ليس معقولًا أنّ ذلك يعود لأرجلها اللّاصقة، فكيف تفعل ذلك إذًا؟
كيف تسير الحشرات على الأسطح الزلقة أو المقلوبة دون أن تسقط
يشير روبرت باول، عالمٌ مختصّ بدراسة سلوك الكائنات الحيّة في قسم علم الأحياء والفيزياء في جامعة كينيسو في ولاية جورجيا، إلى أنَّ العديد من الحشرات كالذّباب المنزليّ إضافة إلى البرمائيّات والزّواحف -كضفادع الأشجار وأبي بريص- تستطيع السّير والتّعلّق بالسّطوح الزّلقة، بما في ذلك زجاج النّوافذ والأبواب، ويستطرد قائلًا: «لا يمكننا تنفيذ هذه الخدعة باستعمال كؤوس راشفة أو موادَّ لاصقة، بل ينبغي الاعتمادُ على عددٍ ضخمٍ من الشّعيرات الدّقيقة والخشنة التي نراها عادة على السّطح السّفليّ لأقدام الحيوانات السابقة».
لقد قدّم العلماء صورًا تُظهر لنا هذه الشّعيرات المذكورة باستعمال المِجهر الإلكترونيّ الماسح.
أمّا عن السّطوح الّتي تبدو ملساءَ تمامًا لنا، فإنّها تمتلك في الواقع نتوءاتٍ وشقوقًا عديدة تعتبر موطئًا للشّعيرات الدّقيقة.
ولمعلوماتٍ إضافيّة، أشارَ ريتشارد فيل، مساعد البروفيسور في قسم علم الأحياء في فيرجينيا، إلى أنّ الأجزاءَ الموجودة في نهاية أرجل الحشرات لها بنًى تبدو كالمخالب (أيْ معقوفة)، ومهمّتها مساعدة الحشرات على التّشبّث بأنواع السّطوح المختلفة، فهي تُستخدم كوسيلةٍ تتعلّق بها على النتوءات الدّقيقة ضمن السّطوح الخشنة.
وفي أحيان أخرى، تستفيد الحشرات من الشّعيرات الموجودة في الوسائد اللزجة المثبّتة على كاحلَيْها كي تلتصق على السّطوح الزّلقة.
ويتابع قائلًا: «يُمكن لبعض الحشرات كالجراد أن تحمل الوسائد على كلا كاحليها، بينما نرى هذه الوسائدَ في أجزاء أخرى من السّاق لدى أنواعٍ أخرى من الحشرات».
لدى هذه الوسائد شعيراتٍ عديدة تفرز مادّة زيتيّة تؤمّن لها قوّة الجَذب المناسبة كي تلتصق بقممها على السّطوح الزّلقة كالزّجاج.
علمًا بأنّ هناك بعض القوى الفيزيائيّة الّتي تُساعد تلكُم الحشرات والحيوانات على التّشبّث.