يؤدي خلط مبيض الملابس والنشادر (الأمونيا) إلى إطلاق أبخرة الكلورامين (Chloramines) السَّامة، وهي مجموعة من المركبات المرتبطة والمعروفة بإيذائها للجهاز التنفسي.
إن التعرض لهذه الغازات قد يؤدي لظهور أعراض كإدماع العينين، الغثيان، السعال، ضيق التنفس، آلام الصدر، وتهيج الحلق، الأنف، والعينين.
ربَّما سمعت أن خلط بعض مواد التنظيف المنزلية قد يكون خطرًا، بل ومهددًا للحياة في بعض الأحيان. من بين تلك المكونات التي يمكن خلطها، والتي يكثر الحديث عنها هو خلط مبيض الملابس والنشادر.
سنناقش في هذا المقال ما الذي يحدث عند خلط مبيض الملابس والنشادر، ولماذا يعد خليطًا بهذه الخطورة.
ما هي النشادر؟
النشادر في صورتها الطبيعية هي عبارة عن غاز قوي عديم اللون ذي رائحة نفاذة، يتحول إلى نشادر سائلة عند الذوبان في الماء. وهو ببساطة مركب يتكون من ذرة نيتروجين وثلاث ذرات هيدروجين، وتحمل الرمز الكيميائي NH3
(image credit: WIkipedia).
النشادر هي أبسط مركبات هيدريد النكتوجين وهي من المخلفات النيتروجينية الشائعة، خاصة لدى الكائنات البحرية. توجد النشادر بكميات ضئيلة في الطبيعة، حيث تتكون في الأغلب من المواد النيتروجينية النباتية والحيوانية.
وهي أخف من الهواء، فكثافتها أقل من الهواء بمقدار 0.589 مرة. من الجدير بالذكر أنه من السهل إسالة النشادر؛ بسبب وجود روابط هيدروجينية قوية بين جزيئاتها.
(photo credit: Flickr)
ويعد مركبًا أساسيًا في تصنيع العديد من المنتجات الصيدلية وتساهم بشكل كبير في تغذية الكائنات الأرضية إذ تعمل كمركب أولى مشترك في الأسمدة والغذاء. بالإضافة لذلك تستخدم النشادر في تصنيع العديد من منتجات التنظيف المنزلية.
ما هو مبيض الملابس؟
يطلق اسم “المبيض” على بعض الكيماويات التي تستخدم كمنتجات للتنظيف في البيت. بشكل أوضح، المبيض هو مركب كيميائي يستخدم لإزالة البقع وتبييض الملابس. يمكن استخدامه أيضًا كمطهر، خاصة في المطبخ والحمام.
كما وتوجد العديد من الأماكن المهيَّأة بقوة لنمو الجراثيم، لذا يجب استخدام المبيض بها في أغراض التعقيم بذَّات في المناطق التي تطلب التعقيم، كالمسابح، للتحكم في نمو البكتيريا.
(photo credit: Flickr)
تتكون المبيضات من مجموعة مختلفة من المركبات، لكن المكون الأساسي في أغلب المبيضات هو الكلور. فمثلًا يعد هيبوكلوريت الكالسيوم هو المكون الفعال في مسحوق التبييض ويطلق على هيبوكلوريت الصوديوم ببساطة “المبيض”، وهوَ الاسم المشهور به!
ما الذي يحدث عند خلط المبيض مع النشادر؟
هيبوكلوريت الصوديوم هو المكون الفعال في مبيضات الكلور. وهو لا يستخدم في المبيضات فحسب، بل أيضًا في العديد من المعقمات الأخرى. كذلك توجد النشادر في بعض منظفات الزجاج والشبابيك، وفي بعض مواد الطلاء وغيرها من المنتجات.
على الرغم من التحذير الشائع من خلطها، ينتهى الأمر ببعض الناس بخلط تلك المكونات على أي حال، سواء عند خلط مواد التنظيف – وهي فكرة سيئة بشكل عام – أو عند استخدام مبيض الكلور لتعقيم المياه التي تحتوي على مواد عضوية.
التفاعلات التالية هي التفاعلات الأكثر حدوثًا عند خلط المبيض والنشادر:
في البداية يتحلل المبيض مكونًا حمض الهيدروكلوريك HCl.
ثم يتفاعل حمض الهيدروكلوريك مع هيبوكلوريت الصوديوم مكونًا غاز الكلور الضار. بعد ذلك يتفاعل الكلور الغازي مع النشادر مكونًا أبخرة الكلورامين.
إذا كانت النشادر أعلى تركيزًا قد يتكون سائل الهيدرازين السام، والذي قد يغلي وينثر سائلًا ساخنًا سامًا.
باختصار، الهدف من عدم مزج النشادر والمبيض هو أنه يؤدي إلى تكوُّن منتجات ضارة كأبخرة الكلورامين والهيدرازين السائل. من آثار التعرض لأبخرة الكلورامين: تهيج الأنف، العين، والحلق.
كذلك فإنَّ التعرض لسائل الهيدرازين قد يسبب الغثيان، الاستسقاء، الصداع، وحتى نوبات الصرع.