[ATTACH=JSON]n113209[/ATTACH]
كأي طائر مفترس، تستخدم الخفافيش ذات الأفواه الحادّة حاسة سمعها بشكلٍ رئيس لتعثر على فريستها، لكن مع الضوضاء الناتجة عن الإنسان في الأرجاء، يختبر العلماء حاليًا كيف يمكن للخفافيش وبقية الحيوانات التكيف معها لتجد وجبة طعامها التالية. وفقًا لدراسة جديدة، حينما تحجب الضوضاء نداءات التزاوج عن ضفادع التونغارا -فريسة الخفافيش، يبدل الخفاش حينها حاسته السمعية إلى وضع حسي آخر، ألا وهو تحديد الموقع بالصدى.
تحديد الموقع بالصدى هو وسيلة للإحساس بالجمادات والتحركات عبر مسح للبيئة ذات الأصوات عالية التردد وتقييم الترددات، ثم إن دراسة قدرة أو عجز الحيوانات على تبديل الوضع الحسّي يكون مهمًا في فهم كيفية حماية الفصائل المهددّة أو المعرضة للخطر.
يقول المؤلف المشارك للدارسة وأستاذ علم الأحياء التكاملي مايك ريان من جامعة تكساس في مدينة أوسطن أن الخفافيش تفعل شيئًا مشابهًا لما نفعله نحن في حفلة صاخبة. ففي وسط كل المحادثات نستطيع أن نوجه اهتمامنا لمتحدث واحد ونغض الطرف عن البقية.
ويقول ريان أيضًا: «إن كان هناك شخصٌ واحد فقط يتكلم والمحيط ساكن,، فكل ما علينا فعله هو الإنصات له بأذاننا، لكن في حال كان هناك العديد من الناس يتكلمون، فنحتاج أن ننظر إليهم بأعيننا ونستوعب ما يقوله كل واحد منهم، فلذلك نحتاج لتوظيف قناتنا الحسية الأخرى وهي النظر؛ لأجل المساعدة في استيعاب ما نسمعه».
في نفس الحالة تحوّل الخفافيش وضعيتها من الكشف عن نوعٍ واحد من الصوت، وهي نداءات التزاوج منخفضة التردد التي تصدرها الضفادع، إلى كشف أصوات عالية التردد يبعثها الخفاش لأجل التنقل والصيد إلى جانب تحديد الموقع بالصدى، ولسوء حظ الضفادع فإنهم يرسلون فعلًا نوعين من الإشارات أثناء إصدارهم نداءات التزاوج وهما: صوت يهدف إلى جذب الإناث، وصوت حركة حويصلاتهم الصوتية التي تتضخم بسرعة كالبالون.
ويقول المؤلف الرئيس ديلان جوميز الذي أجرى البحث خلال فترة تدريبه في معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية (stri) في بنما: «تربط دراستنا السلوك والبيئة المحافِظة والحسّية سويّة». وأضاف: « كلما استمرت المصادر الضوضائية البشرية بالتوسع، فستضطر الحيوانات لمواجهة الضوضاء في نهاية الأمر بشكلٍ أو بآخر».
خمن الباحثون أن الحيوانات المفترسة القادرة على التبديل بين أوضاعها الحسيّة ستؤدي افتراسًا جيدًا في البيئات الضوضائية، وأن هذا بدوره قد يغير من الصيد الناجح طويل الأمد لحيوانات مفترسة معينة وفصائل معينة من الفرائس.
ويقول جوميز الذي أصبح الآن عالِمًا في معهد ماكس بلانك لعلم الطيور: « إن البحث المتعلق بالآثار المترتبة للضوضاء الناتجة عن البشر على سلوك الحيوان، قد ركز بشكلٍ رئيس على الطيور والحيتان، وبكل الأحوال يُعتبر تأثير الضجيج على الخفافيش ميدان دراسي جديد نسبيًا».
استخدم فريق البحث ضفدعين آليين يحاكيان بدقة نداءات التزاوج وتوسعات الحويصلات الصوتية للضفدع تونغارا، ووضعوا الضفدعين الآليين داخل قفص تحليق مع خفاش حادّ الفم، فأصدر أحد الضفادع الآلية نداء تزاوج خاص بالضفدع الحي وأصدر الآخر ذات النداء مع توسع في حويصلته الصوتية الآلية. وحينما أصدر الباحثون خليطًا ضوضائيًا إلى جانب النداء، ازدادت أنشطة تحديد الموقع بالصدى لخفاش الصيد وهاجمت غالبًا الضفدع الباعث لكلا الإشارتين بدلاً عن الضفدع الباعث لنداءات التزاوج فحسب. وبدون اختلاط الأصوات هاجم الخفاش كلا الضفدعين بالتساوي.
ويقول أستاذ في جامعة أمستردام vu فوتر هالفويرك، وباحث سابق لبحوث ما بعد الدكتوراه في مختبر ريان: « أظهرنا كيف يمكن للحيوانات أن تتكيف لتزيد من مستويات الضجيج بالاستفادة من حواسها الأخرى، والتي لها انعكاسات مهمة على الفصائل الأخرى التي تحاول العثور على فريسة، أو تجنب الحيوانات المفترسة، أو جذب الأزواج في البيئات المتأثرة بالإنسان».
ساعد هالفويرك في تصميم التجربة وكان المساعد المستشار لجوميز. وقد ساهمت زميلة الأستاذ سميثسونيان تابر ، إنجا جيبيل المتخصصة في دراسة تحديد الموقع بالصدى ودراسة كيفية انتقال الخفافيش وصيدها تحت المطر بخبرتها التقنية في هذا البحث. وطُبقت الدراسة تحت إرشاد طاقم علماء معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية ريتشيل بيج وريان، بمساعدة بحث المعهد منذ فترة طويلة، فقد عمل بيج سابقًا كطالب دراسات عليا في مختبر ريان.
وفر كلٌّ من معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية ومؤسسة العلوم العالمية التمويل لهذا البحث.
كأي طائر مفترس، تستخدم الخفافيش ذات الأفواه الحادّة حاسة سمعها بشكلٍ رئيس لتعثر على فريستها، لكن مع الضوضاء الناتجة عن الإنسان في الأرجاء، يختبر العلماء حاليًا كيف يمكن للخفافيش وبقية الحيوانات التكيف معها لتجد وجبة طعامها التالية. وفقًا لدراسة جديدة، حينما تحجب الضوضاء نداءات التزاوج عن ضفادع التونغارا -فريسة الخفافيش، يبدل الخفاش حينها حاسته السمعية إلى وضع حسي آخر، ألا وهو تحديد الموقع بالصدى.
تحديد الموقع بالصدى هو وسيلة للإحساس بالجمادات والتحركات عبر مسح للبيئة ذات الأصوات عالية التردد وتقييم الترددات، ثم إن دراسة قدرة أو عجز الحيوانات على تبديل الوضع الحسّي يكون مهمًا في فهم كيفية حماية الفصائل المهددّة أو المعرضة للخطر.
يقول المؤلف المشارك للدارسة وأستاذ علم الأحياء التكاملي مايك ريان من جامعة تكساس في مدينة أوسطن أن الخفافيش تفعل شيئًا مشابهًا لما نفعله نحن في حفلة صاخبة. ففي وسط كل المحادثات نستطيع أن نوجه اهتمامنا لمتحدث واحد ونغض الطرف عن البقية.
ويقول ريان أيضًا: «إن كان هناك شخصٌ واحد فقط يتكلم والمحيط ساكن,، فكل ما علينا فعله هو الإنصات له بأذاننا، لكن في حال كان هناك العديد من الناس يتكلمون، فنحتاج أن ننظر إليهم بأعيننا ونستوعب ما يقوله كل واحد منهم، فلذلك نحتاج لتوظيف قناتنا الحسية الأخرى وهي النظر؛ لأجل المساعدة في استيعاب ما نسمعه».
في نفس الحالة تحوّل الخفافيش وضعيتها من الكشف عن نوعٍ واحد من الصوت، وهي نداءات التزاوج منخفضة التردد التي تصدرها الضفادع، إلى كشف أصوات عالية التردد يبعثها الخفاش لأجل التنقل والصيد إلى جانب تحديد الموقع بالصدى، ولسوء حظ الضفادع فإنهم يرسلون فعلًا نوعين من الإشارات أثناء إصدارهم نداءات التزاوج وهما: صوت يهدف إلى جذب الإناث، وصوت حركة حويصلاتهم الصوتية التي تتضخم بسرعة كالبالون.
ويقول المؤلف الرئيس ديلان جوميز الذي أجرى البحث خلال فترة تدريبه في معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية (stri) في بنما: «تربط دراستنا السلوك والبيئة المحافِظة والحسّية سويّة». وأضاف: « كلما استمرت المصادر الضوضائية البشرية بالتوسع، فستضطر الحيوانات لمواجهة الضوضاء في نهاية الأمر بشكلٍ أو بآخر».
خمن الباحثون أن الحيوانات المفترسة القادرة على التبديل بين أوضاعها الحسيّة ستؤدي افتراسًا جيدًا في البيئات الضوضائية، وأن هذا بدوره قد يغير من الصيد الناجح طويل الأمد لحيوانات مفترسة معينة وفصائل معينة من الفرائس.
ويقول جوميز الذي أصبح الآن عالِمًا في معهد ماكس بلانك لعلم الطيور: « إن البحث المتعلق بالآثار المترتبة للضوضاء الناتجة عن البشر على سلوك الحيوان، قد ركز بشكلٍ رئيس على الطيور والحيتان، وبكل الأحوال يُعتبر تأثير الضجيج على الخفافيش ميدان دراسي جديد نسبيًا».
استخدم فريق البحث ضفدعين آليين يحاكيان بدقة نداءات التزاوج وتوسعات الحويصلات الصوتية للضفدع تونغارا، ووضعوا الضفدعين الآليين داخل قفص تحليق مع خفاش حادّ الفم، فأصدر أحد الضفادع الآلية نداء تزاوج خاص بالضفدع الحي وأصدر الآخر ذات النداء مع توسع في حويصلته الصوتية الآلية. وحينما أصدر الباحثون خليطًا ضوضائيًا إلى جانب النداء، ازدادت أنشطة تحديد الموقع بالصدى لخفاش الصيد وهاجمت غالبًا الضفدع الباعث لكلا الإشارتين بدلاً عن الضفدع الباعث لنداءات التزاوج فحسب. وبدون اختلاط الأصوات هاجم الخفاش كلا الضفدعين بالتساوي.
ويقول أستاذ في جامعة أمستردام vu فوتر هالفويرك، وباحث سابق لبحوث ما بعد الدكتوراه في مختبر ريان: « أظهرنا كيف يمكن للحيوانات أن تتكيف لتزيد من مستويات الضجيج بالاستفادة من حواسها الأخرى، والتي لها انعكاسات مهمة على الفصائل الأخرى التي تحاول العثور على فريسة، أو تجنب الحيوانات المفترسة، أو جذب الأزواج في البيئات المتأثرة بالإنسان».
ساعد هالفويرك في تصميم التجربة وكان المساعد المستشار لجوميز. وقد ساهمت زميلة الأستاذ سميثسونيان تابر ، إنجا جيبيل المتخصصة في دراسة تحديد الموقع بالصدى ودراسة كيفية انتقال الخفافيش وصيدها تحت المطر بخبرتها التقنية في هذا البحث. وطُبقت الدراسة تحت إرشاد طاقم علماء معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية ريتشيل بيج وريان، بمساعدة بحث المعهد منذ فترة طويلة، فقد عمل بيج سابقًا كطالب دراسات عليا في مختبر ريان.
وفر كلٌّ من معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية ومؤسسة العلوم العالمية التمويل لهذا البحث.