جذيمة الأبرش Judhaima al- Abrash أحد ملوك العرب قبل الإسلام، ويُلقب جذيمة الوضَاح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جذيمة الأبرش Judhaima al- Abrash أحد ملوك العرب قبل الإسلام، ويُلقب جذيمة الوضَاح

    جذيمه ابرش

    Judhaima al- Abrash - Judhaima al- Abrash

    جذيمة الأبرش
    (القرن الثالث الميلادي)

    جذيمة الأبرش أحد ملوك العرب قبل الإسلام، ويُلقب أيضاً جذيمة الوضَاح لبرص كان فيه، ورث الملك عن مالك بن فهم اللخمي الذي كان ملكاً على مجموعة من القبائل يطلق عليها اسم «تَنُوخ»، من تنخ بالمكان أي أقام، وتنوخ مؤلفة من ثلاثة بطون هي: فَهم، وهم بنو فهم بن تيم الله بن أسد بن وَبْرة، من قبيلة قضاعة، وبطن يقال له: نزار، ولا صلة له بنزار بن عدنان، وإنما هو من بطون قضاعة كلها، وبطن يقال له: الأحلاف، وهم من جميع القبائل.
    وقد اختلفت المصادر في مدة حكم جذيمة، فجعلها بعضهم مئة وعشرين سنة، وقصرها آخرون على ستين سنة تقع مابين 208 و268 للميلاد، ومن العسير تحديد مدة حكم جذيمة على وجه الدقة، ويحسن الاكتفاء بالقول إنه حكم في القرن الثالث للميلاد.
    وجذيمة الأبرش شخصية تاريخية وليست أسطورية، خلافاً لما ذكره كاتب مادة (جذيمة) في دائرة المعارف الإسلامية، والدليل على ذلك أن اسمه ورد في نقش نبطي يوناني عُثر عليه في قرية «أم الجمال» يرجع تاريخه إلى سنة 270م، ونص النقش: «هذا موضع -أي قبر- فهر بن شلي (سلي)، مربّي جذيمة الأبرش»، وقد ورد اسم جذيمة في كثير من أشعار العرب، على أن خبر جذيمة في المصادر العربية قد اختلط ببعض المرويات الأسطورية، وتضمن طائفة كبيرة من أمثال العرب والأشعار يرجح أنها وضعت فيما بعد.
    جاء في المصادر العربية أن المجموعة القبلية التي عرفت باسم «تنوخ» كانت تنزل في أول الأمر بالبحرين، وأن جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس الأزدي انضم ومن معه من الأزد إلى «تنوخ»، وذلك في زمن ملوك الطوائف الذين ملكهم الإسكندر حين قتل دارا ملك الفرس، إلى أن ظهر أردشير بن بابك ملك فارس على ملوك الطوائف واستقام له الملك.
    ثم إن قبيلة تنوخ تطلعت إلى ريف العراق واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فساروا ونزلوا بلاد العراق، في موضع الحير (القصر) الذي كان بناه بختنصّر لتجار العرب، ونزلت طائفة منهم الأنبار والحيرة وما يليها إلى شاطئ الفرات، وكانوا يسمون عرب الضاحية لأنهم كانوا ينزلون في الأخبية والخيام. وكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم اللخمي، ثم ملك بعده أخوه عمرو بن فهم، ثم ملك بعده جذيمة الأبرش الدوسي الأزديّ، وقد شهد له المؤرخون العرب أنه كان من أفضل ملوك العرب رأياً، وأعظمهم حزماً، وهو أول من استجمع له الملك بأرض العراق، وغزا بالجيوش، وكان به برص، فهابت العرب أن تدعوه بالأبرص فأطلقوا عليه لفظ الوضَاح والأبرش. وكانت منازله بين الحيرة والأنبار وبَقّة وهيت وناحيتها، وعين التمر وأطراف البر إلى الغُوَير والقطقطانة وخَفيّة وما والاها. فكانت تجبى له الأموال وتفد إليه الوفود، وكان منزله ببَقّة.
    وكان جذيمة قد اتخذ له صنمين بالحيرة يقال لهما الضيزنان، وكان يستسقي بهما ويستنصر بهما على أعدائه. وكان يغزو قبيلة إياد التي كانت تنزل بجواره، فاحتالت إياد في سرقة الصنمين، واشترطت عليه أن تعيدهما إليه على أن يكف عن غزوها، فقبل جذيمة ذلك ولكنه اشترط على إياد أن تدفع إليه عديّ بن نصر اللخمي، وقد ذكره له بعض أصحابه ورغبه في إحضاره إليه.
    ويذكر الأخباريون أن رقاش، أخت جذيمة، رأت عدياً فعشقته. وأرادته أن يتزوجها، وخوفاً من أن يرفض أخوها زواجها منه، أشارت بأن يسقى الخمر صرفاً، فإذ أخذت منه الخمر مأخذها، طلب إليه عدي تزويجه أخته، ففعل ذلك عدي وزوجه جذيمة أخته وهو تحت تأثير الخمرة فدخل بها، فلما صحا جذيمة غضب من صنيع عدي، فاضطر هذا أن يهيم على وجهه هارباً وانقطعت أخباره. وكانت رقاش قد حبلت ثم أنجبت غلاماً سمته عَمْراً، فلما شب أعجب به جذيمة وقرّبه إليه، ثم وقع ما جعل عمراً يفارق البلاد، وعثر عليه رجلان من قضاعة اسمهما: مالك وعَقيل، فلما عرفاه قدما به على جذيمة، فكافأهما بأن جعلهما ينادمانه ما عاش، وقد ورد ذكر هذين النديمين في أشعار العرب، ومن ذلك قول متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك:
    وكنا كَندمْانَي جذيمة حقبة
    من الدهر حتى قيل: لن يتصدَّعا
    وقال أبو خراش الهذلي:
    لعمري لقد راعت أميمة طلعتي
    وإن ثوائي عندها لقليلُ
    ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا
    خليلا صفاء: مالكٌ وعقيلُ
    ثم إن جذيمة غزا بلاد عمرو بن ظرب، ملك الجزيرة ومشارف الشام، فقتل عمرو في الموقعة التي دارت بينه وبين جذيمة، وتولّت الملك بعده ابنته الملقبة بالزَبّاء، وكان منزلها بتدمر. واسمها نائلة -وهي غير زنوبيا ملكة تدمر- فأرادت أن تثأر لأبيها، واستدرجت جذيمة للحضور إليها والزواج منها، فجازت الخديعة على جذيمة ولم يصغ لنصيحة مستشاره قَصير بن سعد وتحذيره غدرها، فلما قدم جذيمة على الزبّاء قتلته ثأراً بأبيها، وملك بعده ابن أخته عمرو بن عدي، واستطاع عمرو أن يثأر لخاله جذيمة ويقتل الزبّاء مستعيناً بمكيدة دبرها له قصير.
    عادل فريجات
يعمل...
X