البوبرز poppers هي أدويةٌ سائلةٌ يمكن أن تعطي نشوة ً فوريةً عند استنشاقها، يوجد أسماء أخرى لها مثل نتريت الأميل، نتريت البوتيل، الذهب السائل.
تظهر تأثيراته بسرعةٍ وتشمل تلك التأثيرات: الدّوخة والأحاسيس الدافئة وارتفاع معدّل ضربات القلب وألم الرأس.
ينتشر استخدام أدوية البوبرز لغرض الترفيه بشكلٍ كبيرٍ، إذ تولّد البهجة ويمكن أن تعمل كمعزّز للجنس عبر عملها على استرخاء العضلات الشرجية، كما يمكن أن تُستخدم كمزيل للرّوائح الكريهة في الغرف وكمنظّفات للجلد على الرغم من ندرة استخدامها لتلك الأغراض.
وعلى الرغم من قوة آثار البهجة الّتي تولّدها إلا أنها تزول بسرعة وعادةً ما تزول خلال ثوانٍ أو دقائق.
هذه الأدوية غير آمنة.
الأمان:
يمكن أن يؤدي استنشاق البوبرز إلى آثارٍ شديدة ربّما تكون قاتلةً كما يمكن أن يؤدي أخذه بهذه الطريقة إلى عدم انتظام ضربات القلب وقد ينتج عنه متلازمة تسمى متلازمة الموت المفاجئ المرتبط بالاستنشاق sudden sniffing death، بالإضافة إلى احتمالية حدوث مضاعفاتٍ مميتة؛ إذ يمكن أن يسبّب ميتهيموغلوبينيّة الدم وهي حالة مهدّدة للحياة تحدث عندما ينتج الجسم كميات كبيرةً جدًا من الميتهيموغلوبين وهي مادّة في خلايا الدم الحمراء، كما يمكن أن يؤدي إلى أذيةٍ دماغيةٍ أو عينيةٍ خطيرةٍ وسلوك جنسي خطير، إذ بينت الأبحاث على الفئران أن المواد الكيميائية الموجودة في البوبرز يمكن أن تكون سُمّيةً للدماغ وأن تثبط التعلم والذاكرة، كما يمكن أن يسبب فقدانًا مؤقتًا أو دائمًا للرؤية، إذ أن التركيبة الكيميائية للدواء تسبب أذية الشبكية، ويمكن أن تزيد من فُرص التقاط فيروس الإيدز لأنه يسبب نشاطًا جنسيًا خطيرًا.
تربط الأبحاث الاستخدام طويل الأمد للبوبرز في الرجال الّذين يمارسون الجنس مع الرجال مع ارتفاع خطر السرطانات المرتبطة بالفيروسات والإصابات المنتقلة بالجنس على الرغم من أن المشاركين بالدراسة لم يكن لديهم HIV.
يقوم البعض بخلط أدوية البوبرز مع أدوية علاج مشاكل الانتصاب مثل السيدينافيل (فياغرا) وتادالافيل (سياليس)؛ ما يزيد خطر حدوث مضاعفاتٍ قلبيةٍ وعائيةٍ والتي يمكن أن تكون قاتلةً.
كما أن خلط الكحول مع البوبرز ليس آمنًا ويمكن أن يؤدّي إلى انخفاض ضغط الدم، كما يزيد الكحول من خطر الأعراض الضارة مثل الدوخة والدوار.
الأعراض والأعراض الجانبية:
يتناول الناس هذا الدواء عادةً لكي يشعروا بالمتعة مثل متعة الثمل أو للشعور بالنشوة ولكن يجده البعض تجربةً غير سارّةٍ ومربكة.
يعمل البوبرز بشكلٍ أساسيٍّ كموسّعات للأوعية أي يوسّع الأوعية الدموية ويؤدي هذا إلى:
- انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
- دوخة.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- دوار.
- أحاسيس دافئة عبر الجسم.
يمكن أن يسبب الانخفاض الشديد في ضغط الدم فقدان الوعي والإغماء.
كما أنه يرخي عضلات الشرج، ويقول بعض مستخدمي الدواء أنه يُشعرهم بالمتعة أثناء الجنس الشرجي، ولكن يمكن أن يسبّب نقص القدرة على حدوث الانتصاب.
التأثيرات غير المرغوبة للبوبرز:
- آلام الرأس: لأنه يوسّع الأوعية الدموية في الدماغ، يمكن أن تختلف شدّة هذه الآلام ومن المحتمل أن تستمر حتى بعد زوال شعور النشوة والجذل.
- التفاعلات التنفسية: إذ إن استنشاق مواد كيميائيةٍ قويّةٍ مثل البوبرز يمكن أن يؤثر على التنفس والوظائف الأخرى للطريق التنفسي ما يؤدي إلى مشاكل في الجيوب وإلى الأزيز.
- الآفات الجلدية القشرية: عادةً ما تحدث حول الأنف والشفتين والمناطق الأخرى المعرضة لأبخرة نتريت الأميل.
- تفاعلات الحساسيّة: يمكن أن يسبب البوبرز المعطر مشاكل لمن يعاني من حساسية نحو المواد الكيميائية العَطِرة.
- ضغط في العين: يمكن أن يزيد نتريت الأميل من مستوى السائل في العين مؤديًا إلى ضغط باطِن العين وهذا خَطرٌ جدًا للمصابين أو المعرضين لخطر الإصابة بالغلوكوما.
يوجد آثارٌ ضارةٌ أخرى مثل ألم الصدر والغثيان ونقص التنسيق ونزيف أنفي.
من يستخدم البوبرز؟
اعتاد الأطباء في الماضي أن يصفوا نتريت الأميل في حالات الأمراض القلبية، لكنه يستخدم حاليًا في علاج حالات التسمم بالسيانيد.
يُربط استخدامه بمجتمع LGBTQ (غير المغايرين جنسيًا) ويمكن أن يُعزى السبب في ذلك إلى أن هذه الأدوية تسهل الجنس الشرجي لبعض الناس ويمكن أن ترفع الإثارة وهزّات الجماع.
تشير دارسةٌ أُجريت عام 2010 أن استخدام نتريت الأميل كان متسقًا ومستمرًا بين عامي 2002 و 2007 في رجال الأقلية الجنسية (مجتمع LGBTQ) في نيويورك على الرغم من الانخفاض الشديد لاستخدام أنواع أخرى من الأدوية مثل إيكستاسي وكيتامين.
يستخدمه أشخاصمن جميع الأعمار والأعراق والتوجهات الجنسية، فوجدنا مثلًا في إحدى الدراسات التي شملت طلاب طب بريطانيين أن 10% منهم استخدموا البوبرز مرةً واحدةً على الأقلّ.
ارتفع استخدام البوبرز في فرنسا بحدّة بين عامي 2000 و 2010 ، وكان شائعًا بين البالغين والمراهقين حتى صُنف في المرتبة الثانية بعد القنب (نوع من أنواع الحشيش).
الابتعاد:
ينتشر استخدام أدوية البوبرز بكثرة ولكن لها تأثيرات جانبيّة خطيرة يمكن أن يكون بعضها قاتلًا.
ونظرًا لتلك المخاطر فإن الحل الأفضل هو تجنّب البوبرز إذ تفوق مخاطره النشوة قصيرة الأمد بفعل الدواء.
ويجب على كل من يمتلك استفسارات أو اهتمامات أن يناقش المخاطر والأعراض الجانبية مع خبير بالرعاية الصحية كما يمكن أن يقدموا الدعم والإحالات لمن يريد الحد أو التوقف عن استخدام الدواء.