جبير (سعيد)
Ibn Jubair (Said-) - Ibn Jubaïr (Saïd-)
ابن جبير (سعيد ـ)
(46 ـ 95هـ/666 ـ 714م)
أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، مولى بني والبة بن الحارث، بطن من بني أسد بن خزيمة، كوفي، حبشي الأصل. من أبرز أعلام التابعين، محدث ومفسر، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر. وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه قال: «أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء، ويعني سعيداً».
أقام سعيد بن جبير في العراق، ولما وجه الحجاج حملة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث[ر] لقتال رتبيل في بلاد الترك، جعل ابن جبير على عطاء الجند، ولما خرج عبد الرحمن على الحجاج وعاد إلى العراق لخلعه، كان ابن جبير أحد القراء الخارجين معه، وجرت بين جيشي عبد الرحمن والحجاج موقعتان هما دير الجماجم عام 82هـ ومسكن عام 83هـ، هزم فيهما عبد الرحمن وفر إلى بلاد رتبيل، أما سعيد بن جبير فقد فرّ إلى أصبهان فطلبه الحجاج، وأشفق عامل الحجاج عليه وأمره بمفارقته. وسار ابن جبير إلى أذربيجان، وأقام فيها طويلاً متوارياً ثم خرج إلى مكة مستخفياً مع أناس من أمثاله، ولما ولي خالد بن عبد الله القسري[ر] مكة، كتب إليه الخليفة الوليد بن عبد الملك بحمل أهل العراق الفارين إلى الحجاج، فقبض القسري على المطلوبين وفيهم سعيد وسيرهم، وكان سعيد قد ضاق ذرعاً بالاختفاء والملاحقة، وعندما أراد أحدهم أن يحذره قال: «والله لقد فررت حتى استحييت من الله».
ولما أدخل سعيد على الحجاج، قال الحجاج: «لعن الله ابن النصرانية ـ يعني خالداً ـ أما كنت أعرف مكانه، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة». ثم أقبل عليه الحجاج قائلاً له «يا شقي بن كسير، أما قدمت الكوفة وليس يؤم لها إلا عربي فجعلتك إماماً؟ فقال: بلى، قال: أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك؟ قال: بلى، قال: أما جعلتك في سماري وكلهم رؤوس العرب؟ قال: بلى، قال: أما أعطيتك مئة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسالك عن شيء منها؟ قال: بلى، قال: فما أخرجك علي؟ قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث، فغضب الحجاج ثم قال: أفما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل؟ والله لأقتلنك». فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه في واسط ودفن في ظاهرها، وله تسع وأربعون سنة.
يقال إن الحجاج ندم على قتله كثيراً وكان يراه في منامه يقول له: «يا عدو الله فيما قتلتني؟» وتمكن منه هاجس ابن جبير حتى وفاته التي كانت بعد قليل من موت ابن جبير.
كان ابن جبير محدثاً علماً، تقياً ورعاً، مفسراً من القراء المشهورين قال عنه ابن حنبل: «قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه»، وقال عنه إسماعيل بن عبد الملك: «كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله بن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت وليلة بقراءة غيره». وقيل للحسن البصري: إن الحجاج قد قتل سعيد بن جبير، فقال «اللهم ايت على فاسق ثقيف، والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبّهم الله عز وجل في النار».
روى سعيد بن جبير عن جماعة من الصحابة منهم: علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير وأبو موسى الأشعري، وعدي بن حاتم، وأبو هريرة، وغيرهم. وأكثر روايته عن ابن عباس.
وروى عنه القراءة المنهال بن عمرو وأبو عمرو بن العلاء وغيرهما.
منى الحسن
Ibn Jubair (Said-) - Ibn Jubaïr (Saïd-)
ابن جبير (سعيد ـ)
(46 ـ 95هـ/666 ـ 714م)
أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، مولى بني والبة بن الحارث، بطن من بني أسد بن خزيمة، كوفي، حبشي الأصل. من أبرز أعلام التابعين، محدث ومفسر، أخذ العلم عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر. وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه قال: «أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء، ويعني سعيداً».
أقام سعيد بن جبير في العراق، ولما وجه الحجاج حملة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث[ر] لقتال رتبيل في بلاد الترك، جعل ابن جبير على عطاء الجند، ولما خرج عبد الرحمن على الحجاج وعاد إلى العراق لخلعه، كان ابن جبير أحد القراء الخارجين معه، وجرت بين جيشي عبد الرحمن والحجاج موقعتان هما دير الجماجم عام 82هـ ومسكن عام 83هـ، هزم فيهما عبد الرحمن وفر إلى بلاد رتبيل، أما سعيد بن جبير فقد فرّ إلى أصبهان فطلبه الحجاج، وأشفق عامل الحجاج عليه وأمره بمفارقته. وسار ابن جبير إلى أذربيجان، وأقام فيها طويلاً متوارياً ثم خرج إلى مكة مستخفياً مع أناس من أمثاله، ولما ولي خالد بن عبد الله القسري[ر] مكة، كتب إليه الخليفة الوليد بن عبد الملك بحمل أهل العراق الفارين إلى الحجاج، فقبض القسري على المطلوبين وفيهم سعيد وسيرهم، وكان سعيد قد ضاق ذرعاً بالاختفاء والملاحقة، وعندما أراد أحدهم أن يحذره قال: «والله لقد فررت حتى استحييت من الله».
ولما أدخل سعيد على الحجاج، قال الحجاج: «لعن الله ابن النصرانية ـ يعني خالداً ـ أما كنت أعرف مكانه، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة». ثم أقبل عليه الحجاج قائلاً له «يا شقي بن كسير، أما قدمت الكوفة وليس يؤم لها إلا عربي فجعلتك إماماً؟ فقال: بلى، قال: أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك؟ قال: بلى، قال: أما جعلتك في سماري وكلهم رؤوس العرب؟ قال: بلى، قال: أما أعطيتك مئة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسالك عن شيء منها؟ قال: بلى، قال: فما أخرجك علي؟ قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث، فغضب الحجاج ثم قال: أفما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل؟ والله لأقتلنك». فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه في واسط ودفن في ظاهرها، وله تسع وأربعون سنة.
يقال إن الحجاج ندم على قتله كثيراً وكان يراه في منامه يقول له: «يا عدو الله فيما قتلتني؟» وتمكن منه هاجس ابن جبير حتى وفاته التي كانت بعد قليل من موت ابن جبير.
كان ابن جبير محدثاً علماً، تقياً ورعاً، مفسراً من القراء المشهورين قال عنه ابن حنبل: «قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه»، وقال عنه إسماعيل بن عبد الملك: «كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله بن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت وليلة بقراءة غيره». وقيل للحسن البصري: إن الحجاج قد قتل سعيد بن جبير، فقال «اللهم ايت على فاسق ثقيف، والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبّهم الله عز وجل في النار».
روى سعيد بن جبير عن جماعة من الصحابة منهم: علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير وأبو موسى الأشعري، وعدي بن حاتم، وأبو هريرة، وغيرهم. وأكثر روايته عن ابن عباس.
وروى عنه القراءة المنهال بن عمرو وأبو عمرو بن العلاء وغيرهما.
منى الحسن