عقارب
Scorpion - Scorpion
العقارب
العقارب Scorpionidae رتبة من صف العنكبوتيات Arachnida (أو Araneida) شعيبةsubphylum كلابيات القرون Chelicerata شعبة مفصليات الأرجل Arthropoda.، وهي أقدم ما عرف من مفصليات الأرجل[ر]. تعود مستحاثاتها (العقربPalaeophonus nuncius) إلى العصر السيلوري، أي إلى ما قبل 400 مليون سنة. وكانت عقارب العصرين السيلوري والديفوني مائية، فقد كانت تتنفس بالغلاصم، ولم تكن مجهزة بمخالب رسغية، أما العقارب البرية فقد ظهرت في العصر الفحميcarboniferous.
تكثر العقارب في المناطق الاستوائية، وتراوح أطوالها بين 3 و9سم، إلا أن أصغر الأنواع ـ الذي يعيش في منطقة الشرق الأوسط ـ هو النوعMicrobothus pusillus ولايزيد طوله عن 13مم، وأكبرها ـ الذي يعيش في إفريقيا ـ هو الجنسPandenus يصل طوله إلى 18سم، علماً أن بعض عقارب العصر الفحمي وصل إلى 30سم
الشكل (1) أقسام جسم العقرب |
الجسم الأمامي مغطى بصفيحة تسمى القصعة carapace، يوجد في وسطها شفع من العيون يرتكز كل منهما على حدبة صغيرة، وعلى الزاوية الأمامية من الصفيحة يوجد شفعان إلى خمسة أشفاع من العيون الجانبية الصغيرة.
ويميز على مقدمة الوجه السفلي للجسم الأمامي شفع من القرون الكلابية cheliceraeالصغيرة، يلي ذلك شفع من اللوامس القدميةpedipalps الضخمة التي تميز العقارب؛ إذ بوساطتها يلتقط العقرب فريسته ويقربها من قرونه الكلابية وفمه. يلي ذلك أربعة أشفاع من أرجل المشي ينتهي كل منها بشفع من المخالب.
أما الجسم الخلفي فيتألف من منطقتين هما، مقدم البطن proabdomen ويتألف من سبع قطع عريضة، ومؤخر البطن postabdomen ويتألف من خمس قطع ضيقة. يلاحظ على الوجه السفلي للقطعة البطنية الأولى صفيحتان تلتحمان على طول خطهما المتوسط، فيتشكل من جراء ذلك غطاء للفوهة التناسلية. ويوجد على القطعة التالية شفع من اللواحق لهما شكل المشط، لذلك يعرف كل منهما بالمشط pectines تبرز عليه سنينات، يستعملهما العقرب للتحسس واستطلاع الأرض والتمييز الجنسي. وتحمل كل من القطع الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة شفعاً من الفوهات التنفسية تؤدي كل منهما إلى رئة كتبية book lung. وتبقى قطعة البطن الأمامي الأخيرة مجردة من أي لاحقة.
أما قطع مؤخر البطن، التي يسميها العامة الذنب، فقد تحول كل منها إلى قطعة أسطوانية الشكل، يحمل الوجه السفلي من القطعة الأخيرة منها فوهة الشرج، وفي النهاية الحرة من هذه القطعة يوجد الجهاز اللاسع الذي يتألف من قطعة كروية منتفخة تحوي في داخلها شفعاً من الغدد السامة، تطلق مفرزاتها في قناة عامة توصلها إلى الفريسة عبر الإبرة السامة التي تحملها هذه القطعة.
التغذي
يؤدي فم العقرب إلى بلعوم ماص ذي جدران مرنة قابلة للتمدد، مما يساعد على امتصاص سوائل بدن الفريسة. والعقرب يلتقط فريسته بلوامسه القدمية ويقتلها بسمه، ثم يقربها من فمه ليمتص سوائل بدنها التي يتغذى بها.
التكاثر
يتميز الذكر من الأنثى بكلابة توجد على غطائه التناسلي، علماً أن هذه الميزة قد لاتكون موجودة في بعض الأنواع. وتتميز العقارب برقص زفافي قبل الاقتران يتمثل بحركات معينة يجريها الذكر والأنثى. فيتقابل القرينان ويرفعان بطنيهما عالياً، ويتحركان في دوائر، ثم يقبض الذكر على الأنثى بلوامسه القدمية، ويسيران معاً جيئةً وذهاباً، ويداعب منطقتها التناسلية بأرجله الأمامية. تدوم هذه الحركات ساعات، وأحياناً أياماً، بعدها يلقي الذكر نطافَه على الأرض في حوامل للنطاف spermatophores يبرز منها غشاء بشكل الجناح (الشكل 2). ويحاور الذكرُ الأنثى حتى تصبح فوهتها الأنثوية فوق حامل النطاف، فيتركها لتضغط بجسمها على الجناح، مما يؤدي إلى تقصّفه ومن ثم تحرر النطاف واندفاعها داخل الفوهة الأنثوية.
الشكل (2) تمثيل حامل النطاف عند ا لعقارب |
الشكل (3) تمثيل الردب المبيضي عند العقرب |
الشكل (4) حضن العقرب لصغارها |
سمية العقارب
يمثل لدغ العقرب مشكلة كبيرة على الصحة العامة في العالم، وخاصة في المناخات الحارة الشبيهة بالشرق الأوسط، حيث تكون بعض العقارب سامة خطيرة تؤدي إلى موت الإنسان. فقد قُدِّر أن معدل الوفيات بسبب لدغات العقارب يزيد على لدغات الأفاعي بأكثر من تسع مرات في بلدان كثيرة من العالم، وأن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة هم الأكثر عرضة للّدغ، فقد تجاوز معدل الوفيات عند الأطفال الصغار بتأثير لدغ العقارب الـ 20%. كما لوحظ أن معظم الإصابات تحدث في بداية آذار حتى تشرين الثاني، وتبلغ الإصابة ذروتها في شهري تموز وآب. وقد دلت الدراسات أن لدغ العقرب يؤدي إلى آلام في موقع اللدغ وإحساس بالبرودة والتعرق الغزير والنعاس الدائم ووذمة رئوية وتسرع في القلب وآلام معوية وغثيان وضيق في التنفس وارتفاع في عدد الكريات البيض وحدوث بيلة دموية وبيلة سكرية وفرط سكر في الدم، ويُظهِر التخطيط الكهربائي للقلب التهاب العضلة القلبية. ويعالج الملدوغ عادة بمصل مضاد للتسمم يحقن داخل العضلة، كما يمكن حقنه بالهيدروكورتيزون والمهدئات العصبية كالفينوباربيتال أو الدياسبازم، وفي حال معرفة النوع المسبب للدغ يعطى مصلاً نوعياً.
ويرتبط لدغ العقارب بمكان السكن وطبيعة العمل، وخصوصاً في المواقع الطبيعية والصحراوية وفي أثناء التخييم والمعسكرات، كما يحدث لدغ العقارب نتيجة إهمال الضحايا أنفسهم إذ لا يتحقق الفرد منهم من أحذيتهم. وقد تتسرب العقارب ليلاً من الشقوق الموجودة حول الأبواب لتصل إلى أسرّة الأطفال في أثناء نومهم.
بعض العقارب سمها غير خطر، وبعضها الآخر خطر، مثل النوعين Androctonus crassicaudaوLeiurus quinquestriatus الموجودين في شمالي إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وهما شديدا السمية، بل أكثر العقارب سمية في منطقة الشرق الأوسط، ويعزى إليهما كثير من حوادث الوفاة خصوصاً عند الأطفال والمتقدمين في السن، في السعودية وفلسطين، وتركيا. والأقل خطراً ـ الموجود في منطقة الشرق الأوسط ـ النوعانAndroctonus crassicauda وButhus judaicus، أما النوع Scorpio maurus فسميته ضعيفة جداً.
والتأثير السمي للعقارب إما أن يكون عصبياًneurotoxic أو دموياً، لكن يبدو أن السمية القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة من لدغة العقارب، إذ يكون تضيق الأوعية وبصورة رئيسية التنبيه الأدريناليني الفعل المهم في التسمم الناجم عن الأنواع المختلفة.
عقارب سورية
عرف في سورية ثلاثة عشر نوعاً تنتمي إلى ثلاث فصائل، هي فصيلة Buthidae (ستة أجناس وعشرة أنواع) وفصيلة Diplocentridae (جنسان ونوعان) وفصيلة Scorpionidae (جنس واحد ونوع واحد)، ورد ذكر أهمها آنفاً (الشكل 5).
الشكل(5) أربعة نماذج من العقارب السورية |