العكبري (عبد الله بن الحسين-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العكبري (عبد الله بن الحسين-)

    عكبري (عبد الله حسين)

    Al-Ukbari (Abdullah ibn al-Hussein-) - Al-Ukbari (Abdullah ibn al-Hussein-)

    العُكْبـَري (عبد الله بن الحسين ـ)
    (538 ـ 616هـ/1143ـ 1219م)

    محبّ الدين عبد الله بن الحسين أبو البقاء العُكْبَري البغدادي الحنبلي النحويّ نسبة إلى عُكْبَرا (بضمّ العين وسكون الكاف وفتح الباء) التي تحدرت أسرته منها، وهي بليدة على ضفّة نهر دجلة تبعد عشرة فراسخ عن الجانب الشرقي لبغداد. كما نسب إلى بغداد حيث ولد ونشأ وتعلّم وعاش حياته. أصابه الجدري في صغره فأضرّ (أصبح كفيفاً)، ولكنّ هذا لم يمنعه من طلب العلم، فلم يُرَ في حياته إلاّ مستمعاً أو مقرئاً أو مملياً، يقرأ لـه طلاّبه نهاراً وتقرأ له زوجته ليلاً.
    قرأ على عدد كبير من علماء عصره كابن دينار وأبي يعلى الصغير وابن البطي والبزاز وأبي زرعة وابن الخشّاب وابن الجوزي وغيرهم، وأصبح من أكابر علماء عصره في علوم الدّين والعربيّة، ووصفوه بالفقيه والمقرئ والمفسّر والفرضي والنحوي واللغوي والعروضي، وقال ابن خلكان: «لم يكن في آخر عمره مثله في فنونه»، فلقد بلغ الغاية في دينه وخلقه وكثرة علومه، وانتشر صيته في الآفاق، وأقرّ لـه شيوخه بالتفوّق، وكثر قاصدوه وطلابه وانتفع به خلق كثير وتخرّج به أئمة نابهون في الفقه والحديث والعربية، وقرأ عليه بعض طلابه الحساب والجبر والمقابلة، وقد ذكرت كتب التراجم عدداً كبيراً ممّن قرأ عليه وروى عنه، منهم ابن الدُّبَيْثي وابن النجّار وابن الصيرفي والكمال البزاز البغدادي وياقوت الحموي وأبو الفتح المقدسي وأبو الفرج عبد الرحمن بن نجم الجزري وابن القطيعي والفقيه الحنبلي أبو البركات عبد السلام بن عبد الله الحرّاني جدّ الإمام ابن تيمية، وأبو محمد المنذري وابن عدلان الموصلي وابن الساعي وابن أبي الجيش وكثير غيرهم من المحدّثين والفقهاء وعلماء العربية.
    وقد ترك العكبري مكتبة تشهد بعلمه وفضله من أشهرها كتاب «إعراب القرآن» أو «إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن» أو «التبيان في إعراب القرآن» و«إعراب الحديث النبويّ» و«اللباب في علل البناء والإعراب» و«التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين» و«شرح لاميّة العرب» و«المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم» يعني إصلاح المنطق لابن السكّيت و«شرح الإيضاح» للفارسي… إلى كتب أخرى كثيرة لم يزل بعضها مخطوطاً.
    ومن الجدير بالاهتمام أنّه سيطر على بعض الدارسين لأبي البقاء وهمان ظَّلا يتردّدان في الدراسات والأبحاث المتّصلة به مدّة غير قصيرة، أما الأوّل فهو أنّ العكبري هو واضع شرح ديوان المتنبي المعروف «بالتبيان في شرح الديوان» الذي طبع منسوباً إليه، ثمّ طُعِنَ في هذه النسبة وظهر عدم صحّتها، وتبين أن الشرح لتلميذه ابن عدلان. وأما الوهم الثاني فهو أنّ أبا البقاء نحوي كوفي المذهب، ثمّ ثبت بعد معرفة كتبه النحوية كاللّباب وشرح الإيضاح أنّه بصري محض، وأنّه ذو شخصية علميّة مستقلّة تظهر في تحقيق المسائل التي ينقلها أو يعرضها وفي مناقشتها والاحتجاج لها أو تفنيدها وردّها وأن اهتمامه في النحو كان منصرفاً إلى ثلاثة أمور تميز بها؛ أولها عنايته بنحو سيبويه وآرائه، وثانيها عنايته بالتعليل وذكر العلل، وثالثها عنايته بالنحو التطبيقي أو الجانب الإعرابي الذي وضع فيه «إعراب القرآن» و«إعراب الحديث النبوي» و«إعراب شواذ القراءات» و«إعراب الحماسة».
    مازن المبارك
يعمل...
X