القوات المدرعة armoured forces

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القوات المدرعة armoured forces

    مدرعات

    Armoured forces - Forces blindées

    المدرعات

    القوات المدرعة armoured forces صنف من صنوف القوات المقاتلة. وهي قوات مجهزة بمركبات مدرعة قادرة على العمل والحركة في مختلف ميادين القتال. والمدرعة armoured vehicle مركبة قتال برية تكتيكية مصفحة ومدولبة أو مزنجرة، تجمع بين قوة النيران والصدمة والقدرة على الحركة والتنقل والمناورة في حقل المعركة مع توفير الحماية النسبية لسدنتها عن طريق التدريع الذي تتمتع به.
    وفي التاريخ ما يشير إلى وجود مركبات قتالية كان الهدف منها حماية المقاتلين بالدرجة الأولى وحمل أسلحتهم وتنقلهم السريع إضافة إلى قوة الصدمة. ومع وجود أوجه شبه بين العربات القديمة والمدرعات الحديثة، فإن المدرعة الحديثة (الدبابة والمصفحة ومركبة القتال والناقلة المدرعة) تبقى وليدة العصر الحديث، عصر المحركات والدروع الواقية وأجهزة السير المزنجرة، إضافة إلى وسائط الاتصال والقيادة والقوة النارية، مما جعل المدرعة مركبة متكاملة ومعقدة في عصر الحرب الخاطفة وفن الحرب الحديث.
    لمحة تاريخية
    لايمكن نسب فكرة استخدام الدروع الواقية إلى أمة معينة أو إلى شخص معين. كانت قديماً دروعاً فردية تتألف من تروس ومجنّات وزرديات ولباس مصفّح واق يحمي المقاتل، ويمنحه شيئاً من قوة الصدمة. كذلك لجأ المقاتلون منذ القديم إلى استخدام الحيوانات القوية كالفيلة والخيول والإبل بعد إلباسها الدروع والبراقع لتوفير قوة الصدمة وإرهاب العدو، وكانت الفيلة أداة ناجحة في يد هانيبال (247- 182) في الحرب البونية القرطاجية للاقتراب من العدو ودك أسواره، وكان لها، وللإبل كذلك، دور مهم في معركة القادسية[ر].
    استخدمت الشعوب القديمة في مختلف العصور آلات قتالية بدائية لحمل الأسلحة والمعدات واختراق صفوف العدو والاقتراب من الحصون والأسوار لنقبها أو تسلقها، مع الوقاية من رمايات أسلحة العدو. وقد عرف العرب في الجاهلية مثل هذه الآلات والمعدات، واستخدم المسلمون الدبابة في حصار الطائف في زمن النبيr على النحو الذي ذكره الطبري في تاريخه: «دخل نفر من أصحاب النبيr تحت دبابة، ثم زحفوا بها حتى جدار حصن الطائف، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها فرمتهم ثقيف بالنبل…». وكانت الدبابة المذكورة على شكل صندوق خشبي وبرج مسقوف بلا أرضية، يسير على عجلات وتحته عدد من الرجال يدفعونه إلى سور الأعداء يتقون به سهامهم من فوق الأسوار، وقد سميت دبابة لأنها تدب على الأرض دبّاً، وكانت الدبابات عرضة للاحتراق لكونها من الخشب، غير أن العرب طوروها بأن غطوها بجلود الحيوانات المشبعة بالخل كيلا تحترق، وجعلوا الصندوق أشبه بعمارة كبيرة تسير على عجلات وتنتهي ببرج يعادل ارتفاعه ارتفاع السور، واستمر تطوير هذا السلاح على مدى عقود طويلة حتى العصور الوسطى، ورافقه تطوير برج الحصار ورأس الكبش وغيرهما (الشكلان 1 و2).

    الشكل (1) برج حصار مع رأس كبش

    الشكل (2) عربة فالتوريو القتالية التي تحركها الرياح (إيطاليا 1472)
    مع بداية العصور الحديثة وظهور الأسلحة النارية بدأ التفكير جدياً في وسائل أكثر نجاعة للوقاية من نيران العدو. ففي عام 1456م استخدم الاسكتلنديون عربة قتالية ذات عجلات يدفعها زوج من الخيول تحتها، غير أن عدم كفاية الحصان لمثل هذه المهمة دفعت إلى التفكير في عدم جدواها. وفي عام 1472 صمم الإيطالي فالتوريو مركبة نقل قتالية تتحرك بقوة الريح، وركب على جانبيها جناحين يشبهان مراوح طاحونة الهواء تنتقل الحركة منهما إلى الدواليب عن طريق مسننات من خشب. كذلك كان للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي[ر] دوره في تطوير فكرة صنع مركبة قتالية متكاملة لاقتحام صفوف العدو، في حين يستطيع المشاة الاندفاع خلفها من دون عائق، وسلَّح مركبته بمناجل محنية على الجانبين. ومع ظهور المحركات البخارية، ومن ثم محركات الاحتراق الداخلي، عادت فكرة مركبات القتال المحمية إلى الظهور على أسس جديدة. وتطلب الأمر ثلاثة قرون من التطوير والتجارب للحصول على نتائج مقبولة. ففي عام 1885 صمم جيمس كوان عربة مدرعة على هيكل جرار بخاري إلا أنها لم تستخدم عملياً، وظهرت أعمال مماثلة كثيرة إلا أن سيئاتها أكثر من حسناتها فلم يكتب لها النجاح.
    المفهوم الحديث للمدرعات
    مع بداية القرن العشرين امتلكت الدول الصناعية القوة المحركة الفعالة لتسيير عربات مدرعة كانت في البداية تسير على عجلات. ومع أن بريطانيا بدأت بإنتاج عربات مدرعة عام 1903 وتبعتها فرنسا عام 1908 ثم ألمانيا عام 1912، وأُطلق عليها اسم المصفحات، فقد رُفض أكثر تلك النماذج من قبل المسؤولين لبدائيتها، وسهولة وضعها خارج المعركة بنيران المدفعية والأسلحة الثقيلة، الأمر الذي دفع المصممين إلى متابعة جهودهم في هذا المجال. وقد تكللت أعمال المصممين الإنكليز في الحرب العالمية الأولى بصنع عربة مدرعة تسير على زناجير أطلق عليها «تانك» (خزّان) تمويهاً، وصار هذا الاسم يعني عربة مدرعة مزنجرة ومسلحة بمدفع، واستعير له بالعربية اسم «الدبابة» القديم.
    أ- الدبابة: الدبابة tank عربة مدرعة مزنجرة مسلحة بمدفع قوي ورشاشات وأسلحة أخرى، تستطيع السير والقتال في مختلف الأراضي مدة طويلة نسبياً لما تحمله من وقود وذخائر، كما يمكنها العمل في النهار والليل، وتضمن الوقاية النسبية لطاقمها ولعناصر الإنزال على متنها.
    تتألف الدبابة الحديثة من خمسة أجزاء رئيسية: المحرك وتوابعه، البرج، الأسلحة، الجسم، الزنجير وجهاز السير. ويضاف إلى ذلك ما تحتوي عليه الدبابة من أجهزة اتصال وتوجيه ومنظومات ومجموعات مختلفة.
    وقد أثبتت حرب تشرين الأول/أكتوبر التحريرية عام 1973، أن لكل دولة منتجة للمدرعات عامة وللدبابات خاصة نظرتها الخاصة النابعة من مذهبها العسكري. والعلاقة بين المواصفات الثلاثة الأساسية للدبابة (القدرة الحركية - والتسليح - والوقاية). فكانت الدبابات البريطانية مثلاً تعطي أفضلية الوقاية من نيران العدو، وهذا يعني زيادة التدريع متانة، وبالتالي زيادة الوزن على حساب الحركية والمناورة. في حين توصل الاتحاد السوڤييتي (روسيا اليوم) إلى إيجاد علاقة متكاملة بين العوامل الثلاث في الدبابة، منحها التفوق على نظيراتها. ويكاد ينحصر إنتاج كل مدرعات الجيوش في العالم بدول أربع رئيسية هي: روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. ولكل دولة أسرتها من الدبابات الخاصة والناقلات المدرعة ومركبات قتال المشاة وغيرها .
    أدى استخدام الدبابة في القتال بكثافة إلى تغير جذري في الاستراتيجية والتكتيك. حيث صار بإمكان القوات المدرعة أن تعمل مستقلة، وأن تقوم بأعمال واسعة النطاق في عمق العدو وبسرعة كبيرة. وصار متوسط مدى عمل التشكيلات المدرعة ليوم واحد 80-100كم. وقد أدى ذلك إلى عجز قوات المشاة الراجلة[ر: المشاة] عن مسايرة المدرعات والعمل معها. ولما كانت قوات المشاة عنصراً أساسياً في أرض المعركة فقد تم التوصل إلى تزويد المشاة بعربات قتالية مدرعة عجلية أو مزنجرة تعمل بالتوازي مع الدبابات.
    ب - المركبات المدرعة: المركبات المدرعة مركبات خفيفة التسليح وخفيفة التدريع نسبياً، تسير على عجلات أو زناجير وتخصص للأعمال المتممة لأداء الدبابات، أي نقل المشاة إلى خطوط الاشتباك مع العدو أو خوضهم القتال من على متنها، إضافة إلى حمل مقرات القيادة، والقيام بمهمات الاستطلاع، ونصب الكمائن، وحمل الأسلحة المضادة للدبابات (م/د) والتصدي لدبابات العدو، وكذلك حمل وسائط ومنظومات الدفاع الجوي المرافقة للقوات المقاتلة. وقد زاد استخدام هذه المركبات المدرعة في المعركة الحديثة، حتى غدت عنصراً لا يستغنى عنه، وملازمة للدبابات في ميادين القتال وتكمل مهامها.
    بدايات استخدام المدرعات
    كانت إيطاليا من أوائل الدول الاستعمارية التي لجأت إلى استخدام المصفحات في غزو الحبشة[ر: إثيوبيا] وليبيا. كما أن القوات البريطانية استخدمت في بداية الحرب العالمية الأولى بعض العربات المصفحة armoured cars المزودة بأبراج متحركة ومسلحة برشاشات لحماية الموانئ والمطارات وقواعد التموين، إلا أن هذه المصفحات لم تكن تصلح لاختراق الخنادق والأسلاك الشائكة المعادية لضعف دواليبها عن السير خارج الطرق وفي المناطق الوعرة. وكانت تلك الحرب قد تحولت إلى حرب خنادق طويلة الأمد، وكانت الرشاشات والمدافع والخنادق والأسلاك الشائكة تحول دون قيام المشاة والخيالة بهجوم شامل، بسبب صعوبة إسكات نيران الرشاشات، وبطء وتيرة الهجوم والاضطرار إلى نقل القوات وحشدها بالقطارات، والتمهيد للهجوم برمايات مديدة تضيع معها المفاجأة، ويكتشف المدافعون اتجاه الضربة الرئيسية. لذلك كانت الحاجة ماسة لصنع مركبة تصلح للقتال في مختلف الأراضي ومزودة بقوة محركة كافية وزناجير تمكنها من الحركة في مختلف الأراضي واجتياز الخنادق، وتدريع كاف لحماية سدنتها، إضافة إلى قوة نارية تمكنها من خرق دفاعات العدو. وكان لتطور سلاح المدفعية وذخائرها دور في مساعدة المصممين البريطانيين على التقدم باقتراح إنتاج أول دبابة على هيكل جرار أمريكي، سميت مارك -1، وبدأ إنتاجها في كانون الثاني/يناير عام 1916 م بالمواصفات الفنية والقتالية الآتية:
    الوزن 28 طناً - قوة المحرك 105 حصان بخاري - السرعة في مختلف الأراضي 6كم/سا - التصفيح الأقصى 10مم - التسليح مدفعان عيار 6 أرطل في برجين جانبيين، وأربعة رشاشات - مدى العمل 40كم - الطاقم 8 أشخاص. وقد صنع منها 150 دبابة انتظمت في 6 سرايا؛ في كل سرية 25 دبابة.
    وفي الوقت نفسه كانت فرنسا تعمل في إنتاج دبابتها الأولى (شنايدر Schneider). وكانت مدفع اقتحام على صندوق مدرع فوق هيكل جرار أمريكي نوع هولت Holt. وبلغ وزنها 13.5 طناً ومحركها 60 حصاناً بخارياً وسماكة تدريعها الأقصى 24مم، وسلِّحت بمدفع عيار 75مم، وكانت سرعتها 7 كم/سا (الشكلان 3 و4).

    الشكل (3) الدبابة الإنكليزية مارك 4 المطورة عن مارك 1 في الحرب العالمية الأولى

    الشكل (4) صورة جانبية لدبابة شنايدر
    استخدم الإنكليز دباباتهم قبل الفرنسيين إذ دفعوا بـ 49 دبابة في معركة السوم في 15/9/1916لمساندة هجوم المشاة، وكانت النتائج محدودة جداًً لضعف مستوى التدريب وكثرة الأعطال الميكانيكية وقلة عدد الدبابات المستخدمة.
    كذلك استخدم الفرنسيون دباباتهم أول مرة في 16/4/1917 في معركة شومين دي دام، وحققت نجاحات جزئية لعدم قدرتها على اجتياز الخنادق، وانتقل الفرنسيون بعدها إلى إنتاج دبابة جديدة هي رينو ف. ت Renault F.T التي حققت نجاحات أكبر. وفي معركة كامبري في 20/11/1917 استخدم البريطانيون 474 دبابة وكانت فاعلية الدبابات أفضل من السابق، غير أن أكبر نجاح حققه البريطانيون خرق خط الدفاع الألماني في أميان Ameins في 8/8/1918 بعمق 11كم في يوم واحد، سماه الجنرال لودندروف[ر] اليوم الأسود، كما استخدم الفرنسيون دباباتهم بأعداد أكبر وبفاعلية أفضل في معارك عام 1918 حتى نهاية الحرب الأولى.
    وهكذا ظهرت الدبابات قوة لا يستهان بها في تسليح الجيوش، وأخذت الدول الصناعية تتسابق في إنتاج أعداد كبيرة من هذا السلاح الفعال الذي فرض نفسه على تسليح الجيوش كافة.
    أنواع المدرعات:
    بنظرة عامة إلى أنواع المدرعات الموجودة في تسليح الجيوش في العالم وفي ساحات القتال والتدريب يثبت وجود أعدادٍ كثيرة جداً منها، يختلف بعضها عن بعض في مواصفات قليلة، وتتشابه في مواصفات أكثر. وأكثر أنواعها شهرة واستخداماًً في الجيوش الحديثة هي الدبابات والمركبات المدرعة.
    1ـ الدبابات
    صُنفت الدبابات في الفترة من 1916 إلى نهاية الحرب العالمية الثانية إلى فئات على أساس الوزن على النحو الآتي:
    - الدبابات الثقيلة: كان الحد الأدنى لوزن الدبابات الثقيلة الأولى لا يتعدى 25 طناً، ثم ارتفع وزنها المتوسط في الحرب العالمية الثانية إلى 35-40 طناً، ووصل في نهاية الحرب وما بعدها إلى 50 طناً أما الحد الأقصى للوزن ففي حدود 68 طناً. تتميز الدبابات الثقيلة بدروعها السميكة على حساب قدرتها على الحركة والمناورة، غير أن معظم الجيوش مالت بعد الحرب العالمية الثانية إلى اعتماد عاملي السرعة والحركة في الأفضلية الأولى مع المحافظة على متانة التدريع وقوة التسليح (الشكل 5).
    - الدبابة المتوسطة: كانت تسمى في فترة ما بين الحربين العالميتين وفي الحرب العالمية الثانية «دبابة المطاردة»، ويعدونها وريثاً لسلاح الفرسان، وكان وزنها يراوح بين 15 و25 طناً، ثم ارتفع في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى 40 طناً (الشكل 6).

    الشكل (5) الدبابة الثقيلة الألمانية تايغر 2 (الملك النمر)
    الشكل (6) الدبابة المتوسطة السوفييتية ت 54/ت55

    الشكل (7) الدبابة الخفيفة الفرنسية أ.إم إكس-13
    - الدبابة الخفيفة: كان الهدف منها في فترة ما بين الحربين دعم قتال وحدات المشاة ومساندة تقدمها، إضافة إلى تنفيذ مهام الاستطلاع والالتفاف السريع، وريثة للخيالة الخفيفة، واستمر استخدامها في أثناء الحرب العالمية الثانية على هذا النحو. ثم استخدمت وساطة للدعم والمناورة والاستطلاع، وخاصة في دعم القوات المنقولة جواً وبحراً، ولقنص الدبابات المعادية في الكمائن لإمكان نقلها جواً أو إنزالها بالمظلات. وكان وزن الدبابات الخفيفة يراوح بين 5 و10 أطنان، وصار اليوم بين20- 25 طناً، وسمك دروعها لا يزيد على 60مم (الشكل 7).
    طرأ تطور مهم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على التقسيم التكتيكي لفئات الدبابات. فبقي مفهوم الدبابة الخفيفة على حاله مع بعض التطوير. وتوقف اعتماد مفهومي الدبابة الثقيلة والمتوسطة للتداخل الكبير في مواصفاتهما. وتم الجمع بين المفهومين بمفهوم واحد أساسي أطلق عليه تعبير «دبابة القتال الرئيسية» battle tank main، بغض النظر عن الوزن وسماكة الدرع ونوع التسليح، مادامت معدَّة لتنفيذ المهام الأساسية للقوات المدرعة. وأصبح وزنها يراوح بين 35 و65 طناً، وسلاحها الرئيسي مدفع من عيار 90 - 125مم، إضافة إلى تحسين نوعي في متانة التدريع والقوة المحركة، وتوظيف أحدث التقنيات العلمية لتحسين قدراتها القتالية (الشكل 8).
    - الدبابات الخاصة: فرضت شروط القتال الحديث إيجاد أشكال أخرى من الدبابات تؤدي أنواعاً كثيرة من الخدمات التي تحتاجها القوات المدرعة في الميدان، وتساعدها على تنفيذ مهامها سميت «دبابات خاصة»، وهي في واقع الأمر مركبة تملك الدرع والقدرة الحركية نفسها لدبابة القتال الرئيسية، ولكن من دون برج أو مدفع، ومعدة لتنفيذ المهام المصممة ومنها: القاحط المدرع tankdozer للأعمال الهندسية، والدبابة الجسرية bridgelayer لتسهيل عبور الموانع المائية والخنادق، والدبابة كاسحة الألغام minesweeping tank لتنظيف طريق الدبابات من الألغام، ودبابة النجدة recovery tank لقطر الدبابات والمركبات المعطلة وخدمتها فنياً، والدبابة قاذفة اللهب flamethrower tank لتنظيف أعشاش المقاومة وتدمير حامياتها، ودبابة الإسعاف الميداني ambulance tank لإخلاء الخسائر البشرية، ودبابة القيادة والسيطرة command and control tank المخصصة للقادة والأركان، وهي دبابة قتال رئيسية مجهزة بوسائل اتصال وقيادة إضافية. وكذلك دبابة الدعاية وهي دبابة عادية مجهزة بأدوات ووسائط للدعاية والإذاعة (الشكل 9).
    الشكل (8) دبابة القتال الرئيسية الألمانية ليوبارد -2 Leopard الشكل (9) دبابة هندسة سنتوريون بريطانية مزودة بمدفع هدم وشفرة قاحط
    - قانصات الدبابات: وهي دبابات من دون برج، مسلحة بمدفع من عيار أكبر من عيار مدافع الدبابات المعادية. ومهمتها تدمير تلك الدبابات، وقد اختفى هذا النوع من القوات المدرعة بعد عام 1975 لتحل محله دبابات القتال الرئيسية.

    الشكل (10) دبابة شيلكا سوفييتية مضادة للطائرات
    - دبابات الدفاع الجوي: إن سرعة وتيرة الأعمال القتالية وازدياد خطورة الطيران على القوات المدرعة، وخاصة في الهجوم، أدى إلى ضرورة إيجاد شبكات دفاع جوي تحمي القوات المدرعة في أثناء الحركة وتؤمن لها التغطية الجوية الفعالة. وحُلت هذه المسألة بتشكيل منظومات دفاع جوي محمولة على دبابات تستطيع مرافقة التشكيلات المدرعة وتغطيتها في مختلف أنواع الأراضي. تُسلح هذه الدبابات بمدافع ورشاشات ثقيلة مضادة للطائرات متعددة السبطانات سريعة الرمي موجهة بالرادار، أوصواريخ مضادة للطائرات مع مركبات توجيه وسيطرة وقيادة خاصة بها (الشكل 10).
    2ـ المركبات المدرعة: تصنف المركبات المدرعة اليوم في أربعة أنواع رئيسية هي: المصفحات (العربات المصفحة)، ومركبات قتال المشاة، وناقلات الجند المدرعة، والمركبات المدرعة الخاصة
    أ) المصفحات:
    ظهرت المصفحات (العربات المصفحة العجلية) قبل الحرب العالمية الأولى، واستخدمت للحراسة وللدوريات المتحركة لحماية القواعد العسكرية والبحرية والمطارات، ولم يُسجل لها أي دور فاعل في الحرب العالمية الأولى، ولكن الحاجة إليها ازدادت في فترة ما بين الحربين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. واستخدمت أول الأمر لدعم المشاة في الاشتباكات الخفيفة وفي الحراسة، ثم أصبحت وساطة للقيادة والاستطلاع الميداني والكيميائي والإشعاعي، وفي المحافظة على الأمن ومكافحة الشغب، مثل المصفحة «خالد» التي تصنع بالتعاون بين مصر والسعودية ، وهي أول مدرعة عربية في هذا المجال (الشكل 11).
    ب) مركبات قتال المشاة:
    لم تظهر مركبات قتال المشاة مع ظهور الدبابات، غير أن المصاعب التي صادفتها قوات المشاة المرافقة للدبابات في ميادين القتال، وخاصة في المناطق الوعرة، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في صفوف المشاة الراجلة أوالمنقولة على عربات مدولبة تطلب وجود مركبات مزنجرة خفيفة التدريع ومجهزة ببرج دوار، ذات قدرة حركية كبيرة ومسلحة بأسلحة متوسطة ومنظومات صواريخ م/د وم/ط، وتتسع لعدد من الجنود (7-9 جنود) إضافة إلى طاقمها المؤلف من 3 أشخاص. ولمركبات قتال المشاة معظم مواصفات الدبابات الخفيفة، وهي تحمل المشاة الراكبة في جوفها، وترافقهم عند ترجلهم في أثناء القتال وتتابع حركتهم، وتدعمهم برمايات أسلحتها، وتتصدى لدبابات العدو. ويمكن استخدامها في مختلف أنواع الأعمال القتالية والإنزالات الجوية والبحرية ومع القوات الخاصة، وقد نافست أعدادها أعداد الدبابات في القوات المدرعة الحديثة اليوم (الشكل 12).
    الشكل (11) مصفحة أ.م. إل مسلحة بهاون الشكل (12) مركبة قتال المشاة السوفييتية ب م ب 1
    - ناقلات الجند المدرعة: هي عربات مصفحة مدولبة أو مزنجرة تعمل في مختلف الأراضي، ومخصصة لنقل الجند إلى أقرب مسافة من خط الزج في القتال. وقد قلت أهميتها في الحرب الحديثة أو اختفت تماماً لتحل محلها مركبات قتال المشاة. كما ظهرت منها أنواع مسلحة بالصواريخ للصراع ضد الدبابات.
    د) المركبات المدرعة الخاصة
    هي مركبات مدرعة عجلية أو مزنجرة تحمل وسائل مختلفة بحسب المهمة المصممة لها. ومنها مركبات قطر المدافع ومركبات المدفعية المحمولة ومركبات الدفاع الجوي الحاملة للصواريخ م/ط وشبكاتها، وكذلك مصفحات عقد الاتصال الميدانية الخاصة بمقرات السيطرة والاتصال، وغيرها كثير.
    تنظيم القوات المدرعة
    ينطلق تنظيم القوات المدرعة من الأسس الآتية:
    - القوام الأكثر ملاءمة لاستثمار الميزات الفنية والتكتيكية للمدرعات وأسلحتها والوسائط المحمولة عليها.
    - سهولة قيادة الوحدات والقطعات والتشكيلات من مختلف الصنوف في أثناء الأعمال القتالية.
    - الجاهزية القتالية للقوات.
    - سرعة الانتقال من وضعية السلم إلى حالة الحرب .
    - إمكان تحقيق التدريب القتالي الأمثل للقوات في أيام السلم .
    - مراعاة الشؤون اللوجستية[ر] لتنفيذ المهام القتالية وأعمال المؤخرة.
    يراعى في تنظيم القوات المدرعة نتائج الدراسات والأبحاث في تاريخ الحرب والفن العسكري وخبرات الحروب والدروس المستفادة منها. وقدرات العتاد ووسائل الصراع المسلح واحتمالات تطورها. وهذا التنظيم خاضع للتبدل والتغيير باستمرار نتيجة تبدل طبيعة العمل العسكري وتنوع العتاد وتطوره.
    كانت القوات المدرعة في مطلع خمسينيات القرن العشرين تعمل مستقلة أو بالتعاون مع تشكيلات المشاة والصنوف الأخرى أو تدخل في قوامها. أما التنظيم الحديث فقد اقتضى أن يضم كل تشكيل في معظم جيوش العالم وحدات وقطعات من صنوف مختلفة حيث يصير تشكيلاً من مختلف الصنوف، تغلب عليه المدرعات أو المشاة بحسب المهمة المعد لها.
    الفصيلة هي الوحدة الصغرى في التشكيلات المدرّعة، وتتألف فصيلة الدبابات من ثلاث أو أربع أو خمس دبابات بحسب المذهب العسكري للدولة. أما فصيلة المشاة أو المشاة الميكانيكية فتضم ثلاث أو أربع أو خمس مركبات قتال مشاة، أو مثلها من ناقلات الجند المدرعة. وفي كل ناقلة أو مركبة قتال 7-10 جنود مشاة محمولة. وتعد السرية أصغر وحدة تكتيكية، وتتألف من 3-4 فصائل.
    تنضوي كل ثلاث أوأربع سرايا في قوام كتيبة دبابات أو كتيبة مشاة ميكانيكية أو محمولة، وتعد أصغر قطعة تكتيكية، ويضاف إلى قوامها فصائل للخدمة والاتصالات والنجدة الفنية.
    يعد اللواء المدرّع أصغر تشكيل قتالي تكتيكي مستقل، ويضم في قوامه عدداً من كتائب الدبابات (3- 5 كتائب) وكتيبة مشاة ميكانيكية ووحدات أخرى من صنوف مختلفة ووحدات التأمين والتموين وعناصر القيادة والأركان.
    وتعد الفرقة المدرعة أو الفرقة الميكانيكية أعلى مستوى في التشكيلات العملياتية، وتضم في الحد الأدنى ثلاثة ألوية أساسية بحسب الاختصاص من بينها، أو يضاف، إليها لواء ميكانيكي أو لواء دبابات بحسب تسميتها، إضافة إلى قطعات مدفعية ودفاع جوي، ووحدات تأمين وإمداد، وجهاز أركان وقيادة، وخدمات مختلفة. وهذا التشكيل الثلاثي أو الرباعي الغالب على الفرق المدرعة أو الميكانيكية أثبت صلاحيته وانسجامه مع المبادىء التي توصلت إليها خبرة الحروب وشروط الصراع المحلي والعالمي في العصر الحاضر.
    يمكن للفرق المدرعة أو الميكانيكية أن تعمل مستقلة أوفي قوام الفيلق. والفيلق جحفل عملياتي - استراتيجي غير ثابت القوام ويضم عددا من الفرق بحسب المهمة والغاية، إضافة إلى تشكيلات من الصنوف الأخرى والطيران.
    الاستخدام القتالي للمدرعات
    تعد القوات المدرعة بأنواعها القوة الضاربة الأهم في القوات المسلحة، وتكلف تنفيذ المهام الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية التي تضعها القيادة لتحقيق الأهداف العسكرية. وهي تتعاون مع قوات المدفعية والصواريخ وقوات الدفاع الجوي وقوات الصراع ضد الدبابات والقوات المحمولة جواً (القوات الخاصة)، في الهجوم وفي الدفاع وفي العمليات الخاصة انطلاقاً من المذهب العسكري للدولة. ومن مهامها الأساسية الدفاع عن حدود الدولة والتصدي للقوات الغازية، وللإنزالات الجوية المعادية وتدميرها، وشن الهجمات المعاكسة في المستوى الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي لتدمير المعتدي وإعادة الوضع إلى ما كان عليه أو نقل المعركة إلى أرض العدو، واستثمار الضربات الجوية والمدفعية والصاروخية والاستيلاء على الأهداف المحددة لها، وفرض إرادة القيادة السياسية على العدو. وتستطيع القوات المدرعة بقوامها الخاص، وفي قوام القوات الرئيسية، وبالتعاون مع قوات الدعم الأخرى، العمل على الاتجاهات الحاسمة وخرق المناطق المحصنة والنفوذ إلى عمق العدو ومؤخراته، وتنفيذ عمليات الالتفاف والتطويق وشطر دفاعات العدو وتدميرها مجزأة، والاستيلاء على مناطق استراتيجية مهمة والتمسك بها والدفاع عنها ليلاً ونهاراً حتى تحقيق النصر.
    الآفاق المستقبلية للمدرعات
    إن بقاء الدبابة سيدة ميدان القتال، في عصر التقنية والفضاء والحروب النووية والكيميائية وحرب النجوم، مرهون بخصائصها القتالية وقدرتها على خوض أعمال القتال في شروط الحرب الحديثة، وكذلك قدرتها على البقاء والصمود في وجه وسائل التدمير المعادية. وتُبذل جهود جبارة لإنتاج أنجع الوسائل للصراع معها لكونها تعدّ مع المركبات المدرعة السلاح الأشد خطورة على القوات المقاتلة في أرض المعركة، والوسيلة الأفضل للاستيلاء على أرض العدو والتمسك بها في مختلف شروط القتال.
    ويرى أكثر المنظرين العسكريين في العالم أن القوات المدرعة ستبقى القوة الضاربة الرئيسية للقوات البرية. وأن الدبابة ستبقى تحتل المكان الرائد في القوات المسلحة ورأس الحربة في الهجوم بالتعاون مع الطيران والمدفعية وقوات الصواريخ، لقدرتها على سحق كل ما يعترض تقدمها من أهداف أو بؤر مقاومة أو احتياطات معادية. وستكون الدبابة وعربات القتال المدرعة أول من يقتحم حواجز العدو ويخترقها ويصل إلى مؤخراته، على الرغم من وجود مختلف الأسلحة الفعالة ضدها بدءاً من الأسلحة النووية والصاروخية والطيران والحوامات المضادة للدبابات حتى الأسلحة الصاروخية الخفيفة المضادة لها، مما يدل على أهميتها في الهجوم والدفاع على حد سواء.
    ولاشك في أن المقاييس الجديدة أخذت تحتل مكانها في تحديد فاعلية الدبابات، ويقصد بذلك قدرتها على البقاء وحيويتها بما تملكه الدبابات الحديثة من تسليح قوى ومنظومات توجيه وتسديد أتماتية، وأجهزة كشف ووقاية، وقدرة على الحركة والمناورة. وتكاد المذاهب العسكرية في العالم كلها تسير باتجاه متقارب من حيث تسليح قواتها المدرعة وتطوير وتحسين مركبات القتال المدرعة، واعتمادها النواة الرئيسية والعمود الفقري للقوات البرية.
    أحمد يوسف
يعمل...
X