يُعبّر عن انحراف الضوء بأنّه انحناءٌ طفيفٌ للضوء عند مروره حول حافّة جسم ما، ويعتمد مقدار هذا الانحناء على الحجم النسبيّ لطول موجة الضوء منسوبًا إلى حجم الفتحة التي يمرّ منها، فكلّما كانت حجم الفتحة أكبر من الطول الموجيّ للضوء؛ فإن الانحناء يكون غير ملحوظًا تقريبًا، ولذلك، إذا كان كِلا الحَجمَين متقاربين أو مُتساويَين فإنَّ كميّة الانحناء ستكون ضخمةً مما يسهُل رؤيتها بالعين المُجرّدة.
وينحني الضوء المُنكسر في الغلاف الجوّي حول الجُسيمات الأكثر شيوعًا، كقُطيراتِ المياه الصغيرة الموجودة في السُحُب، ويُمكن للضوء المُنكسر أن يُنتجَ أهدابًا من الضوء الداكن أو الملوّن.
وإنَّ أحد التأثيرات البصريّة الذي تنتجُ عن انحرف الضوء هي الحافّات البيضاء التي نراها عادةً في السُحب الرماديّة أو الهالات المُحيطة بالشمس والقمر
يوضَح الرسم التوضيحيّ كيفيّة انحناء الضوء حول قطرات الماء الصغيرة في السحب
وتحدثُ هذه التأثيرات البصريّة الناتجة عن الانحراف من خلال التداخل بين الموجات الضوئيّة، ولتقريبِ الفكرة، تخيّل أنَّ موجات الضوء مثل أمواج الماء، الآن لنفرض أنَّ موجاتِ الماء اصطدمت بطوّافة على سطح الماء فسنرى أنّها ترتدُّ صعودًا ونزولًا لتتجاوبَ مع تلك الموجات الصادمة، مما يؤدّي لإنتاجها لموجاتها الذاتيّة.
وبينما تنتشر وتتوزع تلك الموجات بكافة أنحاء الطوّافة، فإنّها تتفاعل مع أمواج المياه الأخرى، وإذا ما اجتمعت قِمتا الموجتين؛ فسينتجُ موجةُ مُضخّمة تُسمّى عندها (تداخلٌ بنّاء).
أما في حالة اجتماع قمّة الموجة الأولى مع جوفِ الموجة الثانيّة، فستُلغي إحداهما الأخرى وتفنى، مُنتِجةً موجةً بلا أي إزاحة شاقوليّة وتُسمّى عندها ( تداخلٌ هدّام).
وبالعودةِ للموضوع الرئيسيّ، فإنَّ هذا المفهوم ينطبقُ تمامًا على الضوء، فعدما يُواجه ضوءُ الشمسِ (أو القمر) قطرةَ ماءٍ من السحاب، فإنَّ الموجات الضوئيّة تتغّير وتتفاعل مع بعضها البعض بطريقة مماثلة لموجات المياه المذكورة أعلاه.
فإذا كان تداخلًا بناءً ( أي اجتماع قممِ اثنتين من الموجات سويًا)؛ فسيبدو الضوء أسطع مما هو عليه، أما إذا كان تداخلًا هدّامًا ( أي اجتماعُ قمة الموجة الأولى مع جوف الثانيّة) فإما سيظهر الضوء بشكلٍ داكنٍ أو قد يختفي كليًّا.