النظرية
مثلما يمكن اعتبار لويس لوميير وجورج ميلييه من مؤسسي التقاليد الواقعية والانطباعية في السينما كذلك قام هذان السينمائيان بصورة غير مباشرة بإلهام أكبر مدرستين للنظرية الفلمية تتجه النظرية الواقعية للفلم إلى تأكيد الجوانب التسجيلية لفن الفلم. تقيم الأفلام بالدرجة الأولى من خلال الدقة التي تعكس بها الحقيقة الخارجية من الناحية الطرازية يفضل الواقعيون الأفلام ذات التقنيات غير المرئية مع التأكيد على الأشكال المفتوحة والمؤثرات الفنية المخففة. أغلب الواقعيين يؤكد قرابة السينما للتصوير الفوتوغرافي ومن بعض الوجوه للأدب والدراما .
النظريات الانطباعية تتجه إلى التأكيد على الجوانب الشكلية للسينما، الحقيقة الخارجية ليست بالضرورة - كما أنها ليست بالدرجة الأولى - القياس الذي يقيم بموجبه «عالم» الفلم في الوقت الذي تؤكد النظريات الواقعية على ( الذي ) نوصله تتجه النظريات الانطباعية ألى التأكيد على (كيف) تصل الأفكار والعواطف. الواقعيون بعبارة أخرى أكثر احتمالاً في تأكيدهم على مادة الموضوع أما الانطباعيون فعلى التقنيات المنظرون الانطباعيون يميلون إلى تفضيل الأفلام ذات الشكل المغلق التي يكون تدخل الفنان فيها ظاهراً. بعضهم يؤكد قرابة الفلم للفنون الأكثر تجريداً وغير القصصية ـ كالرسم والموسيقى والرقص.
إلا أن هذه إتجاهات عامة وليست حقائق أبدية. في الواقع إن كلا النوعين من النقاد والمنظرين يدرك بأن هذه الفروق يمكن أن تصبح سطحية مخجلة. واقعي مثل أندريه بازان وشكلي مثل الناقد روبين وود لا يفرقان بصورة كاملة أبدأ بين الشكل والمضمون لأنهما يدركان بأن المصطلحين هما في نهاية الأمر شيء واحد. أضف إلى ذلك انه في التطبيق سوف يستخدم الناقد السينمائي الذكي أية نظرية تفسر له الفلم بصورة مؤثرة، المناقشات الأيديولوجية لأفلام محددة تبدو عادة قسرية ودعائية وفي الأغلب لا علاقة لها بالأمر باختصار النظرية السينمائية تكون جيدة بقدر ما تكون مفيدة. وإذا ما لم تستطع أن تكون كذلك يجب إهمالها من أجل طريق مثمر.
_ سیکفرید کراکاور وجماليات الواقعية :
ربما لا يوجد منظر آخر أكثر تأثيراً من سيكفريد كراكاور الذي يقدم لنا كتابه نظرية الفلم : استعادة الحقيقة (الفيزيائية) بعض المقولات الأساسية للنظرية الواقعية للفلم لا يهمل كراكاور الأفلام الانطباعية في فلمه. في الواقع هو يعترف باتجاه تكويني» (انطباعي) يتتبع أثره إلى التجارب الأولى لميليه إنه على العموم يعتبر السينما الانطباعية زيفاً في الجماليات المركزية للفلم الفرضية الأساسية الجماليات كراكاور هي إن الفلم في جوهره امتداد للتصوير الفوتوغرافي ويقتسم معه قرابته الواضحة» لتسجيل العالم المرئي حولنا .
الفوتوغراف والسينما بخلاف الأشكال الأخرى يميلان إلى ترك المادة الخام للواقع سليمة في قليل أو كثير. هنالك حد أدنى من «التدخل من جانب الفنان يتفق كراكاور مع فكرة أرسطو حول أن الفن هو «محاكاة» للطبيعة، غير أن المنظر السينمائي يصر على أن الفنانين في وسائل التعبير الأخرى يقلدون الطبيعة فقط بطريقة عامة . الروائي على سبيل المثال يعيد خلق تجاربه بالكلمات إلا أن المعاني التي نستمدها من الوسط اللغوي تختلف عن المعاني التي نستمدها من الخبرة الفعلية اللغة تعطينا واقعاً ذهنياً مختلفاً في أساسه عن العالم الفيزيائي للواقع الملموس آلة التصوير تنجذب نحو نوع المحاكاة أكثر حرفية الصورة الفوتوغرافية لوجه مثلاً هي في النهاية نسخة عن أصل مبدأ كراكاور الأساسي إذا يستند إلى الخصلة المادية في محاكاة آلة التصوير للطبيعة الأفلام التي تؤكد على الصفة تغامر بكسر «المصفاة الأساسية للوسط التعبيري .
السينما وفقاً لكراكاور تتميز بعدد من القرابات الطبيعية. أولها أن الفلم يميل إلى تفضيل «الواقع غير الممسرح أي أن أنسب مادة موضوع هي التي تعطي الشعور بأنها وجدت ولم ترتب ثانياً إن الفلم يميل إلى التأكيد على العشوائي الطارىء كراكاور مولع بعبارة الطبيعة وقد ضبطت في الفعل». أي أن الفلم أكثر ملائمة لتسجيل الأحداث والأشياء التي قد تغفل في الحياة مثل حركة ورقة مثلاً أو حركة موجة في ساقية وأخيراً إن أفضل الأفلام توحي باللا انتهاء، وتبدو شرائح من الحياة، قطعاً من الواقع، وكلا محاطاً موحداً. تستطيع السينما بالتأكيد على الأشكال المفتوحة أن توحي باللا محدودية المفتوحة النهاية للحياة نفسها (١٠-١)
كراكاور معاد للأفلام التي تعرض لنا اتجاهاً تكوينياً أي الأفلام التي تعمل ضد هذه القرابات الطبيعية. هو يعتبر الأفلام التاريخية والفنطازية تميل إلى الابتعاد عن الاهتمامات الأساسية للوسط. لذا فإنه يوافق على بعض العناصر في الأفلام الأولى نصف الوثائقية لأيزنشتاين التي لا تستخدم ممثلين محترفين وتستخدم مواقع أصيلة وإضاءة طبيعية لكنه بدین ممارسات آیزنشتاین في المونتاج إذ هي تشوه الاتصال الزماني المكاني للواقع أضف إلى ذلك أنه لا يوافق على الأفلام الدعائية إذ إنها تفرض أيديولوجية ومذهباً منفرداً على الواقع المحايد الممتلىء. يدين كراكاور مباشرة أعمال آيزنشتاين الأخيرة منها السكندر نيفسكي وايفان الرهيب «الأوبرالية»، الصور والأحداث في هذه الأفلام غير سينمائية»، ليست طارئة ولكنها منسقة ومركبة و«مسرحة».
يستبعد كراكاور أيضاً أغلب الأفلام المعدة عن أصول أدبية ومسرحية لأنه يعتقد بأن الأدب يهتم في نهايته بالوقائع الداخلية وليس الفيزيائية الخارجية. فهو يظن على سبيل المثال أن مسرحيات شكسبير المعدة تمثل مع مناظر طرازية والنتيجة مجرد مسرح مصور وهذ أن الواقعية التسجيلية للوسط قد خولفت أما إذا مثلت هذه المسرحيات في بيئات طبيعية قلاع حقيقية وغابات وميادين (للمعارك) فإن اللغة الطرازية والملابسة المصطنعة والعالم «المسيج» كلها سوف تصطدم مع أصالة المواقع المفتوحة النهاية (١٠- ۳). الإعداد عن روايات مسموح به فقط عندما تكون العناصر القصصية غير مفتعلة وعندما تبدو الأحداث واقعية تماماً ولم يتدخل فيها أحد. إن روايات إميل زولا بتأكيدها على الموضوعية والأحدث التي هي شرائح من الحياة
مثلما يمكن اعتبار لويس لوميير وجورج ميلييه من مؤسسي التقاليد الواقعية والانطباعية في السينما كذلك قام هذان السينمائيان بصورة غير مباشرة بإلهام أكبر مدرستين للنظرية الفلمية تتجه النظرية الواقعية للفلم إلى تأكيد الجوانب التسجيلية لفن الفلم. تقيم الأفلام بالدرجة الأولى من خلال الدقة التي تعكس بها الحقيقة الخارجية من الناحية الطرازية يفضل الواقعيون الأفلام ذات التقنيات غير المرئية مع التأكيد على الأشكال المفتوحة والمؤثرات الفنية المخففة. أغلب الواقعيين يؤكد قرابة السينما للتصوير الفوتوغرافي ومن بعض الوجوه للأدب والدراما .
النظريات الانطباعية تتجه إلى التأكيد على الجوانب الشكلية للسينما، الحقيقة الخارجية ليست بالضرورة - كما أنها ليست بالدرجة الأولى - القياس الذي يقيم بموجبه «عالم» الفلم في الوقت الذي تؤكد النظريات الواقعية على ( الذي ) نوصله تتجه النظريات الانطباعية ألى التأكيد على (كيف) تصل الأفكار والعواطف. الواقعيون بعبارة أخرى أكثر احتمالاً في تأكيدهم على مادة الموضوع أما الانطباعيون فعلى التقنيات المنظرون الانطباعيون يميلون إلى تفضيل الأفلام ذات الشكل المغلق التي يكون تدخل الفنان فيها ظاهراً. بعضهم يؤكد قرابة الفلم للفنون الأكثر تجريداً وغير القصصية ـ كالرسم والموسيقى والرقص.
إلا أن هذه إتجاهات عامة وليست حقائق أبدية. في الواقع إن كلا النوعين من النقاد والمنظرين يدرك بأن هذه الفروق يمكن أن تصبح سطحية مخجلة. واقعي مثل أندريه بازان وشكلي مثل الناقد روبين وود لا يفرقان بصورة كاملة أبدأ بين الشكل والمضمون لأنهما يدركان بأن المصطلحين هما في نهاية الأمر شيء واحد. أضف إلى ذلك انه في التطبيق سوف يستخدم الناقد السينمائي الذكي أية نظرية تفسر له الفلم بصورة مؤثرة، المناقشات الأيديولوجية لأفلام محددة تبدو عادة قسرية ودعائية وفي الأغلب لا علاقة لها بالأمر باختصار النظرية السينمائية تكون جيدة بقدر ما تكون مفيدة. وإذا ما لم تستطع أن تكون كذلك يجب إهمالها من أجل طريق مثمر.
_ سیکفرید کراکاور وجماليات الواقعية :
ربما لا يوجد منظر آخر أكثر تأثيراً من سيكفريد كراكاور الذي يقدم لنا كتابه نظرية الفلم : استعادة الحقيقة (الفيزيائية) بعض المقولات الأساسية للنظرية الواقعية للفلم لا يهمل كراكاور الأفلام الانطباعية في فلمه. في الواقع هو يعترف باتجاه تكويني» (انطباعي) يتتبع أثره إلى التجارب الأولى لميليه إنه على العموم يعتبر السينما الانطباعية زيفاً في الجماليات المركزية للفلم الفرضية الأساسية الجماليات كراكاور هي إن الفلم في جوهره امتداد للتصوير الفوتوغرافي ويقتسم معه قرابته الواضحة» لتسجيل العالم المرئي حولنا .
الفوتوغراف والسينما بخلاف الأشكال الأخرى يميلان إلى ترك المادة الخام للواقع سليمة في قليل أو كثير. هنالك حد أدنى من «التدخل من جانب الفنان يتفق كراكاور مع فكرة أرسطو حول أن الفن هو «محاكاة» للطبيعة، غير أن المنظر السينمائي يصر على أن الفنانين في وسائل التعبير الأخرى يقلدون الطبيعة فقط بطريقة عامة . الروائي على سبيل المثال يعيد خلق تجاربه بالكلمات إلا أن المعاني التي نستمدها من الوسط اللغوي تختلف عن المعاني التي نستمدها من الخبرة الفعلية اللغة تعطينا واقعاً ذهنياً مختلفاً في أساسه عن العالم الفيزيائي للواقع الملموس آلة التصوير تنجذب نحو نوع المحاكاة أكثر حرفية الصورة الفوتوغرافية لوجه مثلاً هي في النهاية نسخة عن أصل مبدأ كراكاور الأساسي إذا يستند إلى الخصلة المادية في محاكاة آلة التصوير للطبيعة الأفلام التي تؤكد على الصفة تغامر بكسر «المصفاة الأساسية للوسط التعبيري .
السينما وفقاً لكراكاور تتميز بعدد من القرابات الطبيعية. أولها أن الفلم يميل إلى تفضيل «الواقع غير الممسرح أي أن أنسب مادة موضوع هي التي تعطي الشعور بأنها وجدت ولم ترتب ثانياً إن الفلم يميل إلى التأكيد على العشوائي الطارىء كراكاور مولع بعبارة الطبيعة وقد ضبطت في الفعل». أي أن الفلم أكثر ملائمة لتسجيل الأحداث والأشياء التي قد تغفل في الحياة مثل حركة ورقة مثلاً أو حركة موجة في ساقية وأخيراً إن أفضل الأفلام توحي باللا انتهاء، وتبدو شرائح من الحياة، قطعاً من الواقع، وكلا محاطاً موحداً. تستطيع السينما بالتأكيد على الأشكال المفتوحة أن توحي باللا محدودية المفتوحة النهاية للحياة نفسها (١٠-١)
كراكاور معاد للأفلام التي تعرض لنا اتجاهاً تكوينياً أي الأفلام التي تعمل ضد هذه القرابات الطبيعية. هو يعتبر الأفلام التاريخية والفنطازية تميل إلى الابتعاد عن الاهتمامات الأساسية للوسط. لذا فإنه يوافق على بعض العناصر في الأفلام الأولى نصف الوثائقية لأيزنشتاين التي لا تستخدم ممثلين محترفين وتستخدم مواقع أصيلة وإضاءة طبيعية لكنه بدین ممارسات آیزنشتاین في المونتاج إذ هي تشوه الاتصال الزماني المكاني للواقع أضف إلى ذلك أنه لا يوافق على الأفلام الدعائية إذ إنها تفرض أيديولوجية ومذهباً منفرداً على الواقع المحايد الممتلىء. يدين كراكاور مباشرة أعمال آيزنشتاين الأخيرة منها السكندر نيفسكي وايفان الرهيب «الأوبرالية»، الصور والأحداث في هذه الأفلام غير سينمائية»، ليست طارئة ولكنها منسقة ومركبة و«مسرحة».
يستبعد كراكاور أيضاً أغلب الأفلام المعدة عن أصول أدبية ومسرحية لأنه يعتقد بأن الأدب يهتم في نهايته بالوقائع الداخلية وليس الفيزيائية الخارجية. فهو يظن على سبيل المثال أن مسرحيات شكسبير المعدة تمثل مع مناظر طرازية والنتيجة مجرد مسرح مصور وهذ أن الواقعية التسجيلية للوسط قد خولفت أما إذا مثلت هذه المسرحيات في بيئات طبيعية قلاع حقيقية وغابات وميادين (للمعارك) فإن اللغة الطرازية والملابسة المصطنعة والعالم «المسيج» كلها سوف تصطدم مع أصالة المواقع المفتوحة النهاية (١٠- ۳). الإعداد عن روايات مسموح به فقط عندما تكون العناصر القصصية غير مفتعلة وعندما تبدو الأحداث واقعية تماماً ولم يتدخل فيها أحد. إن روايات إميل زولا بتأكيدها على الموضوعية والأحدث التي هي شرائح من الحياة
تعليق