التصوير المعماري -٢- استغلال الظروف والخروج الى الشوارع والساحات
مع هذه الحلقة الثانية سوف نتعرف على إسلوب آخر من أساليب التصوير الفوتوغرافي المعماري ، مع التعرف على أفضل السبل للوصول إلى صور بعيدة عن الرتابة باستغلال كل الظروف ـ مهما يكن نوعها ـ لتحقيق الأعمال المميزة في المباني والشوارع والساحات على أنواعها .
إن تساقط الثلج والبرد يعتبران من الحوادث المناخية التي تضفي على صورنا معنی مختلفاً .
فإذا كانت هذه الآثار مغطاة بالثلج ، يمكننا إعتبـارهـا حـدثاً مهما ، وفي مثل هذه الحالة يجب ان نبدأ بالابتعاد عن الموضوع او باختیار زاوية كبيرة إذ أنه يصبح من الضروري إبراز البناء ومحيطه . وهنا يتوجب علينا تغيير عاداتنا فيما يتعلق بضبط الصورة ، فالإسفلت الذي يغطي السـاحـة ، يعتبر عنصراً غير مرغوب باظهاره في الصورة مع الطقس المعتدل ، بينما يصبح هذا العنصر مهما إذا تغطى بـ ١٥ سم من الثلج . فمقدمة الصورة التي تظهر الثلج يمكن أن تغطي ثلثي الصورة ، شرط أن يشـد النظر إلى البـنـاء الذي هو الموضوع الرئيسي في الصورة .
وعندما يتساقط الثلج ويشتد البرد ، يحين وقت الحكـايـات والنوادر ، فالينبـوع المتجمد المصور بنـور مـعـاكس يعطي لمحة رائعة تسهم فيها الحاشية الثلجية باظهار نتوءات الصخرة وتكديس الثلج في حفر النصب أو التمثال .
امـا لمن يتمتع بنظرة ثاقبـة وبموهبـة للتـحـقـيـقـات ،، الريبورتاجات ،، فيمكن الإستفادة من هذا الحادث المناخي ، باطلاق العنـان للموهبـة فـي روايـة القصص .
- المطر :
ما أن يبدأ المـطر حتى يسرع المصور إلى الكاميرا اذ أنـه خلال زخ المطر ، تكون إمكانية التصوير محدودة جداً ، إلا اذا كنا داخل أحد المباني ، وكان بامكاننا إظهار المطر بواسطة نور معاكس واضح .
بعد العاصفة ، يصفو الجو . وهذا يساعدنا على التقاط صور على مسافات بعيدة ، وبالتالي تبدو مقدمة الصورة اللماعة كانها مرأة مصقولة رائعة ويختلف تأثير المطر بـاخـتـلاف زاويـة النظر . فالبناء المحاط بالعشب الأخضر يبدو مختلفاً بعد هطول المطر ، وسطوح القـرمـيـد المغسولة بلطف تبدو قـاتـمـة أكثر ، كمـا تغيـر بعض أجـزاء المبنى الحسـاسـة للرطوبة من لونها . وتصبح أوراق الأشجار المبللة اكثر لمعاناً ، لكن ما من شيء يمكن القاريء من معرفة الظروف التي التقطت فيها الصورة وكل المقاييس تتغير إذا صـورنـا ابنيـة تـتـالف من واجهات براقة و لماعة ، فالشارع المبلط وفناء المعابد يتغير منظورهما عندما يحـول المطر الشارع إلى مرايا واسعة أو إلى
برك متلالئة كالمرايا ، وإذا القت الشمس بـاشعـتهـا عـلى هـذا الشارع يصبـح من المستحسن استعمال مرشح - البولاريزان لتتحكم بالألوان او تباين التنوير والإنعكاسات ، عنـدهـا يصبـح المطر عنصراً مهماً يجب ابرازه وهناك بعض الأماكن الخلابة التي تتغير بعدما يداهمها المطر ، كالساحات القديمة والممرات والأرصفة المبللة ، التي تلمـح تحت اضواء الشوارع العامة .
ـ الاستفادة من الحـوادث المناخية :
نستطيع أن نصنـع صـوراً مختلفـة جـدا لمشهـد واحـد وبكاميرا واحدة ، تبعاً لاختلاف ظروف الطقس ـ من الشمس الى المطر ، والثلج والضباب .
واختلاف منظور الآثار او الأبنية ليست حكراً على هذه الحوادث المناخية ، إنما يضاف إليها كيفية اختيار زاوية الرؤية .
وعلينا أن نتعلم الاستفادة من تغييرات الطقس بدلا من ان نحـاول إخضاعهـا والسيطرة عليها .
يضـاف الى ما سبق عـامـل الفصول ، الذي يغير شكل واجهـة » الأبنية من الربيع إلى الخـريـف تـخـتـلف الوان الطبيعة وكذلك يختلف منظور السماء ونوعية الضوء . وكلنا نتقبل الفكرة التي تقول ان نوعية الضوء تتغير . مع الوقت حسب الساعة . ولكننا غالباً ما ننسى ان شمس الشتاء تكون أخف منها في الصيف ، اي انها لا تحمل نفس القوة ، فكلما تغير ارتفاع الشمس كلما تغيرت بالتالي ملامح البناء .
يلعب منظر الاشجار دوراً في تاريخ الصورة ـ أو في اعطاء فكرة عن الوقت الذي صـورت فيه - فالورقة الخضراء البراقة تنبـؤنـا بـالربيـع ، في حين ان الأوراق المتناثرة في مقـدمـة الصورة تذكرنا بفصل الخريف وكـانـنـا هنـا نعتمد على رمز ، والشجرة هنا هي الرمز .
ومن القـواعـد المهمـة في التصوير انه عندما نحصل على المـفـتـاح يـجـب الا نخشى إسـتـعـمـالـه ، لأنهـا الطريقة الوحيدة للتمييز بين الصورة السخيفة والرتيبة ـ أي المشتركة بين كل الناس - وبين الصور الجيدة المميزة التي نشعـر بالسعادة عند رؤيتها .
ـ كيفيـة ادخـال العنصر الانساني في الصورة :
بعيداً عن المشاكل التي تتعلق بـاخـتـيـار الابعـاد والاضاءة . وظروف أو شروط اللقطة ، تطرح الصـورة المعمـاريـة مـشكلة اخـرى ، وهـي كيـفيـة إدخال العنصر الإنساني في التصوير المعماري .
نحن لا نقصد هنا القصور التي يغزوها السياح ، والتي يصبح من المستحيل النقاط أي صورة لها دون ضبط حشد المتنزهين على الرغم مـن مهـارة وفـطـنـة البعض في اختيار مقدمة جيدة للصورة ، فإنهم يشعرون بكثير من المعاناة من جـزاء تصـويـر ساحة خالية من الناس ، او حتى من جزاء وجودنا باكرا في الساحة قبل وصول حشود المتنزهين .
وقـد وجـد الـمـهـندسون المعماريون الحل الأمثل حين أدركوا أنهم يشيدون كل شيء للانسان وكل المناظر إذن بحاجة لعنصر إنسـاني ، أو إلى شيء يحركها .
فالمشكلة تكمن في معرفة الأهمية التي سوف نعطيهـا للعنصر الانساني ، وحسب الإطار الذي نختاره يصبح بامكاننا إستيحـاء تـأثيـرات مختلفة من الأحياء المجـهـريـة ، أو على العكس من الناحية الوظيفية أو الهندسة النفعية للبناء ، وفي مثل هذه الظروف ، يـصـبـح مـن الضروري أن نتعود عدم الخشية من ضبط الصـورة بـجـراة ، وبتاليف صور مؤثرة بواسطة العدسات ذات التباور القصير .
إن إدخال الانسان في الصورة يوفر امكانيات متعددة لابـراز المـوضـوع الرئيسي كما يمكننـامـن تـرمـيـم الصـورة أو اصلاحها اذا كـان تقسيمها غيـر كامل ، وذلك بادخال العنصر الانسـاني على إحـدى زوايا الصورة بحيث تكـون نـظـرتـه بمثابة دليـل نـحـو المـوضـوع الرئيسي ، بـرشـد مـشـاهـدي المستـقـبـل الى المـوضـوع الرئيسي . وهذا أسلوب معروف . ولكن حتى نتمكن من جعل البناء البعيد يحتل مركزاً مناسباً في رؤيتنا ، علينا أن نؤلف الصورة بشكل آخر ، وأن نحول هذا البعد غير الارادي الى فائدة . فالصبي الذي يبدو مشيرا باصبعه إلى البناء ، يسـاعـدنـا على إنقـاذ الموقف وتحقيق صورة مهمـة وبالتأكيد يجب ان نعمل بدقة على فتحة صغيرة ، للاستفادة من أكبر عمق ممكن .
كثيـراً مـا نتساءل كم يبلغ الارتفاع الحقيقي لتمثال . ابو الهول .
- ١،٥٠ متر ام ۲۰ متراً ؟ .
ولكن إذا ما استطعنا الوصول اليه ودغدغنا , شاربيه ، سنتاكد من الجواب .
ولكن ما هو موقف مشاهـدي الصورة مستقبلا حين يجدون أنـك اعـطيت حـجـمـا للسحب الصغيرة في صورة بمقيـاس ٩ × ١٣ .
إذن لا بد هنا من إدخال الانسان في الرؤية لاعطاء فكرة عـن الـحـجـم الحقيقي أو سلم الأهميات ، في الصورة .
وعلى عكس الأفكار المكتسبة فإن وضع الانسان داخل الصورة المعمارية لا يشكل خطأ ، لكن المشكلة الوحيدة تكمن في قدرتنا على عدم جعل الانسان الموضوع الرئيسي في الصورة .
ما من وسيلة لتصوير شارع قديم او مركز تجاري أو ابنية عامة دون ضبط الأسلاك ، والعواميد وبرج الاسلاك .
وقد وجد نـاشـرو ، الكـارت بوستال ، حـلا لهذه المشكلة بتـوجيـه نـداء الى مصلحـة الخدمات ، لإزالة شهود العصر الحديث ، ويبدو أن هذه العملية قد نجحت إلى حد ما . وحين نتسلى بتفحص - الكـارت بوستال ، والبحث عن العواميد فيها ، سنجد أن تسع حالات من عشر تبدو مموهة ، ولا تحتمـل وجود أي شريط .
إن تنقيح الوثيقة المخصصة للتأثير على المشاهد يبدو أمراً سهلا بالنسبة للهواة ، لكنـه في الواقع مستحيل .
لذا لا تنتظروا مـن الهـواة الكثير من المساعدة . وليدرس كل منـا بدقة ما يحدث في محـدد النظر ، لأن اللحظة المـؤثـرة والحـاسمـة هي لحـظة التقاط الصورة .
وفي النهاية ، لا تيأسوا إذا رايتم شريطاً كهربائياً يقطع السماء إلى قطعتين لأن هذه الحـوادث التصـويـريـة صـارت اليوم مقبولة بعض الشيء كما ان السيارات تعتبر مشكلة أخـرى .
وليس امامنا سوى حلين للتخلص منها الأول يتلخص في تجاهلها وعدم ضبطها داخل الصـورة .
والثاني يكمن في تصويرها وهي متوقفة ، لأن الناقلات تختفي في الصورة وهي تتحرك .
- روعة الشوارع القديمة :
إن الصورة المعمارية لا تحدد بصـور بعض الأطلال
. الخرائب ، الرائعة ، أو ببعض القصور المرممة حديثاً فالقرى القـديمـة بـازفـتـهـا الضيـقـة والمحصورة لها جاذبيتها أيضاً . لكنها وللأسف صعبة التصوير ، وإعادة جو او مرح هذه الأزقة عملية معقدة لأن الموضوع يمتد بعيداً في العمق ويتطلب منطقة وضـوح كبيرة ، ونجد انفسنا منقادين لاستعمال عدسة واسعة الزاوية لجعل إمتداد حقل الرؤية ضرورياً .
في مثل هذه الحالة يصبح من الصعب إيجاد مقدمة جيدة للصورة ، ولنجاح الصورة يجب أن نراعـي ترتيب المسطحات فالشرفة والباب القديم ، والينبوع يمكن أن تشكل مقدمة مسطح مهمة .
وإذا تعـذر وجـود مثل هذه المقدمة ، لا نخشـوا من جعـل الأرض إطاراً لمقدمة الصورة ، خصوصاً إذا كانت مبلطة ، وإذا لم تعجبنا هذه المسطحات يبقى الحل الأمثل والأبسط هـو إدخال العنصر الإنساني الذي يعطي الصورة الزخم المطلوب . فإبراز ظهور بعض الأشخاص يساهم بدعم الجانب الغني . ويبرز الحنين الذي يلف هذه الأزقة .
أما فيما يتعلق بـالتـعـريض الضوئي ، فليست هناك من مشكلة إلا إذا اعتبرنا الظلال مشكلة فلننتبه إذن للمناطق المعتمـة التي تتـحـول في الصورة الى ثقوب سوداء ، ومن الأفضل ان نضحي بمشهـد السماء وهنـاك حيلة أخرى يمكننا اتباعها فقـد برهنت التجربة أن الازقة متعرجة وشديدة الانحدار المصورة من الاسفـل تبقى افضل بكثير من الصورة ذاتها التي تؤخذ من الأعلى .
ولسنا هنا بصدد قاعدة مجردة وجامدة ، اذ نستطيع أن تطبقها بطريقة معكوسة إذا شعرنا بضرورة الأمر ، ومع ذلك يجب أن لا نخشى العمل للوصول إلى القمة .
فتركيز الكاميرا على الدعامة واخـتـبـار الوقت والوضع المناسبين . يمكننا من الحصول على مبنى واضـح وعـلى اشخاص « خارج التباور ، ، مما يعتبـر شـاهـداً عـلى الوقت الذي مضى .
- الوقت الحديث :
إن الصلب والزجاج والباطون والخطوط الهاربة تجعل الأمر يبدو وكان المهندسين يعملون من اجـل المصـورين ، فمهمتهم لا تقتصر على تجهيز القرى بالابنية الـغـريبـة ، بل انهم يسخرون الانعكاسات ، والأحجام والألوان لأهداف خاصة ، وعلى عاتقنا أن نبذل جهدا لابرازها بالامتناع عن الوقوف بالقرب من الأبنية لتصويرها بسذاجة ودون إضفاء خيـالـنـا عليهـا إذ أن الأبنية الحـديثـة مـطـبـوعـة بـطـابـع الـعـمـلقـة ، ولذا يـجـب أن نصورها عن بعد ، اذا حرصنا على عدم تشويهها ، أو لتصويرها عن قرب معتمدين على الابتكار ومن هنـا عـلينـا الرجـوع إلى النصائح التقنيـة الواردة في الحلقة الأولى من هذا الموضوع ، فلنتعلم إذا الابتكار دون الرجوع لتصـويـر واجهـة بناء .
إستعمال الزاوية الواسعـة يبرز عمق المواضيـع ، ومرشح البولاريزان ، يستعمـل لاشباع الألوان وعـدسـة « تيلفـوتـو للأشياء التي تكون على شكـل متواليات .
- رؤية الأبنية من أعلى :
إذا حـالفك الحـظ واستطعت التحليق في الهواء في طائـرة صغيرة ، أو تمكنت من الوصول إلى ابنية مرتفعة ستشعر حتماً بانها اللحظة المناسبة لتحقيق صورة هندسية مميزة وغريبة .
إن رؤية شوارع العاصمة من الأعلى تعطيها مظهراً مهيباً فالاشخاص يبدون بحجم النمل . والسيارات تبدو كنقاط ملونة . وفـجـاة نكتشف أن الملاعب والـحـدائـق تـخـتبـا خلف الواجهات وحلم كل منا أن يتمكن ذات يوم من التحليق فوق المدن بـطائرة صغيرة ، وإذا توفر بين معارفك أحد الطيارين الهواة ، ولكن لا تتمنى حصول معجزات لأننا لا تتعلق بنوافذ طائرات | سياح وبالتالي لا نستطيع ان نعرف ما يحدث في الأسفل والنتيجة أننا مضطرون للتصوير على ٤٥ درجة في أفضل الحالات ، وهكذا فإننا لا نرى المناطق واضحة من الأعلى ولكن مع هذا فإن هذه الزاوية لا تؤمن إبراز بعض التناسق .
إن أفضـل الأوقـات لتحقيق صورة ناجحة تكون اثناء دوران الطائرة ، شرط أن تكون الزاوية
التي نجلس فيـهـا مـنـاسـبـة فلنستفد اذاً من هذه اللحظات النادرة للتصوير عدة مرات ولكن إياكم والطلب من الطيار ، أن يعيد الكسرة ، لأن عدداً كبيراً من الطيارين الهواة ، لاقوا حتفهم عندما حاولوا تصوير منازلهم ، او القاء التحية على زملائهم .
ومن السماء ، تبدو الأبنيـة الرائعة بمظهر مختلف وجديد ومع هذا يجب مراقبة المنظورات مرة اخرى ، فما هو صحيح بالنسبـة للصـور المـاخـوذة صعوداً ـ من أسفل الى اعلى - صحيح ايضاً لصـور الغطسة - أي التقاط الصورة من فوق الى تحت .
ـ قليل من الخيـال يعـطي نتيجة أفضل :
إن المصور الهاوي ليس مجبراً على تحقيـق صـورة دقيـقـة كالمحترف ، ومن هذا المنطلق أرفقنا بهذا الموضوع - التصوير المعماري ، مجموعة مختلفة من الصور لنشجعك على تحريك مخيلتك لاختيار الموضوع الأكثر غرابة الذي يعجبك . ومنذ عدة سنوات قرر أحد المصورين الكبار عرض تشكيلة جديدة من الأحذية النسائية بطريقة مبتكرة وطريفة . فعمل على تشكيل أو تأليف صورة جديدة بحيث رتبها بطريقة وضع معها احد ابنية باريس تحت كعب كل واحد منها .
كان الحذاء موضوعه الرئيسي وقد سخر كل المقومات الفنية والتصويرية لانجاح فكرته .
وكذلك قد تجد بدورك افكـاراً أخرى مبتكرة ، كتصوير الأبنية التي تراها اثناء العطلة من خلال مرآة علبة البودرة الخـاصـة بزوجتك أو من خلال عنق زجاجة مرطبات .
إنها اقتراحات مبتكرة ، وبما انك تعمل كهواية أي دون قيود وضغوطات تقنيـة خـاصـة ، لا تخشى من اختيار موضوع مبتكر وتأثيرات خاصة . ولإخفاء بعض عيوب المباني وجعلها خلابة ، نلجا لاستعمال العدسات المؤثرة مثـل - سوبر سيد ، والمرشحات الملونة . لإعطاء الأبـنيـة مـسـحـة مـن الشباب .
أما إذا كانت تشعر بنقص في الأفـكـار ، فما عليك سوى الإنصراف الى الكتـب ، فكـل المصورين المشهورين قد أقدموا فيما مضى على تصوير مدنهم . ابتداء من فولفيو رواتر وصـولا الی فرانسیسکو هیلداغو .
وعادة يتجاهل المصورون الأبنية وحجتهم في ذلك أنها لا تتحرك ، قائلين أنهم يصورونها في وقت آخـر حين تسنـح لـهـم الفرصة ، وأنه لأمر مؤسف لأن هـنـاك بعض الظروف التي لا تتكرر . فالقصر المغطى بالضباب الصبـاحي ، وأوراق الأشـجـار المذهبة في مقدمة الصورة ونور الشمس الشفاف يعطيـه رونقاً خلاباً ، وهو أمر لا يتكرر دائماً في وقت فراغاته .
- كتب ومدربون :
لتحقيق صور أفضل علينا الرجوع الى الكتب أو لتجـارب سابقة لأنها تساعدنا على التقدم في مجال التصوير .
والصورة المعمـاريـة تعتبـر مـوضـوعـاً واسعاً لكن بـامكـانـك اتبـاع النصائح النظرية التي قدمها آرنست هـاس في كتـابـه . في المانيا ، ، طبعة دونويل ، أو تلك التي قدمها فولفيو رواتر في كتابه ، فيفـر فينيـز ، طبعـة مانجس
( Mengès )⏹
مع هذه الحلقة الثانية سوف نتعرف على إسلوب آخر من أساليب التصوير الفوتوغرافي المعماري ، مع التعرف على أفضل السبل للوصول إلى صور بعيدة عن الرتابة باستغلال كل الظروف ـ مهما يكن نوعها ـ لتحقيق الأعمال المميزة في المباني والشوارع والساحات على أنواعها .
إن تساقط الثلج والبرد يعتبران من الحوادث المناخية التي تضفي على صورنا معنی مختلفاً .
فإذا كانت هذه الآثار مغطاة بالثلج ، يمكننا إعتبـارهـا حـدثاً مهما ، وفي مثل هذه الحالة يجب ان نبدأ بالابتعاد عن الموضوع او باختیار زاوية كبيرة إذ أنه يصبح من الضروري إبراز البناء ومحيطه . وهنا يتوجب علينا تغيير عاداتنا فيما يتعلق بضبط الصورة ، فالإسفلت الذي يغطي السـاحـة ، يعتبر عنصراً غير مرغوب باظهاره في الصورة مع الطقس المعتدل ، بينما يصبح هذا العنصر مهما إذا تغطى بـ ١٥ سم من الثلج . فمقدمة الصورة التي تظهر الثلج يمكن أن تغطي ثلثي الصورة ، شرط أن يشـد النظر إلى البـنـاء الذي هو الموضوع الرئيسي في الصورة .
وعندما يتساقط الثلج ويشتد البرد ، يحين وقت الحكـايـات والنوادر ، فالينبـوع المتجمد المصور بنـور مـعـاكس يعطي لمحة رائعة تسهم فيها الحاشية الثلجية باظهار نتوءات الصخرة وتكديس الثلج في حفر النصب أو التمثال .
امـا لمن يتمتع بنظرة ثاقبـة وبموهبـة للتـحـقـيـقـات ،، الريبورتاجات ،، فيمكن الإستفادة من هذا الحادث المناخي ، باطلاق العنـان للموهبـة فـي روايـة القصص .
- المطر :
ما أن يبدأ المـطر حتى يسرع المصور إلى الكاميرا اذ أنـه خلال زخ المطر ، تكون إمكانية التصوير محدودة جداً ، إلا اذا كنا داخل أحد المباني ، وكان بامكاننا إظهار المطر بواسطة نور معاكس واضح .
بعد العاصفة ، يصفو الجو . وهذا يساعدنا على التقاط صور على مسافات بعيدة ، وبالتالي تبدو مقدمة الصورة اللماعة كانها مرأة مصقولة رائعة ويختلف تأثير المطر بـاخـتـلاف زاويـة النظر . فالبناء المحاط بالعشب الأخضر يبدو مختلفاً بعد هطول المطر ، وسطوح القـرمـيـد المغسولة بلطف تبدو قـاتـمـة أكثر ، كمـا تغيـر بعض أجـزاء المبنى الحسـاسـة للرطوبة من لونها . وتصبح أوراق الأشجار المبللة اكثر لمعاناً ، لكن ما من شيء يمكن القاريء من معرفة الظروف التي التقطت فيها الصورة وكل المقاييس تتغير إذا صـورنـا ابنيـة تـتـالف من واجهات براقة و لماعة ، فالشارع المبلط وفناء المعابد يتغير منظورهما عندما يحـول المطر الشارع إلى مرايا واسعة أو إلى
برك متلالئة كالمرايا ، وإذا القت الشمس بـاشعـتهـا عـلى هـذا الشارع يصبـح من المستحسن استعمال مرشح - البولاريزان لتتحكم بالألوان او تباين التنوير والإنعكاسات ، عنـدهـا يصبـح المطر عنصراً مهماً يجب ابرازه وهناك بعض الأماكن الخلابة التي تتغير بعدما يداهمها المطر ، كالساحات القديمة والممرات والأرصفة المبللة ، التي تلمـح تحت اضواء الشوارع العامة .
ـ الاستفادة من الحـوادث المناخية :
نستطيع أن نصنـع صـوراً مختلفـة جـدا لمشهـد واحـد وبكاميرا واحدة ، تبعاً لاختلاف ظروف الطقس ـ من الشمس الى المطر ، والثلج والضباب .
واختلاف منظور الآثار او الأبنية ليست حكراً على هذه الحوادث المناخية ، إنما يضاف إليها كيفية اختيار زاوية الرؤية .
وعلينا أن نتعلم الاستفادة من تغييرات الطقس بدلا من ان نحـاول إخضاعهـا والسيطرة عليها .
يضـاف الى ما سبق عـامـل الفصول ، الذي يغير شكل واجهـة » الأبنية من الربيع إلى الخـريـف تـخـتـلف الوان الطبيعة وكذلك يختلف منظور السماء ونوعية الضوء . وكلنا نتقبل الفكرة التي تقول ان نوعية الضوء تتغير . مع الوقت حسب الساعة . ولكننا غالباً ما ننسى ان شمس الشتاء تكون أخف منها في الصيف ، اي انها لا تحمل نفس القوة ، فكلما تغير ارتفاع الشمس كلما تغيرت بالتالي ملامح البناء .
يلعب منظر الاشجار دوراً في تاريخ الصورة ـ أو في اعطاء فكرة عن الوقت الذي صـورت فيه - فالورقة الخضراء البراقة تنبـؤنـا بـالربيـع ، في حين ان الأوراق المتناثرة في مقـدمـة الصورة تذكرنا بفصل الخريف وكـانـنـا هنـا نعتمد على رمز ، والشجرة هنا هي الرمز .
ومن القـواعـد المهمـة في التصوير انه عندما نحصل على المـفـتـاح يـجـب الا نخشى إسـتـعـمـالـه ، لأنهـا الطريقة الوحيدة للتمييز بين الصورة السخيفة والرتيبة ـ أي المشتركة بين كل الناس - وبين الصور الجيدة المميزة التي نشعـر بالسعادة عند رؤيتها .
ـ كيفيـة ادخـال العنصر الانساني في الصورة :
بعيداً عن المشاكل التي تتعلق بـاخـتـيـار الابعـاد والاضاءة . وظروف أو شروط اللقطة ، تطرح الصـورة المعمـاريـة مـشكلة اخـرى ، وهـي كيـفيـة إدخال العنصر الإنساني في التصوير المعماري .
نحن لا نقصد هنا القصور التي يغزوها السياح ، والتي يصبح من المستحيل النقاط أي صورة لها دون ضبط حشد المتنزهين على الرغم مـن مهـارة وفـطـنـة البعض في اختيار مقدمة جيدة للصورة ، فإنهم يشعرون بكثير من المعاناة من جـزاء تصـويـر ساحة خالية من الناس ، او حتى من جزاء وجودنا باكرا في الساحة قبل وصول حشود المتنزهين .
وقـد وجـد الـمـهـندسون المعماريون الحل الأمثل حين أدركوا أنهم يشيدون كل شيء للانسان وكل المناظر إذن بحاجة لعنصر إنسـاني ، أو إلى شيء يحركها .
فالمشكلة تكمن في معرفة الأهمية التي سوف نعطيهـا للعنصر الانساني ، وحسب الإطار الذي نختاره يصبح بامكاننا إستيحـاء تـأثيـرات مختلفة من الأحياء المجـهـريـة ، أو على العكس من الناحية الوظيفية أو الهندسة النفعية للبناء ، وفي مثل هذه الظروف ، يـصـبـح مـن الضروري أن نتعود عدم الخشية من ضبط الصـورة بـجـراة ، وبتاليف صور مؤثرة بواسطة العدسات ذات التباور القصير .
إن إدخال الانسان في الصورة يوفر امكانيات متعددة لابـراز المـوضـوع الرئيسي كما يمكننـامـن تـرمـيـم الصـورة أو اصلاحها اذا كـان تقسيمها غيـر كامل ، وذلك بادخال العنصر الانسـاني على إحـدى زوايا الصورة بحيث تكـون نـظـرتـه بمثابة دليـل نـحـو المـوضـوع الرئيسي ، بـرشـد مـشـاهـدي المستـقـبـل الى المـوضـوع الرئيسي . وهذا أسلوب معروف . ولكن حتى نتمكن من جعل البناء البعيد يحتل مركزاً مناسباً في رؤيتنا ، علينا أن نؤلف الصورة بشكل آخر ، وأن نحول هذا البعد غير الارادي الى فائدة . فالصبي الذي يبدو مشيرا باصبعه إلى البناء ، يسـاعـدنـا على إنقـاذ الموقف وتحقيق صورة مهمـة وبالتأكيد يجب ان نعمل بدقة على فتحة صغيرة ، للاستفادة من أكبر عمق ممكن .
كثيـراً مـا نتساءل كم يبلغ الارتفاع الحقيقي لتمثال . ابو الهول .
- ١،٥٠ متر ام ۲۰ متراً ؟ .
ولكن إذا ما استطعنا الوصول اليه ودغدغنا , شاربيه ، سنتاكد من الجواب .
ولكن ما هو موقف مشاهـدي الصورة مستقبلا حين يجدون أنـك اعـطيت حـجـمـا للسحب الصغيرة في صورة بمقيـاس ٩ × ١٣ .
إذن لا بد هنا من إدخال الانسان في الرؤية لاعطاء فكرة عـن الـحـجـم الحقيقي أو سلم الأهميات ، في الصورة .
وعلى عكس الأفكار المكتسبة فإن وضع الانسان داخل الصورة المعمارية لا يشكل خطأ ، لكن المشكلة الوحيدة تكمن في قدرتنا على عدم جعل الانسان الموضوع الرئيسي في الصورة .
ما من وسيلة لتصوير شارع قديم او مركز تجاري أو ابنية عامة دون ضبط الأسلاك ، والعواميد وبرج الاسلاك .
وقد وجد نـاشـرو ، الكـارت بوستال ، حـلا لهذه المشكلة بتـوجيـه نـداء الى مصلحـة الخدمات ، لإزالة شهود العصر الحديث ، ويبدو أن هذه العملية قد نجحت إلى حد ما . وحين نتسلى بتفحص - الكـارت بوستال ، والبحث عن العواميد فيها ، سنجد أن تسع حالات من عشر تبدو مموهة ، ولا تحتمـل وجود أي شريط .
إن تنقيح الوثيقة المخصصة للتأثير على المشاهد يبدو أمراً سهلا بالنسبة للهواة ، لكنـه في الواقع مستحيل .
لذا لا تنتظروا مـن الهـواة الكثير من المساعدة . وليدرس كل منـا بدقة ما يحدث في محـدد النظر ، لأن اللحظة المـؤثـرة والحـاسمـة هي لحـظة التقاط الصورة .
وفي النهاية ، لا تيأسوا إذا رايتم شريطاً كهربائياً يقطع السماء إلى قطعتين لأن هذه الحـوادث التصـويـريـة صـارت اليوم مقبولة بعض الشيء كما ان السيارات تعتبر مشكلة أخـرى .
وليس امامنا سوى حلين للتخلص منها الأول يتلخص في تجاهلها وعدم ضبطها داخل الصـورة .
والثاني يكمن في تصويرها وهي متوقفة ، لأن الناقلات تختفي في الصورة وهي تتحرك .
- روعة الشوارع القديمة :
إن الصورة المعمارية لا تحدد بصـور بعض الأطلال
. الخرائب ، الرائعة ، أو ببعض القصور المرممة حديثاً فالقرى القـديمـة بـازفـتـهـا الضيـقـة والمحصورة لها جاذبيتها أيضاً . لكنها وللأسف صعبة التصوير ، وإعادة جو او مرح هذه الأزقة عملية معقدة لأن الموضوع يمتد بعيداً في العمق ويتطلب منطقة وضـوح كبيرة ، ونجد انفسنا منقادين لاستعمال عدسة واسعة الزاوية لجعل إمتداد حقل الرؤية ضرورياً .
في مثل هذه الحالة يصبح من الصعب إيجاد مقدمة جيدة للصورة ، ولنجاح الصورة يجب أن نراعـي ترتيب المسطحات فالشرفة والباب القديم ، والينبوع يمكن أن تشكل مقدمة مسطح مهمة .
وإذا تعـذر وجـود مثل هذه المقدمة ، لا نخشـوا من جعـل الأرض إطاراً لمقدمة الصورة ، خصوصاً إذا كانت مبلطة ، وإذا لم تعجبنا هذه المسطحات يبقى الحل الأمثل والأبسط هـو إدخال العنصر الإنساني الذي يعطي الصورة الزخم المطلوب . فإبراز ظهور بعض الأشخاص يساهم بدعم الجانب الغني . ويبرز الحنين الذي يلف هذه الأزقة .
أما فيما يتعلق بـالتـعـريض الضوئي ، فليست هناك من مشكلة إلا إذا اعتبرنا الظلال مشكلة فلننتبه إذن للمناطق المعتمـة التي تتـحـول في الصورة الى ثقوب سوداء ، ومن الأفضل ان نضحي بمشهـد السماء وهنـاك حيلة أخرى يمكننا اتباعها فقـد برهنت التجربة أن الازقة متعرجة وشديدة الانحدار المصورة من الاسفـل تبقى افضل بكثير من الصورة ذاتها التي تؤخذ من الأعلى .
ولسنا هنا بصدد قاعدة مجردة وجامدة ، اذ نستطيع أن تطبقها بطريقة معكوسة إذا شعرنا بضرورة الأمر ، ومع ذلك يجب أن لا نخشى العمل للوصول إلى القمة .
فتركيز الكاميرا على الدعامة واخـتـبـار الوقت والوضع المناسبين . يمكننا من الحصول على مبنى واضـح وعـلى اشخاص « خارج التباور ، ، مما يعتبـر شـاهـداً عـلى الوقت الذي مضى .
- الوقت الحديث :
إن الصلب والزجاج والباطون والخطوط الهاربة تجعل الأمر يبدو وكان المهندسين يعملون من اجـل المصـورين ، فمهمتهم لا تقتصر على تجهيز القرى بالابنية الـغـريبـة ، بل انهم يسخرون الانعكاسات ، والأحجام والألوان لأهداف خاصة ، وعلى عاتقنا أن نبذل جهدا لابرازها بالامتناع عن الوقوف بالقرب من الأبنية لتصويرها بسذاجة ودون إضفاء خيـالـنـا عليهـا إذ أن الأبنية الحـديثـة مـطـبـوعـة بـطـابـع الـعـمـلقـة ، ولذا يـجـب أن نصورها عن بعد ، اذا حرصنا على عدم تشويهها ، أو لتصويرها عن قرب معتمدين على الابتكار ومن هنـا عـلينـا الرجـوع إلى النصائح التقنيـة الواردة في الحلقة الأولى من هذا الموضوع ، فلنتعلم إذا الابتكار دون الرجوع لتصـويـر واجهـة بناء .
إستعمال الزاوية الواسعـة يبرز عمق المواضيـع ، ومرشح البولاريزان ، يستعمـل لاشباع الألوان وعـدسـة « تيلفـوتـو للأشياء التي تكون على شكـل متواليات .
- رؤية الأبنية من أعلى :
إذا حـالفك الحـظ واستطعت التحليق في الهواء في طائـرة صغيرة ، أو تمكنت من الوصول إلى ابنية مرتفعة ستشعر حتماً بانها اللحظة المناسبة لتحقيق صورة هندسية مميزة وغريبة .
إن رؤية شوارع العاصمة من الأعلى تعطيها مظهراً مهيباً فالاشخاص يبدون بحجم النمل . والسيارات تبدو كنقاط ملونة . وفـجـاة نكتشف أن الملاعب والـحـدائـق تـخـتبـا خلف الواجهات وحلم كل منا أن يتمكن ذات يوم من التحليق فوق المدن بـطائرة صغيرة ، وإذا توفر بين معارفك أحد الطيارين الهواة ، ولكن لا تتمنى حصول معجزات لأننا لا تتعلق بنوافذ طائرات | سياح وبالتالي لا نستطيع ان نعرف ما يحدث في الأسفل والنتيجة أننا مضطرون للتصوير على ٤٥ درجة في أفضل الحالات ، وهكذا فإننا لا نرى المناطق واضحة من الأعلى ولكن مع هذا فإن هذه الزاوية لا تؤمن إبراز بعض التناسق .
إن أفضـل الأوقـات لتحقيق صورة ناجحة تكون اثناء دوران الطائرة ، شرط أن تكون الزاوية
التي نجلس فيـهـا مـنـاسـبـة فلنستفد اذاً من هذه اللحظات النادرة للتصوير عدة مرات ولكن إياكم والطلب من الطيار ، أن يعيد الكسرة ، لأن عدداً كبيراً من الطيارين الهواة ، لاقوا حتفهم عندما حاولوا تصوير منازلهم ، او القاء التحية على زملائهم .
ومن السماء ، تبدو الأبنيـة الرائعة بمظهر مختلف وجديد ومع هذا يجب مراقبة المنظورات مرة اخرى ، فما هو صحيح بالنسبـة للصـور المـاخـوذة صعوداً ـ من أسفل الى اعلى - صحيح ايضاً لصـور الغطسة - أي التقاط الصورة من فوق الى تحت .
ـ قليل من الخيـال يعـطي نتيجة أفضل :
إن المصور الهاوي ليس مجبراً على تحقيـق صـورة دقيـقـة كالمحترف ، ومن هذا المنطلق أرفقنا بهذا الموضوع - التصوير المعماري ، مجموعة مختلفة من الصور لنشجعك على تحريك مخيلتك لاختيار الموضوع الأكثر غرابة الذي يعجبك . ومنذ عدة سنوات قرر أحد المصورين الكبار عرض تشكيلة جديدة من الأحذية النسائية بطريقة مبتكرة وطريفة . فعمل على تشكيل أو تأليف صورة جديدة بحيث رتبها بطريقة وضع معها احد ابنية باريس تحت كعب كل واحد منها .
كان الحذاء موضوعه الرئيسي وقد سخر كل المقومات الفنية والتصويرية لانجاح فكرته .
وكذلك قد تجد بدورك افكـاراً أخرى مبتكرة ، كتصوير الأبنية التي تراها اثناء العطلة من خلال مرآة علبة البودرة الخـاصـة بزوجتك أو من خلال عنق زجاجة مرطبات .
إنها اقتراحات مبتكرة ، وبما انك تعمل كهواية أي دون قيود وضغوطات تقنيـة خـاصـة ، لا تخشى من اختيار موضوع مبتكر وتأثيرات خاصة . ولإخفاء بعض عيوب المباني وجعلها خلابة ، نلجا لاستعمال العدسات المؤثرة مثـل - سوبر سيد ، والمرشحات الملونة . لإعطاء الأبـنيـة مـسـحـة مـن الشباب .
أما إذا كانت تشعر بنقص في الأفـكـار ، فما عليك سوى الإنصراف الى الكتـب ، فكـل المصورين المشهورين قد أقدموا فيما مضى على تصوير مدنهم . ابتداء من فولفيو رواتر وصـولا الی فرانسیسکو هیلداغو .
وعادة يتجاهل المصورون الأبنية وحجتهم في ذلك أنها لا تتحرك ، قائلين أنهم يصورونها في وقت آخـر حين تسنـح لـهـم الفرصة ، وأنه لأمر مؤسف لأن هـنـاك بعض الظروف التي لا تتكرر . فالقصر المغطى بالضباب الصبـاحي ، وأوراق الأشـجـار المذهبة في مقدمة الصورة ونور الشمس الشفاف يعطيـه رونقاً خلاباً ، وهو أمر لا يتكرر دائماً في وقت فراغاته .
- كتب ومدربون :
لتحقيق صور أفضل علينا الرجوع الى الكتب أو لتجـارب سابقة لأنها تساعدنا على التقدم في مجال التصوير .
والصورة المعمـاريـة تعتبـر مـوضـوعـاً واسعاً لكن بـامكـانـك اتبـاع النصائح النظرية التي قدمها آرنست هـاس في كتـابـه . في المانيا ، ، طبعة دونويل ، أو تلك التي قدمها فولفيو رواتر في كتابه ، فيفـر فينيـز ، طبعـة مانجس
( Mengès )⏹
تعليق