عدنان (قبيله)
Adnan tribe - Tribu Adnan
عَـدْنـان (قبيلة ـ)
عَدْنانُ هو الَّذي يقف عنده نسبُ العرب العدنانيِّين، وهو على اتِّفـاق النَّسَّابين من وَلَدِ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام، بَيْدَ أنَّهم اختلفوا فيما بين عَدْنانَ وإسماعيلَ من الآباء. قال الذَّهبيُّ: «قيل: بينهما تسعةُ آباء، وقيل: سبعةٌ، وقيل مثلُ ذلك عن جماعةٍ، لَكِنِ اختلفوا في أسماء بعض الآباء، وقيل: بينهما خمسةَ عشرَ أباً، وقيل: بينهما أربعون أباً، وهو بعيدٌ جداً»، وكلُّ ما قيل في النَّسـب فوق عَدْنانَ لا يقينَ فيه من حيث عددُ الآباء وأسماؤهم، فلاجدوى من ذكر ذلك.
قال ابن َسْعدٍ في «الطَّبقات»: «الأمرُ عندَنا على الانتهاء إلى مَعَدّ بن عدنان، ثمَّ الإمساك عمَّا وراء ذلك إلى إسـماعيل بن إبراهيم». وروى الذَّهبيُّ عن عُروةَ بن الزُّبير قولَه: «ما وَجَدْنا مَنْ يعرفُ ما وراء عدنان ولا قَحْطان إلا تخرُّصاً»، وقَحْطانُ المذكور جدُّ العرب الثَّاني، وهو يمانيٌّ وإليه ينتسبُ جُلُّ اليمانية، وممَّا ذكره النَّسَّابون مِنْ نَسَبِ عدنان أنَّه ابن أُدّ ويقال: أُدُد، ويَرِدُ ذِكْرُ أُدّ في شعر الكُمَيتُ بن زيد الأسَدِيّ:
لَهُنَّ مَنارُ عدنان بن أُدٍّ
بِهنَّ إِلى ابن آجر يهتدينا
واتَّفق النَّسابون أيضاً على أنَّ عَدْنانَ حِجازِيٌّ، ومعظمُ أهل الحِجاز ينتسبون إليه، ثمَّ انتشرَتْ بطونُ عَدْنانَ في تِهامَةَ ونَجْد والعراق والشَّام واليمن وسائر الأقطار.
ووَلَدُ عدنان: مَعَدّ والدِّيْثُ، وأُبَيّ والعَيُّ والعُدَين، والثَّلاثةُ الأخيرون دَرَجُوا فلا عَقِبَ لهم، ولم يذكر ابنُ حَزْمٍ من أولاد عدنان سوى مَعَدٍّ والدِّيث، ويَكْثُرُ ذِكْرُ مَعَدٍّ في أشعار العرب عند الفخر بالانتساب، فمن ذلك قولُ لَبيد ابن ربيعة:
فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدْنانَ والداً
ودونَ مَعَدٍّ فَـــلتَزَعْكَ العَواذِلُ
ومنه قولُ ذي الرُّمَّة:
أَنا ابنُ مَعَدٍّ وابنُ عَدْنانَ أَنتَمـي
إلى مَنْ لَهُ في العِزّ وِرْدٌ ومَصْدَرُ
ووَلَدَ الدِّيْثُ بن عدنان: الحارثَ، وهو عَكُّ، فوَلَدَ عَكُّ بن الدِّيْثِ: الشَّـاهدَ وصُحاراً، وهو غالبٌ، وقَرْناً، وسُـبيعاً، وهم في الأَزْد بنو عَكّ. وفي ذلك يقول الكُمَيتُ بنُ زَيد الأَسَــدِيّ:
لِعَكٍّ فــــي مَناسـبها مَســار
إلـى عَدْنَان واضحةُ السَّـبيل
وقيل: عَكُّ بن عدنان وهذا بعيدٌ، قال عبَّاس بن مِردْاس السُّلميُّ:
وعَكّ بنُ عَدْنانَ الَّذين تلَعَّبُوا
بغَسَّانَ حَتىَّ طُرِّدوا كُلَّ مَطْرَدِ
قال ابنُ سَلاَّم الجُمَحِيُّ عَقِبَ روايتِهِ هذا البيت في «طبقات فحول الشُّعراء»: «ما فوقَ عدنان، أسماء لم تُؤخَذْ إلا عن الكتب، والله أعلمُ بها، لم يذكرها عربيٌّ قطٌّ … فنحن لا نقيم في النَّسب ما فوقَ عدنان». وقيل: هو عَكُّ بن مَعَدّ بن عدنان، ويُذْكَرُ أنَّ عَكّاً رحلَ عن الحجاز بعد حربٍ ضَروسٍ، فأقام في سَمْران باليمن مدَّةً. يقول الشَّاعر:
تركنا الدِّيثَ إخوتـَنـا وعَكَّاً
إلى سَمْران فانطلَقوا سِراعا
وكانوا من بني عدنـان حتَّى
أضاعوا الأمرَ بينهمُ فضاعـا
وأبناءُ مَعَدّ بن عدنان: نِزار وقَنَص وإياد، وسَنام، والعُرْف، وقُضاعةَ، وقيل: نِزارٌ وقُضاعةُ فقط، ويذكر النَّسَّابون أن قَنَص بن مَعَدّ أنجب أبناء هلكوا كلُّهم إلا أشلاء توزَّعوا في قبائل العرب، ومنهم ملوك الحِيْرَة من المَناذِرَة وآلِهِم، ويروى أنَّ عمر بن الخطَّاب سأل مطعم ابن جبير عن نسب النُّعمان بن المنذر، فأجابه أنَّه من أشلاء قَنَص بن مَعَدّ.
ولا خلاف في أنَّ نِزاراً هو وَلَدُ مَعَدّ ابن عدنان، ومن نزار انحدرَتْ جُلُّ القبائل العدنانيَّة، ولِشُهْرَتِه يُطْلَقُ على القبائل العدنانيَّة اسمَ القبائل النِّزاريَّة، يقول بِشْر بن أبي خازم الأَسَدِيُّ:
ولمَّا أَنْ رأَيْنَا النَّاسَ صاروا
أعادِيَ ليسَ بَيْنَهُمُ ائْتِمارُ
مضى سُــلاَّفُنا حتَّى نَزَلْنَا
بِأَرْضٍ قد تَحامَتْهَا نِزَارُ
ووَلَدَ نزارٌ ربيعةَ ومُضَرَ، وقيـل أولادُه: ربيعةُ ومُضَرُ وإياد وأَنْمار، وذكروا أن خَثْعَمَ وبَجِيلَةَ من وَلَدِ أَنْمار.
وكَثُرَتْ بطونُ ربيعةَ ومُضَرَ، فكان من ربيعةَ بن نزار: بنو أَسَد وعبد القيس، وعَنَزَة وبَكْر وتَغْلِب، ووائل، والأَراقِم، والدُّؤَل وغيرهم .
وكان شَعْبُ مُضَرَ بن نزار من ولديه: قَيْس عَيْلان بن مُضَر، وإلياس بن مُضَر.
فمن قيس عَيْلان: غَطَفان وسُليم، ومن غَطَفان: بَغيض وعَبْس وذُبْيان، ومن سُليم: بُهْثَةَ وهَوازِن.
ووَلَدَ إلياس بن مُضَر: غَمْراً ولقبُه مُدْرِكَة، وعامراً ولقبُه طابخة، وعُمَيراً ولقبُه قَمْعَةُ، وغلبَ على شَعْبِ إلياس ابن مُضَر لَقَبُ خِنْدِف، وهي أمُّهم امرأَةُ إِلْياسَ بن مُضَر، واسـمُها لَيْلى بنت عِمْرانَ بن إِلحاف بن قُضاعةَ. ذُكِرَ أَنَّ إِبلَ إلياسَ انتشرت ليلاً فخرج وَلَدُه مُدْرِكةُ في طَلَبِها فردَّها فَسُمِّيَ مُدْرِكَةَ، وخَنْدَفَتْ أمُّه ليلى في أَثَرِ وَلَدِها، أَي أَسْرَعَتْ، فسُمِّيَت خِنْدِفَ، إذ قالت لزوجها إلياس: ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ في أَثَرِكُمْ، فقال: فأنت خِنْدِفُ، فنُسِـبَ وَلَدُ إِلياسَ إِليها.
وشَعْبُ مُدْرَكَةَ بن إلياس مِنْ وَلَدَيه: خُزَيمةَ وهُذَيلٍ، وله غيرُهما: غالب وسَعْد وقيس لم يُعَقِّبوا. وَوَلَدَ خُزَيمةُ كِنانةَ.
ووَلَدَ كِنانة: النَّضْرَ وهو قيس، فوَلَدَ النَّضْرُ بن كنانة: يَخْلُدَ ومالكاً، فولد مالك بن النَّضْر: فِهْراً، وإليه جِماعُ قبيلة قُرَيش، وقُريش لَقَبُ فِهْر، وكلُّ مَنْ لم يلده فِهْرٌ فليس بقُرَشِيٍّ، وقيل في لقبه أقوالٌ منها أنَّه من التَّقريش أي التَّفتيش، إذ كان فِهْرٌ بن مالك يُفَتِّشُ عن خَلَّةِ كل ذي خَلَّةٍ فيسدها بفضله، وقيل: التَّقريش التَّجمُّعُ، فإنَّ القبيلة لمَّا تجمَّعَتْ بمكَّةَ سُمِّيَتْ قُرَيشاً.
ووَلَدَ فِهْر بن مالك: أسداً وغالباً والحارثَ ومُحارباً. ووَلَدَ أَسَد بن فِهْر: مالكاً، فوَلَدَ مالك ابن أَسَد: جَمَلاً. أمَّا غالب بن فِهْرٍ فوَلَدَ: لُؤيّاً وتَيْماً، وقيساً، فهؤلاء بطون قُريش الظَّواهر.
ووَلَدَ لُؤَيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك: كعباً، وعامراً، وسامةَ، وعَوفاً، وخُزَيمةَ، وسَعْداً، والحارثَ، وهؤلاء بطون قُريش البِطاح.
وَوَلَدَ كعب بن لُؤَيّ بن غالب: مُرَّةَ، فولد مُرَّةُ بن كَعْبٍ: كِلاباً وتَيْماً، ووَلَدَ كلاب بن مُرَّةَ: زُهْرَةَ ونُعْماً وقُصَيّاً، واسـمُ قُصَيٍّ زيدٌ، وكان يُدْعَى مُجَمِّعاً، لأنَّه جَمَّعَ قُرَيشـاً، ومنه قول حُذافةَ بن غانم لأبي لهب:
قُصَيٌّ أبوكم كان يُدْعى مُجَمِّعاً
به جَمَّع الله القبائلَ من فِهْرِ
ووُلِدَ لِقُصَيّ بن كلاب، وهو بطنٌ: عبد مَناف وهو المُغيرة، وعبد الله وهو عبد الدَّار، وعبد العزَّى، وبَرَّة، وتَحْمُر. ووُلِدَ لعبد مَناف: عبد شَمْس ونَوفَل وعبد المُطَّلِب وهاشِم، واسمُ هاشمٍ عمرو، ولُقِّبَ هاشماً لأنَّه هَشَمَ الثَّريدَ، وفيه يقول عبد الله بن الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ:
عَمْرو العُلا هشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ
وَرِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ
فمن هاشِم: رسول اللهr والعبَّاسيُّون. ومن عبد شَمْس: بنو أُمَيَّةَ.
وفَخِـذُ هاشم بن عبد مَناف من وَلَدِهِ: نَضْلَة بن هاشم، وأَسَد بن هاشم، وعبد المطَّلِب بن هاشم؛ ولَقَبُه شيبةُ الحَمْد وهو سيِّدُ قريش في حياته.
ووَلَدَ عبد المطَّلِب بن هاشم: عبدَ الله أبا رسول الله، وعبدَ مَناف وهو أبو طالب، وعبدَ الكَعْبَةِ، والعبَّاسَ، وضِراراً، والزُّبيرَ وكان شاعراً، ونَسَبَ له جماعةٌ من الرُّواة هذه الأبيات السَّائرة، ورواها أبو هلال العَسْكَريِّ في «جمهرة الأمثال»، وغيرُه:
إِذا كنتَ في حاجةٍ مُرْسِلاً
فأَرسِلْ حكيماً ولا تُوصِهِ
وإِنْ بابُ أَمرٍ عليكَ التَوَى
فشـاوِرْ لبيباً ولا تَعْصِهِ
ولا تَنْطقِ الدَّهرَ في مَجْلِسٍ
حديثاً إذا أنتَ لم تُحْصِهِ
ووَلَدَ عبدُ الله محمَّداًr.
وأبرزُ أعلامِ العَدْنانيَّةِ وسائرِ النَّاس قاطبةً النَّبيُّ محمَّدٌr وفصيلة النَّبيِّ: بنو عبد المطَّلب أعمامُه وبنو أعمامه، وفَخذُه: بنو هاشم، وبطنُه: بنو عبد مَناف، وعِمارته: قُريش، وقبيلته: بنو كِنانةَ، وشَعْبُه: مُضَر. قالr: «أنا أَفْصَح العرب، بَيْدَ أنّي من قريش»، ومن قوله أيضاً:
«أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ
أنا ابنُ عبد المطَّلبْ».
وكان r إذا انتسبَ فبلغَ عدنانَ أمسكَ وقال: «كَذَبَ النَّسَّابونَ» فلا يتجاوز فوقَ عدنان.
علي أبو زيد
Adnan tribe - Tribu Adnan
عَـدْنـان (قبيلة ـ)
عَدْنانُ هو الَّذي يقف عنده نسبُ العرب العدنانيِّين، وهو على اتِّفـاق النَّسَّابين من وَلَدِ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السَّلام، بَيْدَ أنَّهم اختلفوا فيما بين عَدْنانَ وإسماعيلَ من الآباء. قال الذَّهبيُّ: «قيل: بينهما تسعةُ آباء، وقيل: سبعةٌ، وقيل مثلُ ذلك عن جماعةٍ، لَكِنِ اختلفوا في أسماء بعض الآباء، وقيل: بينهما خمسةَ عشرَ أباً، وقيل: بينهما أربعون أباً، وهو بعيدٌ جداً»، وكلُّ ما قيل في النَّسـب فوق عَدْنانَ لا يقينَ فيه من حيث عددُ الآباء وأسماؤهم، فلاجدوى من ذكر ذلك.
قال ابن َسْعدٍ في «الطَّبقات»: «الأمرُ عندَنا على الانتهاء إلى مَعَدّ بن عدنان، ثمَّ الإمساك عمَّا وراء ذلك إلى إسـماعيل بن إبراهيم». وروى الذَّهبيُّ عن عُروةَ بن الزُّبير قولَه: «ما وَجَدْنا مَنْ يعرفُ ما وراء عدنان ولا قَحْطان إلا تخرُّصاً»، وقَحْطانُ المذكور جدُّ العرب الثَّاني، وهو يمانيٌّ وإليه ينتسبُ جُلُّ اليمانية، وممَّا ذكره النَّسَّابون مِنْ نَسَبِ عدنان أنَّه ابن أُدّ ويقال: أُدُد، ويَرِدُ ذِكْرُ أُدّ في شعر الكُمَيتُ بن زيد الأسَدِيّ:
لَهُنَّ مَنارُ عدنان بن أُدٍّ
بِهنَّ إِلى ابن آجر يهتدينا
واتَّفق النَّسابون أيضاً على أنَّ عَدْنانَ حِجازِيٌّ، ومعظمُ أهل الحِجاز ينتسبون إليه، ثمَّ انتشرَتْ بطونُ عَدْنانَ في تِهامَةَ ونَجْد والعراق والشَّام واليمن وسائر الأقطار.
ووَلَدُ عدنان: مَعَدّ والدِّيْثُ، وأُبَيّ والعَيُّ والعُدَين، والثَّلاثةُ الأخيرون دَرَجُوا فلا عَقِبَ لهم، ولم يذكر ابنُ حَزْمٍ من أولاد عدنان سوى مَعَدٍّ والدِّيث، ويَكْثُرُ ذِكْرُ مَعَدٍّ في أشعار العرب عند الفخر بالانتساب، فمن ذلك قولُ لَبيد ابن ربيعة:
فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدْنانَ والداً
ودونَ مَعَدٍّ فَـــلتَزَعْكَ العَواذِلُ
ومنه قولُ ذي الرُّمَّة:
أَنا ابنُ مَعَدٍّ وابنُ عَدْنانَ أَنتَمـي
إلى مَنْ لَهُ في العِزّ وِرْدٌ ومَصْدَرُ
ووَلَدَ الدِّيْثُ بن عدنان: الحارثَ، وهو عَكُّ، فوَلَدَ عَكُّ بن الدِّيْثِ: الشَّـاهدَ وصُحاراً، وهو غالبٌ، وقَرْناً، وسُـبيعاً، وهم في الأَزْد بنو عَكّ. وفي ذلك يقول الكُمَيتُ بنُ زَيد الأَسَــدِيّ:
لِعَكٍّ فــــي مَناسـبها مَســار
إلـى عَدْنَان واضحةُ السَّـبيل
وقيل: عَكُّ بن عدنان وهذا بعيدٌ، قال عبَّاس بن مِردْاس السُّلميُّ:
وعَكّ بنُ عَدْنانَ الَّذين تلَعَّبُوا
بغَسَّانَ حَتىَّ طُرِّدوا كُلَّ مَطْرَدِ
قال ابنُ سَلاَّم الجُمَحِيُّ عَقِبَ روايتِهِ هذا البيت في «طبقات فحول الشُّعراء»: «ما فوقَ عدنان، أسماء لم تُؤخَذْ إلا عن الكتب، والله أعلمُ بها، لم يذكرها عربيٌّ قطٌّ … فنحن لا نقيم في النَّسب ما فوقَ عدنان». وقيل: هو عَكُّ بن مَعَدّ بن عدنان، ويُذْكَرُ أنَّ عَكّاً رحلَ عن الحجاز بعد حربٍ ضَروسٍ، فأقام في سَمْران باليمن مدَّةً. يقول الشَّاعر:
تركنا الدِّيثَ إخوتـَنـا وعَكَّاً
إلى سَمْران فانطلَقوا سِراعا
وكانوا من بني عدنـان حتَّى
أضاعوا الأمرَ بينهمُ فضاعـا
وأبناءُ مَعَدّ بن عدنان: نِزار وقَنَص وإياد، وسَنام، والعُرْف، وقُضاعةَ، وقيل: نِزارٌ وقُضاعةُ فقط، ويذكر النَّسَّابون أن قَنَص بن مَعَدّ أنجب أبناء هلكوا كلُّهم إلا أشلاء توزَّعوا في قبائل العرب، ومنهم ملوك الحِيْرَة من المَناذِرَة وآلِهِم، ويروى أنَّ عمر بن الخطَّاب سأل مطعم ابن جبير عن نسب النُّعمان بن المنذر، فأجابه أنَّه من أشلاء قَنَص بن مَعَدّ.
ولا خلاف في أنَّ نِزاراً هو وَلَدُ مَعَدّ ابن عدنان، ومن نزار انحدرَتْ جُلُّ القبائل العدنانيَّة، ولِشُهْرَتِه يُطْلَقُ على القبائل العدنانيَّة اسمَ القبائل النِّزاريَّة، يقول بِشْر بن أبي خازم الأَسَدِيُّ:
ولمَّا أَنْ رأَيْنَا النَّاسَ صاروا
أعادِيَ ليسَ بَيْنَهُمُ ائْتِمارُ
مضى سُــلاَّفُنا حتَّى نَزَلْنَا
بِأَرْضٍ قد تَحامَتْهَا نِزَارُ
ووَلَدَ نزارٌ ربيعةَ ومُضَرَ، وقيـل أولادُه: ربيعةُ ومُضَرُ وإياد وأَنْمار، وذكروا أن خَثْعَمَ وبَجِيلَةَ من وَلَدِ أَنْمار.
وكَثُرَتْ بطونُ ربيعةَ ومُضَرَ، فكان من ربيعةَ بن نزار: بنو أَسَد وعبد القيس، وعَنَزَة وبَكْر وتَغْلِب، ووائل، والأَراقِم، والدُّؤَل وغيرهم .
وكان شَعْبُ مُضَرَ بن نزار من ولديه: قَيْس عَيْلان بن مُضَر، وإلياس بن مُضَر.
فمن قيس عَيْلان: غَطَفان وسُليم، ومن غَطَفان: بَغيض وعَبْس وذُبْيان، ومن سُليم: بُهْثَةَ وهَوازِن.
ووَلَدَ إلياس بن مُضَر: غَمْراً ولقبُه مُدْرِكَة، وعامراً ولقبُه طابخة، وعُمَيراً ولقبُه قَمْعَةُ، وغلبَ على شَعْبِ إلياس ابن مُضَر لَقَبُ خِنْدِف، وهي أمُّهم امرأَةُ إِلْياسَ بن مُضَر، واسـمُها لَيْلى بنت عِمْرانَ بن إِلحاف بن قُضاعةَ. ذُكِرَ أَنَّ إِبلَ إلياسَ انتشرت ليلاً فخرج وَلَدُه مُدْرِكةُ في طَلَبِها فردَّها فَسُمِّيَ مُدْرِكَةَ، وخَنْدَفَتْ أمُّه ليلى في أَثَرِ وَلَدِها، أَي أَسْرَعَتْ، فسُمِّيَت خِنْدِفَ، إذ قالت لزوجها إلياس: ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ في أَثَرِكُمْ، فقال: فأنت خِنْدِفُ، فنُسِـبَ وَلَدُ إِلياسَ إِليها.
وشَعْبُ مُدْرَكَةَ بن إلياس مِنْ وَلَدَيه: خُزَيمةَ وهُذَيلٍ، وله غيرُهما: غالب وسَعْد وقيس لم يُعَقِّبوا. وَوَلَدَ خُزَيمةُ كِنانةَ.
ووَلَدَ كِنانة: النَّضْرَ وهو قيس، فوَلَدَ النَّضْرُ بن كنانة: يَخْلُدَ ومالكاً، فولد مالك بن النَّضْر: فِهْراً، وإليه جِماعُ قبيلة قُرَيش، وقُريش لَقَبُ فِهْر، وكلُّ مَنْ لم يلده فِهْرٌ فليس بقُرَشِيٍّ، وقيل في لقبه أقوالٌ منها أنَّه من التَّقريش أي التَّفتيش، إذ كان فِهْرٌ بن مالك يُفَتِّشُ عن خَلَّةِ كل ذي خَلَّةٍ فيسدها بفضله، وقيل: التَّقريش التَّجمُّعُ، فإنَّ القبيلة لمَّا تجمَّعَتْ بمكَّةَ سُمِّيَتْ قُرَيشاً.
ووَلَدَ فِهْر بن مالك: أسداً وغالباً والحارثَ ومُحارباً. ووَلَدَ أَسَد بن فِهْر: مالكاً، فوَلَدَ مالك ابن أَسَد: جَمَلاً. أمَّا غالب بن فِهْرٍ فوَلَدَ: لُؤيّاً وتَيْماً، وقيساً، فهؤلاء بطون قُريش الظَّواهر.
ووَلَدَ لُؤَيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك: كعباً، وعامراً، وسامةَ، وعَوفاً، وخُزَيمةَ، وسَعْداً، والحارثَ، وهؤلاء بطون قُريش البِطاح.
وَوَلَدَ كعب بن لُؤَيّ بن غالب: مُرَّةَ، فولد مُرَّةُ بن كَعْبٍ: كِلاباً وتَيْماً، ووَلَدَ كلاب بن مُرَّةَ: زُهْرَةَ ونُعْماً وقُصَيّاً، واسـمُ قُصَيٍّ زيدٌ، وكان يُدْعَى مُجَمِّعاً، لأنَّه جَمَّعَ قُرَيشـاً، ومنه قول حُذافةَ بن غانم لأبي لهب:
قُصَيٌّ أبوكم كان يُدْعى مُجَمِّعاً
به جَمَّع الله القبائلَ من فِهْرِ
ووُلِدَ لِقُصَيّ بن كلاب، وهو بطنٌ: عبد مَناف وهو المُغيرة، وعبد الله وهو عبد الدَّار، وعبد العزَّى، وبَرَّة، وتَحْمُر. ووُلِدَ لعبد مَناف: عبد شَمْس ونَوفَل وعبد المُطَّلِب وهاشِم، واسمُ هاشمٍ عمرو، ولُقِّبَ هاشماً لأنَّه هَشَمَ الثَّريدَ، وفيه يقول عبد الله بن الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ:
عَمْرو العُلا هشَمَ الثَريدَ لِقَومِهِ
وَرِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ
فمن هاشِم: رسول اللهr والعبَّاسيُّون. ومن عبد شَمْس: بنو أُمَيَّةَ.
وفَخِـذُ هاشم بن عبد مَناف من وَلَدِهِ: نَضْلَة بن هاشم، وأَسَد بن هاشم، وعبد المطَّلِب بن هاشم؛ ولَقَبُه شيبةُ الحَمْد وهو سيِّدُ قريش في حياته.
ووَلَدَ عبد المطَّلِب بن هاشم: عبدَ الله أبا رسول الله، وعبدَ مَناف وهو أبو طالب، وعبدَ الكَعْبَةِ، والعبَّاسَ، وضِراراً، والزُّبيرَ وكان شاعراً، ونَسَبَ له جماعةٌ من الرُّواة هذه الأبيات السَّائرة، ورواها أبو هلال العَسْكَريِّ في «جمهرة الأمثال»، وغيرُه:
إِذا كنتَ في حاجةٍ مُرْسِلاً
فأَرسِلْ حكيماً ولا تُوصِهِ
وإِنْ بابُ أَمرٍ عليكَ التَوَى
فشـاوِرْ لبيباً ولا تَعْصِهِ
ولا تَنْطقِ الدَّهرَ في مَجْلِسٍ
حديثاً إذا أنتَ لم تُحْصِهِ
ووَلَدَ عبدُ الله محمَّداًr.
وأبرزُ أعلامِ العَدْنانيَّةِ وسائرِ النَّاس قاطبةً النَّبيُّ محمَّدٌr وفصيلة النَّبيِّ: بنو عبد المطَّلب أعمامُه وبنو أعمامه، وفَخذُه: بنو هاشم، وبطنُه: بنو عبد مَناف، وعِمارته: قُريش، وقبيلته: بنو كِنانةَ، وشَعْبُه: مُضَر. قالr: «أنا أَفْصَح العرب، بَيْدَ أنّي من قريش»، ومن قوله أيضاً:
«أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ
أنا ابنُ عبد المطَّلبْ».
وكان r إذا انتسبَ فبلغَ عدنانَ أمسكَ وقال: «كَذَبَ النَّسَّابونَ» فلا يتجاوز فوقَ عدنان.
علي أبو زيد