها وهما البروم والفضة فتظهر الفضة على سطح الحبيبة على هيئة نقط أو بقع species صغيرة ، وهذه الظاهرة نلاحظها جميعا حين نضع أى فلم أو لوح حساس في ضوء النهار القوى وعليه جسم صغير (كمفتاح مثلا) إذ نشاهد حينئذ أن صورة مرئية للمفتاح قد تكونت بعد مضى مدة على تعريض الفلم الخام للضوء ، ومن هنا نشأ الظن بأن الصورة الكامنة لا تعدو أن تكون مجموعة . النقط الصغيرة من الفضة المعدنية تتكون على سطح بلورات أملاح الفضة حين يتعرض الفلم الحساس للضوء ، و ، وقد سميت هذه النقط باسم مراكز الحساسية Sensitivity specks كما تسمى أحيانا باسم نقط الحساسية Sensitivity dots. ولا يزيد حجم مراكز الحساسية فى حبيبة بروميد الفضة عن جزء من مائة مليون من حجم الحبيبة نفسها .
ويفسر حدوث الصورة الكامنة بأن ذرات الفضة Silver atoms تكون بطبيعتها منتشرة فى حبيبة ملح الفضة Silver halide grain(شکل ٢٦-١) كما أن الصورة الكامنة تتطلب لتكوينها أن يتجمع عدد من ذرات الفضة معا . ويتم ذلك حين تسقط الأشعة الضوئية على الحبيبة ( شكل ٢٦-) ، فتتجمع هذه الذرات مكونة مركزا للحساسية (شكل ٢٦ - ح ) . وتشبه عملية تجمع ذرات الفضة التكوين مركز الحساسية، عملية تجمع نقط الماء لتكوين الضباب أو الأمطار أو عملية تجمع الأملاح الذائبة في المجاليل لتكوين بلورات كبيرة .
ومن المظنون أن المحلول المظهر حين يبدأ عمله يقوم بمهاجمة حبيبة ملح الفضة بادئا من « مركز الحساسية » ، فتتحلل بلوراته إلى شقيها ، وتبدو بلون أسود هو لمون الفضة المعدنية الخام ، وبذلك تتحول الصورة الكامنة إلى صورة مرئية. و تفترض هذه النظرية (1) أيضا ، أن لمدة التعريض وكمية الطاقة الضوئية مراكز الحساسية ، فإذا زادت الطاقة الضوئية مع تقص مدة التعريض ( كما هو الحال عند التصوير بالضوء الخاطف الالكترونى ) يزيد عدد مراكز الحساسية وينقص حجمها ، وبالعكس تزيد هذه المراكز حجمها ويقل عددها إذا طالت مدة التعريض للضوء وقلت كميته (شكل ۲۷ ) . وبناء على الافتراض السابق يفسر السبب في وجوب زيادة مدة الإظهار في حالة التصوير بالضوء الخاطف عنها في حالة التصوير بمصابيح التونجستن العادية . وإنه لمن المدهش ماذكر (۳) عن مدى قدرة هذه الصورة الكامنة على البقاء رغم مضى مدة طويلة جداً بين تعريضها للضوء وإظهارها ، فقد حدث أن قامت بعثة إستكشاف للقطب الشمالي عام ۱۸۹۷)، وسجلت صورا فوتوغرافية في ذلك الوقت ، ثم فنيت هذه البعثة في القطب الشمالي في ذلك العام ، وعثر على جنب أفرادها في عام . ۱۹۳۰ ، ومعها ما كانوا يحملونه من لو از مهم ، ومن تصوير وألواح حساسة لم تكن قد أظهرت بعد، وبإظهارها تيسر الحصول منها على ينها آلة صور فوتوغرافية مقبولة إلى حد بعيد رغم مضي ٣٣ عاماً بين التصوير والإظهار.
الصورة الكامنة Latent Image
لا يظهر أي تغير مرئي في الفلم بعد تعريضه للضوء عما كان عليه قبيل التعريض، ولكن الواقع أن هناك صورة كامنة قد تكونت نتيجة لتأثير الضوء في الطبقة الحساسة ، ولا تظهر هذه الصورة إلا إذا عوملت الطبقة الحساسة بطريقة كيميائية خاصة تعرف باسم «عملية الإظهار Developing» تتحول بعدها الصورة الكامنة Latent Image إلى صورة سلبية Negative Image ويطلق على عملية الإظهار في اللغة الدارجة إسم «عملية التحميض» وهي في الواقع عملية إختزال لأملاح الفضة التي تأثرت بالضوء، فتحولها إلى فضة معدنية سوداء مرسبة فى الجيلاتين .
هذا ولا يتم خلال مدة الإظهار إختزال جميع أملاح الفضة المرسبة في جيلاتين الطبقة الحساسة . إذ لا يختزل سوى جزء منها فقط ، قد لا تزيد نسبته عن ٢٥ ٪ من كمية أملاح الفضة ، فيكون الباقي قابلا لأن يختزل إذا ما تعرض للفوء ، فتلف عندئذ الصورة السالبة ، ومن ثم يستلزم الأمر التخلص من هذه الأملاح الزائدة ، وذلك عن طريق عملية كيميائية أخرى تعرف باسم «عملية التثبيت Fixing » ، وهى فى الواقع عملية «إزالة» أو « إذابة» لأملاح الفضة التي لم تختزل بعد للتخلص منها نهائيا ، فلا يبقى في الطبقة الحساسة سوى الفضة المعدنية السوداء التي يعزى لها اللون الأسود الذى نشاهده فى الصورة السلبية . ومن الواجب أن يغسل الفلم عقب كل من عمليتي الاظهار والتثبيت ( شكل ٢٥). ورغم أنه لم يوضع بعد رأى قاطع عن كيفية حدوث الصورة الكامنة وعن التغيير الذي يطرأ على الطبقة الحساسة بعد تعريضها للضوء، إلا أن هناك نظرية حديثة وضعت لمحاولة تفسير ذلك ، وتفترض هذه النظرية أنه حين تتعرض حبيبة ملح الفضة للضوء تتكون فيها مراكز للحساسية تعرف باسم Sensitivity specks . ولكي نستوعب أساس إفتراض وجود مراكز الحساسية ، نذكر ما نشاهده حين يزيد التمريض كثيراً جداً عن القدر اللازم لتكوين الصورة الكامنة، إذ يتغير عندئذ لون الطبقة الحساسة وتبدو الصورة مرئية لا كامنة ، ويرجع ذلك إلى تحلل . الفضة إلى شقيها وهما البروم والفضة فتظهر الفضة على سطح الحبيبة على هيئة نقط أو بقع species صغيرة ، وهذه الظاهرة نلاحظها جميعا حين نضع أى فلم أو لوح حساس في ضوء النهار القوى وعليه جسم صغير (كمفتاح مثلا) إذ نشاهد حينئذ أن صورة مرئية للمفتاح قد تكونت بعد مضى مدة على تعريض الفلم الخام للضوء ، ومن هنا نشأ الظن بأن الصورة الكامنة لا تعدو أن تكون مجموعة . النقط الصغيرة من الفضة المعدنية تتكون على سطح بلورات أملاح الفضة حين يتعرض الفلم الحساس للضوء ، و ، وقد سميت هذه النقط باسم مراكز الحساسية Sensitivity specks كما تسمى أحيانا باسم نقط الحساسية Sensitivity dots. ولا يزيد حجم مراكز الحساسية فى حبيبة بروميد الفضة عن جزء من مائة مليون من حجم الحبيبة نفسها .
ويفسر حدوث الصورة الكامنة بأن ذرات الفضة Silver atoms تكون بطبيعتها منتشرة فى حبيبة ملح الفضة Silver halide grain(شکل ٢٦-١) كما أن الصورة الكامنة تتطلب لتكوينها أن يتجمع عدد من ذرات الفضة معا . ويتم ذلك حين تسقط الأشعة الضوئية على الحبيبة ( شكل ٢٦-) ، فتتجمع هذه الذرات مكونة مركزا للحساسية (شكل ٢٦ - ح ) . وتشبه عملية تجمع ذرات الفضة التكوين مركز الحساسية، عملية تجمع نقط الماء لتكوين الضباب أو الأمطار أو عملية تجمع الأملاح الذائبة في المجاليل لتكوين بلورات كبيرة .
ومن المظنون أن المحلول المظهر حين يبدأ عمله يقوم بمهاجمة حبيبة ملح الفضة بادئا من « مركز الحساسية » ، فتتحلل بلوراته إلى شقيها ، وتبدو بلون أسود هو لمون الفضة المعدنية الخام ، وبذلك تتحول الصورة الكامنة إلى صورة مرئية. و تفترض هذه النظرية (1) أيضا ، أن لمدة التعريض وكمية الطاقة الضوئية مراكز الحساسية ، فإذا زادت الطاقة الضوئية مع تقص مدة التعريض ( كما هو الحال عند التصوير بالضوء الخاطف الالكترونى ) يزيد عدد مراكز الحساسية وينقص حجمها ، وبالعكس تزيد هذه المراكز حجمها ويقل عددها إذا طالت مدة التعريض للضوء وقلت كميته (شكل ۲۷ ) . وبناء على الافتراض السابق يفسر السبب في وجوب زيادة مدة الإظهار في حالة التصوير بالضوء الخاطف عنها في حالة التصوير بمصابيح التونجستن العادية . وإنه لمن المدهش ماذكر (۳) عن مدى قدرة هذه الصورة الكامنة على البقاء رغم مضى مدة طويلة جداً بين تعريضها للضوء وإظهارها ، فقد حدث أن قامت بعثة إستكشاف للقطب الشمالي عام ۱۸۹۷)، وسجلت صورا فوتوغرافية في ذلك الوقت ، ثم فنيت هذه البعثة في القطب الشمالي في ذلك العام ، وعثر على جنب أفرادها في عام . ۱۹۳۰ ، ومعها ما كانوا يحملونه من لو از مهم ، ومن تصوير وألواح حساسة لم تكن قد أظهرت بعد، وبإظهارها تيسر الحصول منها على ينها آلة صور فوتوغرافية مقبولة إلى حد بعيد رغم مضي ٣٣ عاماً بين التصوير والإظهار.
تعليق