منطقة المرج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منطقة المرج

    مرج (منطقه)

    Al-Marj - Al-Marj

    المرج (منطقة ـ)

    المَرْجُ الأرض الواسعة ذات الكلأ والنبات، ترعى فيها الدَّواب. وعليه فهو موضع بيئي جغرافي طبيعي استمد تسميته من كسائه العشبي الأخضر، الذي يأخذ عامة شكل بساط كثيف من النبيت القصير.
    المرج: موضع على هامش غوطة دمشق، يتمم حوض دمشق، يشتهر باتساع مدى بيئته العشبية وتميّزه من الغوطة الغنية بالأشجار المثمرة. تقدر مساحته بنحو 500كم2 يمتد ما بين بساتين الغوطة غرباً وديرة التلول شرقاً وضهرة الضمير وجبلها شمالاً. وجبل المانع جنوباً.
    يرجع تكون أراضيه إلى خفوس صدعية شطرنجية عديدة تحت رسوبياته البحيرية التي تقدر سماكتها فيما بين جسرين ومرج السلطان بنحو 400م، أما سماكة رسوبياته التابعة للرباعي الأعلى لما قبل 10000- 23000 سنة فقد قدرت في ترب عدرا بدليل حساب الفحم المشع 14 ضمن الأشرطة التوربية بنحو 3 أمتار.
    يأخذ المرج شكل أرض سهلية مستوية ضعيفة التموج، تميل بلطف شديد باتجاه كل من بحيرة الهيجانة (+588م) التي جفت منذ أوائل العقد الرابع من القرن العشرين، وبحيرة العتيبة (+596م) التي جفت هي الأخرى وغدت لا تَرَى بقاياها الغمر بالمياه إلا نادراً في بعض فصول المطر الخيِّرة وفيضان بردى. قد يصل عمقها في الحفر المتبقية منها نحو متر أو نصف المتر ولفترة محدودة. تربته أقل جودة من ترب الغوطة لتملح بعضها ولارتفاع نسبة الطين والغدق (بسبب ارتفاع مستوى الماء الأرضي) في بعضها الآخر، وتتصف أيضاً بوجود الجص والآفاق الكلسية والجصية المتحجرة وارتفاع نسبة الكلس والحصى في مواضع أخرى حتى تكاد تلامس السطح. تعلو سطحه عدة تلال، معظمها اصطناعي، يمثل قرى مندثرة تتركز على ضفاف البحيرة السابقة التي كانت تجمع بحيرتي العتيبة والهيجانة من جهة وسهل عدرا شمالاً وبير القصب جنوباً في جهة ثانية في بحيرة واحدة وخاصة في الوسط الشمالي حيث شبكة المجاري الدنيا لنهر بردى وفروعه وبعض ينابيعه السطحية.
    يرجع عمرانه بشرياً إلى ما قبل التاريخ، كتجمع تل أسود البشري شرقي جديدة الخاص، الذي يرجع إلى النصف الأول من الألف الثامن ق.م، وتل الغريفة قرب العتيبة الذي يرجع إلى الألف السابع ق.م، وتل الخزامى في موقع مطار دمشق الدولي إلى النصف الأخير من الألف الخامس ق.م، وتل فرزات (قرب حوش الصالحية) وتل حوش في الريحانية الذي يرجع إلى الألف الثاني ق.م وتل السكا.
    يتميز مناخه تبعاً لمعطيات مطار دمشق الدولي وتقسيمات أمبرجية بالمناخ الجاف المنخفض. يقدر وسطي الهطل السنوي فيه بنحو 140مم، والتبخر السنوي بـ 13ضعفاً، ووسطي الحرارة السنوي بنحو +17 ْم والشهر البارد +6.6 ْم والحار +26.3 ْم.
    كان المرج من الناحية الهيدرورلوجية يعاني عامة الغدق وارتفاع الماء الأرضي وكثرة المجاري المائية المتفرعة عن بردى وفروعه، وهو اليوم يعاني شح المياه السطحية وغور الجوفية أو جفافها كلياً في بعض المواضع بسب الضخ الجائر لها ولاسيما بعد تحويل مياه نهر الأعوج منذ عام 1940عن المرج وتناقص كمية المياه القادمة ضمن مجاري بردى إلى حد العدم، لعدد متتالٍ من السنين، منذ أواخر القرن العشرين.
    كان يسود المرج في النصف الأول من القرن العشرين نبيتٌ متنوع من النجيليات الدائمة الخضرة وخاصة منها نوع النجيل الإصبعي Cynodon dactylon الذي يصلح للرعي ويتحمل المسير والجلوس عليه ويأخذ شكل بساط سندسي أخضر متماسك، يصلح لتقطيعه على شكل شرائط ورقع، بسماكة نحو 10سم، مختلفة المساحة. تنقل بعدها إلى حدائق مدينة دمشق العامة والمنزلية وإلى ملاعب كرة القدم فيها، لترصف إلى جوار بعضها بعضاً مروجاً مسبقة الإعداد في الطبيعة. في حين يسود مجتمع نبيت العاقول والخرينيبة والأشنان واليتنة والحرمل شرقي البحيرتين. وتعلو حالياً قيعان بحيرة العتيبة الجافة بقايا القصب وشجيرات الأثل (الطرفاء). أما وحيشها من الوشق والطيور المائية المحلية والمهاجرة من أنواع البجع ومالك الحزين والكراكي والغرانيق والدجاج السلطاني وعشرات الأنواع من الطيور المغردة كالكروان والشحارير والبلابل والوروار؛ فقد انقرضت انقراضاً شبه تام مع انقراض البحيرتين. وقس على ذلك الأحياء المائية النباتية والحيوانية.
    يتضمن تراثه المعماري بعض المعابد العائدة إلى العصر الروماني، كما في الضمير وبعض الأديرة العائدة إلى أيام الغساسنة، كما في حران العواميد ودير سلمان، إضافة إلى الأديرة الثلاثة الواقعة شرقي خط بحيرتي الهيجانة والعتيبة: الشمالي والجنوبي والوسطي، كما يعد مقام السيدة زينب ومسجدها جنوبي المرج أحد أهم المعالم الحضارية الدينية الإسلامية في المنطقة، تجاوره مقابر الشهداء في نجها.
    ومنذ الربع الأخير من القرن العشرين أخذ العمران يتسارع لغزو القسم الأكبر من الغوطة والمرج، وخاصة على جانبي طريق المطار حيث أقيمت مدينة المعارض وبجوارها منشآت ضخمة عدة، وكثير من الوحدات السكنية المتعددة الطوابق وكثير من القصور الخدمية، والحدائق الغناء المزينة بمختلف الشلالات والنوافير والمجاري والبحيرات المائية الاصطناعية والتي تعمل مطاعم ومقاهي ومتنزهات. كما أقيمت في عدرا منطقة جمركية حرة، إضافة إلى مدينة عمالية ضخمة (مدينة باسل الأسد) ومعمل للإسمنت ومحطة لمعالجة مياه المجارير. وتكاد تتصل عدرا اليوم بالضمير شرقاً بعد أن نشطت بها حركة التصنيع كمدينة صناعية. ووقد غزا العمران شمال غربي الغوطة وحوض دمشق بمساكن ومؤسسات كثيرة، وشُيِّدت في أودية الربيع- شرقي حران العواميد - إحدى أكبر المحطات الكهرحرورية على خط الغاز القادم مباشرة من منطقة تدمر وهي اليوم قيد توسع جديد. يضاف إلى ذلك كله توسع مدينة السيدة زينب وتحسينها تحسيناً كبيراً وسريعاً بسبب النشاط السياحي الديني المتزايد.
    يتبع إدارياً إلى محافظة ريف دمشق وخاصة منطقة دوما التي تضم بلدة عدرا (30 ألف نسمة) وناحية الضمير التي يبلغ تعداد سكان مركزها نحو 38 ألف نسمة وحران العواميد (13ألف نسمة) التي تتبعها العتيبة (12 ألف نسمة) وناحية الغزلانية (مركزها 13 ألف نسمة) وتضم الهيجانة (11 ألف نسمة)، وأقسام من مركز محافظة ريف دمشق كبلدة السيدة زينب (130 ألف نسمة). يشار أيضاً إلى بعض التجمعات السكانية المهمة التي يقل تعداد سكان كل منها عن 10 آلاف نسمة مثل بحارية، سكا، تل السلطان، مرج سلطان ونجها وغيرها.
    كانت منطقة المرج تعتمد في اقتصادها على الرعي والصيد منذ العصر الحجري. وهي تعتمد حالياً في قسميها الغربي والشمالي على الزراعة المروية بالضخ أو بشبكة قنوات الري المتفرعة من بردى والأعوج وبعض الينابيع المحلية التي نضب معظمها ومياه المجارير المعالجة. وبذا غزت أشجار الزيتون ما تبقى من أراضٍ زراعية ما بين عدرا والضمير. كما تعتمد على تربية الأبقار والماعز الشامي الشهير والأغنام والجمال بعد أن انقرضت طرائد الصيد. وقد توسعت فيها منذ أواخر القرن العشرين الخدمات السياحية، ونشطت الحركة الصناعية.
    يتوسط المرجَ مطارُ دمشق الدولي، كما تخترقه شبكة طرق مزفتة جيدة للسيارات التي يعد الطريق إلى بغداد ودير الزور أهمها، إضافة إلى الخط الحديدي الذي يمر بالضمير ويصل شمالي القطر العربي السوري بجنوبه.
    عماد الدين موصلي

يعمل...
X