ماهي علاقة عالم النفس سيجموند فرويد S . Freud بنساء محيطه الأسري..عبد الوهاب أحمرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي علاقة عالم النفس سيجموند فرويد S . Freud بنساء محيطه الأسري..عبد الوهاب أحمرين

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	Screenshot_٢٠٢٣٠٥٢٠-١٩٣٨٤٠_Facebook.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	60.2 كيلوبايت  الهوية:	113801
    ~~~ علاقة فرويد S . Freud بنساء محيطه الأسري ~~~

    .. تحدثت ـ سلفا ـ في منشور سابق عن تمثل س. فرويد وموقفه من المرأة تحت عنوان " المرأة في تصور س . فرويد " ؛ إذ افتتحت الحديث بطرح السؤال الذي أرق س . فرويد " ما ذا تريد المرأة " .. أما في سياق هذا المنشور، سأوسع الحديث ـ نسبيا ـ عن علاقة رائد التحليل النفسي وفيلسوف التاريخ السوسيو ـ ثقافي بالنساء القريبات منه { الأم / الزوجة / الابنة .. } .. حيث علاقته بالنساء عامة وبقريباته لا تغير موقفه الثابت منها { المرأة أقل عنادا ومنافسة للرجل .. } ..
    1// بخصوص علاقة فرويد بأمه .. يجوز القول بأن تعلق قلبه بأمه فاق كل إحساس عادي { العلاقة الطبيعية بين الابن وأمه } ، إحساس ينم عن شعور مثالي / ساخن لا يوصف ، عاطفة زادت عن حدها المعتاد ، شعور يتقاسمه الإثنان على حد سواء بالإنصاف ، علاقة حميمة من طراز مخالف {1} . كانت أمه امرأة حازمة ومتدينة وجريئة تعز فرويد وتحبه وتفضله عن إخوته ، وتتنبأ له بمستقبل زاهر وبغد أفضل في حياته ومهامه . انعكس هذا الحب الفياض / الناصع / الصادق / الدافئ على شخصيته وحياته وأشعره بالفخر والاعتزاز والثقة بالنفس ، وفسح له المجال للنجاح والشهرة والتميز ..
    2// بخصوص علاقته بزوجته .. كان س. فرويد يحب زوجته " مارتا بيرناييز " {2} Martha Bernays في فترة خطوبتهما حبا رومانسيا لا نظير له { كتب لها ما يناهز تسعمائة (900) رسالة عاطفية أثناء خطوبتهما قبل الزواج } .. إذ يقول في إحدى الرسائل " ويلك مني عندما آتي إليك يا أميرتي لأقبلك حتى أدميك وأعذبك حتى تسمني .. " . لكن حبه الشديد لخطيبته ( فيما بعد زواجهما ) دفعه إلى استشعار شعور الغيرة المرضية المفرطة تمثلت في أنه يريدها لنفسه وحده ، أن تكون ملكا له {3} ، ولا يقبل أن تتصل بغريب أو تتعرف على أجنبي أو قريب ولو كان فردا من أفراد الأسرة { الأم أو الأخ .. } . كان فرويد مغرورا ومتعجرفا وصارما رغم عذوبة كلامه المعسول ورقة عواطفه التي كشفتها كتاباته السرية ..
    .. انطفأت شعلة الغرام الرومانسي بين فرويد وحليلته " مارتا " بعد دخولهما قفص الزوجية ؛ فأضحت علاقته بها رتيبة وباردة بعد فشله في برمجتها ثقافيا وسلوكيا وفكريا ، إذ اصطدم بقوة شخصيتها وعنادها وكبرياء أنوثتها ونخوتها ؛ فاستبدلها بشقيقتها " مينا " Minna التي أضحت رفيقته في السفر والعمل { زوجته الثانية غبر الشرعية إن جاز التعبير. } ؛ جعل من هذه الأخيرة ـ برضاها ورغبتها ـ مساعدة ورفيقة لاعتبارات كثيرة منها سعة ثقافتها وتفوق ذكائها ودرايتها بالتحليل النفسي وقاطنة في بيته بسبب موت خطيبها ؛ اعتبرها أما ثانية لأبنائه وشريكة له في مشاريعه تحضر معه في أسفاره ولقاءاته ومجالسه ومحافله العلمية وجلساته العلاجية دون الوقوع في غرامها وخيانة أختها ، كان يعاملها باحترام وعفة وتقدير ..
    3// بخصوص علاقته بابنته " أنا فرويد " Anna Freud .. " أنا فرويد " *** {4} ورثة أبيها للتحليل النفسي ، مرافقة ومعاونة ومساعدة له في أعماله العلمية ؛ انشغلت بالدراسات السيكولوجية / التحليل النفسي على وجه الخصوص ؛ وتخصصت في تحليل سيكولوجية الأطفال . مارست التحليل النفسي بنجاح ، وكانت رئيسة نشيطة في عدة جمعيات ودوائر علمية في فينا ؛ تخصصت في ممارسة العلاج النفسي للأطفال على غرار المحللة النفساني " ميلاني كلاين " ؛ ومن أبرز الحالات النفسية التي انكبت على علاجها حالة " هانز الصغير " le petit Hans . فأنا فرويد تمثل المدرسة النمساوية في مقابل ميلاني كلاين ـ المحللة النفسانية المشهورة ـ التي تمثل المدرسة البريطانية [ تخصص أنا فرويد / الأطفال الكبار # تخصص م. كلاين / الأطفال الصغار ] .. باقتضاب شديد ، تعتبر " أنا فرويد " باحثة قديرة وناجحة وبارة بأبيها تتمتع بثقافة علمية [ سيكولوجية ] واسعة عالية ، ومحللة نفسانية محنكة وناجعة ..
    *** المحصلة ***
    .. انطلاقا من المعطيات السالفة الذكر ، يتبن بجلاء مدى العلاقة الطيبة / الإيجابية بين س. فرويد ومحيطه النسائي داخل المجتمع العائلي ؛ علاقة سيكولوجية وفكرية واجتماعية أقيمت على دعامات الاحترام المتبادل والعمل المشترك والدفء الفياض بين أعضاء الأسرة ، ناهيك عن الصدق والوفاء والعفة .. علاقة تستهوي وتجذب كل متتبع ومهتم بالشأن الشخصي في حياة س. فرويد ، على اعتبار أن فرويد شخصية مثيرة للجدل من حيث التذبذب والاهتزاز في سياق العلائق الاجتماعية .. فعلاقة س. فرويد بنساء وسطه العائلي ( قريباته بالذات ) يطبعها الهدوء والرومانسية والواقعية والجدية والصرامة وتحمل المسئولية ..

    ======================================

    {1} كان فرويد يحب أمه حبا جنونيا ، والعكس تجاه أبيه ، أسرار باح بها فرويد في المراسلات والكتابات التي كان يرسلها لأصدقائه المقربين منه .. كان يزور أمه كل صباح بانتظام لتناول وجبة الفطور بمعيتها ؛ وهي بدورها تزوره كل مساء لمشاركته وجبة العشاء بنظام ..
    {2} سليلة أسرة يهودية متدينة مشهورة تقيم في فيننا / النمسا ..
    {3} كان يريدها امرأة طيعة في فترة الزواج على غرار الأنموذج اليهودي في مجتمعه ؛ نموذج المرأة العطوفة ، المكلفة بالسهر على راحة الرجل وتأمين حاجاته .. كان الرجل اليهودي يردد دوما في صلواته " أشكرك يا رب لأنك لم تخلقني امرأة .. "
    {4} كانت فتاة عادية محتشمة لا تبالي بالتبرج والزينة كباقي الفتيات ، تنفر من العطور والتباهي بالملابس المثيرة والشفافة [ ملابسها كانت فضفاضة وطويلة ] ؛ عاشت حياة عادية وكانت فتاة عانسا لم تتزوج بسبب موت خطيبها .. إنها الابنة السادسة في ترتيب أبناء س. فرويد داخل الأسرة [ ثلاثة ذكور / ثلاث إناث ] ؛ كان أبوها يرغب في إكمال العدد السادس بطفل ذكر ، لكن أمها أنجبتها أنثى ، تقول " أنا " " لو كانت هناك موانع حمل في حينها لما ولدت " . كانت ابنة بارة تغار من النساء اللواتي يقتربن من أبيها ؛ بدنها لم يسعفها لتعيش بصحة جيدة ، عانت من ألم عضوي قادها إلى الإفراط في تناول مادة المورفين بغاية تسكين الألم الحاد إلى أن ماتت بسببه ..
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	FB_IMG_1684600472648.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	7.4 كيلوبايت  الهوية:	113802 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	FB_IMG_1684600479317.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	10.7 كيلوبايت  الهوية:	113803 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	FB_IMG_1684600492609.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	16.6 كيلوبايت  الهوية:	113804
    التعديل الأخير تم بواسطة Fareed Zaffour; الساعة 05-20-2023, 08:01 PM.
يعمل...
X