س.س.لوكوود .. من أشهر مصوري الحياة البرية
س . س لوكو وود مصور عالمي تخصص بالتصوير وسط الأدغال والروافد النهرية بوجه خاص .
فقدم كتابين جعلاه أحد أهم مصوري الحياة البرية في الولايات المتحدة الأميركية بدون منازع .
وهو يستعد الآن لإنزال كتابه الثالث .
ما زالت « الأتشافـالايا » على حالها اليوم مثلما كانت عندما شاهدها المصور الفوتوغرافي س.س. لوكوود لأول مرة منذ ١٣ سنة .
تتواجد الأرض هناك كمجرد طمى إلا أن الأشجار المحاطة بالماء تحدد موقع الجزر التي ستبرز عند انخفاض الماء في الصيف .
إنها دورة سنوية من مد وجزر ، تجعل الغابة بغاية
الروعة حيث يحدث في بعض الاحيان ان تعكس
المياه الخضراء الاشجار وما فوقها من سمـاء قصديرية .
هناك . راح لوكوود يقود زورقه لساعات في شبكة من الروافد النهرية المتعرجة المعقدة لا تساعده الا الـغـريـزة على تجنب الإصطدام بـارضـيـة المياه الضحلة التي لا مجال لمشاهدتها . أما بقية الأنواع الحياتية الأخرى فتعيش تواجدا سريا : أمثال وجود عش صقر او طير بري آخر على قمم الأشجار ، أو مرورحيوان مائي بري آخـر على قمم الاشجار ، أو مرور حيوان مائي أمام الزروق ، هذا ، إلى ان يبدو زورق آخر يقترب منه قادماً من البحيرة ، فإذ به صياد لا يكاد يشاهد لوكوود حتى يعرف انـه صاحب ذلك الكتاب الفوتوغرافي الذي ذاع صيته !
لوكوود في السابعة والثلاثين من عمره ، يحمل درجة جامعية في الشؤون المالية يعيش الى جوار مستنقع آتشافالايا في اريزونا ، وهو بالفعل صاحب الكتاب ،، اتشافالايا ،، مستنقع اوسع حوض نهري في امريكا .
ظهـر لـوكـوود أول مـا ظهـر فـي الـعـالم الفوتوغرافي كمصور مستقل للحياة البرية في السبعينات ، حيث راح يتنقل بين جبال روكي وجبال غالاباغو ، إلا انه إحتاج إلى اتخاذ قرار بالتركيز على أدغال لا معروفة تقريباً حتى يفوز بجائزة - كتاب السنة ، على كتابه ، انشافالايا في لويزيانا ، وقد نشر هذا الكتاب عام ١٩٨١ .
ثم تلاه كتاب آخر هو ، شاطىء الخليج حيث
الأرض تلتقي البحر ، وهو يثير ضجة بدوره الآن .
لوكوود هو مغامر مثابر لا معتاد يسعى وراء اللقطة الصحيحة . انه خليفة المصورين - المستكشفين الذين شهدهم القرن التاسع عشر وسجلوا وثائق للغرب الأمريكي : ويضفي على الانحدار ، بل عالماً غامضا حيث الأرض والماء ذلك لمحة من القرن العشرين . حدوده النهائية لیست مشـاهـد بـانـورامية لجبـال شـديـدة والحياة البرية والاقتصاد البشري تتواجد بتـوازن منمق مع غموض بيني في كثير من الأحيان ، ولا يكرس لـوكـوود نفسه لتسجيـل ادغال آخذة في الزوال بل للمحافظة على هذه الأدغال .
انجذب لوكوود نحو الأدغال نسبة لنشاتـه في محيط يتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة لم تمسسها يد التغيير . وكانت نشاطاته المفضلة في صغره تدور حول التخييم وصيد الأسماك ، ثم قراءة سير المستكشفين وهو داخل البيت .
كانت لديه كاميرا ، إنستاماتيك ، يصطحبها معه في رحلات التخييم ، إلا أن طموحه الفني الأول كان الفن المعماري . ولكنه فقد هذا الاهتمام بعد البدء بدراسة الهندسة المعمارية ، وتحول نحو الدراسات المالية ، حيث حدث أن وقعت عيناه في الصحيفة الطلابيـة على طلب لمـصـور فوتوغرافي ، وفي المقابلة المعنية سئل عن الكاميرا التي يملكها فأجاب . إنستاماتيك . ، ثم عما إذا كان يحفض الأسود والأبيض فاجـاب لا .
شعر بحرج من إفتقاره إلى المؤهلات ، فقرر ان يثبت مقدرته . ثم إبتاع كاميرا حديثة واخذ ثمانية دروس مسائية حول أسس الغرفة المظلمة . وعـاد بـعـد ذلك الى الصحيفة المذكورة ، حيث حصل على الوظيفة خـلال الصيف .
كان من حظ هذا الشاب الذي تحول إلى مصور صحفي بين ليلة وضحاها أن ينتقل بعد ذلك نحو التصوير الفوتوغرافي لحياة الادغال بشكل مفاجيء ، فبعدما تخرج من الجامعة راح يعمل لصديقه المفضل مارتي ستوفر الذي كان يعرفه منذ المدرسة الثانوية - وبالتكاليف فقط دون راتب ـ بعدما سبقه هذا الأخير نحو انتاج افلام حول الأدغال . وعندما ذهب ستوفر الى جبال روكي لتصوير فيلم حول الخراف ذات القرون ، جلب لوكوود كاميرته معه إضافة إلى ذزينتين من لقات الأفلام تقريباً تكفيه طيلة ستة اشهـر ، وأثناء هذه العملية ، إلتقى لدهشته ببعض الناس الذين يعتـاشـون بـالـفـعـل من التصوير الفوتوغرافي لحياة الأدغال قال :
ـ أعـرف قبل ذلك عن وجـود حرفة من هذا القبيل . فعقدت العزم على الفور ، وعندما بلغت الرحلة نهايتها ، كنت قد إتخذت قراراً بما سافعله .
على أنه لم يحصل في باديء الأمر الا على رسائل اعتذار من المجلات الكبرى . ولكن تصميمه الكبير كان له دوره مرة اخرى ، إذ سارع للمشاركة بحلقات دراسية فوتوغرافية في - جامعة إيست تكساس الرسمية ، ، ثم عاد إلى حقل العمل من جديد .
حدث في ربيع ١٩٧٣ ان لوكوود حصل على طلب لبعض الصور حول مستنقع اتشافالايا . لم يستطع الإعتراف أنه لم يسبق له أبدأ أن النقط ولو إطاراً واحـداً لتلك الأدغـال القـريبـة من موطنه ، فانطلق إلى تلك المنطقة على الفور ، وإحتاج الى ثلاثة ايام حتى يستكشفها بسيارة الجيب التي يملكها ـ فهي بعرض ۱۸ ميل وطول ۱۲۰ ميـل ـ وكان أنهـا جذبتـه بشكل لم يكن متوقعاً .
على أن التجول بسيارة الجيب لم يكن كافياً ، وعلى الرغم من خبرته الكبيرة في الخارج ، كان على لوكـوود ان يستعين ببعض السـكـان المحليين ليـاخـذوه إلى اعمـاق المستنقـع بزوارقهم الصغيرة . فإذ به يجد هذا المستنقع رائعاً أكثر منه مثيراً للخوف ، قال :
- على أنني لم أستعن بهؤلاء الا طيلة يوم بعد ذلك حصلت على خارطة وزورق ، وقضيت السنة التالية استكشف المستنقع تلقائياً .
تعلم لوكوود بسرعـة ان الخارطة كثيراً ما تثبت عدم جدواهـا . فقد دخل إدغالا تجهلها الخرائط . هناك ركز إهتمامه باديء الأمر على ما هو متوفر بكثرة ، فراحت كاميرته تلتقط ضفادع الأشجار والأفاعي الخطرة والتماسيح وما شابه ذلك ، حيث كثيراً ما واجه المخاطر ، وكثيراً ما تعرض لإزعاجات البعوض الذي كانت اسرابـه تغطي وجه القمر في بعض الأحيان كذلك احتاج إلى الكثير من الصبر . فعندما حاول تصوير الصقر أحمر الكتفين في عشه على سبيل المثال ، قضى سبعة ايام مختفياً على إرتفاع ٨٠ قدم في شجرة عالية بانتظار هبوط الطير في عشه ، ولكن الطير لم يهبط . وفي النهاية حصل لوكوود على الصورة بواسطة ربط سلك إلتقاط عن بعد إلى الكاميرا ، والاختباء تحت كومة من اوراق الشجر عند قاعدة الشجرة ، ثم الإنتظار طيلة ساعات دون حراك ، بينما أسراب البعوض والنمل تتغذى عليه !
يعتبر لوكوود نفسه مصورا فوتوغرافياً لحياة الأدغال قبل كل شيء آخر .
الا انه متعلق بجمال مناطق المستنقعات كذلك وما تحتويه من أشجار ذات جذوع ضخمة تبدو أشبه بـالصخور وفـروع تبرز من الأرض والمـاء أشبـه بحقـول من اعمدة الرواسب الكلسية ، وهو يعطي الطيور إهتماماً خاصاً .
ولكنه لا يبالي كثيراً بالطبيعة كحياة ساكنة ، بل يهتم بها كحدود جديدة ناشطة على الدوام .
هذا ، وعلى الرغم من السمعة السيئة لقاطني مستنقعات الاتشـافـالايـا يجـدهم لوكـوود إجتماعيين سليمي التفكير ويصور الكثيرين
منهم حيث يلتقطهم هكـذا كـكـائـنـات أخـرى تضررت بالإهمال البيئي . ومن الواضح أنـه يبدي اهتماماً حاراً بصيـادي السمك وجـامعي الطحالب ومشتري ، السلاطعين ، بل حتى صيادي الطرائد والمخيمين الذي يعتاشون من المستنقعات أو يقضون عطلهم أو يعثرون على راحة البال هناك .
على أن مـن النـاس مـن لا يـحـبـون المستنقعات ، وقد حدث في الستينات أن تقدم عدد من المؤسسات المالكة ومعهم الدائرة الهندسية في الجيش الأمريكي بطلب لتخفيف المستنقعات على اساس استغلالها لأغراض زراعية ، الا ان المشروع رفض عام ١٩٦٩ ، فكان ان دارت أحاديث وتعليقات كثيرة حول هذه المستنقعات رغم انها تكاد تكون مجهولة كلياً الا من القلائل ، ومنهم لوكوود ، فسارع هذا الأخير عام ١٩٧٥ الى اقامة معرض صور للاتشافالايا في بنك محلي . فاثـار معرضـه موجـة إهتمام عارمة ، وسارع لوكوود بعده الى تصوير فيلم عن الاتشافالايا كان له تأثير مماثل .
في ذات الوقت ، كان لوكوود قد إنتقل الى كتابه الثاني - شاطىء الخليج ... ، الذي يظل التشديد فيه على لويزيانا التي يقوم إقتصادها على علاقة معقدة بين الأرض والماء اكثر من اية ولاية أخرى ، وتمثل جزر الدلتا هناك حضانة لمعظم الأغذية البحرية في الخليج .
شاطيء الخليج ... هـو سـجـل تـاريخي لثروات تلك البيئة المعقدة ، يشتمل كذلك على صور فوتوغرافية التقطت تحت الماء حققها لوكوود رغم إستحالة تحقيقها . ويامل لوكوود من صور الكتاب أن تساعد على حفظ معالم هذه الأدغال التي يهددها الزوال كما يعتقد .
تجدر الإشارة إلى أن كتابه ، اتشافالايا ، ما زال رائجاً في لويزيانا ، وقد أحاطه بشهـرة محلية كما حقق له ربحاً مالياً يتجاوز توقعاته جعله يعيش في طمانينة وبحبوحة ، وقد إزداد الطلب على لوكوود فازدادت اعماله الى حد ان لديه مدير اعمال خاص به الآن ويحصل على مهمـات من مصادر عديدة بما في ذلك مجلة ،، ناشينال جيوغرافي ،، ويقول ان كتـابـه اللاحق سيحمل عنوان ،، لويزيانا ،، كتاب يغطي به نهر المسيسيبي كله⏹
هاري قوندقجيان نيويورك
س . س لوكو وود مصور عالمي تخصص بالتصوير وسط الأدغال والروافد النهرية بوجه خاص .
فقدم كتابين جعلاه أحد أهم مصوري الحياة البرية في الولايات المتحدة الأميركية بدون منازع .
وهو يستعد الآن لإنزال كتابه الثالث .
ما زالت « الأتشافـالايا » على حالها اليوم مثلما كانت عندما شاهدها المصور الفوتوغرافي س.س. لوكوود لأول مرة منذ ١٣ سنة .
تتواجد الأرض هناك كمجرد طمى إلا أن الأشجار المحاطة بالماء تحدد موقع الجزر التي ستبرز عند انخفاض الماء في الصيف .
إنها دورة سنوية من مد وجزر ، تجعل الغابة بغاية
الروعة حيث يحدث في بعض الاحيان ان تعكس
المياه الخضراء الاشجار وما فوقها من سمـاء قصديرية .
هناك . راح لوكوود يقود زورقه لساعات في شبكة من الروافد النهرية المتعرجة المعقدة لا تساعده الا الـغـريـزة على تجنب الإصطدام بـارضـيـة المياه الضحلة التي لا مجال لمشاهدتها . أما بقية الأنواع الحياتية الأخرى فتعيش تواجدا سريا : أمثال وجود عش صقر او طير بري آخر على قمم الأشجار ، أو مرورحيوان مائي بري آخـر على قمم الاشجار ، أو مرور حيوان مائي أمام الزروق ، هذا ، إلى ان يبدو زورق آخر يقترب منه قادماً من البحيرة ، فإذ به صياد لا يكاد يشاهد لوكوود حتى يعرف انـه صاحب ذلك الكتاب الفوتوغرافي الذي ذاع صيته !
لوكوود في السابعة والثلاثين من عمره ، يحمل درجة جامعية في الشؤون المالية يعيش الى جوار مستنقع آتشافالايا في اريزونا ، وهو بالفعل صاحب الكتاب ،، اتشافالايا ،، مستنقع اوسع حوض نهري في امريكا .
ظهـر لـوكـوود أول مـا ظهـر فـي الـعـالم الفوتوغرافي كمصور مستقل للحياة البرية في السبعينات ، حيث راح يتنقل بين جبال روكي وجبال غالاباغو ، إلا انه إحتاج إلى اتخاذ قرار بالتركيز على أدغال لا معروفة تقريباً حتى يفوز بجائزة - كتاب السنة ، على كتابه ، انشافالايا في لويزيانا ، وقد نشر هذا الكتاب عام ١٩٨١ .
ثم تلاه كتاب آخر هو ، شاطىء الخليج حيث
الأرض تلتقي البحر ، وهو يثير ضجة بدوره الآن .
لوكوود هو مغامر مثابر لا معتاد يسعى وراء اللقطة الصحيحة . انه خليفة المصورين - المستكشفين الذين شهدهم القرن التاسع عشر وسجلوا وثائق للغرب الأمريكي : ويضفي على الانحدار ، بل عالماً غامضا حيث الأرض والماء ذلك لمحة من القرن العشرين . حدوده النهائية لیست مشـاهـد بـانـورامية لجبـال شـديـدة والحياة البرية والاقتصاد البشري تتواجد بتـوازن منمق مع غموض بيني في كثير من الأحيان ، ولا يكرس لـوكـوود نفسه لتسجيـل ادغال آخذة في الزوال بل للمحافظة على هذه الأدغال .
انجذب لوكوود نحو الأدغال نسبة لنشاتـه في محيط يتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة لم تمسسها يد التغيير . وكانت نشاطاته المفضلة في صغره تدور حول التخييم وصيد الأسماك ، ثم قراءة سير المستكشفين وهو داخل البيت .
كانت لديه كاميرا ، إنستاماتيك ، يصطحبها معه في رحلات التخييم ، إلا أن طموحه الفني الأول كان الفن المعماري . ولكنه فقد هذا الاهتمام بعد البدء بدراسة الهندسة المعمارية ، وتحول نحو الدراسات المالية ، حيث حدث أن وقعت عيناه في الصحيفة الطلابيـة على طلب لمـصـور فوتوغرافي ، وفي المقابلة المعنية سئل عن الكاميرا التي يملكها فأجاب . إنستاماتيك . ، ثم عما إذا كان يحفض الأسود والأبيض فاجـاب لا .
شعر بحرج من إفتقاره إلى المؤهلات ، فقرر ان يثبت مقدرته . ثم إبتاع كاميرا حديثة واخذ ثمانية دروس مسائية حول أسس الغرفة المظلمة . وعـاد بـعـد ذلك الى الصحيفة المذكورة ، حيث حصل على الوظيفة خـلال الصيف .
كان من حظ هذا الشاب الذي تحول إلى مصور صحفي بين ليلة وضحاها أن ينتقل بعد ذلك نحو التصوير الفوتوغرافي لحياة الادغال بشكل مفاجيء ، فبعدما تخرج من الجامعة راح يعمل لصديقه المفضل مارتي ستوفر الذي كان يعرفه منذ المدرسة الثانوية - وبالتكاليف فقط دون راتب ـ بعدما سبقه هذا الأخير نحو انتاج افلام حول الأدغال . وعندما ذهب ستوفر الى جبال روكي لتصوير فيلم حول الخراف ذات القرون ، جلب لوكوود كاميرته معه إضافة إلى ذزينتين من لقات الأفلام تقريباً تكفيه طيلة ستة اشهـر ، وأثناء هذه العملية ، إلتقى لدهشته ببعض الناس الذين يعتـاشـون بـالـفـعـل من التصوير الفوتوغرافي لحياة الأدغال قال :
ـ أعـرف قبل ذلك عن وجـود حرفة من هذا القبيل . فعقدت العزم على الفور ، وعندما بلغت الرحلة نهايتها ، كنت قد إتخذت قراراً بما سافعله .
على أنه لم يحصل في باديء الأمر الا على رسائل اعتذار من المجلات الكبرى . ولكن تصميمه الكبير كان له دوره مرة اخرى ، إذ سارع للمشاركة بحلقات دراسية فوتوغرافية في - جامعة إيست تكساس الرسمية ، ، ثم عاد إلى حقل العمل من جديد .
حدث في ربيع ١٩٧٣ ان لوكوود حصل على طلب لبعض الصور حول مستنقع اتشافالايا . لم يستطع الإعتراف أنه لم يسبق له أبدأ أن النقط ولو إطاراً واحـداً لتلك الأدغـال القـريبـة من موطنه ، فانطلق إلى تلك المنطقة على الفور ، وإحتاج الى ثلاثة ايام حتى يستكشفها بسيارة الجيب التي يملكها ـ فهي بعرض ۱۸ ميل وطول ۱۲۰ ميـل ـ وكان أنهـا جذبتـه بشكل لم يكن متوقعاً .
على أن التجول بسيارة الجيب لم يكن كافياً ، وعلى الرغم من خبرته الكبيرة في الخارج ، كان على لوكـوود ان يستعين ببعض السـكـان المحليين ليـاخـذوه إلى اعمـاق المستنقـع بزوارقهم الصغيرة . فإذ به يجد هذا المستنقع رائعاً أكثر منه مثيراً للخوف ، قال :
- على أنني لم أستعن بهؤلاء الا طيلة يوم بعد ذلك حصلت على خارطة وزورق ، وقضيت السنة التالية استكشف المستنقع تلقائياً .
تعلم لوكوود بسرعـة ان الخارطة كثيراً ما تثبت عدم جدواهـا . فقد دخل إدغالا تجهلها الخرائط . هناك ركز إهتمامه باديء الأمر على ما هو متوفر بكثرة ، فراحت كاميرته تلتقط ضفادع الأشجار والأفاعي الخطرة والتماسيح وما شابه ذلك ، حيث كثيراً ما واجه المخاطر ، وكثيراً ما تعرض لإزعاجات البعوض الذي كانت اسرابـه تغطي وجه القمر في بعض الأحيان كذلك احتاج إلى الكثير من الصبر . فعندما حاول تصوير الصقر أحمر الكتفين في عشه على سبيل المثال ، قضى سبعة ايام مختفياً على إرتفاع ٨٠ قدم في شجرة عالية بانتظار هبوط الطير في عشه ، ولكن الطير لم يهبط . وفي النهاية حصل لوكوود على الصورة بواسطة ربط سلك إلتقاط عن بعد إلى الكاميرا ، والاختباء تحت كومة من اوراق الشجر عند قاعدة الشجرة ، ثم الإنتظار طيلة ساعات دون حراك ، بينما أسراب البعوض والنمل تتغذى عليه !
يعتبر لوكوود نفسه مصورا فوتوغرافياً لحياة الأدغال قبل كل شيء آخر .
الا انه متعلق بجمال مناطق المستنقعات كذلك وما تحتويه من أشجار ذات جذوع ضخمة تبدو أشبه بـالصخور وفـروع تبرز من الأرض والمـاء أشبـه بحقـول من اعمدة الرواسب الكلسية ، وهو يعطي الطيور إهتماماً خاصاً .
ولكنه لا يبالي كثيراً بالطبيعة كحياة ساكنة ، بل يهتم بها كحدود جديدة ناشطة على الدوام .
هذا ، وعلى الرغم من السمعة السيئة لقاطني مستنقعات الاتشـافـالايـا يجـدهم لوكـوود إجتماعيين سليمي التفكير ويصور الكثيرين
منهم حيث يلتقطهم هكـذا كـكـائـنـات أخـرى تضررت بالإهمال البيئي . ومن الواضح أنـه يبدي اهتماماً حاراً بصيـادي السمك وجـامعي الطحالب ومشتري ، السلاطعين ، بل حتى صيادي الطرائد والمخيمين الذي يعتاشون من المستنقعات أو يقضون عطلهم أو يعثرون على راحة البال هناك .
على أن مـن النـاس مـن لا يـحـبـون المستنقعات ، وقد حدث في الستينات أن تقدم عدد من المؤسسات المالكة ومعهم الدائرة الهندسية في الجيش الأمريكي بطلب لتخفيف المستنقعات على اساس استغلالها لأغراض زراعية ، الا ان المشروع رفض عام ١٩٦٩ ، فكان ان دارت أحاديث وتعليقات كثيرة حول هذه المستنقعات رغم انها تكاد تكون مجهولة كلياً الا من القلائل ، ومنهم لوكوود ، فسارع هذا الأخير عام ١٩٧٥ الى اقامة معرض صور للاتشافالايا في بنك محلي . فاثـار معرضـه موجـة إهتمام عارمة ، وسارع لوكوود بعده الى تصوير فيلم عن الاتشافالايا كان له تأثير مماثل .
في ذات الوقت ، كان لوكوود قد إنتقل الى كتابه الثاني - شاطىء الخليج ... ، الذي يظل التشديد فيه على لويزيانا التي يقوم إقتصادها على علاقة معقدة بين الأرض والماء اكثر من اية ولاية أخرى ، وتمثل جزر الدلتا هناك حضانة لمعظم الأغذية البحرية في الخليج .
شاطيء الخليج ... هـو سـجـل تـاريخي لثروات تلك البيئة المعقدة ، يشتمل كذلك على صور فوتوغرافية التقطت تحت الماء حققها لوكوود رغم إستحالة تحقيقها . ويامل لوكوود من صور الكتاب أن تساعد على حفظ معالم هذه الأدغال التي يهددها الزوال كما يعتقد .
تجدر الإشارة إلى أن كتابه ، اتشافالايا ، ما زال رائجاً في لويزيانا ، وقد أحاطه بشهـرة محلية كما حقق له ربحاً مالياً يتجاوز توقعاته جعله يعيش في طمانينة وبحبوحة ، وقد إزداد الطلب على لوكوود فازدادت اعماله الى حد ان لديه مدير اعمال خاص به الآن ويحصل على مهمـات من مصادر عديدة بما في ذلك مجلة ،، ناشينال جيوغرافي ،، ويقول ان كتـابـه اللاحق سيحمل عنوان ،، لويزيانا ،، كتاب يغطي به نهر المسيسيبي كله⏹
هاري قوندقجيان نيويورك
تعليق