عيسي زيد
Isa ibn Zaid - Isa ibn Zaid
عيسى بن زيد
(…ـ 168هـ/… ـ 784م)
عيسى بن زيد بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد أعلام الطالبيين، ويُكنى أبا يحيى، أمه أم ولد كانت برفقة أبيه زيد بن علي عندما أشخص من المدينة إلى هشام بن عبد الملك (105ـ 125هـ/724ـ 743م) بدمشق، ونزلا ديراً للنصارى ووافق النزول ليلة الميلاد، وضرب المخاض المرأة فولدت تلك الليلة فسمى زيد ابنه عيسى تيمناً بالمسيح عيسى بن مريمu. كان عيسى شجاعاً يذكر أنه صارع لبؤة وقتلها فلقب بموتم الأشبال وعرف به، وكان من أفضل من بقي من أهله ديناً وعلماً وورعاً وزهداً وتقشفاً، شديد البصيرة في أمره ومذهبه مع علم كثير ورواية للحديث وطلب له في صغره وكبره. وكان معظماً عند سفيان الثوري، قرأ على عبد الله بن جعفر، وروى عن أبيه زيد وجعفر بن محمد (الصادق) وأخيه عبد الله بن محمد وسفيان بن سعيد الثوري والحسن بن صالح بن حي وشعبة بن الحجاج ويزيد بن أبي يزيد والحسن بن عمارة ومالك بن أنس وعبد الله بن عمر العمري ونظراء لهم كثير عددهم.
ولما خَرج محمد بن عبد الله في المدينة سنة 145هـ/762م أرسل الخليفة المنصور عيسى بن موسى العباسي لقتاله في المدينة، فجمع محمد إليه وجوه الزيدية ومن حضر من أهل العلم عنده، وعهد إليهم أنه إن أصيب فالأمر إلى أخيه إبراهيم، وإن أصيب إبراهيم فالأمر إلى عيسى بن زيد الذي كان من أشد أنصاره. ولما قتل محمد ذكر عيسى أن محمداً جعل الأمر إليه ودعا الزيدية إلى نفسه فأجابوه وأبى البصريون ذلك، وعندما خافوا الفرقة وظهور أبي جعفر المنصور عليهم إذا تفرقوا اتفقوا على القتال معاً والأمر لإبراهيم فإذا ظهروا بعدئذ نظروا في الأمر، ولحق عيسى بإبراهيم في البصرة. وكان عيسى على ميمنة محمد حتى قتل ثم على ميمنة إبراهيم حتى قُتل في وقعة (باخَمْري). ولما حصلت الهزيمة قال عيسى: «ما بعد هذا مُتلوّم»، ثم توارى في الكوفة في دار علي بن صالح بن حي أخي الفقيه المجتهد الحسن بن صالح بن حي، وتزوج ابنته وولدت له بنتاً ماتت في حياته. وكان علي بن صالح لا يعرفه بأحواله، وكان عيسى يتكسب بنقل الماء في الصحراء على الجمل إلى الناس، وقد طلبه المنصور طلباً غير حثيث، وقال في شأنه وشأن أخيه الحسين: «مالي ولابني زيد وما ينقمان علينا؟ العجب لخروجهما وقد قتلنا قاتل أبيهما، كما قتله وصلبناه كما صلبه». والمقصود ما جرى في مقتل والدهما زيد بن علي الثائر على الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. ولما تولى المهدي العباسي أبو عبد الله محمد (158ـ 169هـ/775ـ 785م) طلب عيسى ولم يظفر به وقرأ شعراً لعيسى مكتوباً على حائط:
والله ما أطعم طعم الرقاد
خوفاً إذا نامت عيون العباد
شردني أهل اعتداء وما
أذنبت ذنباً غير ذكر المعاد
آمنت بالله ولم يؤمنوا
فكان زادي عندهم شر زاد
أقول قولاً قاله خائف
مطرد قلبي كثير السهاد
شرده الخوف فأزرى به
كذاك من يكره حر الجلاد
قد كان في الموت له راحة
والموت حتم في رقاب العباد
فبسط المهدي لعيسى الأمان وأعلنه واعداً بالصلة والمال، ولكن عيسى لم يظهر وظل متوارياً حتى مات. قيل لعيسى لم لا تخرج وقد اشتمل ديوانك على عشرة آلاف رجل؟ قال: «أتكثرون علي العدد وأنابهم عارف، أما والله لو وجدت فيهم ثلاثمئة رجل أعلم أنهم يريدون الله عز وجل ويبذلون أنفسهم له ويصدقون للقاء عدوه في طاعته لخرجت قبل الصباح حتى أبلي عند الله عذراً في أعداء الله وأجري المسلمين على سنته وسنة رسولهr.
مات عيسى في بيت مضيفه علي بن صالح ومات الحسن بن صالح بعده بشهرين، وثمة رواية ضعيفة تذكر بأن عيسى مات في خلافة المنصور لا في خلافة المهدي وأن المنصور كفل طفليه أحمد وزيد كفالة كريمة.
يوسف الأمير علي
Isa ibn Zaid - Isa ibn Zaid
عيسى بن زيد
(…ـ 168هـ/… ـ 784م)
عيسى بن زيد بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحد أعلام الطالبيين، ويُكنى أبا يحيى، أمه أم ولد كانت برفقة أبيه زيد بن علي عندما أشخص من المدينة إلى هشام بن عبد الملك (105ـ 125هـ/724ـ 743م) بدمشق، ونزلا ديراً للنصارى ووافق النزول ليلة الميلاد، وضرب المخاض المرأة فولدت تلك الليلة فسمى زيد ابنه عيسى تيمناً بالمسيح عيسى بن مريمu. كان عيسى شجاعاً يذكر أنه صارع لبؤة وقتلها فلقب بموتم الأشبال وعرف به، وكان من أفضل من بقي من أهله ديناً وعلماً وورعاً وزهداً وتقشفاً، شديد البصيرة في أمره ومذهبه مع علم كثير ورواية للحديث وطلب له في صغره وكبره. وكان معظماً عند سفيان الثوري، قرأ على عبد الله بن جعفر، وروى عن أبيه زيد وجعفر بن محمد (الصادق) وأخيه عبد الله بن محمد وسفيان بن سعيد الثوري والحسن بن صالح بن حي وشعبة بن الحجاج ويزيد بن أبي يزيد والحسن بن عمارة ومالك بن أنس وعبد الله بن عمر العمري ونظراء لهم كثير عددهم.
ولما خَرج محمد بن عبد الله في المدينة سنة 145هـ/762م أرسل الخليفة المنصور عيسى بن موسى العباسي لقتاله في المدينة، فجمع محمد إليه وجوه الزيدية ومن حضر من أهل العلم عنده، وعهد إليهم أنه إن أصيب فالأمر إلى أخيه إبراهيم، وإن أصيب إبراهيم فالأمر إلى عيسى بن زيد الذي كان من أشد أنصاره. ولما قتل محمد ذكر عيسى أن محمداً جعل الأمر إليه ودعا الزيدية إلى نفسه فأجابوه وأبى البصريون ذلك، وعندما خافوا الفرقة وظهور أبي جعفر المنصور عليهم إذا تفرقوا اتفقوا على القتال معاً والأمر لإبراهيم فإذا ظهروا بعدئذ نظروا في الأمر، ولحق عيسى بإبراهيم في البصرة. وكان عيسى على ميمنة محمد حتى قتل ثم على ميمنة إبراهيم حتى قُتل في وقعة (باخَمْري). ولما حصلت الهزيمة قال عيسى: «ما بعد هذا مُتلوّم»، ثم توارى في الكوفة في دار علي بن صالح بن حي أخي الفقيه المجتهد الحسن بن صالح بن حي، وتزوج ابنته وولدت له بنتاً ماتت في حياته. وكان علي بن صالح لا يعرفه بأحواله، وكان عيسى يتكسب بنقل الماء في الصحراء على الجمل إلى الناس، وقد طلبه المنصور طلباً غير حثيث، وقال في شأنه وشأن أخيه الحسين: «مالي ولابني زيد وما ينقمان علينا؟ العجب لخروجهما وقد قتلنا قاتل أبيهما، كما قتله وصلبناه كما صلبه». والمقصود ما جرى في مقتل والدهما زيد بن علي الثائر على الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. ولما تولى المهدي العباسي أبو عبد الله محمد (158ـ 169هـ/775ـ 785م) طلب عيسى ولم يظفر به وقرأ شعراً لعيسى مكتوباً على حائط:
والله ما أطعم طعم الرقاد
خوفاً إذا نامت عيون العباد
شردني أهل اعتداء وما
أذنبت ذنباً غير ذكر المعاد
آمنت بالله ولم يؤمنوا
فكان زادي عندهم شر زاد
أقول قولاً قاله خائف
مطرد قلبي كثير السهاد
شرده الخوف فأزرى به
كذاك من يكره حر الجلاد
قد كان في الموت له راحة
والموت حتم في رقاب العباد
فبسط المهدي لعيسى الأمان وأعلنه واعداً بالصلة والمال، ولكن عيسى لم يظهر وظل متوارياً حتى مات. قيل لعيسى لم لا تخرج وقد اشتمل ديوانك على عشرة آلاف رجل؟ قال: «أتكثرون علي العدد وأنابهم عارف، أما والله لو وجدت فيهم ثلاثمئة رجل أعلم أنهم يريدون الله عز وجل ويبذلون أنفسهم له ويصدقون للقاء عدوه في طاعته لخرجت قبل الصباح حتى أبلي عند الله عذراً في أعداء الله وأجري المسلمين على سنته وسنة رسولهr.
مات عيسى في بيت مضيفه علي بن صالح ومات الحسن بن صالح بعده بشهرين، وثمة رواية ضعيفة تذكر بأن عيسى مات في خلافة المنصور لا في خلافة المهدي وأن المنصور كفل طفليه أحمد وزيد كفالة كريمة.
يوسف الأمير علي