أساليب العدسة المرآتية
رغم وجود العديد من الفروقات الواضحة بين عدسات التيليفوتو ، والعدسات المرآتية .. هناك أيضاً وظائف مشتركة بينهما .
إذن مع وجود الإحتمالين ، متى يجب علينا إستعمال عدسة مرآتية بدلا من « التيليفوتو » وكيف نحصل على أفضل النتائج فيها .
دائماً ما تبدو الصور مؤثرة عندما تلتقط بعدسات سوبر تيليفوتو ، ذلك أن الابعاد تنبسط ، وتتكبر المشاهد البعيدة بشكل دراماتيكي ، إلا ان معظم الناس ينفرون من مقياس ووزن هذه العدسات ، فالأطول بينها يستحيل إستعمالها يدوياً والقليل فقط من العدسات الأطول من ٣٠٠ ملم ستستطيع اخذ مكان لها في الحقيقة العادية للكاميرا .
اما العدسات المرآتية ( * ) فهي تتجـاوز معضلات المـقيـاس والوزن هذه . إذ بمجرد المسـار البصري للضوء الداخـل الى العدسة ، بحيث ينتقل ثلاث مرات على مدى الاسطوانة ، يصبح بالإمكـان خفض الحجم والكتلة إلى كسر صغير من حجم وكتلة العدسة التقليدية .
الـعـدسـات المـرآتـيـة او الكاناديوبتريك ( catadioptric ) ليست جديدة ، ما زالت موجودة منذ أوائـل ايـام التصـويـر الفـوتـوغـرافي ، وقد أخـذت الوجهية الأولى باستعمال عدسة تعكس الضوء عوضاً عن كسره على انـه ، ولفتـرة طويلة من الزمن كان من نتائج التصميم والهيكليـة ان جعلت الاستعمال التجاري للعدسات المراثية غير عملية ، وحتى الأونة الأخيرة ظلت هذه العدسات بدعة مكلفة وقد تغيـر هـذا الآن ، حيث ان الانتاج الإغراقي هبط بتكاليف العدسات المرآتية إلى مستوى يوازي مستوى كلفـة عـدسـات التيليفوتو العادية .
ولم تعد العدسات المرأتيـة مقتصرة على البلوغ الأقصى لمجال الطول البؤري كذلك . بل توجد الآن أطوال بؤرية ، تصـل بقصرها حتى ٢٥٠ ملم و ۳۰۰ ملم ، رغم ان عـدسـات ال ٥٠٠ ملم کات ( cat ) هي أكثـر شيوعاً . وعلى الطرف الآخر من المقياس ، تـوجـد عـدسـات ۲۰۰۰ ملم مراتيـة يتم إنتـاجـهـا روتينياً ، كما يمكن صنع أطوال بؤرية أطول عند الطلب ، رغم ان هذه في حقيقة الأمـر هـي تيليسكوبات فضائية جرى تبنيها للاستعمال كعدسة كاميرا .
- عاكسة أو كاسرة للضوء ؟
يوجد عدد من الفوارق بين العدسات المـرآنيـة وعـدسـات الانكسار الضوئي التقليدية وهذه الفوارق تؤثر على طريقة إستعمال العدسات المرآتية .
ففي العدسة التقليدية ، يوجد حجاب قزحيـة حاجـز ( * ) تضبط عرض الشعاع الضوئي الذي يدخل العدسة . وليس بالأمر العملي تركيب حجـاب قـرحـيـة حاجز في العدسة المـراتية . بسبب القطر الكبير والهيكليـة البصرية مع إعاقة مركزية . ذلك ان تصغير الفتحة سيسيء إلى الإنجـاز بشكل خطير . من هنا تصبح كل العدسات المـرآتيـة مرشحات معدومة شائعة الوجود ذات فتحة ثابتة .
الأمر الذي يزيد من صعوبة ضبط التعريض الضوئي ، وينبغي ضبط النور الساقط على الفيلم بالمغلاق في الكاميرا ، أو بإدخال الكثافة رمادي - اسود ، إلى المسار الضوئي .
الأمـر الـثـانـي ذو الأهمية المماثلة ، وياتي نتيجـة لـعـدم وجود حجاب حاجز ، هو أنه ليس باستطاعة المصور الفوتوغرافي ان يتحكم بعمق المجال ، على العـدسـة ان تستعمـل بفتحة كاملة ، وعمق المجال محدود جداً على الدوام .
هذا ، وتنعكس الصورة المشكلة بـالـعـدسـة المـرأتيـة مرتين ـ مرة بالمرأة الرئيسية ومرة أخرى بمرأة أصغر موصولة إلى داخـل صفيحـة التصحيـح الزجاجية عند واجهة العدسة - هذه المرأة الأصفر تخفي القطاع الاوسط من العدسة ، وبالتالي فإن الشعاع الضوئي الذي يبلغ الفيلم ليس دائـريـاً بـمـقـطع عرضي ( * ) بل على شكل كعكة .
وعلى الرغم من عدم تأثير ذلك على الصورة وهي داخل التركيز ، يتسبب ببقـاع ضوئيـة خـارج
التركيز لتشكيل دوائر عوضاً عن ديسكات . هذا باستطاعته دفع المواضيع الواقعة خارج التركيز لتبدو مميزة ، خصوصا إذا كانت فيها مشرقات براقة جداً ، وقلائل هم المصورون الفوتوغرافيون الذيـن يـتـجنـبـون العـدسـات المـرآتيـة لهـذا السبب ، إلا أن معظم الناس يجدون هذه الدوائر جذابة ، ويستعملونها سعياً وراء تاثير إبداعي .
على انـه مـقـابـل هـذه المساوىء ، ينبغي الأخذ بالاعتبار تلك التوفيرات الهائلة في مجال الوزن والمقياس ، تلك التي تنبع من إستعمـال تصميم عدسة عاكسة . فالعدسة المرآتية من الناحية النموذجية هي بنصف وزن وثلث طول عدسة الانكسار الضوئي التي توازنها ، وعدسات ال ٣٠٠ ملم المراتبة ليست أطول من عدسة ٥٠ ملم معيارية غالباً .
- عـدسـات مـرآتـيـة قيـد الاستعمال :
لما كان للعدسات المرآتية طول بؤري طويل وزاوية مشاهـدة ضيقة ، فهي تعاني من قيود شبيهة بقيود عدسات التيليفوتو التقليدية الطويلة , انها عرضة للاهتزاز وهز الكاميرا ، لذلك من الأفضل إستعمال دعامة كاميرا من نوع ما ، كركيزة ثلاثية الارجل أو أحادية الرجل ، وليس للعدسات المـرائيـة ذات الطول البؤري الأقصر محجر ذاتي لتركيب ركيزة ثلاثية الأرجل ، طالما أنها صغيرة وخفيفـة جـداً ، امـا تلك التي تتجاوز ٥٠٠ ملم ، فلها ذيل ( bush ) ركيزة معيارية خيطية ثلاثية الأرجل ١/٤ بوصة .
والركيزة العادية المعتدلة ثلاثية الأرجـل مناسبة تمـامـاً لنماذج ال ٥٠٠ ملم وأقصر ، أما بالنسبة لعدسات ال ۱۰۰۰ ملم ، فيحتاج الأمر إلى ركيزة أكثر إحتمالا لتجنب الاهتزاز ، بينما نجـد ان عـدسـة ال ۲۰۰۰ ملم المرأتية العملاقة التي يستعملها مصورون فـوتـوغـرافيـون محترفون في بعض الاحيان ، تحتاج إلى ركيزة من خليط معدن خاص مصبوب شبيه بحامل تيليسكوب . وهذا يستعمل في مهام خاصة جدا ، اذ تكاد الركيزة العادية ثلاثية الأرجل تكون دون فائدة هنا .
نشير كذلك إلى أن العدسات المرآتية تبدي مقاومة أقل للريح وهي أفضـل توازنـا من عدسات
التيليفوتو التقليدية ، فإذا أردنا عدم تحمل مشاق الركيزة سنجد ان باستطاعتنا العمل بعدسة مرآتية يدوياً عند سرعات مغلاق اکبر . فعدسات ال ٢٥٠ ملم وال ۳۰۰ ملم وال ٥٠٠ ملم تعطي نتائج مقبولة عند ١/٥٠٠ ثانية او اسرع ، ولكن كقانون عام ، من الأفضل إستعمال أكبـر سـرعة ممكنة ، ونشير إلى ان الصور من اية عدسة طويلة سوف تبدو اكثر حدة بروز إذا استعملت مع ركيزة ثلاثية الأرجل .
تركيز العدسة المـرآتية ليس بذات السهولة كتركيز عـدسـة تيليفوتو قصيرة أو معيارية فـالفتحة الصغيرة - ف / ٨ أو أصغر عادة ـ تدفع بالعدسات المنشـوريـة الدقيقة وأوتاد ( * ) محدد المجال على شاشات تركيز معيارية لأن تتعلم . والحـل هو إستعمال قطاع الزجاج العادي المبرغل من شاشة التركيز ، أو تركيب شاشة أخرى مختلفة إذا كانت الكاميرا تستوعب شاشات ممكنة التبديل فهناك شاشات لها زجاج عادي غيـر لـمـاع عليها بكاملها ، أو لها مساعدات تركيـز ذات زوايا عدسة منشورية ملائمة اكثر لعدسات بطيئة .
وللعدسات المرآتية ميزتان فريدتـان تؤثران على التركيز .
أولاها ضرورة وجود مرشح في المسار الضوئي دائماً ، إذا كانت العدسة تعمل بمرشحات مركبة في الخلف ، فعلى الرغم من أن بعض العدسات المـرآتية ، تستوعب مرشحات على الواجهة ، للعديد منها عنصر واجهـة ضخم وقد تكون المرشحات مكلفة جدا . فإذا تم تركيب المرشح وراء العدسة يصبـح جـزءاً مـكـمـلا للنظام البصري في الكاميرا ، فإذا نزع لن تكون الصور الناتجة حـادة البروز وحتى اذا لم نكن بحاجة الى مرشح معدوم الكثافة لضبط التـعـريض الضوئي ، يجب إستعمـال مـرشـح اشعـة فـوق بنفسجية ( uv ) يـتـأمـن مـع العدسة .
الميزة الثانية التي سنلاحظها هي أن للعدسات المرآتية مقياس تركيز ينـابر على الدوران عنـد الوصول الى اشارة اللانهاية سبب ذلك أن هذه العدسات تتاثر بالتغييرات الحرارية إلى حد مميز ، والموقع الدقيق لتركيز اللانهاية يتغير تبعا للحـرارة المتوفرة . من هنا ، وعندما نركز على مواضيع بعيدة ، لا يكفي ان ندير العدسة إلى حين تتوقف طالما أن هذا قد يؤدي إلى تركيز غير صحيح ، وفي الاجـواء الباردة خصوصاً . فقياس التركيز هو مرشد فقط ، ولا ينبغي الإعتماد عليـه لتحقيق نتـائـج دقيقة .
هذا ولبـعض الـعـدسـات المرآتية الأحـدث حسنة تركيز قريب تتسع للاطار أن يمتليء بموضوع صغير ، ومع محول تيليفوتو ۲ ( × ) ، تصبح صور الماكرو ممكنة من مسافة ياردتين تقريباً ، ولكن ، على الرغم من أن هذه الميزة عمليـة لتصـويـر فـوتـوغـرافـي قـريـب طاريء لمواضيع منبسطة ، ياتي عمق المجـال الضحـل في الـعـدسـات المرأتية ليحد فائدتها من مجـال قریب .
شيء آخر لأخذه بعين الاعتبار وهو أن هذه العدسات تعطى نتائجها الأفضل عندما تتركز على اللانهاية ، والانجاز ليس بالجودة ذاتهـا مـن مـسـافـات قصيرة للموضوع .
قد نلاحظ وجود تعتيم بسيط عند قمة شاشة التركيز عندما تكون لدينا عدسة ا كاتاديوبتريك ، مركبة على الـكـامـيـرا . هـذا تسببـه مـرأة الانعكاس في جسم الكاميرا عندما لا تكون هذه المرأة كبيرة الى الحـد الذي يكفي لانـعـكـاس الصورة بكاملها ، ليست هذه بمشكلة كبيرة ، ولا تظهر على الفيلم ، رغم أنها قد تؤثر على عـداد التعـريض الضوئي في الكاميرا .
- ضبط التعريض الضوئي :
يتم تصميم انـظمـة الـعـداد الضوئي في كاميرات ال ( SLR ) والعدسة المعتدلة ماخوذة في الحسبان ، وتعمل هذه جيداً مع عدسات مجـال من ۲۰ الی ۲۰۰ ملم امـا خارج هذه الحدود فالتعريض الضوئي المشار إليـه قد لا يكون صحيحاً تماماً ، رغم ان هذا سيتوقف على الموقع الدقيق للخلايا التي تتحسس الضوء في جسم الكاميرا .
ولا يساعدنا عدم وجود حجاب قزحية حاجز ، لأن الكاميرات ذات افضلية سرعة المغلاق تعتمد على هـذا الحـجـاب لإعداد التعريض الضوئي . من هنا وقبل التقاط أية صور مهمـة مع استـعـمـال عـدسـة مـرآتيـة ، يستحسن التاكد من أن العـداد
الضمني يعمـل بشكـل صحيـح معها .
يجب البحث أولا فيما إذا كانت الكاميرا ممكنة الاستعمال على الموقع الأوتوماتيكي . فإذا كانت ذات عداد لأفضلية فتحة ، على هذا أن يكون ممكنا ، ولكن اذا كانت نموذج افضليـة مـغـلاق . يصبح علينا استعمالها بـالنمط اليدوي .
في هذه الحال ، يتوازن العـداد مستعملا ضابط سرعة المغلاق ومرشحـات الكثافة المعدومة ، رغم أن هذه ليست ضرورية الأ مع فيلم سريع جدا او تحت أشعة شمس براقة .
يتم تشغيل الكاميرات ذات التعيير اليدوي بالطريقة ذاتها . ولكن اذا لم تكن الكاميرا محتوبة على عداد ( TTL ) ، قد تواجهنا المتاعب . فزاوية المشاهدة في عدسة مرآتية هي اضيق بكثير من زاوية عداد يدوي أو عداد ليس من نوع ( TTL ) ، مما يعني أن العـداد الموقعي المنفصل ضروري للتأكد من أن التعريض الضوئي صحيح .
هذا ، وحتى لو بدا أن عـداد الكاميرا يعمل بشكل عادي ، قد لا يعطي التـعـريض الضوئي الصحيح للفيلم . فمن الأفضل صنع سلسلة من التعريضـات الضوئية الاختبارية على فيلم شفافية ملون بطيء قبل إستعمال العدسة لتصوير فوتوغرافي جدي ، ذلك أن لهذا الفيلم مجال تعريض ضوئي صغير ، مما يعني ان أخطاء التعبير الضوئي تظهر بوضوح علینا صنع التعريضات الضوئية على الموقع الذي تشير اليه الكاميرا .
ثم بتعريض ضوئي يقـل ويـزيـد بنصف وقفة ، ووقفة ووقفة ونصف ، ووقفتين . هذا على أن نحتفظ بسجل دقيق للتعريضات الضوئية ، ومن أصل سلسلة تسع صور ، نختار الأفضل ، وننظر فيما إذا كان عداد التعريض الضوئي يحتاج للتوقيع على قيمة آزا مختلفة للتعويض على التعريض الضوئي الذي يزيد أو يقل عمـا ينبغي .
- تحقيق أفضل النتائج :
ليست العـدسـات المـرائيـة افضـل او أسـوا من عـدسـات التيليفوتو التقليدية الطويلة ، بل لكل منهما مـزايا مختلفة وهما عرضة لتطبيقات مختلفة .
الأشعة الشمسيـة البـراقـة وتنوير التباين الضوئي يناسبان العدسات المرآتية ، وذلك لأنه في الأحوال الجوية المتميزة بسماء ملبدة بالغيوم وموضوع باهت جدا ، تميل هذه العدسات لتعطي بقعة حارة في وسط الإطار وهذا اللاتساوي البسيط في التعريض الضوئي هو ميزة في كل العدسات المرأتية ، ولكنه يقل الى ادناه في التصاميم الأحدث .
كما أنه لا يلاحظ في نور التباين الضوئي ، بل أنه في الضوء الخافت ، قد لا يلاحظ وجود الزوايا الاعتم .
على ان الإعـاقـة الوسطى للعدسة المرأتية تقلل التباين الضوئي في الصورة ، لذلك ، وعند التصوير من خلال ضباب . سوف تعطي عـدسـة الانكسار الضوئي التقليدية نتائج تتميز بمزيد من التباين الضوئي .
وإذا احتجنا لممارسة الكثير من التنقل ، تكون العدسة المرآتية إختباراً جيداً ، وزنها الخفيف ومقيـاسها الصغير يجعلانها الاختيار الأول للمـصـوريـن الفوتوغرافين الذين يخوضون الأسفار ، أو في تلك الظروف حيث يوجد الكثير من النشاط القائم الذي يجعل الاستعانة بالركيزة ثلاثية الأرجـل مسألة صعبة او خطيرة .
ذلك أننا اذا احتجنا إلى الإنتقال بسرعة أو إلى رزم الكثير من المعدات ، فستشكل العدسة الطويلة التقليدية إعاقة كبيرة جدا .
ثم كلما كانت هناك مشرقـات براقة في صورة ما ، فالدوائر الواقعة خارج التركيز ، تلك التي تنتجها عدسة كاتاديوبتريك . تستطيع صنع صورة جـذابـة جدا ، وتخرج الوجهيات المضاءة من الخلف بنـوعيـة لا واقعيـة مثلالثة . بينما يحدث من الصور التي تلتقـط ليـلا او لامتدادات المياه المضاءة بالشمس أنها تقدم الكثير من الامـكـانـات لمستعمل عدسة مرآتية .
كذلك يمكـن لـعمـق المـجـال الضحل الذي تنتجه عدسة مرآتية أن يستعمل لعزل المواضيع يمكن التقاط الشخص من خـلال حشد من الناس ، أو التـقـاط موضوع صورة وجهية معـزولا عن الخلفية . كما ان اضطراب الدوائر الشبيهة بشكل الكعـك تبعثر تفاصيل الخلفية الى حد يزيد حتى عما تفعله العدسات العـادية من ذلك ، مما يعني أن المواضيع التي تلتقط من مسافات قريبة تبدو معزولة أكثر .
ولكن باستطاعة عمق المجال الضـحـل هـذا أن يتسبب بمعضلات ، عندما تتركز عدسة ٥٠٠ ملم مرآتية عند ٦٦ قدم ، يمتد عمق المجال ثماني بوصات فقط على كل من جانبي مسطح التركيز الحاد . من هنا ، وعندما نحتاج الى الكثيـر مـن عمـق المجال ، علينا التضييق والإلتزام بعدسة تقليدية .
تماماً مثلما هي الحال مع اية عدسة طويلة ، سوف يبدو من الكـاتـاديـو بـتـريـك انـهـا تضغط الابعاد عندما تتركز على مواضيع بعيدة ، تظهر الابنيـة والـتـلال متراصة فوق بعضها البعض ، وهذا يمكن استخـدامـه لانتاج صور مؤثرة جدا .
نشير هنا إلى أنه على مدى مسافات طويلة يؤدي الضباب الجوي الى اعطاء مظهر حـجـاب يغطي الصورة ، ويقلل التباين الضوئي ، إنها مسـألة تستـطيـع أن تتسبب بمتـاعب ، وذلك بسبب التباين الضوئي القليل الذي تتمـيـز بها العدسات المـرآتيـة أصـلا . والحل مع فيلم الأسود والأبيض ان نزيد التظهير ، ولكن لا وجود الا للقليل الذي نستـطيـع عمله ونحن نلتقط الصور بالألوان .
هذا ، ولما كانت للعدسات المرآتية فتحة صغيرة جداً ينبغي استعمالها مع فيلم سريع وعنـدمـا نستعملهـا ممسـوكـة باليد ، علينـا استعمال فيلم
أسرع من ١٢٥ آزا . وفي الأحوال الجوية الملبدة بالسحب قد نجد انفسنا عاملين بفيلم ٤٠٠ آزا .
دافعين به وقفة واحدة إذا لم نكن راغبين باستعمال ركيزة ثلاثية الأرجل . ومن حسن الحظ أن هذا المنهج سيحسن التباين الضوئي للفيلم وهذا شيء مرغوب جدا في الظروف الجوية المعتمة .
المزايا الفريدة في العدسة المرآتية تجعلها من النوع الذي يضطرنا إلى استعمالها بدقة وعناية وان نلتقط المواضيـع المناسبة ، حيث ان هناك بعض الظروف التي تنجز فيها العدسة التقليدية وظيفة أفضل .
ومن الناحية الأخرى ، اذا التزمنا بالمعايير العامة الواردة هنا ، لا سبب يمنـع الحصول على بعض الصـور المثيرة التـي تـاتي بواسطة هذه العدسات المكتنزة وخفيفة الوزن⏹
رغم وجود العديد من الفروقات الواضحة بين عدسات التيليفوتو ، والعدسات المرآتية .. هناك أيضاً وظائف مشتركة بينهما .
إذن مع وجود الإحتمالين ، متى يجب علينا إستعمال عدسة مرآتية بدلا من « التيليفوتو » وكيف نحصل على أفضل النتائج فيها .
دائماً ما تبدو الصور مؤثرة عندما تلتقط بعدسات سوبر تيليفوتو ، ذلك أن الابعاد تنبسط ، وتتكبر المشاهد البعيدة بشكل دراماتيكي ، إلا ان معظم الناس ينفرون من مقياس ووزن هذه العدسات ، فالأطول بينها يستحيل إستعمالها يدوياً والقليل فقط من العدسات الأطول من ٣٠٠ ملم ستستطيع اخذ مكان لها في الحقيقة العادية للكاميرا .
اما العدسات المرآتية ( * ) فهي تتجـاوز معضلات المـقيـاس والوزن هذه . إذ بمجرد المسـار البصري للضوء الداخـل الى العدسة ، بحيث ينتقل ثلاث مرات على مدى الاسطوانة ، يصبح بالإمكـان خفض الحجم والكتلة إلى كسر صغير من حجم وكتلة العدسة التقليدية .
الـعـدسـات المـرآتـيـة او الكاناديوبتريك ( catadioptric ) ليست جديدة ، ما زالت موجودة منذ أوائـل ايـام التصـويـر الفـوتـوغـرافي ، وقد أخـذت الوجهية الأولى باستعمال عدسة تعكس الضوء عوضاً عن كسره على انـه ، ولفتـرة طويلة من الزمن كان من نتائج التصميم والهيكليـة ان جعلت الاستعمال التجاري للعدسات المراثية غير عملية ، وحتى الأونة الأخيرة ظلت هذه العدسات بدعة مكلفة وقد تغيـر هـذا الآن ، حيث ان الانتاج الإغراقي هبط بتكاليف العدسات المرآتية إلى مستوى يوازي مستوى كلفـة عـدسـات التيليفوتو العادية .
ولم تعد العدسات المرأتيـة مقتصرة على البلوغ الأقصى لمجال الطول البؤري كذلك . بل توجد الآن أطوال بؤرية ، تصـل بقصرها حتى ٢٥٠ ملم و ۳۰۰ ملم ، رغم ان عـدسـات ال ٥٠٠ ملم کات ( cat ) هي أكثـر شيوعاً . وعلى الطرف الآخر من المقياس ، تـوجـد عـدسـات ۲۰۰۰ ملم مراتيـة يتم إنتـاجـهـا روتينياً ، كما يمكن صنع أطوال بؤرية أطول عند الطلب ، رغم ان هذه في حقيقة الأمـر هـي تيليسكوبات فضائية جرى تبنيها للاستعمال كعدسة كاميرا .
- عاكسة أو كاسرة للضوء ؟
يوجد عدد من الفوارق بين العدسات المـرآنيـة وعـدسـات الانكسار الضوئي التقليدية وهذه الفوارق تؤثر على طريقة إستعمال العدسات المرآتية .
ففي العدسة التقليدية ، يوجد حجاب قزحيـة حاجـز ( * ) تضبط عرض الشعاع الضوئي الذي يدخل العدسة . وليس بالأمر العملي تركيب حجـاب قـرحـيـة حاجز في العدسة المـراتية . بسبب القطر الكبير والهيكليـة البصرية مع إعاقة مركزية . ذلك ان تصغير الفتحة سيسيء إلى الإنجـاز بشكل خطير . من هنا تصبح كل العدسات المـرآتيـة مرشحات معدومة شائعة الوجود ذات فتحة ثابتة .
الأمر الذي يزيد من صعوبة ضبط التعريض الضوئي ، وينبغي ضبط النور الساقط على الفيلم بالمغلاق في الكاميرا ، أو بإدخال الكثافة رمادي - اسود ، إلى المسار الضوئي .
الأمـر الـثـانـي ذو الأهمية المماثلة ، وياتي نتيجـة لـعـدم وجود حجاب حاجز ، هو أنه ليس باستطاعة المصور الفوتوغرافي ان يتحكم بعمق المجال ، على العـدسـة ان تستعمـل بفتحة كاملة ، وعمق المجال محدود جداً على الدوام .
هذا ، وتنعكس الصورة المشكلة بـالـعـدسـة المـرأتيـة مرتين ـ مرة بالمرأة الرئيسية ومرة أخرى بمرأة أصغر موصولة إلى داخـل صفيحـة التصحيـح الزجاجية عند واجهة العدسة - هذه المرأة الأصفر تخفي القطاع الاوسط من العدسة ، وبالتالي فإن الشعاع الضوئي الذي يبلغ الفيلم ليس دائـريـاً بـمـقـطع عرضي ( * ) بل على شكل كعكة .
وعلى الرغم من عدم تأثير ذلك على الصورة وهي داخل التركيز ، يتسبب ببقـاع ضوئيـة خـارج
التركيز لتشكيل دوائر عوضاً عن ديسكات . هذا باستطاعته دفع المواضيع الواقعة خارج التركيز لتبدو مميزة ، خصوصا إذا كانت فيها مشرقات براقة جداً ، وقلائل هم المصورون الفوتوغرافيون الذيـن يـتـجنـبـون العـدسـات المـرآتيـة لهـذا السبب ، إلا أن معظم الناس يجدون هذه الدوائر جذابة ، ويستعملونها سعياً وراء تاثير إبداعي .
على انـه مـقـابـل هـذه المساوىء ، ينبغي الأخذ بالاعتبار تلك التوفيرات الهائلة في مجال الوزن والمقياس ، تلك التي تنبع من إستعمـال تصميم عدسة عاكسة . فالعدسة المرآتية من الناحية النموذجية هي بنصف وزن وثلث طول عدسة الانكسار الضوئي التي توازنها ، وعدسات ال ٣٠٠ ملم المراتبة ليست أطول من عدسة ٥٠ ملم معيارية غالباً .
- عـدسـات مـرآتـيـة قيـد الاستعمال :
لما كان للعدسات المرآتية طول بؤري طويل وزاوية مشاهـدة ضيقة ، فهي تعاني من قيود شبيهة بقيود عدسات التيليفوتو التقليدية الطويلة , انها عرضة للاهتزاز وهز الكاميرا ، لذلك من الأفضل إستعمال دعامة كاميرا من نوع ما ، كركيزة ثلاثية الارجل أو أحادية الرجل ، وليس للعدسات المـرائيـة ذات الطول البؤري الأقصر محجر ذاتي لتركيب ركيزة ثلاثية الأرجل ، طالما أنها صغيرة وخفيفـة جـداً ، امـا تلك التي تتجاوز ٥٠٠ ملم ، فلها ذيل ( bush ) ركيزة معيارية خيطية ثلاثية الأرجل ١/٤ بوصة .
والركيزة العادية المعتدلة ثلاثية الأرجـل مناسبة تمـامـاً لنماذج ال ٥٠٠ ملم وأقصر ، أما بالنسبة لعدسات ال ۱۰۰۰ ملم ، فيحتاج الأمر إلى ركيزة أكثر إحتمالا لتجنب الاهتزاز ، بينما نجـد ان عـدسـة ال ۲۰۰۰ ملم المرأتية العملاقة التي يستعملها مصورون فـوتـوغـرافيـون محترفون في بعض الاحيان ، تحتاج إلى ركيزة من خليط معدن خاص مصبوب شبيه بحامل تيليسكوب . وهذا يستعمل في مهام خاصة جدا ، اذ تكاد الركيزة العادية ثلاثية الأرجل تكون دون فائدة هنا .
نشير كذلك إلى أن العدسات المرآتية تبدي مقاومة أقل للريح وهي أفضـل توازنـا من عدسات
التيليفوتو التقليدية ، فإذا أردنا عدم تحمل مشاق الركيزة سنجد ان باستطاعتنا العمل بعدسة مرآتية يدوياً عند سرعات مغلاق اکبر . فعدسات ال ٢٥٠ ملم وال ۳۰۰ ملم وال ٥٠٠ ملم تعطي نتائج مقبولة عند ١/٥٠٠ ثانية او اسرع ، ولكن كقانون عام ، من الأفضل إستعمال أكبـر سـرعة ممكنة ، ونشير إلى ان الصور من اية عدسة طويلة سوف تبدو اكثر حدة بروز إذا استعملت مع ركيزة ثلاثية الأرجل .
تركيز العدسة المـرآتية ليس بذات السهولة كتركيز عـدسـة تيليفوتو قصيرة أو معيارية فـالفتحة الصغيرة - ف / ٨ أو أصغر عادة ـ تدفع بالعدسات المنشـوريـة الدقيقة وأوتاد ( * ) محدد المجال على شاشات تركيز معيارية لأن تتعلم . والحـل هو إستعمال قطاع الزجاج العادي المبرغل من شاشة التركيز ، أو تركيب شاشة أخرى مختلفة إذا كانت الكاميرا تستوعب شاشات ممكنة التبديل فهناك شاشات لها زجاج عادي غيـر لـمـاع عليها بكاملها ، أو لها مساعدات تركيـز ذات زوايا عدسة منشورية ملائمة اكثر لعدسات بطيئة .
وللعدسات المرآتية ميزتان فريدتـان تؤثران على التركيز .
أولاها ضرورة وجود مرشح في المسار الضوئي دائماً ، إذا كانت العدسة تعمل بمرشحات مركبة في الخلف ، فعلى الرغم من أن بعض العدسات المـرآتية ، تستوعب مرشحات على الواجهة ، للعديد منها عنصر واجهـة ضخم وقد تكون المرشحات مكلفة جدا . فإذا تم تركيب المرشح وراء العدسة يصبـح جـزءاً مـكـمـلا للنظام البصري في الكاميرا ، فإذا نزع لن تكون الصور الناتجة حـادة البروز وحتى اذا لم نكن بحاجة الى مرشح معدوم الكثافة لضبط التـعـريض الضوئي ، يجب إستعمـال مـرشـح اشعـة فـوق بنفسجية ( uv ) يـتـأمـن مـع العدسة .
الميزة الثانية التي سنلاحظها هي أن للعدسات المرآتية مقياس تركيز ينـابر على الدوران عنـد الوصول الى اشارة اللانهاية سبب ذلك أن هذه العدسات تتاثر بالتغييرات الحرارية إلى حد مميز ، والموقع الدقيق لتركيز اللانهاية يتغير تبعا للحـرارة المتوفرة . من هنا ، وعندما نركز على مواضيع بعيدة ، لا يكفي ان ندير العدسة إلى حين تتوقف طالما أن هذا قد يؤدي إلى تركيز غير صحيح ، وفي الاجـواء الباردة خصوصاً . فقياس التركيز هو مرشد فقط ، ولا ينبغي الإعتماد عليـه لتحقيق نتـائـج دقيقة .
هذا ولبـعض الـعـدسـات المرآتية الأحـدث حسنة تركيز قريب تتسع للاطار أن يمتليء بموضوع صغير ، ومع محول تيليفوتو ۲ ( × ) ، تصبح صور الماكرو ممكنة من مسافة ياردتين تقريباً ، ولكن ، على الرغم من أن هذه الميزة عمليـة لتصـويـر فـوتـوغـرافـي قـريـب طاريء لمواضيع منبسطة ، ياتي عمق المجـال الضحـل في الـعـدسـات المرأتية ليحد فائدتها من مجـال قریب .
شيء آخر لأخذه بعين الاعتبار وهو أن هذه العدسات تعطى نتائجها الأفضل عندما تتركز على اللانهاية ، والانجاز ليس بالجودة ذاتهـا مـن مـسـافـات قصيرة للموضوع .
قد نلاحظ وجود تعتيم بسيط عند قمة شاشة التركيز عندما تكون لدينا عدسة ا كاتاديوبتريك ، مركبة على الـكـامـيـرا . هـذا تسببـه مـرأة الانعكاس في جسم الكاميرا عندما لا تكون هذه المرأة كبيرة الى الحـد الذي يكفي لانـعـكـاس الصورة بكاملها ، ليست هذه بمشكلة كبيرة ، ولا تظهر على الفيلم ، رغم أنها قد تؤثر على عـداد التعـريض الضوئي في الكاميرا .
- ضبط التعريض الضوئي :
يتم تصميم انـظمـة الـعـداد الضوئي في كاميرات ال ( SLR ) والعدسة المعتدلة ماخوذة في الحسبان ، وتعمل هذه جيداً مع عدسات مجـال من ۲۰ الی ۲۰۰ ملم امـا خارج هذه الحدود فالتعريض الضوئي المشار إليـه قد لا يكون صحيحاً تماماً ، رغم ان هذا سيتوقف على الموقع الدقيق للخلايا التي تتحسس الضوء في جسم الكاميرا .
ولا يساعدنا عدم وجود حجاب قزحية حاجز ، لأن الكاميرات ذات افضلية سرعة المغلاق تعتمد على هـذا الحـجـاب لإعداد التعريض الضوئي . من هنا وقبل التقاط أية صور مهمـة مع استـعـمـال عـدسـة مـرآتيـة ، يستحسن التاكد من أن العـداد
الضمني يعمـل بشكـل صحيـح معها .
يجب البحث أولا فيما إذا كانت الكاميرا ممكنة الاستعمال على الموقع الأوتوماتيكي . فإذا كانت ذات عداد لأفضلية فتحة ، على هذا أن يكون ممكنا ، ولكن اذا كانت نموذج افضليـة مـغـلاق . يصبح علينا استعمالها بـالنمط اليدوي .
في هذه الحال ، يتوازن العـداد مستعملا ضابط سرعة المغلاق ومرشحـات الكثافة المعدومة ، رغم أن هذه ليست ضرورية الأ مع فيلم سريع جدا او تحت أشعة شمس براقة .
يتم تشغيل الكاميرات ذات التعيير اليدوي بالطريقة ذاتها . ولكن اذا لم تكن الكاميرا محتوبة على عداد ( TTL ) ، قد تواجهنا المتاعب . فزاوية المشاهدة في عدسة مرآتية هي اضيق بكثير من زاوية عداد يدوي أو عداد ليس من نوع ( TTL ) ، مما يعني أن العـداد الموقعي المنفصل ضروري للتأكد من أن التعريض الضوئي صحيح .
هذا ، وحتى لو بدا أن عـداد الكاميرا يعمل بشكل عادي ، قد لا يعطي التـعـريض الضوئي الصحيح للفيلم . فمن الأفضل صنع سلسلة من التعريضـات الضوئية الاختبارية على فيلم شفافية ملون بطيء قبل إستعمال العدسة لتصوير فوتوغرافي جدي ، ذلك أن لهذا الفيلم مجال تعريض ضوئي صغير ، مما يعني ان أخطاء التعبير الضوئي تظهر بوضوح علینا صنع التعريضات الضوئية على الموقع الذي تشير اليه الكاميرا .
ثم بتعريض ضوئي يقـل ويـزيـد بنصف وقفة ، ووقفة ووقفة ونصف ، ووقفتين . هذا على أن نحتفظ بسجل دقيق للتعريضات الضوئية ، ومن أصل سلسلة تسع صور ، نختار الأفضل ، وننظر فيما إذا كان عداد التعريض الضوئي يحتاج للتوقيع على قيمة آزا مختلفة للتعويض على التعريض الضوئي الذي يزيد أو يقل عمـا ينبغي .
- تحقيق أفضل النتائج :
ليست العـدسـات المـرائيـة افضـل او أسـوا من عـدسـات التيليفوتو التقليدية الطويلة ، بل لكل منهما مـزايا مختلفة وهما عرضة لتطبيقات مختلفة .
الأشعة الشمسيـة البـراقـة وتنوير التباين الضوئي يناسبان العدسات المرآتية ، وذلك لأنه في الأحوال الجوية المتميزة بسماء ملبدة بالغيوم وموضوع باهت جدا ، تميل هذه العدسات لتعطي بقعة حارة في وسط الإطار وهذا اللاتساوي البسيط في التعريض الضوئي هو ميزة في كل العدسات المرأتية ، ولكنه يقل الى ادناه في التصاميم الأحدث .
كما أنه لا يلاحظ في نور التباين الضوئي ، بل أنه في الضوء الخافت ، قد لا يلاحظ وجود الزوايا الاعتم .
على ان الإعـاقـة الوسطى للعدسة المرأتية تقلل التباين الضوئي في الصورة ، لذلك ، وعند التصوير من خلال ضباب . سوف تعطي عـدسـة الانكسار الضوئي التقليدية نتائج تتميز بمزيد من التباين الضوئي .
وإذا احتجنا لممارسة الكثير من التنقل ، تكون العدسة المرآتية إختباراً جيداً ، وزنها الخفيف ومقيـاسها الصغير يجعلانها الاختيار الأول للمـصـوريـن الفوتوغرافين الذين يخوضون الأسفار ، أو في تلك الظروف حيث يوجد الكثير من النشاط القائم الذي يجعل الاستعانة بالركيزة ثلاثية الأرجـل مسألة صعبة او خطيرة .
ذلك أننا اذا احتجنا إلى الإنتقال بسرعة أو إلى رزم الكثير من المعدات ، فستشكل العدسة الطويلة التقليدية إعاقة كبيرة جدا .
ثم كلما كانت هناك مشرقـات براقة في صورة ما ، فالدوائر الواقعة خارج التركيز ، تلك التي تنتجها عدسة كاتاديوبتريك . تستطيع صنع صورة جـذابـة جدا ، وتخرج الوجهيات المضاءة من الخلف بنـوعيـة لا واقعيـة مثلالثة . بينما يحدث من الصور التي تلتقـط ليـلا او لامتدادات المياه المضاءة بالشمس أنها تقدم الكثير من الامـكـانـات لمستعمل عدسة مرآتية .
كذلك يمكـن لـعمـق المـجـال الضحل الذي تنتجه عدسة مرآتية أن يستعمل لعزل المواضيع يمكن التقاط الشخص من خـلال حشد من الناس ، أو التـقـاط موضوع صورة وجهية معـزولا عن الخلفية . كما ان اضطراب الدوائر الشبيهة بشكل الكعـك تبعثر تفاصيل الخلفية الى حد يزيد حتى عما تفعله العدسات العـادية من ذلك ، مما يعني أن المواضيع التي تلتقط من مسافات قريبة تبدو معزولة أكثر .
ولكن باستطاعة عمق المجال الضـحـل هـذا أن يتسبب بمعضلات ، عندما تتركز عدسة ٥٠٠ ملم مرآتية عند ٦٦ قدم ، يمتد عمق المجال ثماني بوصات فقط على كل من جانبي مسطح التركيز الحاد . من هنا ، وعندما نحتاج الى الكثيـر مـن عمـق المجال ، علينا التضييق والإلتزام بعدسة تقليدية .
تماماً مثلما هي الحال مع اية عدسة طويلة ، سوف يبدو من الكـاتـاديـو بـتـريـك انـهـا تضغط الابعاد عندما تتركز على مواضيع بعيدة ، تظهر الابنيـة والـتـلال متراصة فوق بعضها البعض ، وهذا يمكن استخـدامـه لانتاج صور مؤثرة جدا .
نشير هنا إلى أنه على مدى مسافات طويلة يؤدي الضباب الجوي الى اعطاء مظهر حـجـاب يغطي الصورة ، ويقلل التباين الضوئي ، إنها مسـألة تستـطيـع أن تتسبب بمتـاعب ، وذلك بسبب التباين الضوئي القليل الذي تتمـيـز بها العدسات المـرآتيـة أصـلا . والحل مع فيلم الأسود والأبيض ان نزيد التظهير ، ولكن لا وجود الا للقليل الذي نستـطيـع عمله ونحن نلتقط الصور بالألوان .
هذا ، ولما كانت للعدسات المرآتية فتحة صغيرة جداً ينبغي استعمالها مع فيلم سريع وعنـدمـا نستعملهـا ممسـوكـة باليد ، علينـا استعمال فيلم
أسرع من ١٢٥ آزا . وفي الأحوال الجوية الملبدة بالسحب قد نجد انفسنا عاملين بفيلم ٤٠٠ آزا .
دافعين به وقفة واحدة إذا لم نكن راغبين باستعمال ركيزة ثلاثية الأرجل . ومن حسن الحظ أن هذا المنهج سيحسن التباين الضوئي للفيلم وهذا شيء مرغوب جدا في الظروف الجوية المعتمة .
المزايا الفريدة في العدسة المرآتية تجعلها من النوع الذي يضطرنا إلى استعمالها بدقة وعناية وان نلتقط المواضيـع المناسبة ، حيث ان هناك بعض الظروف التي تنجز فيها العدسة التقليدية وظيفة أفضل .
ومن الناحية الأخرى ، اذا التزمنا بالمعايير العامة الواردة هنا ، لا سبب يمنـع الحصول على بعض الصـور المثيرة التـي تـاتي بواسطة هذه العدسات المكتنزة وخفيفة الوزن⏹
تعليق