هل تساءلت يوما كيف يمكن للبكتريا العيش في البيئات القطبية
جينوم جديد يكشف كيف تستطيع البكتريا القطبية العيش في البيئات المتطرفة الباردة
علماء في جامعة بريستول يكشفون عن قدرة بكتريا قطبية ضئيلة الحجم والتي تساعد في تشكيل سطح الجليد على البقاء حية في تلك البيئة المتطرفة.
ولأول مرة، قام باحثون في مركز بريستول لعلم الجليد بتتبع سلسلة الجينوم لبكتريا Phormidesmis priestleyi وهي إحدى أنواع البكتريا الخضراء المزرقة (مجموعة قديمة من البكتريا القادرة على البناء الضوئي والتي تقوم بتحويل الطاقة من أشعة الشمس الى سكريات بواسطة ثاني اوكسيد الكاربون وماء)،
كما وأن هناك دراسات حديثة أظهرت بأن البيئات المتطرفة الباردة تكون مزدهرة بالحياة الميكروبية. ففي القطب الشمالي والجنوبي والأماكن المرتفعة حيث لا تستطيع النباتات العيش، البكتريا الخضراء المزرقة تعتبر المنتجات الأولية الرئيسية وتعتبر قاعدة سلسة الغذاء الميكروبية.
في غرينلاند تقوم هذه البكتريا بعمل فتحات غبارية على أسطح صفائح الثلج –على شكل برك مملوءة بغبار غامق اللون وتوجد هذه الفتحات بصورة واسعة على أسطح الثلج جاعلة من البكتريا هذه مهندسة بيئية مهمة للجليد والصفائح الجليدية ولإيضاح كيف يمكن لهذه البكتريا القدرة على البقاء حية في تلك البيئات يجب محاولة فهم طبيعة البيئة في تلك الاقطاب.
ويقول بروفيسور في مركز بريستول لعلم الجليد: “العديد من الكائنات الحية المتكيفة للبرودة أو الكائنات المحبة للبرودة، تملك في جينومها التواقيع المميزة التي تجعل لها القدرة على البقاء حية في تلك البيئات الباردة. وبعد عزل هذا الجينوم وسلسلته نستطيع البحث عن هذه التواقيع المميزة على مستوى الجينوم. وقد وجدنا أن جينومها مشابه لتلك الكائنات القريبة منها جينيا التي تعيش في بيئات أكثر حرارة. هذا الجينوم الجديد يجعلنا نعتقد أن البكتريا Phormidesmis priestleyi. تقوم بصنع غطاء مميز حول نفسها مصنوع من السكريات”.
كما وتقول الدكتورة باتريشيا Patricia Sánchez الزميلة في مركز أبحاث المجتمع الملكية في مدرسة العلوم الجغرافية: “أنا مبتهجة جدا بأن يكون مختبري قادر على القيام بسلسلة جينية للبكتريا الخضراء المزرقة التي تعيش في القطب الشمالي. حيث أظهرت دراستنا لها أنها تقوم بلف جسدها بطبقة حامية مكونة من سكريات معقدة الترتيب. هذه البكتريا تستخدم هذه الطبقة اللزجة التي تحميها من التجمد جاعلة من نفسها قادرة على البقاء حية في موسم الشتاء القطبي”.
وما يثير الاهتمام أن العديد من أجناس البكتريا الخضراء المزرقة تستخدم استراتيجيات مشابهة للبقاء حية في بيئات متطرفة اخرى. هذه الاستراتيجيات جعلتها قادرة على استيطان اكثر الأماكن الغير قابلة للعيش على كوكب الارض.