عمرو شيباني ()
Abu Amr al-Shibani - Abu Amr al-Shibani
أبو عمرو الشيباني
أبو عمرو إسحاق بن مِرار، من الموالي، جاور قبيلة شيبان وأَدَّب فيها، ونُسِبَ إليها فقيل له الشيباني، وقيل له أيضاً: الأحمر، وهذا اللقب غلب على من هو من ولد العجم، كان من الدَّهَّاقين أي من تجار العجم، عاش السنين الأولى من حياته في الكوفة، ويشاركه في كنيته عالِمٌ آخرُ، إلا أنه اشْتُهِرَ باسم بلده الكوفة، فقيل له أبو عمرو الشيباني الكوفي، واسمه سعيد ابن إياس، وثمة أبو عمرو آخر يُقال له السَّيباني بالسين المهملة، واسمه زُرْعَة، وإذا ذُكِرَ أبو عمرو الشيباني قيد بعبارة بالشين المعجمة.
إمام في اللغة والشعر وصاحب العربية، ثقة فيما يحكيه، كثير السماع والحديث، وعُدَّ من الثقات فيه، ذهب إلى البادية وسمع من أهلها اللغة، وأفنى إناءين من المداد وهو يكتب سماعه، انصرف عنه عامة أهل العلم، ورماه الشعراء بسهام الهجاء بسبب نزوة عكوفه على شرب النبيذ، غير أن هذا الذي أُصيب به لم يُسقط عدالته عند خاصة أهل العلم والأدب، وبقي معدوداً في العلماء الثقات المرضية المقبولة أقوالهم، وذاع صيته ونال منزلة عند أقرانه الأدباء، وعُرِفَ بأنه صاحب ديوان اللغة والشعر، أَحبَّ العلم حباً جماً، وحضَّ على طلبه، ورأى أن العلم يوطئُ الفقراءَ بُسُطَ الملوك.
غلب عليه العمل في نوادر اللغة وحفظ غريبها واستظهار أراجيز العرب، جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، وكلما فرغ من عمل شِعْرِ قبيلة وأظهره إلى الناس نسخ مصحفاً وأودعه مسجد الكوفة، فكان ما كتب من المصاحف نيفاً وثمانين مصحفاً بخط يده، وأولع بالجمع حتى غدا ما جمعه منه ما يُحتاج إليه ومنه ما لا يُحتاج إليه لكثرة ما طلب وجمع. أخذ عن علماء مشهورين مثل أبي عمرو بن العلاء النحوي، والمفضَّل الضَّبي، أخذ عنه دواوين الشعر، وأخذ عن ركين بن الربيع المحدث.
من تلاميذه علماء راسخون مثل أحمد بن حنبل الذي كان يحضر مجلسه ويكتب ما يمليه، وأبي عبيد القاسم بن سَلاَم، وأحمد بن يحيى ثعلب، وابنه عمرو، سمع الناس منه سنين ووالده حيّ، وروى عن أبي عمرو بنوه وبنو بنيه.
له كثيرٌ من التصانيف، ككتاب «الخيل»، وكتاب «غريب الحديث»، وكتاب «الإبل»، وكتاب «خلق الإنسان»، وأشهر مصنفاته كتاب «الجيم»، وهو معجم لغوي مطبوع، وورد باسم كتاب الحروف، وكتاب «اللغات»، وكتاب «النوادر»، وهذه أسماء لكتب أخرى، والنسخة المطبوعة التي بين أيدينا اسمها كتاب الجيم، وليس لها مقدمة يبيّن فيها المؤلف منهجه في تأليف هذا الكتاب، ولم يذكر سبب تسميته بكتاب الجيم، والجيم هو الديباج.
اختار أبو عمرو في هذا الكتاب كلمات من الشعر الذي جمعه ثم أتى بشاهد على كل كلمة، ويعاني كتاب الجيم خللاً في ترتيب مواده يربأ أبو عمرو أن يصدر عنه مثله.
إبراهيم عبد الله
Abu Amr al-Shibani - Abu Amr al-Shibani
أبو عمرو الشيباني
أبو عمرو إسحاق بن مِرار، من الموالي، جاور قبيلة شيبان وأَدَّب فيها، ونُسِبَ إليها فقيل له الشيباني، وقيل له أيضاً: الأحمر، وهذا اللقب غلب على من هو من ولد العجم، كان من الدَّهَّاقين أي من تجار العجم، عاش السنين الأولى من حياته في الكوفة، ويشاركه في كنيته عالِمٌ آخرُ، إلا أنه اشْتُهِرَ باسم بلده الكوفة، فقيل له أبو عمرو الشيباني الكوفي، واسمه سعيد ابن إياس، وثمة أبو عمرو آخر يُقال له السَّيباني بالسين المهملة، واسمه زُرْعَة، وإذا ذُكِرَ أبو عمرو الشيباني قيد بعبارة بالشين المعجمة.
إمام في اللغة والشعر وصاحب العربية، ثقة فيما يحكيه، كثير السماع والحديث، وعُدَّ من الثقات فيه، ذهب إلى البادية وسمع من أهلها اللغة، وأفنى إناءين من المداد وهو يكتب سماعه، انصرف عنه عامة أهل العلم، ورماه الشعراء بسهام الهجاء بسبب نزوة عكوفه على شرب النبيذ، غير أن هذا الذي أُصيب به لم يُسقط عدالته عند خاصة أهل العلم والأدب، وبقي معدوداً في العلماء الثقات المرضية المقبولة أقوالهم، وذاع صيته ونال منزلة عند أقرانه الأدباء، وعُرِفَ بأنه صاحب ديوان اللغة والشعر، أَحبَّ العلم حباً جماً، وحضَّ على طلبه، ورأى أن العلم يوطئُ الفقراءَ بُسُطَ الملوك.
غلب عليه العمل في نوادر اللغة وحفظ غريبها واستظهار أراجيز العرب، جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة، وكلما فرغ من عمل شِعْرِ قبيلة وأظهره إلى الناس نسخ مصحفاً وأودعه مسجد الكوفة، فكان ما كتب من المصاحف نيفاً وثمانين مصحفاً بخط يده، وأولع بالجمع حتى غدا ما جمعه منه ما يُحتاج إليه ومنه ما لا يُحتاج إليه لكثرة ما طلب وجمع. أخذ عن علماء مشهورين مثل أبي عمرو بن العلاء النحوي، والمفضَّل الضَّبي، أخذ عنه دواوين الشعر، وأخذ عن ركين بن الربيع المحدث.
من تلاميذه علماء راسخون مثل أحمد بن حنبل الذي كان يحضر مجلسه ويكتب ما يمليه، وأبي عبيد القاسم بن سَلاَم، وأحمد بن يحيى ثعلب، وابنه عمرو، سمع الناس منه سنين ووالده حيّ، وروى عن أبي عمرو بنوه وبنو بنيه.
له كثيرٌ من التصانيف، ككتاب «الخيل»، وكتاب «غريب الحديث»، وكتاب «الإبل»، وكتاب «خلق الإنسان»، وأشهر مصنفاته كتاب «الجيم»، وهو معجم لغوي مطبوع، وورد باسم كتاب الحروف، وكتاب «اللغات»، وكتاب «النوادر»، وهذه أسماء لكتب أخرى، والنسخة المطبوعة التي بين أيدينا اسمها كتاب الجيم، وليس لها مقدمة يبيّن فيها المؤلف منهجه في تأليف هذا الكتاب، ولم يذكر سبب تسميته بكتاب الجيم، والجيم هو الديباج.
اختار أبو عمرو في هذا الكتاب كلمات من الشعر الذي جمعه ثم أتى بشاهد على كل كلمة، ويعاني كتاب الجيم خللاً في ترتيب مواده يربأ أبو عمرو أن يصدر عنه مثله.
إبراهيم عبد الله