حتى لانعود من رحلة تصوير بمناظر مخيبة للآمال
تصوير المناظر الطبيعية هو عمل يهتم به جميع المصورين تقريباً ـ من هواة ومحترفين - ولكن غالباً ما نعود بعد رحلة تصوير من هذا النوع بسلبيات تخيب آمالنا بمجرد تظهيرها .. كيف يمكننا تجنب هذه النتائج والوصول إلى لقطات أكثر جاذبية ونجاحاً ؟ !
عنـدمـا نـظـهـر صـورنـا الفـوتـوغـرافيـة التي التقطناها خلال إجازة ما غالباً ما نتساءل عما حدث لتلك المناظر الطبيعية الرائعة التي صرفنا عليها جهداً كبيراً .. إنها هنا تفتقر إلى الجمال ، وهناك إختلاف كبير بين ما رايناه ونحمله في ذاكرتنا ، وبين ما حصلنا عليه من صور .
هكذا هي حال صور المناظر الطبيعية التي يلتقطهـا الهـواة ، كثيراً ما تأتي مخيبة للآمال ، والعلة ليست في إختيار الموضوع عادة بل في ظروف الالتقاط ، فباستطاعة المحترفين البقاء لساعات بانتظار النور المعين ، وربما يعودون الى الموقع ذاته يوما بعد يوم الى حين يشعرون أن الظروف نموذجية لتحقيق الصور الصحيحة . أما الهاوي ، فلا يستطيع عادة أن يكلف نفسه عناء هذه المشاق ، وحـالما يعثر على منظر جذاب ، يلتقطه وينتقل للبحث عن غيره الا اننا بتفكيـر دقيق مسبق ، وتفهم لتلك العناصر التي تستطيع بالفعل أن تساعدنا على جعل صورنا مميزة .
يمكننا تجنب المزيد من الصور الفوتوغرافية المخيبة للآمال .
النور والأحوال الجـويـة هـمـا الأدوات الأكثر إبداعاً والأكثر قيمة لمصور المناظر الطبيعية .
فباستطاعة المنظر الطبيعي أن يتغير بشكل دراماتيكي عندما ينار في جهات مختلفة ، ومن الضروري جدا أن نراقب بدقة كيف يتبدل منظر الأرض بينما الشمس تتحرك في السماء .
الصباح الباكر وأواخـر بعـد الظهر هما من الأوقات التي يفضلها معظم المصورين الفوتوغرافيين المهتمين بـالـمنـاظر الطبيعيـة . فالظلال حينذاك تكون أخف مما هي عليه في منتصف النهار ، كمـا أن التدرجات اللونيـة الأكثـر حـرارة تساعد في التاكيد على بروز شكل الأرض وبنيتها ، أضف إلى هذا أن نور الصباح الباكر له جـاذبيته الخاصة وهو مصحوب بضباب متوهج شبه شفاف ، علينا أن نفكر هنا بحقل مليء بالخراف في صبيحة شتوية باردة . ليس هذا بشيء مميز لتصويره ، ولكن المشهد ذاته عندما يلتقط مكللا بضباب الفجر الكثيف .
يستطيع أن يتحول الى مشروع مختلف كل الاختلاف . تتحـول الخراف الى أشكال شبحية ، يكاد الناظر لا يميزهـا في هذه الحالة الجوية الكئيبة . باعثـة هكذا بصورة ، مسكونة » تترسخ في الذاكرة - ليس علينا دائماً تسجيل كل التفـاصيـل التي نشـاهـدهـا بوضوح - قد يكون للصورة تاثير اشد اذا اكتفينا بالتلميح عما هو موجود بدلا من ذلك .
واضح أن للأحوال الجوية تاثيرها على النوعية الضوئية .
فـالايـام ذات الأشعة الشمسية البراقة سترمي بالمزيد من الظلال مهما كان الوقت من النهار بينما الأيام المتميزة بسماء ملبدة بالغيوم تميل لتجعل الصور باهتة الى حد ما ، ومفتقرة الى العمق .
يقول القانون العام هنا أنه من المحتمل للأحوال الجوية بالغة الحدة ، ان تنتج اللقطات الأكثر دراماتيكية فقد التقطت بعض أفضل صور المناظر الطبيعية في طقس سيء ، وحتى المناظر الأكثر رداءة تزداد إثارة الى حد ملحوظ في طقس عاصف أو أثنـاء تسـاقـط البرد .
علينا أن نتعلم كيف نتلاعب بالضوء لتحسين صورنا وهنـا نحتاج الى مقدار كبير من الخبرة . ومـن أكـثـر الطرق المـشـهـودة لاستغلال الضوء في منظر طبيعي أن نصور باتجاه الضوء ذاته . قد يتسبب هذا ببعض المعضلات من ناحية التعريض الضوئي ، ولكن مع تطويق التعريض الضوئي ، ينبغي ان تنتج على الأقل صورة واحدة تبعث التأثير الذي نريده . لنبحث كذلك عن أشكال مثيرة ستبدو فعالة في شكل ظلي .
هذا ، وإذا اردنا تحقيق المزيد من التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية ، ورأينا أننا لا نستطيع ان نبدأ بالعمل ، قد تكون الفكرة جيدة ، عندما نضع أنفسنا مشروعاً خاصاً .. من الأفكار هنا أن نختار نهراً ونقضي النهار متتبعين مجـراه ، حيث نستعمله هـكـذا كقـاعـدة ننطلق منهـا لنستكشف الامكانات الفوتوغرافية ونحن نسير معه . قد نستفيد من وجود خارطة تعرض الإلتفافات بوضوح ، حيث نستطيع هكذا أن نعثر على أفضل النقاط التي يحتمل الاستفادة منها . كذلك يمكن تمضيـة بضعة أيام ولمجرد إستكشاف منطقة معينة وللعثور على أكثر المواقع الجذابة المناسبة ، صارفين الوقت بالبحث عن وجهات النظر الأفضل والتفكير بالانطباعات التي نريد إبتداعها .
يتوقف الأمر عادة على نوع المنظر الطبيعي الذي نريد تصويره قد يكون مشهدا من نوع - البطاقات البريدية - البانورامي التقليدي الذي يعرض منـطقـة واسعة ويستطيع اعطاء النـاظر إنطباعاً بجماله ، أو قد يكون مشهداً نادرا أصغر ، يسجل جزءاً من حياة مزرعة ، كما قد تفضل الاقتراب من موضوع ما ، ربمـا مجمـوعـة حیوانات شرعي في حقل نبـاتـاتـه منظمة بتخطيط لا معتاد ضمن منظر طبيعي .
المحتوى في المنظر الطبيعي يحظى بذات الأهميـة كـالإضاءة والحالة الجوية . فمعرفة متى تبدو الأمور مناسبة ، هي مسالة خبرة الى حد كبير ، ولكن من الطرق الجيدة لتطوير المفهوم للمحتـوى دراسـة لوحـات زيـنـيـة جيدة للمناظر الطبيعية ، ثم النظر في السبب الدقـيـق لـنـجـاح هـذه اللوحات فالتوازن الحاسم هـو مزيج معقد من العلاقة المناسبة بين عدد من العناصر : كالنور والظل ، والألوان المختلفة ، ومعدل الأمامية بالمقارنة مع السماء لنحـاول النظر الى صورة فوتوغرافيـة تشعرنا بالغريزة أنها غير مناسبة .
ولننظر فيما إذا كنا نستطيع تحديد العناصر التي تفقد هذه الصورة توازنها ، ربما تكون هذه شجرة تسلب الموضوع الرئيسي كثيراً من جاذبيته ، فتحول العين النظر عنه باعثة بفوضى وإضطراب ، فإذا استطعنا تحديد الجهة المعينة التي تعمل ضد التوازن ، نكون في الطريق الى تحقيق صور فوتوغرافية جيدة المحتوى .
مـن حـسـنـات التـصـويـر الفوتوغرافي للمناظر الطبيعيـة ان طبيعته اکثر سكوناً تعطينا المزيد من الوقت لتشكيل كل لقطة بدقة وعنـاية كي نختـار مـا يظهر ضمن الاطار وقبـل کیس زر اطلاق المغـلاق ، لنـدرب أنفسنا على التطلع حول حواف الإطار للتأكد من أن أسلاك الهاتف والأعـمـدة الكهربائية اللامرغوبة لم تتسلل وتعطب الصورة .
هذا ومن أهم القرارات التي نحتاج الى اتخاذهـا قيما خص المحتـوى ، وفي نـوع الصورة الفـوتـوغـرافيـة البـانـورامـيـة خصوصاً ، ما يتعلق بالمكان الذي سنضـع الأفـق فيـه .
الاخـتيـار التقليدي أن نترك للسمـاء مجال الاستئثار بثلثي الصورة ، الا ان هذا ليس قانوناً ثابتاً . فإذا كانت السماء دراماتيكية إلى حد مميز قد يؤدي الأفق المنخفض إلى تحسين الصورة ، كذلك يحدث في الأفق المنخفض أنـه يشدد على تسلط السماء في منطقة منبسطة إلى حد بارز أما الأفق المرتفع جداً من ناحية أخرى ، فقد يكون مناسباً أكثر اذا كنا راغبين باظهارالأنظمة التخطيطية على الأرض . ومثلما هي الحال دائماً . الطريقة الوحيدة لمعرفة ما هو أفضل ، هي أن نخوض التجارب في محدد النظر .
نحـركـه في الأرجـاء ونقف على جـدار ، او نـركـع منخفضين ، ونشاهد ما هو مناسب أكثر .
إذا كانت السماء فاتحة ، يـاتي مرشح الاستقطاب ( polarizing ) لتعليم التدرجات اللونية في السماء دون التأثير على الألوان الأخرى .
فاذا كنا نلتقط بالأسود والأبيض ، فإن المرشح الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر سيزيد السماء الضعيفة تاثيراً ، فيعتمها لتتعارض بشكل دراماتيكي مع غيوم بيضاء .
هذا ، ومن الطرق الأخـرى لتحسين صورنا ان نغيـر وجـهـة نـظـرنـا ونشمـل أحـد الأبنيـة في الصورة ، سوف تنجذب العين إلى هذا البيت كنقطة إهتمـام ، إلا انها ستستوعب جمال المشهد كذلك ، قد يكون هذا مجرد كوخ وحيد أو مـخـزن تبن ، وربما زريبـة بقـر صغيرة ، ولكن توقيعه الدراماتيكي ضمن المحتوى الشامـل يستطيـع إحداث تغيير دراماتيكي يطرا على إحساسنا بالمشهد .
وإذا وقع الاختيار على منطقة زراعية ، ينبغي أن نتوقع لقطات ناجحة عندما نستعلم عن الروزنامة الزراعية ونتحـدث مـع المـزارع نفسه . علينا أن ننهمك بمعرفة بدء موسم ولادة الحملان على سبيـل المثـال ، أو تبدأ عمليـة جـز صوف الخراف . ومن المحتمل أن المعنيين هناك في صدد استلام أو ترکیب آلات جديدة ممتعة . كذلك علينا معرفة متى يبدأ الزرع أو النكش أو التعليم أو الحـصـاد ونـحـدد أفضـل مـواقـع العمل والمعدات اللازمة قبل بدء الحدث المنتظر ، ثم نحصل على الأفضل من جلسة العمل .
هذا ، وسنوفر الكثير من الوقت والجهود المهدورة ونتمتع بمقدار من المـشـاعـر الاحترافية يزيد عما يتأمن من ذلك ونحن نتجـول عشوائيـا آملين بتحقيق القليل من الصور .
قد يحدث في بعض الأحيان أن تنهمك كثيراً بـالمحتـوى ومنظر المـوضـوع ككل ، فيسهـل عـدم الانتباه لعناصر مثيرة ممتعة . لذلك علينا تعمد البحث عن بنيات غنية وانظمة مثيرة باستطاعة مقاطع صغيـرة مـن المشـهـد الكلي ان تؤمنها لنقترب مثلا من السطوح البنيوية للتشكيلات الترابية أو الحجرية او الصخرية كما الحياة النباتية ذاتها . كذلك نبحث عن انظمة في النور والظل والحقول المـعـشـوشـبـة والجـدران و - التكاوير ، الأرضية والعلاقات بين الألوان واشكال الأشجار .
أما من حيث المعدات فلا وجود لقوانين يلتزم بهـا مصور المناظر الطبيعية ـ معـظم المحتـرفـين العـاملين في هذا المجـال لـهـم أسلوبهم ومنهجهم الذاتي - ونحن سنجد بكل تأكيد أن الركيزة ثلاثية الأرجل مفيدة ، خصوصاً في حالات النـور الضعيف عنـدمـا نـریـد المحـافـظة على فتحـات صغيرة نسبياً وعمق مجال واسع .
نستطيع أن تلتقط سلسلة رائعة من الصـور بـعـدسـة ٥٠ ملم معيارية ، كمـا بعدسـة تيليفوتـو معتدلة ـ ١٠٥ أو ١٣٥ مسلم - للمساعدة على تقريب المواضيع وملء الإطار إذا كانت لدينا واحدة . أما عدسات الطول البؤري الأطول فتميل الى ضغط المسافات بين مسطحات منفصلة عند نقاط مشاهدة بعيدة ، كذلك يمكن أن تضحي بالعمق ، الا اننا نستطيع تكبير الموضوع طبعاً . هكذا هي الحال مع بعض المصورين الفوتوغرافيين المعنيين بالمناظر الطبيعية إنهم يثابرون على العمل بعدسات ٣٠٠ ملم تقريبا ، وهي مثالية لأنظمة معقدة وبنيات غنية .
ثم عندما يتعلق الأمر باختيـار الفيلم قـد تقـرر أن الألوان هي الاختيار الواضـح . وطبيعي أن معظم المحترفين يعملون بشفافيات الوان ، الا انهم لا ينبذون الأبيض والأسود ، طالمـا أنـه يسـتـطيـع تحقيق بعض النتائج المذهلة . ثم إذا كان النور ضعيفاً ، أو إذا أردنا تحقيق تأثير متميز بالتنقيظ ، علينا العمل يفيلم سريع .
باختصار كل ما علينا عمله الآن هو أن نبدأ بالسير ! فالجمال موجود بانتظارنا ، ويعود الأمر لنا حتى نستفيد منه الى اقصى حد⏹
تصوير المناظر الطبيعية هو عمل يهتم به جميع المصورين تقريباً ـ من هواة ومحترفين - ولكن غالباً ما نعود بعد رحلة تصوير من هذا النوع بسلبيات تخيب آمالنا بمجرد تظهيرها .. كيف يمكننا تجنب هذه النتائج والوصول إلى لقطات أكثر جاذبية ونجاحاً ؟ !
عنـدمـا نـظـهـر صـورنـا الفـوتـوغـرافيـة التي التقطناها خلال إجازة ما غالباً ما نتساءل عما حدث لتلك المناظر الطبيعية الرائعة التي صرفنا عليها جهداً كبيراً .. إنها هنا تفتقر إلى الجمال ، وهناك إختلاف كبير بين ما رايناه ونحمله في ذاكرتنا ، وبين ما حصلنا عليه من صور .
هكذا هي حال صور المناظر الطبيعية التي يلتقطهـا الهـواة ، كثيراً ما تأتي مخيبة للآمال ، والعلة ليست في إختيار الموضوع عادة بل في ظروف الالتقاط ، فباستطاعة المحترفين البقاء لساعات بانتظار النور المعين ، وربما يعودون الى الموقع ذاته يوما بعد يوم الى حين يشعرون أن الظروف نموذجية لتحقيق الصور الصحيحة . أما الهاوي ، فلا يستطيع عادة أن يكلف نفسه عناء هذه المشاق ، وحـالما يعثر على منظر جذاب ، يلتقطه وينتقل للبحث عن غيره الا اننا بتفكيـر دقيق مسبق ، وتفهم لتلك العناصر التي تستطيع بالفعل أن تساعدنا على جعل صورنا مميزة .
يمكننا تجنب المزيد من الصور الفوتوغرافية المخيبة للآمال .
النور والأحوال الجـويـة هـمـا الأدوات الأكثر إبداعاً والأكثر قيمة لمصور المناظر الطبيعية .
فباستطاعة المنظر الطبيعي أن يتغير بشكل دراماتيكي عندما ينار في جهات مختلفة ، ومن الضروري جدا أن نراقب بدقة كيف يتبدل منظر الأرض بينما الشمس تتحرك في السماء .
الصباح الباكر وأواخـر بعـد الظهر هما من الأوقات التي يفضلها معظم المصورين الفوتوغرافيين المهتمين بـالـمنـاظر الطبيعيـة . فالظلال حينذاك تكون أخف مما هي عليه في منتصف النهار ، كمـا أن التدرجات اللونيـة الأكثـر حـرارة تساعد في التاكيد على بروز شكل الأرض وبنيتها ، أضف إلى هذا أن نور الصباح الباكر له جـاذبيته الخاصة وهو مصحوب بضباب متوهج شبه شفاف ، علينا أن نفكر هنا بحقل مليء بالخراف في صبيحة شتوية باردة . ليس هذا بشيء مميز لتصويره ، ولكن المشهد ذاته عندما يلتقط مكللا بضباب الفجر الكثيف .
يستطيع أن يتحول الى مشروع مختلف كل الاختلاف . تتحـول الخراف الى أشكال شبحية ، يكاد الناظر لا يميزهـا في هذه الحالة الجوية الكئيبة . باعثـة هكذا بصورة ، مسكونة » تترسخ في الذاكرة - ليس علينا دائماً تسجيل كل التفـاصيـل التي نشـاهـدهـا بوضوح - قد يكون للصورة تاثير اشد اذا اكتفينا بالتلميح عما هو موجود بدلا من ذلك .
واضح أن للأحوال الجوية تاثيرها على النوعية الضوئية .
فـالايـام ذات الأشعة الشمسية البراقة سترمي بالمزيد من الظلال مهما كان الوقت من النهار بينما الأيام المتميزة بسماء ملبدة بالغيوم تميل لتجعل الصور باهتة الى حد ما ، ومفتقرة الى العمق .
يقول القانون العام هنا أنه من المحتمل للأحوال الجوية بالغة الحدة ، ان تنتج اللقطات الأكثر دراماتيكية فقد التقطت بعض أفضل صور المناظر الطبيعية في طقس سيء ، وحتى المناظر الأكثر رداءة تزداد إثارة الى حد ملحوظ في طقس عاصف أو أثنـاء تسـاقـط البرد .
علينا أن نتعلم كيف نتلاعب بالضوء لتحسين صورنا وهنـا نحتاج الى مقدار كبير من الخبرة . ومـن أكـثـر الطرق المـشـهـودة لاستغلال الضوء في منظر طبيعي أن نصور باتجاه الضوء ذاته . قد يتسبب هذا ببعض المعضلات من ناحية التعريض الضوئي ، ولكن مع تطويق التعريض الضوئي ، ينبغي ان تنتج على الأقل صورة واحدة تبعث التأثير الذي نريده . لنبحث كذلك عن أشكال مثيرة ستبدو فعالة في شكل ظلي .
هذا ، وإذا اردنا تحقيق المزيد من التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية ، ورأينا أننا لا نستطيع ان نبدأ بالعمل ، قد تكون الفكرة جيدة ، عندما نضع أنفسنا مشروعاً خاصاً .. من الأفكار هنا أن نختار نهراً ونقضي النهار متتبعين مجـراه ، حيث نستعمله هـكـذا كقـاعـدة ننطلق منهـا لنستكشف الامكانات الفوتوغرافية ونحن نسير معه . قد نستفيد من وجود خارطة تعرض الإلتفافات بوضوح ، حيث نستطيع هكذا أن نعثر على أفضل النقاط التي يحتمل الاستفادة منها . كذلك يمكن تمضيـة بضعة أيام ولمجرد إستكشاف منطقة معينة وللعثور على أكثر المواقع الجذابة المناسبة ، صارفين الوقت بالبحث عن وجهات النظر الأفضل والتفكير بالانطباعات التي نريد إبتداعها .
يتوقف الأمر عادة على نوع المنظر الطبيعي الذي نريد تصويره قد يكون مشهدا من نوع - البطاقات البريدية - البانورامي التقليدي الذي يعرض منـطقـة واسعة ويستطيع اعطاء النـاظر إنطباعاً بجماله ، أو قد يكون مشهداً نادرا أصغر ، يسجل جزءاً من حياة مزرعة ، كما قد تفضل الاقتراب من موضوع ما ، ربمـا مجمـوعـة حیوانات شرعي في حقل نبـاتـاتـه منظمة بتخطيط لا معتاد ضمن منظر طبيعي .
المحتوى في المنظر الطبيعي يحظى بذات الأهميـة كـالإضاءة والحالة الجوية . فمعرفة متى تبدو الأمور مناسبة ، هي مسالة خبرة الى حد كبير ، ولكن من الطرق الجيدة لتطوير المفهوم للمحتـوى دراسـة لوحـات زيـنـيـة جيدة للمناظر الطبيعية ، ثم النظر في السبب الدقـيـق لـنـجـاح هـذه اللوحات فالتوازن الحاسم هـو مزيج معقد من العلاقة المناسبة بين عدد من العناصر : كالنور والظل ، والألوان المختلفة ، ومعدل الأمامية بالمقارنة مع السماء لنحـاول النظر الى صورة فوتوغرافيـة تشعرنا بالغريزة أنها غير مناسبة .
ولننظر فيما إذا كنا نستطيع تحديد العناصر التي تفقد هذه الصورة توازنها ، ربما تكون هذه شجرة تسلب الموضوع الرئيسي كثيراً من جاذبيته ، فتحول العين النظر عنه باعثة بفوضى وإضطراب ، فإذا استطعنا تحديد الجهة المعينة التي تعمل ضد التوازن ، نكون في الطريق الى تحقيق صور فوتوغرافية جيدة المحتوى .
مـن حـسـنـات التـصـويـر الفوتوغرافي للمناظر الطبيعيـة ان طبيعته اکثر سكوناً تعطينا المزيد من الوقت لتشكيل كل لقطة بدقة وعنـاية كي نختـار مـا يظهر ضمن الاطار وقبـل کیس زر اطلاق المغـلاق ، لنـدرب أنفسنا على التطلع حول حواف الإطار للتأكد من أن أسلاك الهاتف والأعـمـدة الكهربائية اللامرغوبة لم تتسلل وتعطب الصورة .
هذا ومن أهم القرارات التي نحتاج الى اتخاذهـا قيما خص المحتـوى ، وفي نـوع الصورة الفـوتـوغـرافيـة البـانـورامـيـة خصوصاً ، ما يتعلق بالمكان الذي سنضـع الأفـق فيـه .
الاخـتيـار التقليدي أن نترك للسمـاء مجال الاستئثار بثلثي الصورة ، الا ان هذا ليس قانوناً ثابتاً . فإذا كانت السماء دراماتيكية إلى حد مميز قد يؤدي الأفق المنخفض إلى تحسين الصورة ، كذلك يحدث في الأفق المنخفض أنـه يشدد على تسلط السماء في منطقة منبسطة إلى حد بارز أما الأفق المرتفع جداً من ناحية أخرى ، فقد يكون مناسباً أكثر اذا كنا راغبين باظهارالأنظمة التخطيطية على الأرض . ومثلما هي الحال دائماً . الطريقة الوحيدة لمعرفة ما هو أفضل ، هي أن نخوض التجارب في محدد النظر .
نحـركـه في الأرجـاء ونقف على جـدار ، او نـركـع منخفضين ، ونشاهد ما هو مناسب أكثر .
إذا كانت السماء فاتحة ، يـاتي مرشح الاستقطاب ( polarizing ) لتعليم التدرجات اللونية في السماء دون التأثير على الألوان الأخرى .
فاذا كنا نلتقط بالأسود والأبيض ، فإن المرشح الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر سيزيد السماء الضعيفة تاثيراً ، فيعتمها لتتعارض بشكل دراماتيكي مع غيوم بيضاء .
هذا ، ومن الطرق الأخـرى لتحسين صورنا ان نغيـر وجـهـة نـظـرنـا ونشمـل أحـد الأبنيـة في الصورة ، سوف تنجذب العين إلى هذا البيت كنقطة إهتمـام ، إلا انها ستستوعب جمال المشهد كذلك ، قد يكون هذا مجرد كوخ وحيد أو مـخـزن تبن ، وربما زريبـة بقـر صغيرة ، ولكن توقيعه الدراماتيكي ضمن المحتوى الشامـل يستطيـع إحداث تغيير دراماتيكي يطرا على إحساسنا بالمشهد .
وإذا وقع الاختيار على منطقة زراعية ، ينبغي أن نتوقع لقطات ناجحة عندما نستعلم عن الروزنامة الزراعية ونتحـدث مـع المـزارع نفسه . علينا أن ننهمك بمعرفة بدء موسم ولادة الحملان على سبيـل المثـال ، أو تبدأ عمليـة جـز صوف الخراف . ومن المحتمل أن المعنيين هناك في صدد استلام أو ترکیب آلات جديدة ممتعة . كذلك علينا معرفة متى يبدأ الزرع أو النكش أو التعليم أو الحـصـاد ونـحـدد أفضـل مـواقـع العمل والمعدات اللازمة قبل بدء الحدث المنتظر ، ثم نحصل على الأفضل من جلسة العمل .
هذا ، وسنوفر الكثير من الوقت والجهود المهدورة ونتمتع بمقدار من المـشـاعـر الاحترافية يزيد عما يتأمن من ذلك ونحن نتجـول عشوائيـا آملين بتحقيق القليل من الصور .
قد يحدث في بعض الأحيان أن تنهمك كثيراً بـالمحتـوى ومنظر المـوضـوع ككل ، فيسهـل عـدم الانتباه لعناصر مثيرة ممتعة . لذلك علينا تعمد البحث عن بنيات غنية وانظمة مثيرة باستطاعة مقاطع صغيـرة مـن المشـهـد الكلي ان تؤمنها لنقترب مثلا من السطوح البنيوية للتشكيلات الترابية أو الحجرية او الصخرية كما الحياة النباتية ذاتها . كذلك نبحث عن انظمة في النور والظل والحقول المـعـشـوشـبـة والجـدران و - التكاوير ، الأرضية والعلاقات بين الألوان واشكال الأشجار .
أما من حيث المعدات فلا وجود لقوانين يلتزم بهـا مصور المناظر الطبيعية ـ معـظم المحتـرفـين العـاملين في هذا المجـال لـهـم أسلوبهم ومنهجهم الذاتي - ونحن سنجد بكل تأكيد أن الركيزة ثلاثية الأرجل مفيدة ، خصوصاً في حالات النـور الضعيف عنـدمـا نـریـد المحـافـظة على فتحـات صغيرة نسبياً وعمق مجال واسع .
نستطيع أن تلتقط سلسلة رائعة من الصـور بـعـدسـة ٥٠ ملم معيارية ، كمـا بعدسـة تيليفوتـو معتدلة ـ ١٠٥ أو ١٣٥ مسلم - للمساعدة على تقريب المواضيع وملء الإطار إذا كانت لدينا واحدة . أما عدسات الطول البؤري الأطول فتميل الى ضغط المسافات بين مسطحات منفصلة عند نقاط مشاهدة بعيدة ، كذلك يمكن أن تضحي بالعمق ، الا اننا نستطيع تكبير الموضوع طبعاً . هكذا هي الحال مع بعض المصورين الفوتوغرافيين المعنيين بالمناظر الطبيعية إنهم يثابرون على العمل بعدسات ٣٠٠ ملم تقريبا ، وهي مثالية لأنظمة معقدة وبنيات غنية .
ثم عندما يتعلق الأمر باختيـار الفيلم قـد تقـرر أن الألوان هي الاختيار الواضـح . وطبيعي أن معظم المحترفين يعملون بشفافيات الوان ، الا انهم لا ينبذون الأبيض والأسود ، طالمـا أنـه يسـتـطيـع تحقيق بعض النتائج المذهلة . ثم إذا كان النور ضعيفاً ، أو إذا أردنا تحقيق تأثير متميز بالتنقيظ ، علينا العمل يفيلم سريع .
باختصار كل ما علينا عمله الآن هو أن نبدأ بالسير ! فالجمال موجود بانتظارنا ، ويعود الأمر لنا حتى نستفيد منه الى اقصى حد⏹
تعليق