عزه ميلاء
Azza al-Mayla - Azza al-Mayla
عزة الميلاء
(…ـ نحو 115هـ/… ـ نحو 733م)
عزة الميلاء، تعد من أقدم من غنّى الغناء الموقّع من النساء بالحجاز، وهي مولاة للأنصار، مسكنها المدينة، وكانت من أجمل النساء وجهاً وسميت بالميلاء لتمايلها في مشيتها.
كانت عزة الميلاء ممن أَحْسَنَّ ضرباً بعود، وكانت مطبوعة على الغناء لا يعيبها أداؤه ولاصنعته ولا تأليفه، وكانت تغني أغاني القيان مثل سيرين وخولة وسلمى ورائقة، وكانت رائقة أستاذتها.
وعندما قدم نشيط وسائب خاثر المدينة غنيَّا أغاني بالفارسية، فلقنت عزة عنهما نغماً، وألّفت عليه ألحاناً عجيبة، فهي أول من فتن أهل المدينة بالغناء، وحرّض نساءهم ورجالهم عليه حتى إن المشايخ إذا ذكروا عزة قالوا: «لله درها ما كان أحسن غناءها، وأحسن ضربها بالمزاهر، وأظرف لسانها وأكرم خُلقها». وهذا ما دعا بعضهم مناشدتها لترك الغناء.
كان ابن سريج في حداثة سنه يأتي المدينة فيسمع من عزة ويتعلم غناءها ويأخذ عنها، وكان بها معجباً، وكثيراً ما كان طويس يأوي إلى منزلها وكان إذا ذكرها يقول: «هي سيدة من غنّى من النساء مع خلق فاضل وإسلام لا يشوبه دنس، تأمر بالخير وهي من أهله. وتنهى عن السوء وهي مجانبة له»، وعندما أتى معبد عزة يوماً وهي عند جميلة، وقد أسنَّت، وهي تغني:
عللاني وعللا صاحبيا
واسقياني من المروّق ريّا
قال معبد: «هذا غناؤها وقد أسنت فكيف بها وهي شابّة!؟».
وغنت عزة يوماً عمر بن أبي ربيعة لحناً لها في شيء من شعره، فشق ثيابه وصاح صيحة عظيمة صُعق معها، فلما أفاق قال له القوم: «لغيرك الجهل يا أبا الخطاب، قال: إني سمعت والله مالم أملك معه نفسي ولا عقلي».
منى الحسن
Azza al-Mayla - Azza al-Mayla
عزة الميلاء
(…ـ نحو 115هـ/… ـ نحو 733م)
عزة الميلاء، تعد من أقدم من غنّى الغناء الموقّع من النساء بالحجاز، وهي مولاة للأنصار، مسكنها المدينة، وكانت من أجمل النساء وجهاً وسميت بالميلاء لتمايلها في مشيتها.
كانت عزة الميلاء ممن أَحْسَنَّ ضرباً بعود، وكانت مطبوعة على الغناء لا يعيبها أداؤه ولاصنعته ولا تأليفه، وكانت تغني أغاني القيان مثل سيرين وخولة وسلمى ورائقة، وكانت رائقة أستاذتها.
وعندما قدم نشيط وسائب خاثر المدينة غنيَّا أغاني بالفارسية، فلقنت عزة عنهما نغماً، وألّفت عليه ألحاناً عجيبة، فهي أول من فتن أهل المدينة بالغناء، وحرّض نساءهم ورجالهم عليه حتى إن المشايخ إذا ذكروا عزة قالوا: «لله درها ما كان أحسن غناءها، وأحسن ضربها بالمزاهر، وأظرف لسانها وأكرم خُلقها». وهذا ما دعا بعضهم مناشدتها لترك الغناء.
كان ابن سريج في حداثة سنه يأتي المدينة فيسمع من عزة ويتعلم غناءها ويأخذ عنها، وكان بها معجباً، وكثيراً ما كان طويس يأوي إلى منزلها وكان إذا ذكرها يقول: «هي سيدة من غنّى من النساء مع خلق فاضل وإسلام لا يشوبه دنس، تأمر بالخير وهي من أهله. وتنهى عن السوء وهي مجانبة له»، وعندما أتى معبد عزة يوماً وهي عند جميلة، وقد أسنَّت، وهي تغني:
عللاني وعللا صاحبيا
واسقياني من المروّق ريّا
قال معبد: «هذا غناؤها وقد أسنت فكيف بها وهي شابّة!؟».
وغنت عزة يوماً عمر بن أبي ربيعة لحناً لها في شيء من شعره، فشق ثيابه وصاح صيحة عظيمة صُعق معها، فلما أفاق قال له القوم: «لغيرك الجهل يا أبا الخطاب، قال: إني سمعت والله مالم أملك معه نفسي ولا عقلي».
منى الحسن