تعد أسماك القرش الحوتية أو ما تسمى «بالرقطاء» من أكبر الأسماك الموجودة على سطح الأرض، وعلى الرغم من أنها أسماك قرشٍ لا حيتان، إلا أنها تشترك في كثير من الخصائص مع الحيتان، فهي مثلًا بضخامة الحيتان، وتتغذى كتغذية الحيتانٍ لا كتغذية أسماك القرش. لكن ما هي صفات هذه الأسماك وأين تعيش وما هو غذائها؟
الحجم والوصف
تنمو أسماك القرش الحوتية لتصل إلى ما بين 18 إلى 32.8 قدمًا (5.5 إلى 10 أمتار) وقد يصل طولها إلى قرابة 40 قدماً (12 مترًا)، ووزنها إلى 20.6 طنًا (18.7 طن متري( أي ما يقارب حجم حافلةٍ مدرسية.
وقد يحظى القرش الأبيض الكبير باهتمام كبير لكنَه يتضاءل إذا ما تم مقارنته بأسماك القرش الحوتية،إذ لا ريب بأنَ القرش الأبيض الكبير هو أكبر الأسماك المفترسة على وجه الأرض، فقد ينمو ليصل طوله ما بين 15-20 قدما (4.6 – 6.1 مترًا) وبوزن يتجاوز 5,000 رطلًا (2,268 كغ ) أما أسماك القرش الحوتية فهي على العكس ليست مفترسة.
تمتلك سمكة القرش الحوتية رأسًا مسطحًا وأنفا مدببًا فوق فمها. وتبرز من فتحة الأنف شوارب قصيرة تعمل كأعضاء استشعار وتسمى «Barbels». ويظهر لون الظهر والجوانب باللون الرمادي المائل إلى البني مع نقط بيضاء وأشرطة باهتة. ويظهر لون البطن باللون الابيض. والمثير للإعجاب هو النمط الفريد للنقط فلكل سمكة نمطها الخاص بها مثل بصمة الإصبع البشرية.
يصل مقاس فم السمكة الواحدة إلى قرابة 5 أقدام (1.5 متر)، وهذا منطقي لأنها تمتلك أكثر من 300 سن، لكن العجيب أنها لا تستخدم هذه الأسنان الكثيرة في المضغ لأنها ببساطة تتناول طعامها بشكل يشبه طريقة المصفاة (filter feeders).
الموطن
تُفضِلُ أسماكُ القرش الحوتية المناطق الدافئة فتعيش في المياه الاستوائية حول العالم، لكن رُصِد بعض منها في المياه الباردة إذ شوهد بعضها على ساحل مدينة نيويورك. ويوجد معظمها (قرابة 75%) في كل من المحيط الهندي والهادئ، أما الباقي (25%) فيعيش في المحيط الأطلسي، وفق ما أفاد به الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة «IUCN».
العادات
أسماك قرش الحوت كائنات انفرادية، إلا أنها تتجمع عند مشاركة الغذاء، فمثلاً يمثل البحر الأحمر منطقة شائعة لتجمع الأسماك الشابة من قرش الحوت للتغذية و«التسكع». لكن لا تتوفر معلومات كافية عن هذا النوع من سمك القرش وعاداته الاجتماعية إذ لم يحظَ بدراسة شاملة مثل باقي المخلوقات البحرية الأخرى.
الغذاء
قد تعتقد بأن غذاء هذه الأسماك الضخمة، غذاء دسم من الأسماك الكبيرة التي تفترسها. لكن المدهش أن غذائها بسيط للغاية فهذا النوع من القروش لا يهاجم فريسته ويمزقها كما يفعل غيره، فعلى الرغم من أن أسماك القرش مخلوقات تفضل أكل اللحوم إلا أنَ هذا النوع منها يتغذى بطريقة مختلفة تمامًا، فهو يصفي غذائه من الماء، أي أنَه يأكل مثل الحيتان، إذ يفتح فمه ويمتص المياه والغذاء ثم يغلقه ويطرد المياه عن طريق الخياشم، ليعلق الغذاء في غربال مميز ما بين الخياشم والظهر يسمح للسائل بالمرور ويحجز أي شيء طوله أكثر من 3 مليمترات.
وهكذا تشكل العوالق البحرية مصدر تغذيتها الرئيس، وتتغذى أيضًا على القريدس والطحالب وغيرها من المواد النباتية البحرية إضافة إلى السردين والأنشوفة والماكريل والحبار وسمك التونا وبيوض الأسماك.
الذرية
تنتج إناث القرش الحوت البيوضَ، غير أنَها تفقس داخل الأم لا في المياه كما يحدث للأسماك الأخرى، ثم تخرج من الأم بعدد يقارب 300 سمكة صغيرة. ثم تمر بفترة طفولة طويلة، وعندما تصل إلى عمر 25 عامًا تصبح ناضجة للتناسل، وتعيش ليمتد عمرها إلى 100-150 عامًا.
التصنيف
تصنيف أسماك القرش الحوتية وفق نظام المعلومات التصنيفي ((IT IS:
المملكة: الحيوانية
تحت مملكة: ثنائيات التناظر
فوق شعبة: ثانويات الفم
الشعبة: الحبليات
تحت شعبة: الفقاريات
الشعبة الفرعية: الفكيات
فوق طائفة: الأسماك الغضروفية
الطائفة: الأسماك الغضروفية
تحت طائفة: الأشلاق/صفيحية الخياشيم الغضروفية
فوق رتبة: القرشيات الحقيقية
الرتبة: القرش
الفصيلة: القرش الحوت (Rhincodontidae)
الجنس: القرش الحوت (Rhincodon)
النوع: القرش الحوت (Rhincodon typus)
حالة الحفظ (Conservation status)
وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإنَ عدد أسماك القرش الحوتية الموجودة في المحيط الهادىء انخفض بنسبة 63% خلال 75 عامًا الماضية، أما عددها في المحيط الأطلسي فقد انخفض بنسبته 30%، ومن المؤسف القول بأن أعداد هذه الأسماك ما زال ينخفض مما دفع الخبراء إلى تصنيف أسماك القرش الحوتية ضمن الكائنات المهددة بالإنقراض.