عجايبي
Fantastic - Fantastique
العجائبي
العجائبي Fantastic مفهوم نقدي يتعلق بالسرد الحكائي. تزايد الاهتمام به منذ أن أفرد له الناقد البلغاري (ترفيتان تودوروف) كتاباً خاصاً ظهر بالفرنسية عام 1970بعنوان: Introduction á la Littérature Fantastique.
ثم صدرت للكتاب، عام 1973، ترجمة إنكليزية قام بها (ريتشارد هاورد) بعنوان: The Fantastic:A Structural Approach to a Literary Genre، على حين ظهرت الترجمة العربية الكاملة للكتاب سنة 1994بعنوان: «مدخل إلى الأدب العجائبي» للصدّيق بوعلام.
وإحالة المفهوم إلى تودوروف لاتعني أن الاهتمام بالعجائبي كان بدعاً له دون من سبقه من الدارسين، ولكن اهتمامه به ودراسته إياه دراسة تفصيلية تميّزه من المفهومات القريبة منه، وتجعل منه جنساً أدبياً مستقلاً، ممّا جعل من الممكن، إن لم يكن من الواجب، أن يعد تودوروف مفصلاً في تاريخ تطور هذا المفهوم.
والعجائبي من المفاهيم العصية على التحديد، فمنذ أن حاول تودوروف التقعيد له اعتوره الدارسون بالإضافة والإلغاء من كل جهة، وذلك لأسباب تكمن في بنية العجائبي نفسه، في المبادئ التي اشترطها تودوروف لوجوده، وفي الموقع الذي أراده له. وقد أعلن هو نفسه، غير مرَّة، أن الخطر يحدق بمفهوم العجائبي من كل جهة، وأنه يحيا حياة ملؤها المخاطر. وهو معرَّض للتلاشي كل لحظة، وأنه ينهض في الحد بين جنسين هما (العجيب) و(الغريب) أكثر مما هو جنس مستقل بذاته. مع العلم أن النقاد ليسوا متفقين على العجائبي جنساً Genre مستقلاً، فهناك من يعدُّه صيغة Mode أو حافزاً Impuls أو موضوعة ووظيفة Theme.
والعجائبي هو «التردد الذي يحسه كائن لا يعرف غير القوانين الطبيعية فيما هو يواجه حدثاً فوق طبيعي، حسب الظاهر… فلا يدوم العجائبي إلا زمن تردد، تردد مشترك بين القارىء والشخصية اللذين لابد أن يُقررا فيما إذا كان الذي يدركانه … راجعاً إلى الواقع كما هو موجود في نظر الرأي العام أم لا. وفي نهاية القصة …(عندما) يتخذ قراراً (بخلاف الشخصية التي ربما لا تفعل ذلك) فيختار هذا الحل أو الآخر… يخرج من العجائبي، فإذا قرر أن قوانين الواقع تظل غير محسوسة وتسمح بتفسير الظواهر الموصوفة قلنا: إن الأثر ينتهي إلى جنس آخر (هو) الغريب، وبالعكس، إذا قرر أنه ينبغي قبول قوانين جديدة (على) الطبيعة يمكن أن تكون (الظاهرة) مفسرة من خلالها دخلنا عندئذ في جنس الغريب».
ويضع تودوروف لتحقق العجائبي ثلاثة أركان: الأول هو ضرورة عَدِّ عالَم شخصيات النص عالم أشخاص أحياء، والتردد بين تفسير طبيعي وتفسير فوق طبيعي للأحداث. والثاني أنه قد يكون التردد محسوساً من قبل شخصية داخل النص، كما هو محسوس من قبل المتلقي. والأخير هو إلحاح تودوروف على ضرورة استبعاد القراءة الرمزية أو الشعرية للنص العجائبي مع ضرورة التنبيه إلى أن الركنين الأول والأخير ضروريان وملزمان، أما الركن الثاني فهو ركن احتمالي.
وقد أدى تأخر ظهور الترجمة العربية الكاملة لكتاب تودوروف إلى ظهور عدة مصطلحات عربية للدلالة على المفهوم نفسه، لعل أشهرها: الغرائبية، الفانتاستيك، والفانطاستيك، العجيب، الخارق، الوهمي، الاستيهامي، الخوارقي، الخيالي، الغرابة، الفانتازيا، الخرافة، بيد أن أكثرها شيوعاً والتصاقاً بالمفهوم المراد التعبير عنه هو العجائبي.
لؤي خليل
Fantastic - Fantastique
العجائبي
العجائبي Fantastic مفهوم نقدي يتعلق بالسرد الحكائي. تزايد الاهتمام به منذ أن أفرد له الناقد البلغاري (ترفيتان تودوروف) كتاباً خاصاً ظهر بالفرنسية عام 1970بعنوان: Introduction á la Littérature Fantastique.
ثم صدرت للكتاب، عام 1973، ترجمة إنكليزية قام بها (ريتشارد هاورد) بعنوان: The Fantastic:A Structural Approach to a Literary Genre، على حين ظهرت الترجمة العربية الكاملة للكتاب سنة 1994بعنوان: «مدخل إلى الأدب العجائبي» للصدّيق بوعلام.
وإحالة المفهوم إلى تودوروف لاتعني أن الاهتمام بالعجائبي كان بدعاً له دون من سبقه من الدارسين، ولكن اهتمامه به ودراسته إياه دراسة تفصيلية تميّزه من المفهومات القريبة منه، وتجعل منه جنساً أدبياً مستقلاً، ممّا جعل من الممكن، إن لم يكن من الواجب، أن يعد تودوروف مفصلاً في تاريخ تطور هذا المفهوم.
والعجائبي من المفاهيم العصية على التحديد، فمنذ أن حاول تودوروف التقعيد له اعتوره الدارسون بالإضافة والإلغاء من كل جهة، وذلك لأسباب تكمن في بنية العجائبي نفسه، في المبادئ التي اشترطها تودوروف لوجوده، وفي الموقع الذي أراده له. وقد أعلن هو نفسه، غير مرَّة، أن الخطر يحدق بمفهوم العجائبي من كل جهة، وأنه يحيا حياة ملؤها المخاطر. وهو معرَّض للتلاشي كل لحظة، وأنه ينهض في الحد بين جنسين هما (العجيب) و(الغريب) أكثر مما هو جنس مستقل بذاته. مع العلم أن النقاد ليسوا متفقين على العجائبي جنساً Genre مستقلاً، فهناك من يعدُّه صيغة Mode أو حافزاً Impuls أو موضوعة ووظيفة Theme.
والعجائبي هو «التردد الذي يحسه كائن لا يعرف غير القوانين الطبيعية فيما هو يواجه حدثاً فوق طبيعي، حسب الظاهر… فلا يدوم العجائبي إلا زمن تردد، تردد مشترك بين القارىء والشخصية اللذين لابد أن يُقررا فيما إذا كان الذي يدركانه … راجعاً إلى الواقع كما هو موجود في نظر الرأي العام أم لا. وفي نهاية القصة …(عندما) يتخذ قراراً (بخلاف الشخصية التي ربما لا تفعل ذلك) فيختار هذا الحل أو الآخر… يخرج من العجائبي، فإذا قرر أن قوانين الواقع تظل غير محسوسة وتسمح بتفسير الظواهر الموصوفة قلنا: إن الأثر ينتهي إلى جنس آخر (هو) الغريب، وبالعكس، إذا قرر أنه ينبغي قبول قوانين جديدة (على) الطبيعة يمكن أن تكون (الظاهرة) مفسرة من خلالها دخلنا عندئذ في جنس الغريب».
ويضع تودوروف لتحقق العجائبي ثلاثة أركان: الأول هو ضرورة عَدِّ عالَم شخصيات النص عالم أشخاص أحياء، والتردد بين تفسير طبيعي وتفسير فوق طبيعي للأحداث. والثاني أنه قد يكون التردد محسوساً من قبل شخصية داخل النص، كما هو محسوس من قبل المتلقي. والأخير هو إلحاح تودوروف على ضرورة استبعاد القراءة الرمزية أو الشعرية للنص العجائبي مع ضرورة التنبيه إلى أن الركنين الأول والأخير ضروريان وملزمان، أما الركن الثاني فهو ركن احتمالي.
وقد أدى تأخر ظهور الترجمة العربية الكاملة لكتاب تودوروف إلى ظهور عدة مصطلحات عربية للدلالة على المفهوم نفسه، لعل أشهرها: الغرائبية، الفانتاستيك، والفانطاستيك، العجيب، الخارق، الوهمي، الاستيهامي، الخوارقي، الخيالي، الغرابة، الفانتازيا، الخرافة، بيد أن أكثرها شيوعاً والتصاقاً بالمفهوم المراد التعبير عنه هو العجائبي.
لؤي خليل